المشاركات الجديدة
المقالات والمواضيع والمنقولات المترجمة : هذه الساحة تعنى بنشر المقالات والمواضيع التنجيمية والفلكية المترجمة إلى العربية من اللغات الأخرى

الكاكائيه

افتراضي الكاكائيه
الكاكائية




مَن هم الكاكائيون؟ وماهي أصول مذهبهم؟ يتفرع السؤال إلى أسئلة عدة، من الصعوبة تحديد إجابة عنها. فهل هم بقايا جماعة الفتوة وتنظيمها، التي شجعها خلفاء عباسيون متأخرون، أم قبيلة كردية مسلمة تأثرت بالأديان الأخرى، فظهرت لديها تعاليم مزدوجة؟ أم أن المبشّرين نصّروها؟ حاول المهتمون الإجابة، كلٌّ بحسب معلوماته وقناعاته، والمصدر شخص صبا عن الكاكائية، فتحدث عن إنتمائه الجديد، أو شيخ من شيوخها يرد بإجابات يقف عند مركز الأسرار. توحي هذه الطريقة، في تسجيل تاريخ وطقوس الملل والنحل، بسطحية البحوث المستخلصة من تلك المعلومات، ناهيك عن إحتمال تزويقها وكذبها.
أغرتْ هذه الطريقة السهلة عدداً من المهتمين العراقيين، رجال دين وحقوقيين ومؤرخين معاصرين، مثل: الأب أنستاس الكرملي، أحمد حامد الصرّاف، عباس العزاوي، وعبد الرزاق الحسني. غير أن هؤلاء، أصابوا أم أخطأوا، بادروا إلى الكتابة في موضوعات غريبة ومشوّقة، وغير معروفة آنذاك بعد، ففتحوا سبيلاً إلى دراسة تاريخ مذاهب محصّنة في مناطق منيعة، مثل وديان وجبال كردستان العراق.

هناك روايات متناقضة في تاريخ الكاكائية، الغالب منها مستخلصاً من حكايات غامضة، لعب فيها الرمز والإيماءة دوراً ملحوظاً. ويفرض هذا الغموض الأثر الصوفي العرفاني، وبوجوده تعدّ التعاليم والطقوس أسراراً مقدّسة، لا يجوز البوح بها أمام الغرباء. لذلك تبدو معطياتها حطب ليل، جمعت من أفراد يرتابون عادة من الفضوليين، أو مستلة من مذكرات موظفين في المنطقة غير حياديين، أو من خواطر الرحّالين الأجانب، الباحثين عن غرائب الشرق وخفاياه، وكتاباتهم لا تخلو من المبالغة، يقصدونها لشدِّ القارىء الغربي.

حَوَتْ كتبٌ ومقالاتٌ مرتبكة عديدة حول الكاكائية، ففي كتاب واحد مثل كتاب عباس العزاوي “تاريخ الكاكائية” نجدها ذات أصول صوفية، وفتوة. ولقلة المعلومات المتاحة جعل المؤلف معظم كتابه في تاريخ الفتوة، والتكايا، ولو خرصه لفضُلت أوراق قليلة لها صلة بعنوانه. وفي مقال واحد، مثل مقال الأب الكرملي “الكاكائية” نجدها ديانة قديمة، ونصرانية، وخفية العقيدة. إنها أزمة البحث في مذاهب لم تذكرها الدولة بإحصاءٍ أو تعريفٍ، ولم تفصحْ هي عن نفسها إلا همساً.

الكلمة الكردية “كاكا/الأخ” كانت وراء القول في صلة الكاكائية بالفتوة، المعروفة بالأخيّة أحياناً. شجع الخليفةُ الناصر لدين الله (ت 622هـ) بعد أن جعل من نفسه الفتى الأول، ثم تقلّد رئاستها خلفاؤه، فيُذكر أن حفيده المستنصر (ت 640هـ) َلبِس سراويلَها الخاصةَ، في مرقد علي بن أبي طالب بالنجف.

كان الفتى، الذي يشار إليه بإبن المحلة، أو إبن الحي، صاحب أخلاق حميدة، وشهامة ونخوة، يردّ الظلمَ والإعتداء عن أبناء محلته أو حيه. أما علاقة الفتوة بـ علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه) فهي بحسب منشور الفتوة، الذي عممه الخليفة الناصر: “أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب هو أصل الفتوة ومنبعها، ومنجم أوصافها الشريفة ومطلعها، وعنه تُروى محاسنها وآدابها، ومنه تشعّبتْ قبائلُها وأحزابُها، وإليه تنتسب الفتيان” (الشيبي، الصلة بين التصوف والتشيع، ص 534، عن تاريخ إبن الساعي). ولعل خلفية هذه المنزلة هي العبارة التي ذكرها المؤرخون، عند حديثهم عن معركة أُحد: “لا فتى إلا علي، لا سيف إلا ذو الفقار”.

من مبررات القائلين بالتاريخ المشترك بين الفتوة والكاكائية، صلة الإثنين بـ علي بن أبي طالب، وذكر إبن بطوطة (ت 779هـ) من غير قصد، فتوة بلاد الأناضول (تركيا حالياً) بالأخيّة، ورد ذلك بقوله: “واحد الأخيّة أخي، على لفظ الأخ، إذا أضافه المتكلمُ إلى نفسه، وهم بجميع البلاد التركمانية الرومية، في كل بلد ومدينة وقرية، ولا يوجد مثلهم أشد إحتفالاً بالغرباء من الناس، وأسرع إلى إطعام الطعام، وقضاء الحوائج، والأخذ على أيدي الظلمة، وقتل الشرط ومن لحق بهم من أهل الشر. والأخيُّ عندهم رجل يجتمع أهل صناعته وغيرهم من الشبان الأغراب، والمتجردين، ويقدّمونه على أنفسهم، وتلك هي الفتوة أيضاً” (رحلة إبن بطوطة، ص 285ـ287).

ومن دون أن يرميَ إلى ربط الكاكائية بالفتوة، قال الرحّالة الروسي (فلاديمير مينورسكي) حول الجماعة الكردية: “من طريف عاداتهم المؤاخاة” (الأكرد ملاحظات وإنطباعات 81)، ولا يعبر عن هذه الصفة بالكردية غير لقب الكاكائية.

لكن المبررات الآنفة لم تُشرْ إلى تفرّع الكاكائية عن الفتوة، إذا علمنا أن الأخيرةَ كانت تنظيماً شبابياً إجتماعياً عفوياً، يلعب فيه الفتى، البطل، دوراً محورياً. وهذا خلاف ما كتبه مصطفى جواد في مجلة “لغة العرب” (نيسان/أبريل 1930)، بأنها: “مذهب حيوي ديني سلك بعد ظهور الإسلام لتهذيب الأخلاق، ونعش النفوس وبث العبقرية” وبعد حوالي ثلاثين عاماً من مقاله الآنف، كتب واصفاً الفتوة بأنها: “مذهب إسلامي ديني إجتماعي، قد تطورت كسائر المذاهب الدينية والإجتماعية في الإسلام” (المجمع العلمي العراقي، 5/1958) غير أن جواد في كتاباته حول الربط الصوفية والمذاهب الشبيهة بالكاكائية، لم يُشرْ إلى علاقة لها بالفتوة أو الأخّية.

وواقع الحال أن الفتوة ليست مذهباً، كسائر المذاهب، مثل الكاكائية، لأنها تخص فئة إجتماعية معينة، لا تحلُّ محل المذاهب، وليست لها عقيدة خاصة، لكنها تعبر عن المذهب السائد في منطقتها. قال إبن جبير في تبعية الفتوة للمذاهب: “سلّط الله على هذه الرافضة (الفتوة العراقية) طائفةً تعرف بالنبوية، سنّيون يدينون بالفتوة، وبأمور الرجولة كلها، وكل من ألحقوه بهم لخصلة يرونها فيه، منها ما يحرمونه (يلبسونه) السراويل، فيلحقونه بهم، ولا يرون أن يستعديَ أحدٌ منهم في نازلة تنزل بهم، لهم في ذلك مذاهب عجيبة، وإذا أقسم أحدهم بالفتوة برَّ بقسمه، وهم يقتلون هؤلاء الروافض أين ما وجدوهم، وشأنهم عجيب في الأنفة والإئتلاف” (رحلة إبن جبير 280) ظهرتِ الفتوةُ السنية بالشام، في مقابل الفتوة بالعراق، وكأنها عودة إلى الصراع بين الشام الأموي، والعراق العلوي في العقد الثالث من القرن الأول الهجري. فالفتيان العراقيون كانوا: “يعقدون إجتماعهم في مسجد براثا، بغربي بغداد، وهو مسجد بُني على رواية: “أن الإمام علي بن أبي طالب، لما خرج لقتال الخوارج، صلّى في موضع المسجد، ودخل حماماً في قرية براثا، ولذلك كان من مساجد الشيعة، وكان مسدود الباب مهجوراً، ففتح إبن الرسولي (رئيس الفتيان) بابه، وقلع الباب العتيق، ونصب عليه باباً جديداً، ورتّب في المسجد من يراعيه” (مجلة المجمع العلمي 5/1958)

قال الكرملي: “لفظة كاكائي ليست إسم قبيلة، أو أمة، أو قوم، أو بلد، هي لفظة كردية، فارسية الأصل، معناها: الأخ، فقالوا في واحدها العائد إلى هذه الجمعية السرية: كاكايا، على الطريقة الآرامية، ومنهم من يلفظها كاكائي، مفرداً وجمعاً. فانظر كيف جمعوا في لفظة واحدة الفارسية والآرامية، وهم يريدون بذلك الأخ في المذهب” (مجلة لغة العرب، 1928) والكرملي، بحسب النص المذكور، ومينورسكي قبله، لم يقولا هناك صلة ما بين الكاكائية والفتوة، مثلما لا يمكن أن تكون صلة بينها وبين تسميات تنظيمات يتخاطب أفرادُها بكلمة أخي، إشارة إلى مستوى العلاقة بينهم، أو تيمناً بأخوة المهاجرين والأنصار. وأفضل دليل على عدم الربط بذريعة الإسم، أن إخوان الصفا كجماعة فكرية وفلسفية إتخذت الأخّيةَ إسماً لها من دون أن تكونَ لها علاقة بالفتوة.

وفي رأي آخر، ورد في تقرير الإستخبارات البريطانية عن العشائر الكردية، أن: “الكاكائية بالأصل طريقة صوفية/درْوشة، سواء من ناحية التنظيم، أو المنشأ التاريخي” (خورشيد، العشائر الكردية 89) ومؤسسها، بحسب التقرير الآنف، هو سلطان إسحق بن عيسى البرزنجي. جاء ذلك مطابقاً لقول مينورسكي الآتي: “أما كشف الأسرار.. فقد حدث في عصر بابا خوشين، والسلطان إسحق” (الأكراد، ملاحظات وإنطباعات، 81).

وعلى رغم البعد الديني الإيزيدي الذي أسقطه مينورسكي على طائفة أهل الحق، والكاكائية لم تكن بعيدة منها، والمتمثل بوجود مركز رئيس الملائكة في عقائدهم، إلا أن ريادة سلطان إسحاق في بلورة فرقة دينية، عرفت بهذا الإسم، جديرة بالإهتمام. فاسحق في تأسيس الكاكائية، بحسب التقرير البريطاني، كان متأثراً بنِحلة دينية قديمة كانت مزدهرةً، يُدعى صاحبها بابا خوشين، وهو الذي: “جعل الزعامةَ وراثيةً في أسرته وحدها” وينقل عباس العزّاوي عن كاكائيين، أن إسحق كان أول الظهور (الكاكائية في التاريخ، 41) بمعنى أنه المؤسس، ومرقده مزاراً كاكائياً في جبل هاورامان. يصف مينورسكي مكان المزار، أثناء رحلته العام 1914، بقوله: “قرية بيرديور في هاورامان، وهي قابعة وراء قمم وصخور وعرة، وتعتبر هذه البقعة من الأماكن الرائعة الجميلة الخلاّبة من حيث المناظر الطبيعية

إن كلمة أخ، أو كاكا، التي سُمّيت الكاكائية بها، لقب للتخاطب بين أفراد الفرقة، أو العشيرة، ورد في الأصل من خارجها، وهذا ماخضعت له فرقٌ ومذاهبُ عدةٌ، إذ عرفت بأسماء لم تخترها هي. شاعت حول التسمية حكايةٌ تذكر فضلَ سلطان إسحق، أو إسرته في تأسيس الفرقة. ورد فيها: “أن أحد رؤسائها المؤسسين لها كان من السادة البرزنجية في أنحاء السليمانية، فبنى تكيةً في قرية برزنجة، وضعت لسقفها الأعمدة، لكنها قصُرتْ عن جدار البناء، فقال لأخيه: مُدّها أيها الأخ/كاكا، ومن ثَم مدّها، فطال الخشبُ كرامةً، وصاروا يُدعون بالكاكائية لهذه الحادثة، (الكاكائية في التاريخ، 4).

لكن عباس العزاوي، الذي أصرَّ على ربط الكاكائية بالفتوة، ينفي هذه الحكاية الشعبية المتداولة، والمستخلصة من واقع الحال، بقوله: “إنها الأخّية، الطريقة المعروفة في بلادنا، وفي إيران، وفي الترك، وتُنسب إلى أخي، وأصلها أن لكل واحد من أرباب هذه الطريقة يدعو الآخرَ من جماعته بأخي، إضافة إلى ياء المتكلم، ويعنون أن أصحابَ هذه الطريقة أخوّة، أصلها التمسك بآية المؤمنين أخوة، والسير بمقتضى هذه الطريقة، وعلى كل تستند إلى أصل أنها طريقة الفتوة” (المصدر نفسه،5) كذلك يبتعد العزاوي عن رأيه حين ينسب الكاكائيةَ إلى طريقة صوفية، هي السهروردية، والدليل وجود قبر إبراهيم بن السيد أحمد، جد رؤساء الكاكائية بمقبرة الشيخ عمر السهروردي ببغداد (المصدر نفسه، 41) وبالتالي تخلى عن أدلته في تأكيد العلاقة بين الكاكائية والفتوة، ومنها وجود محلة بكركوك تدعى بأخي حسين، أو وجود أشخاص يدعون بأخي فلان، او بـ “كَكْ”، مثل مبارزالدين كك، وحسام الدين كك. غير أن كلمة كاكا تعني الأخ الأكبر، الذي له إعتبار خاص في الأسرة، يتميز به عن سائر أخوته، فهي كلمة عامة، غير ملزمة لملّة أو طريقة.

قال الكرملي معتمداً شهادة كاكائي صبأ عن ملته، تعرف عليه العام 1896 ببغداد، يدعى مسعود بن جمّو: “طائفة خفية المعتقد والمذهب، مبثوثة في كركوك وأنحائها، ولهذا لم يذكرْ وجودهم أحدٌ من الكَتَبةِ والمؤرخين، لأنهم يخفون رأيهم الديني على كل إنسان، ويتظاهرون بالإسلام، في موضع يكون أكثر سكانه مسلمين، ويتظاهرون بالنصرانية، في المواطن التي يكثر فيها المسيحيون” (مجلة لغة العرب،1928) لكن الكرملي يعود إلى حسمِ (بحسب المرجع الكاكائي الذي يدعي أنه أثبت صحة أقواله بمطابقتها مع أقوال آخرين) أمر الكاكائية بأنها نصرانية العقائد، بالقول: “إختاروا النصرانية على كل دين سواه” (لغة العرب، نيسان 1928) وبهذا ألغى عنها صفتها الإسلامية، وصلتها المفترضة بأصولٍ قديمة.

بيدَ أن الكرملي، الذي نصّر الكاكائية، بحسب ما وَصَله من معلومات شفاهية، ينفي وجودَ مذهب أو دين خالص، في منطقة وُصفتْ بمتحفٍ للأديان والعقائد، فهو القائل: “هذا الإختلاف يعود إلى طبيعة البلاد، فإنها جبلية، وقد تناوب عليها أصحابُ الأديان القديمة والعناصر المتباينة، وقد أبقى كل عنصر وكل معتقد، وكل مذهب شيئاً من بقاياها.. وفي كل من تلك الجبال بقايا قد إختلط بعضُها ببعضٍ، حتى أنه يستحيل على كل عاقلٍ الوصولَ إلى قرارِ الحقيقة، والذي يحاول البلوغَ إليه يطلب المحالَ”.

ليس بعيداً أن يكونَ ميلُ الكاكائية إلى المسيحية إدّعاءٌ إدّعاه كاكائيون أمام رجل دين مسيحي، فقد سبقتِ الإشارةُ إلى ريبة الكاكائيين من الآخرين. فهم مسلمون أمام المسلمين، ومسيحيون أمام المسيحيين. وهذه ليست المرة الأولى التي يتوهم فيها الكرملي، ويضفي الصبغةَ المسيحيةَ على جماعات دينية، فقد كتب عن الصابئة المندائيين، وهم أهل دين قديم، سلسلة مقالات في مجلة “المشرق” البيروتية، ورد في العدد (3/1900) قوله: “إقتبست آراء من النصرانية قبسة العجلان، وفي القرون الأولى للمسيح، كُتبت بعض كتبهم” ولولا أن الأب الكرملي لم يثلب بالتعصب ومصادرة التاريخ، وليس له أغراضٌ أكثر من خدمة العلم واللغة العربية، لنعت ما خبره في المجلتين المذكورتين بالدعاية التبشيرية.

قال مينورسكي، كشاهد عيان، نافياً تأثر المذهب الكاكائي، الذي يذكره ضمناً بالمسيحية، فإنه “بجميع أبعاده وإتجاهاته العامة لا يجتمع مع المسيحية في شيء” كذلك أكد عباس العزاوي، أثناء تجواله في المنطقة، إسلامية عقائد الكاكائية، مع وجود الغلوّ فيها، على حدّ زعمه، المتصل هذه المرة بالحسين بن منصور الحلاج (ت 309هـ) وأنهم يحـرّمون الخمرَ، ويحترمون يومي الإثنين والجمعة، ويَتْلوَن الأدعيةَ الخاصّةَ بهم، ويقـرّون الطلاقَ، ولكن برضى الرجل والمرأة، فهو عندهم كعقد الزواج، لا يجوز إلا برضى الإثنين، لكنهم لا يبيحون تعددَ الزوجات، وألا يتزوج الشيخُ إبنة مريده، ولا يتزوج المريدُ إبنة شيخه (الكاكائية في التاريخ، 70،71) خلا ذلك، أجاب شيخ الكاكائية عن إستفسار العزاوي عن حبّهم لـ علي بن أبي طالب، بسؤال أحرجه: “وأنتم هل تكرهوننه؟ ثم أردف الشيخ قائلاً حول مايُشاع عنهم: “ليس لنا من هذا النوع أكثر من أننا مسلمون، نؤمن بالقرآن” (المصدر نفسه، 29) إن المقبولَ من الآراء، بحسب المصادر التي بين أيدينا، أن الكاكائيةَ عشائرُ كرديةٌ مسلمةٌ، غلب عليها هذا الإسم قديماً، مالت إلى التطرف في محبة الإمام علي بن أبي طالب، لذلك عدّهم البعضُ من (العلي إلهيين) وتأثروا بالأديان المحيطة بهم، وساعدتهم الجبالُ في الحفاظ على عقائدهم فترةً طويلةً. من أهم كتب الكاكائية المشتركة مع أهل الحق وغيرهم “خطبة البيان” المنسوبة لـ علي بن أبي طالب.

قال حاجي خليفة (ت 1067هـ): ” سبعون كلمة، أولها: الحمد لله بديع السموات وفاطرها.. إلخ، قيل أنها من المفتريات، ولها شرح بالتركية في مجلّد (كشف الظنون) وقال آغا بَرْزَكْ الطهراني: “من الخطب المشهورة نسبتها إلى أمير المؤمنين (ع)، ولها نسخ مختلفة بالزيادة والنقصان.. لم يذكرها الرضيُّ في نهج البلاغة، وكذا لم يذكره إبن شهر آشوب في المناقب، في عِداد خُطَبه المشهورة (الذريعة في تصانيف الشيعة) ومن كتبهم أيضاً “جاوَدانْ عُرفي” وهو كتاب الطريقة الحروفية الصوفية، وكتاب “حياة” و “التوحيد” لـ سلمان أفندي الكاتبي، و “سَرْنَجام” الذي طبعه مينورسكي باسم “سَه ره نجام” قبل 1914، وكان مدوَّناً بالكردية (الأكراد، ملاحظات وإنطباعات83) تُضاف إلى هذه الكتب دواوينَ شعرية، تُتلى كأدعية وإبتهالات.

أما مزاراتهم، التي يشاركهم فيها آخرون هي: مزار سلطان إسحق في جبل هورامان، ومزار سيد إبراهيم، بين مقبرة الشيخ عمر، والباب الأوسط ببغداد. ودكان داوود، وصاحب المزار المذكور كان خليفة السلطان إسحق، ويقع بين سربيل وباي طاق، في كهفِ جبلٍ. ومزار زين عابدين في داقوق، أصل محله كنيسة. ومزار أحمد في كركوك، بمحلة المصلى. ومزار عمر مندان في كفري، وهو غير عمر مندان الواقع على طريق كركوك ـ أربيل (الكاكائية في التاريخ، عن شيخ الكاكائية في الأربعينات) حدد تقريرُ الإستخبارتُ البريطانية حدودَ المنطقة التي تُوجد فيها الكاكائية، بالآتي:

“شمالاً بارون داغ والتلال المجاورة، جنوباً الطريق الرئيس، الواصل بين تازة وطوزخورماتو، وشرقاً منطقة حويجة، وغرباً السهل الممتد من جبل حمرين، وقره علي داغ.” ويصحح مترجم التقرير، حدودَ الكاكائية بالآتي: “جنوباً السهل الممتد من حمرين، وقره علي داغ، وشرقاً الطريق الرئيس بين تازه وطوزخورماتو، وغرباً منطقة حويجة”

وأشار التقريرُ إلى موطنهم الرئيس في العراق، في ناحية طاووق، في كركوك، وبين خانقين وقصر شيرين على الحدود العراقية الإيرانية، وعلى ضفاف الزاب الكبير، ويُعرفون هناك بـ “الصارلية” كما لهم وجودٌ ملحوظ في تلعفر. عدّهم الكرملي العام 1928 بحوالي عشرين ألف نسمة. لهم في كركوك 60 بيتاً، وعلى نهر الزاب 480 بيتاً، وفي خانقين نحو 560 بيتاً.

************************************************** ***********************

غير مبريء الذمه نقل الموضوع أو مضمونه بدون ذكر المصدر: منتديات الشامل لعلوم الفلك والتنجيم - من قسم: المقالات والمواضيع والمنقولات المترجمة


...
....
صورة رمزية إفتراضية للعضو علي العذاري
علي العذاري
انتقل لرحمة الله
°°°
افتراضي
الكاكائية : وهي كلمة فارسية وحسب ما ظهرت في النصوص الآشورية وبمفهوم العم او الخال ولكنه اليوم وباللغة الكوردية تعني (الاخوة الكبرى) ونسبة الى الشعور الديني الموجود بين افراد الكاكائية , والكل ينادون بعضهم البعض لتأكيدهم على الانتماء الى طائفتهم ..والصحيح في المعنى الاخير اي الكوردية ….منطقة تواجدهم : تأخذ هذه الطائفة الكوردية منطقة السهل الجنوبي من مدينة كركوك (داقوق وطوز خورماتو وكفري وخانقين ومندلي ومناطق شرق الموصل كما يتواجد الكاكائية واهل الحق في كوردستان الشرقية من مناطق هورامان وكرمنشاه وكرند وزهاو ولورستان وشيراز وهمدان وآذربيجان ) موطنا لهمينقسم الكاكائية وأهل الحق الى عديد من الطبقات :1- طبقة السادة : انهم منحدرين من الشيخ عيسى ابن السلطان اسحق .
2- طبقة الدليل ( البير) :هذه الطبقة يسمى افرادها ب(مام أو بابا أو مرشد).
3- طبقة (الاخوان) اي الكاكا وهم من الطبقة العام…
الاعتقاد الديني عند هذه الطائفة (الكاكائية) : ان الكاكائيين وأهل الحق يعتقدون بالله استنادا على أن الألوهية لايمكن ادراك ولاتصلح معرفتها بوجه , او لايمكن الاطلاع عليها او الوقوف على معرفتها أن الله لايصح وصفه باللون او باللغة
وليس من الصواب تسميته او الاتصال به عن طريق ما الا في حالة واحدة عندما يظهر في الاشخاص رأفة منه بهم ورحمته وان الله نور لايمك وصفه وادراكه ولامعرفة حقيقته بوجه .. والملائكة تتقمص في صورة البشر …
والكاكائيون يؤمنون بوحدة الوجود وان الكون هو الله والكل يرجع اليه ويعود الى حقيقته. وثم يؤمنون بتناسخ الارواح, اي ان الارواح العادية تنتقل من بدن الى آخر حتى تظهر وتكون صالحة مجردة من الاعمال …
الكاكائيون لايتلون القرآن ويعد في نظرهم غير معتبر .. وهم ايضا يشيرون الى يوم الآخرة وهو يوم ظهور الله في شخص وحلوله فيه كما يؤمن بذلك التصوف ..
الكاكائيون وهم يصومون يوما واحدا ويسمونها يوم(الاستقبال) وثم بعد ذلك يصومون ثلاثة ايام ويدعونها (ايام الصوم), واخيرا يصومون يوما اخرا يسمونها بيوم العيد . ويجمعون الكاكائية في هذا اليوم من اجل التعارف ولبحث القضايا الدينية والتسامح في مابينهم وثم يذبحون الذبائح ويقدمون الطعام وخيراتهم بأسم النذر ويسمونها (نياز)….
الكاكائيون وأهل الحق يصلون مرتين في اليوم قبل بزوغ الشمس والمرة الثانية اثناء غروبها .. ومن اشهر شخصياتهم التاريخية هم : الحلاج و بدر الدين السيماوي وشاه اسماعيل وشمس الدين التبريزي ونظير ده ده وشيخ باباعلي وغيرهموهم لايقومون بفريضة الحج على الطريقة الاسلامية وانما فقط يزورون اضرحة أكابرهم.. وهم يطيعون السيد(البير) وهو من طبقة المرشد والمحافظ على اسرار معتقداتهم ….ومن عاداتهم ايضا تعتبر تعدد الزوجات يخالف مبادئهم الدينية .. ولايمكن الزواج بين افراد طبقلتهم المتعددة، والزوا ??ج من خیر الکاکائیه محرم
والطلاق من طرف واحد ملغي وممنوع منعا باتا.
اللغة الكاكائية وهي اللغة الكوردية وباللهجة الكورانية المشهورة (بلهجة ماجو)وحتى دونت بها ادبياتهم الدينية
وادناه البعض من ادبياتهم الدينية :
ابراهيم ابن محمد كوره سوار الذي عاصرة السلطان اسحق في احدى أشعاره الدينية وباللهجة الكورانية (ماجو).أبراهيم نسر
بقاي دور دين ياريم كفت نسر
ابراهيم بيانم فرزند آزر
بتم شكست دا بيم وه بيغمبر
كاكام يادكار اسماعيل بياني
سرش وه راي حق وه قورباني
المعنى باللغة العربية :أنا تجسد ابراهيم من البدء(يقصد النبي ابراهيم الخليل) وقد حطمت ألأصنام واصبحت نبيا وكاكا يادكار كان تجسدا
لاسماعيل (القصد النبي اسماعيل ابن ابراهيم) الذي قدم قربانا للحق (الله)..
كاكا يادكار هو السيد احمد الملقب ب (باوه يادكار)من كبار الكاكائية وأهل الحق ومن المعاصربن للسلطان وهو من احد الحلقات الدينية المقدسة (هفتن) ومسؤول الشؤون العرفانية ….الكاكائيون وأهل الحق : لهم كتاب ديني بأسم (سه رأنجام) مكتوب بأللغة الكوردية وباللهجة الماجوية وحسب البعض من المصادر التأريخية استطاع المؤرخ الروسي مينورسكي أن ينشر نصوص منها عام 1911م بعنوان (مواد لدراسة مذهب أهل الحق أو العليللاهية الايراني) ..
وأما الكتاب الثاني (يارسان)ومؤلفها السلطان أسحاق الكوردي والمولود في عام 1182م وله أسم (نيشان) في معبد لالش الايزيدية لانه زار الشيخ عادي بن مسافر في حينه ….
الكاكائية وأهل الحق يقتربون الى الكورد الايزيديين في البعض من النقاط المهمة منها :
1- يطلق اهل الحق على الملك عزازيل بنيامين وهو رئيس الملائكة وكما هو عند الايزيديين
ملك الطاؤوس ..
2- الكائيون يقتربون من الايزيدية في تبرئة الشيطان من اعمال الشر التي هي جزء من العقائد الاسلامية والمسيحية واليهود3-الكاكائيون يعتقدون بوجود صراع بين الخير والشر أي بين الطيبة والسوء او بين النفس والعقل , هنا يشاركهم الايزيديون ايضا بأحد النصوص الدينية (قه ولى ئاخره تى )وهذا النص الديني الايزيدي تدل على الصراع المتواجد ما بين النفس والعقل واللسان والعين والقلب ..4- وجود الشخصية الدينة (البير ) عند الكاكائية وعند الايزيدية5-الكاكائي والايزيدي يشاركان معا في الملامح الطبيعية في وجه الانسان مثل عدم قص الشوارب …
6-وهناك الكثير من العادات والتقاليد الاجتماعية والمتقارب ما بين الكاكائية والايزيدية منها الزواج والوفاة وحالة وجود أخوة الآخرة عند الايزيدية والاخوة القيامة عندهم …
7- وجود أسم شيخان أي شيخان هورمان الكاكائية والشيخان داسن الايزيدية .8-وجود مزار (كرجال -وشاه سوار -وباباكوجك الكاكائية في هورمان ونفس الاسماء كرجال في قرية سينا الايزيدية وشاه سوار في بيبان الايزيدية وباباكوجك في لالش ..أخيرا ما أقوله ان الكاكائية وأهل الحق شرقا والايزيدية غربا والقزلباش شمالا من الديانات والاعتقادات الروحية الكوردية القديمة وتعود جذورهم الى ما قبل التأريخ
بألاف السنيين لكنه ومع مرور دوارة الزمن تأثروا بما حولهم من الديانات الجديدة من اليهودية والمسيحية والاسلام ….
المصادر :
تأريخ الكرد وكردستان . للمؤلف محمد أمين زكي ترجمة محمد علي عوني
الكاكائية.. للمؤلف عباس العزاوي
مقالة الكاتب فهمي كاكائي والمنشور في موقع دنكه كان الكترونية
ظهور الكورد في التأريخ ..للمؤلف الدكتور جمال رشيد أحمد
الوضع الديني والقومي في كوردستان باللغة الكوردية ..للمؤلف رشاد ميران

صورة رمزية إفتراضية للعضو وشيجة ربانى
وشيجة ربانى
عضو
°°°
افتراضي
شكرا جزيلا لك سيدي
في ميزان حسناتك كل حرف خطته في الشامل بجاه سيدي المرسلين

صورة رمزية إفتراضية للعضو علي العذاري
علي العذاري
انتقل لرحمة الله
°°°
افتراضي
هناك ثلاث تسميات شائعة لهذه الطائفة، ألا و هي: الکاکائية و أهل الحق و يارسان، نحاول هنا أن نشرح کل منها.الکاکائية: نسبة إلی کلمة کاکا (کاکه) الکوردية، و تعني الأخ الأکبر، هذه الکلمة ينادي بها أفراد هذه الطائفة بعضهم بعضا و ذلك إحتراما و تأکيدا علی الإنتماء المشترك. للکلمة جذور تاريخية ترجع إلی عصر السلطان إسحاق البرزنجي، المولود في قصبة برزنجة في النصف الثاني من القرن السابع للهجرة و قصبة برزنجة تابعة لمحافظة السليمانية بجنوب کوردستان. يعتبر السلطان إسحاق البرزنجي مجدد و مقنن هذا المعتقد.
إن کلمة (کاکا) أو (کاکه يي) تأتي کثيرا في الأشعار الدينية المکتوبة في زمن السلطان إسحاق، نذکر بعضا منها لبيان صحة إدعائنا.
يقول إبراهيم بن محمد گَوره سوار، الذي عاصر السلطان في إحدی أشعاره الدينية المکتوبة باللهجة الگورانية و هو يروي تناسخه:أبراهيم نسر
بقاي دور دين ياريم کفت نسر
إبراهيم بيانم فرزند آزر
بتم شکست دا بيم وه بيغمبر
کاکام يادگار إسماعيل بياني
سرش بي وه راي حق وه قورباني
(بالإملاء الکوردي)
ئيبراهيم نه‌سه‌ر
به‌قای ده‌ور دين یاریم که‌فت نه‌سه‌ر
ئیبراهیم بیانم فه‌رزه‌ند ئازه‌ر
بتم شکست دا بیم وه‌ پێغه‌مبه‌ر
کاکام یادگار ئیسماعیل بیانی
سه‌رش بی وه‌ ڕای حه‌ق وه‌ قوربانی (1)
(بالإملاء اللاتيني)
Îbrahîm ne ser
Beqay dewri dîn yarîm keft ne ser
Îbrahîm biyanim ferzend Azer
Kakam Yadigar Îsma,îl biyanî
Seriş bî we ray heq we qurbanî
المعنی: أنا تجسد إبراهيم من البدء (يقصد النبي إبراهيم) وقد حطمت الأصنام و أصبحت نبيا و کاکا يادگار کان تجسدا لإسماعيل (القصد إسماعيل إبن إبراهيم) الذي قدم (بضم القاف) قربانا للحق (لله).
کاکا يادگار، هو السيد أحمد الملقب ب( باوه‌ يادگار) من کبار الکاکائیة و من المعاصرين للسلطان و واحد من الحلقة الدينية المقدسة (هفتن) و مسؤول الشؤون العرفانية.
کما يقول عابدين الجاف الذي عاش في القرن الثامن الهجري و الذي کان يکتب أشعاره باللهجة الکرمانجية الجنوبية:أز که‌ ويل بوم له‌ جي و شارم
بلدمي کرد شاي شاسوارم
مني خسته‌ سر ري راسي
هتا بژيم به‌ بيکاسي
من (عابدين) کاکه‌ييم
اخر به‌ ياري خوم گوييم
(بالإملاء الکوردي)
ئه‌ز که‌ وێڵ بووم له‌ جێ و شارم
به‌ڵه‌دمی کرد شای شاسوارم
منی خسته‌ سه‌ر ڕێی ڕاسی
هه‌تا بژیم به‌ بێکاسی
من (عابه‌دین)ی کاکه‌ییم
ئاخر به‌ مه‌رامی خۆم گه‌ییم (2)
(بالإملاء اللاتيني)
Ez ke wêl bûm le cê û şarim
Beledmî kird şay şaswarim
Minî xiste ser rêy rasî
Heta bijîm be bêkasî
Min Abedînî Kakeyîm
Axir be meramî xom geyîm
المعنی: أنا الذي کنت تائها و ضالا، قد دلني ربي و أهداني إلی طريق الهداية و الحق لکي أعيش منوّرا بنوره دون حيرة و ضلال، أنا عابدين الکاکائي ها قد نلت مرامي.أما تسمية أهل الحق فتطلق علی أتباع هذا المعتقد من الذين يسکنون شرقي کوردستان، و کلمة الحق هنا يقصد به الباري عز و جل و بهذا تعني التسمية ‌أهل الله أو المؤمنين بالله، و هذه هي‌ الترجمة الحرفية لکلمة (يارسان) و التي نشرحها هنا.يارسان: هناك تفسيران لهذه التسمية:التفسير الأول: التسمية مرکبة من کلمة (يار) و اللاحقة (سان)، کلمة يار تعني الحبيب أو المعشوق أو رفيق الدرب و الفکر، أما اللاحقة سان فالقصد منها السلطان إسحاق البرزنجي و الذي سبق ذکره، ففي منطقة هورامان بکوردستان تخفف کلمة سلطان إلی سان، و بهذا فالتسمية تعني محبي السلطان أو عشاقه و هذه التسمية تأتي کثيرا في الأشعار الدينية.التفسير الثاني: إن کلمة (يارسان) هي تخفيف لکلمة (يارستان) و اللاحقة (ستان) هنا لا تعني المکان کما هي في کلمة کوردستان أو هندستان أو باکستان و الخ.. بل تأتي اللاحقة بمعنی أتباع أو من علی عقيدة، و کلمة يار يقصد به الله، لذا فالتسمية تعني أتباع الله أو أهل الله.إن التفسير الثاني هو الأقرب إلی الحقيقة منه إلی التفسير الأول، الدليل علی ذلك هو أن التسمية وردت في الأشعار الدينية التي کتبت قبل ظهور السلطان إسحاق البرزنجي و خصوصا في الأشعار التي نظمها الشاه خوشين الذي عاش قبل السلطان بحوالي ثلاثمائة سنة.يقول شاه خوشين اللورستاني في إحدی أشعاره الدينية و هو يشرح الفلسفة التي بنيت عليها معتقد الکاکائية:يارسان و را
راي حق راسيين برانان و را
پاکي و راستي و نيستي و ردا
قدم و قدم تا و منزلگا
(بالإملاء الکوردي)
يارسان وه‌ ڕا
ڕای حه‌ق ڕاسییه‌ن بڕانان وه‌ ڕا
پاکی و ڕاستی و نیستی و ڕه‌دا
قه‌ده‌م وه‌ قه‌ده‌م تا وه‌ مه‌نزڵگا (3)
(بالإملاء اللاتيني)
Yarisan we ra
Rray heq rasîyen biranan we ra
Pakî û rastî û nîstî û reda
Qedem we qedem te we menzilga
المعنی: أيها المؤمنون بالحق، إن طريق الحق هو الصواب فأسلکوه بما أراده الله و هو: النظافة و العدالة و الفناء و التضامن، أخطوها خطوة خطوة لکي تصلوا إلی المنزل (القصد هو الباري تعالی).نستنتج مما سبق بأن لأتباع هذا المعتقد تسميات عديدة، أکثرها شيوعا هي الکاکائية و هي تطلق علی الذين يعيشون في جنوب کوردستان، أما أهل الحق فتطلق علی الذين يعيشون في شرق کوردستان و هنالك تسميات أقل تداولا و هي گوران و الطائفة، لکن أقدم تسمية و في الحقيقة أصحها هي (يارسان).الکورد و کوردستان في النصوص الدینیة لدی الکاکائیینلعل أول مجموعة قامت بنشر العقائد الدینیة الصوفیة لما سمي فیما بعد بـ (یارستان، یارسان) أو الکاکائیة، هي مجموعة قطب العارفین و فخر العاشقین عمرو بن لهب، الملقب بـ (بهلول) و ذلك في القرن الثاني للهجرة، و یعد بهلول بناءً علی الکتاب المقدس لدی الکاکائیین(سرنجام) واحدا من عظماء هذا المعتقد. کان بهلول و جماعته أول من نشر التعالیم الدینیة في هورامان بکوردستان، و قد زار بعدئذ هو و مجموعته المکونة من أصحابه اللورستانیین الإمام جعفر الصادق علیه السلام في بغداد و کسبوا منه الفیض و الکمال، و بعد فترة من بقائهم هناك رحلوا إلی کرمنشاه و بدأوا بنشر العقائد الیارسانیة و إنظم إلیهم مریدون کثیرون.جاء في کتاب دائرة المعارف لبطرس البستاني في الصفحة 644 من الجلد الخامس بأن بهلول کان من مجانین کوفة و هو من الکورد الإیرانیین و من طلاب الإمام جعفر الصادق، وفي کتاب المنجد في الأدب و العلوم الصفحة 87 جاء بأن بهلول مجنون کوفي عاش في عصر هارون الرشید و کان له ناصحا، و یعتبر من العقلاء المجانین و توفي سنة 219 للهجرة.من أصحاب بهلول: بابا لوره‌ اللورستاني، بابا رجب اللورستاني، باب حاتم اللورستاني و بابا نجوم اللورستاني.
یقول بهلول في إحدی رباعیاته المکتوبة باللهجة الگورانیة و التي کانت لهجة الأدب في ذلك العصر و لقرون تلت:
أو واتي یاران
أیمه‌ دیوانین أو واتي یاران
هني مکیلین یك یك شاران
تا زنده‌ کریم آیین إیران
بالإملاء الکوردي:
ئه‌و واته‌ی یاران
ئێمه‌ دێوانه‌ین ئه‌و واته‌ی یاران
هه‌نی مه‌گێڵین یه‌ک یه‌ک شاران
تا زنده‌ که‌ریم ئایین ئێران
بالإملاء اللاتیني:
Ew watey yaran
Ême dêwaneyn ew watey yaran
Henî megêlîn yek yek şaran
Ta zinde kerîm ayîn Êran
المعنی:
حسب ما یقوله أصحابنا فنحن مجانین، لکننا نجول المدن الواحدة تلو الأخری لکي نبني الدین الإیراني من جدید. القصد من الدین الإیراني هنا هو الزرادشتیة و الذي کان دین الکورد قبل أن یستسلموا.
بهلول هو أول من أسس الـ (جم) أو الجمع، حیث إجتمع المریدون مرة کل أسبوع لقراءة الأشعار الدینیة و العزف علی التنبور (نوع من البزق) و سمي‌ المکان بـ (جمخانة) أي مکان التجمع، و الجمخانة هو المکان الذي تقام فیه الطقوس الدینیة و يذکرفیه الباري عز و جل.بهلول کتب الأشعار بالعربیة أیضا و ذلك لکي یحث الناس علی العبادة و الطاعة، حیث یقول في واحدة من أشعاره:یا من تمتع بالدنیا و زینتها
و لا تنام عن اللذات عیناه
شغلت نفسك فیما لیس تدرکه
تقول لله ماذا حین تلقاه
بعد هذه المقدمة القصیرة و للتأکید علی أن الذین قاموا بنشر العقائد الدینیة الیارسانیة هم من الکورد، نورد هنا البعض من أشعار الصحابی و الأولیاء الکاکائیین و التي تحتوي علی کلمتي کورد و کوردستان.یقول بابا سرهنك الداوداني المتولد سنة 324 للهجرة في أطراف جبل شاهو و المتوفي في أواخر القرن الرابع للهجرة في قصبة طویلة:سرهنک داودان
أز که‌ ناممن سرهنک داودان
جني إیرمنان مکیلم هردان
مکوشم پري آیین کوردان
بالإملاء الکوردي:
سه‌رهه‌نگ داودان
ئه‌ز که‌ ناممه‌ن سه‌رهه‌نگ داودان
چه‌نی ئێرمه‌نان مه‌گێڵم هه‌ردان
مه‌کۆشم په‌رێ ئایین کوردان
بالإملاء اللاتیني:
Serheng dawdan
Ez ke namimen serheng dawdan
Çenî êrmenan megêlim herdan
Mekoşim perê ayîn kurdan
المعنی:
أنا سرهنک الداوداني، أجول الهضاب مع أصحابي و أناضل من أجل الدیانة الکوردیة.
یقول بیر میکائیل الداوداني المتولد سنة 658 في قریة داودان و المتوفي سنة 736 للهجرة في سنندج و هو إبن الشیخ موسی البرزنجي و بهذا فهو إبن عم مجدد و مقنن الکاکائیة السلطان إسحاق البرزنجي، و بیر میکائیل هو واحد من الصحابی الـ (72):نوزر شاي کیان
شام نه‌ أو دم بي نوزر شاه‌ کیان
سام بنیامین بي جو کا نو زمان
ویناي کورد گورد مشي نا میدان
بالإملاء الکوردي:
نۆزه‌ر شای که‌یان
شام بی نه ئه‌و ده‌م نۆزه‌ر شای که‌یان
سام بنیامین بی چه‌و گا نه‌و زه‌مان
وێنه‌ی کورد گورد مه‌شی نه‌ مه‌یدان
بالإملاء اللاتیني:
Nozer şay keyan
Şam bî ne ew dem nozer şay keyan
Sam Binyamîn bî çew ga new zeman
Wêney kurd gurd meşî ne meydan
المعنی: کان المولی في ذلك العهد نوزر الشاه الکیاني، و کان بنیامین في دور سام، و کان کالکوردي الشجاع یذهب إلی میدان المعرکة. (بنیامین واحد من القدسیین السبعة حسب هذا المعتقد)یقول شا ویس قولي المولود في درزیان بالقرب من جبل شاهو سنة 810 للهجرة:أسلمن جه‌ کورد
بابوم کوردنان أسلمن جه‌ کورد
من أو شیرنان جني دستي گورد
سلسلي سباي زوحاك کردم هورد
بالإملاء الکوردي:
ئه‌سڵمه‌ن چه‌ کورد
بابۆم کورده‌نان ئه‌سڵمه‌ن چه‌ کورد
من ئه‌و شێره‌نان چه‌نی ده‌سته‌ی گورد
سڵسله‌ی سوپای زوحاک که‌ردم هورد
بالإملاء اللاتیني:
Esilmen çe kurd
Babom kurdenan esilmen çe kurd
Min ew şêrenan çenî destey gurd
Silsiley supay zuhak kerdim hurd
المعنی: أصلي من الکورد، أبي کوردي و أصلي من الکورد، أنا الأسد الذي مع مجموعة الشجعان، حطم مجامیع مقاتلي الضحاك (الشاه‌ الإیراني)و هناك أشعارفي مدیح باوه‌ یادکار(من القدیسین السبعة) في الدفاترالدینیة، نذکر منها:غولامان دیشان وه‌ معجزاتش
برک خودرنکي بي وه‌ خلاتش
تمام کوردستان دا وه‌ براتش
بالإملاء الکوردي:
خوڵامان دیشان وه‌ موعجیزاتش
به‌رگ خودڕه‌نگی بی وه‌ خه‌ڵاتش
ته‌مام کوردستان دا وه‌ به‌راتش
بالإملاء اللاتیني:
Xulaman dîşan we mucîzatiş
Berg xudrengî bî we xelatiş
Temam Kurdistan da we beratiş
المعنی: لقد رأی المریدون معجزاته الخارقة (أي معجزات باوه‌ یادکار) و کیف أن الباري قلده وشاح القدرة و أعطاه کل کوردستان کهدیة.آفیستا و زرادشت في النصوص الدینیة لدی الکاکائیینهناك صلات و روابط مشترکة بین الکاکائیة و مجمل الأدیان الأخری بدءا بالبوذائیة و إنتهاءً بالإسلام، حیث أن الکاکائیة حسب المعتقدین بها و إستنادا إلی ما سطر في متون کتبها المقدسة هي واحدة من المعتقدات الأزلية، و من هذا المنطلق فإنه من الطبیعي أن تکون هناك روابط بینها و بین الزرادشتیة أیضا، فقد أوجد الإله الکاکائیة أول ما خلق الإنسان من العناصر الأربعة المتضادة: التراب، الماء، الهواء و النار، حیث یقول الشیخ بیر موسی و هو من القدیسین السبعة و تجسد الملك ـ بفتح اللام ـ میکائیل :کشان کشانا
أي بنا و بنیاد کشان کشانا
یار داود غلام بري دیوانا
آب و خاك و باد و آتش جسما
زه‌رده‌گل جانا (4)
بالإملاء الکوردي:
که‌شان که‌شانا
ئه‌ی بینا و بونیاد که‌شان که‌شانا
یار داود خوڵام به‌ڕه‌ی دیوانا
ئاب و خاک و باد و ئاته‌ش جیسما
زه‌رده‌گڵ جانا
بالإملاء اللاتیني:
Keşan keşana
Ey bîna û bunyad keşan keşana
Yar Dawid xulam berey dîwana
Ab û xak û bad û ateş cîsma
Zerdegil cana
المعنی:
قام المولی برسم و بناء الکون و خلق الإنسان من الماء و التراب و الهواء و النار و نفخ فیه الروح من خمیرة زرده‌گل.
و کان المولی قد خلق قبل ذلك الملائکة السبعة: جبرائیل، اسرافیل، میکائیل، عزرائیل، حورالعین، یقیق و سابعهم عقیق. و هؤلاء هم القدیسین السبعة و یسمون حسب الکاکائیة بـ (هه‌فته‌ن) و العهد الذي قطعوه مع الباري عزوجل آنذاك یسمی بالعهد الإلهي. (5)یعتبر باوه‌ یادگار واحدا من القدیسین السبعة و تجسد الملك السادس (یقیق) کما هو تجسد للإمام حسین بن علي طالب و کذلك تجسد للشاعر الکوردي بابا طاهر العریان، و لا مجال هنا للإتیان بکل الدلائل حیث أن هذا لیس محور البحث. ولد باوه‌ یادگار سنة 761 للهجرة في قریة شیخان بهورامان، و هو یروي تجسده في زمن زرادشت قائلا:زلال کوي زمان
یادگارنان زلال کوي زمان
جاگا غلامان جم بین جه‌ لامان
نامش گشتاسب بي شام و بي گمان
أز أو ناوس بیم روشن کردم مان
کاکم زردشت بي بوري أسبیمان(6)
بالإملاء الکوردي:
زوڵاڵ کۆی زه‌مان
یادگاره‌نان زوڵاڵ کۆی زه‌مان
چاگا غوڵامان جه‌م بین جه‌ لامان
نامش گوشتاسپ بی شام وه‌ بێ گومان
ئه‌ز ئه‌و ناوس بیم ڕۆشن که‌ردم مان
کاکه‌م زه‌رده‌شت بی پووره‌ی ئه‌سپیمان
بالإملاء اللاتیني:
Zulal koy zeman
Yadgarenan zulal koy zeman
Çaga xulaman cem bîn ce laman
Namiş Guştasib bî şam we bê guman
Ez ew Nawis bîm roşin kerdim man
Kakem Zerdeşt bî pûrey Espîman
المعنی:
في زمن الملك الکیاني گوشتاسب أرسل المولی تعالی زرادشت من عائلة أسبیمان نبیا و کان زرادشت أخي (کلمة کاکا یعني الأخ و ینادي الکاکائیون بعضهم بها) لینشر تعالیم الرب، و قد إجتمع الناس حوله و آمنوا به، أما أنا فقد کنت النار المقدسة و نورت الدنیا.
یقع مرقد القدیس باوه‌ یادگار في منطقة بإسم سرانه‌ علی قمة جبل داله‌هو في شرق کوردستان.
یقول الشاه إبراهیم أیوه‌ت المولود سنة 752 للهجرة في قریة شیخان بهورامان (و هو تجسد النبي إبراهیم) في النصوص التي تسمی زلال زلال و هو یتحدث عن آفیستا و زرادشت قائلا:زلال آویستا
أصل دفترن زلال آویستا
بنیام زردشت بي دفتر وه‌ دستا
زاتش جه‌ بادي شهنشا مستا(7)
بالإملاء الکوردي
زوڵاڵ ئاوێستا
ئه‌سڵ ده‌فته‌ره‌ن زوڵاڵ ئاوێستا
بنیام زه‌رده‌شت بی ده‌فته‌ر وه‌ ده‌ستا
زاتش جه‌ باده‌ی شه‌هه‌نشا مه‌ستا
بالإملاء اللاتیني
Zulal awêsta
Esli defteren zulal awêsta
Binyam Zerdeşt bî defter we desta
Zatiş ce badey Şehenşa mesta
المعنی:
إن آفیستا هو أصل الکتب جمیعا، و قد کان بنیامین تجسدا لزرادشت و هو یحمل کتابه بیده، منعما بفیض ربه.
بنیامین هو أول القدیسین السبعة و هو الملك جبرائیل و هو تجسد للکثیرین من العظماء منهم الشاعر الفارسي الصوفي حافظ الشیرازي.
تأتي النصوص الدینیة لدی الکاکائیین علی ذکر آفیستا و زرادشت في أماکن متعددة، نکتفي بذکر نص آخر لشیخ عاش في القرن الثامن للهجرة.پیر راستگو القرداغي من مشاهیر الکاکائیة و حسب الکتاب المقدس (سرنجام) فهو واحد من الأئمة الإثنان و السبعون، ولد و عاش في قرداغ في السلیمانیة و توفی في قریة شیخان بهورامان، و هو یقول:میردان خواجام
پري آزمايي میردان خواجام
زردشت بیدا بي وه‌ فرمان شام
آویستاش آورد بري خاس و عام
جني گمراهان ستیزا وه‌ کوج
مکوشا بري یاري شو و روج(8)
بالإملاء الکوردي:
مێردان خواجام
په‌رێ ئازمایی مێردان خواجام
زه‌رده‌شت په‌یدا بی وه‌ فه‌رمان شام
ئاوێستاش ئاورد په‌رێ خاس و عام
چه‌نی گومراهان ستیزا وه‌ کۆچ
مه‌کۆشا په‌رێ یاری شه‌و و رۆچ
بالإملاء اللاتیني:
Mêrdan xiwacam
Perê azmayî mêrdan xiwacam
Zerdeşt peyda bî perê xas û am
Çenî gumrahan sitîza we koç
Mekoşa perê yarî şew û roç
المعنی:
أیها المؤمنون، لقد أرسل المولی تعالی زرادشت لکي یجربنا، و قد أرسله للناس أجمعین خاصهم و عامهم. دعی زرادشت إلی التوحید و حارب الکفار و الضالین و ناضل من أجل نشر دین الحق لیل نهار.”شكرا لك”:
*

الصورة الرمزية اسعد العراقي
اسعد العراقي
عضو
°°°
افتراضي
شكرا لك كاكا علي على الموضوع القيم وبارك الله فيك

صورة رمزية إفتراضية للعضو علي العذاري
علي العذاري
انتقل لرحمة الله
°°°
افتراضي
SOLVAR:
الكاكائية
بدأت الكاكائية تنظيما اجتماعيا عفويا قائما على الشباب والفروسية، ثم دخل إليها مزيج من الأفكار والعقائد المستمدة من التصوف والتشيع المتطرف والمسيحية والفارسية، وهي ليست دينا أو مذهبا خاصا ولكنها خليط من الأديان والمذاهب، ولعلها حركة باطنية سرية.
والموطن الرئيس للكاكائيين هو كركوك وعلى ضفاف نهر الزاب الكبير في منطقة حدود كوردستان وايران، ولهم مزارات يشاركهم فيها العلويون أو العلي إلهيون مثل مزار سلطان إسحق، ومزار سيد إبراهيم، ومزار زين عابدين.SOLVAR:
أهـــل الحــق ومعتقداتـهم
قبل الخوض في الكتابة حول أهل الحق ومعتقداتهم، لابد للباحث أو الدارس التأكيد على بعض المسلمات الأساسية بخصوص هذه الطائفة الاصيلة. في البدء لابد من الاشارة الى انتمائهم القومي. ومما لاشك فيه أن هذه الطائفة العريقة تشكل مكوناً اساسياً من مكونات الشعب الكردي. ومن ثم يجب التأكيد على حقيقة ايمانهم الراسخ بالله الواحد الاحد ، شأنهم كشأن باقي بني البشر يوجهون وجهتهم نحو السماء. اهل الحق منتشرون في كثير من أجزاء كردستان. ففي بعض الأجزاء من كردستان ايران يطلق عليهم (يارسان) او (اهل الحق). وهناك مجاميع كبيرة منهم يقطنون في مدينة كركوك واطرافها في منطقة كرميان. ويتواجد قسم منهم ايضاً على اطراف مدينة الموصل. ويطلق عليهم في العراق تسمية (الكاكائية).. اجمالاً ليس من الجائز ان نطلق على هذه المجاميع تسمية (العشيرة).لأن العشيرة ترمز الى مجموعة من القرى المتجاورة التي تتواجد في منطقة محصورة وفي رقعة جغرافية معينة. لكنه من المعلوم بأن طائفة أهل الحق او الكاكائية متناثرون في الكثير من البقاع في كردستان. كل من يعاشر الطائفة الكاكائية في مدينة كركوك واطرافها، يتلمس مدى صدقهم وطيبة قلبهم. ومن جانب آخر يتصفون بكثير من النشاط والحيوية. وبرز العديد من الشعراء والفنانين من بينهم في مدينة كركوك واطرافها.كانت مناطق تواجد هذه الطائفة الاثنية واسعة في الازمان السابقة، ابتداء من مناطق كركوك وكرميان والسليمانية، ومروراً بكردستان ايران وانتهاءاً بالمناطق الفارسية والاذرية في ايران، لكن بمرور الزمن تقلصت اماكن تواجدهم. ونحن الآن لسنا بصدد الخوض في تفاصيل تلك الظاهرة والاسباب الكامنة وراءهاهناك فئة اخرى انشقت عن صفوف اهل الحق، ويتواجدون الآن بكثافة في بعض مناطق كردستان ايران ويسمون بـ (علي اللهية). هذه الفئة ظهرت وتبلورت ملامحها نتيجة لتأثيرات غلاة اهل التشيع في ايران على افكارهم وتوجهاتهم. خرجت تلك الجماعة عن المسار الحقيقي لأهل الحق وانحرفت عن المباديء الاساسية لمعتقداتهم. تدعي تلك الفئة بأن الامام علي بن ابي طالب (ع) لازال باقياً على قيد الحياة ويعيش داخل قرص الشمس(1).. يقول بعض الباحثين بأن اسس هذا المبدأ ترجع الى فترات عبادة الاله (ميهر) والتي كانت شائعة بين الاقوام الآرية. وكانوا يعتقدون بأن الإله (ميهر) أو(ميترا) الهندية تعيش داخل قرص الشمس(2).يتكلم اهل الحق او الكاكائية باللهجة الكورانية. هذه اللهجة شائعة في بعض مناطق كردستان ايران. وانها ايضاً شائعة في مناطق هورامان بطرفيها العراقي والايراني. واللهجة الزازائية المنتشرة في بعض مناطق كردستان تركيا وهي ايضاً تدخل ضمن اللهجة الكورانية. والكرد من الشبك في اطراف مدينة الموصل يتكلمون ايضاً بهذه اللهجة. وهناك بعض العشائر الكردية في مدينة كركوك واطرافها يتكلمون باللهجة الكورانية كعشائر الزنكنة وروزبياني والكاكائية وغيرهم. كانت اللهجة الكورانية اللهجة الرسمية لأمارة (اردلان) وكانت ايضاً اللهجة الرسمية لأمارة (بابان) في فترة معينة من تأريخ هذه الامارة الكردية.كثير من مشاهير شعراء الكرد كتبوا قصائدهم الحية باللهجة الكورانية امثال: (خاناي قوبادي 1704 – 1778) و(مولوي 1806 – 1882) و(بيساراني 1643ـ 1701 و(ولي ديوانه 1754 ـ 1801) وكتب الشاعر الكلاسيكي الكردي الشهير من اهل الحق (بابا طاهر الهمداني 937 ـ 1010)م، قصائده باللهجتين اللرية والكورانية معاً.في مدينة كركوك واطرافها برز العديد من الشعراء من الذين كتبوا قصائدهم باللهجة الكورانية امثال (رنجوري الكركوكي 1750 – 1810) و(ملا فتاح الجباري 1806 – 1876) و(فقي قادر الهموندي 1830 – 1890) و(ميرزا شفيع جامريزي 1776 – 1836) ومحاك ونوحي ورشيد آغا زنكنة وغيرهم(3).اما شعراء الكاكائية في مدينة كركوك واطرافها، من الذين كتبوا قصائدهم باللهجة الكورانية، فأعدادهم كثيرة ولايسعنا ألا أن نذكر أسماء بعضاً منهم امثال: (خليل منور) و(هجري دةدة) و(عباس حلمي كاكةيي) و(يوسو ساوك) و(سيد محمد بارام) وهناك العديد من الكتاب الكاكائية في الوقت الحاضر أمثال: (فلك الدين كاكةيي) و(هردويل كاكةيي) و(هاشم عاصي).. وغيرهم..واهل الحق يطلقون احيانا على انفسهم (يارسان). هناك العديد من الآراء لتفسير هذه التسمية. هناك من يرى بأن تلك الكلمة مأخوذة من اسم (يار سولَتان) والذي يعتبر احد شخصياتهم التأريخية المقدسة. وهناك من يقول بأن كلمة (يارسان) تعني (يارستان) على وزن كلمة كردستان، وتأتي بمعنى منطقة اهل المحبة والمودة.. وكلمة اهل الحق واضحة ولاتريد التوضيح.. وتسمية (الكاكائية) مأخوذة اصلاً من كلمة (كاكه) الكردية والتي تعني الاخ الكبير. وهذه الكلمة تمتد جذورها الى اعماق سحيقة من التأريخ. فإن عدداً من حكام كردستان القدماء تلقبوا بكنية كاكا او كيكا مثل كاكي حاكم خوبوشكيا خلال مطلع الالف الاول قبل الميلاد. الكاشيون الذين يعتبرون اجداد الكرد ، حكموا في منطقة لورستان الكردية الحالية. احد ملوكهم كان يسمى (اكوم كاك ريمي) الذي استطاع لأول مرة ان يحكم في بابل ، والذي انتهز فرصة الغزو الحيثي فأثبت حكمه هناك في حدود (1590) قبل الميلاد(4).الميديون القدماء (700 – 550) قبل الميلاد ، كانوا يصنعون كلمة (كةي) قبل الاسماء وبالاخص الطبقات الحاكمة منهم. وهذه الكلمة تعني (كيو) الكردية أي الجبل. ومن الناحية المجازية كانت تعني (الاخ). على سبيل المثال هناك (كيخسرو) أي (كاكه خسرو) و(كيكاوس) و(كيخودا)(5).سنة (934) ميلادية اشار (المسعودي) في الجزء الرابع من كتابه (مروج الذهب)، الى طائفة كردية كانت تقطن في الجبال بأسم (كاهكاهي)(6).الشعب الكردي بشكل عام مدينون من الناحية الادبية والثقافية الى الشاعر (بابا طاهر الهمداني 937 – 1010)م. لأن اشعاره وقصائده تشكل اولى المصادر الاساسية للادب الكردي المدون. كان الشاعر شخصية بارزة من شخصيات اهل الحق او(يارسان) في زمانه. بالرغم من انتماء الشاعر الى طائفة اهل الحق، لكنه وقع بشكل جلي تحت تأثيرات المسار الصوفي للاسلام. كانت طائفة الشاعر تتكلم باللهجة الكورانية، إلا أنه استخدم في ثنائياته الشعرية اللهجة الكورانية واللهجة اللرية في آن واحد. ونظراً لكون الشاعر بابا طاهر ذات منزلة عالية لدى اهل الحق واهل (يارسان)، لذا وضعت ثنائياته الشعرية كتضمين من اجل التعظيم والتقديس في هوامش مسودات الكتاب المقدس (سرنجام) لدى طائفة (يارسان). يقول المستشرق المعروف (مينورسكي) بأنه وجد ثلاث عشرة من ثنائيات الشاعر بابا طاهر في ذلك الكتاب المقدس(7).كلمة (باوه) او (بابا) تحمل معان سامية لدى اهل الحق. ليومنا هذا تتواجد الكثير من المدن والاماكن في كردستان تحمل هذه الكلمة مثل: (باوه محمود) و(طويز لي بابا) و(باوه نور) و(باوه شاسوار) و(باوه فتي) و(بابا طر طر) او (باوه طور طور). كل هذه الاماكن كانت في الازمنة الغابرة مناطق يارسان او اهل الحق.. المؤرخ الكردي (توفيق وهبي بك) يقول بأن البابانيين اصحاب امارة (بابان) الكردية، يرجع مصدر اسمهم الى كلمة (بةبة) ومن ثم تحولت الى (باوه). وهذا يعني حسب رأيه بأن امراء بابان كانوا من الطائفة الكاكائية(8).يتناول الاستاذ توفيق وهبي في بحثه جبل (بيرةمطرون) والذي يستقر في قمته قبر بنفس الاسم. ويذهب في بحثه قائلاً بأن ذلك القبر في الاساس يعود لشخصية كاكائية باسم (بير عةنبةر كدروون) ، لكن بمرور الزمن تحور الاسم الى (بيرةمطرون)(9).يمكن القول بأن لطائفة اهل الحق تأريخ عريق، لكن مع تقادم الزمن طرأت تغييرات كثيرة على معتقداتهم. على سبيل المثال يمثل سلطان اسحاق (سان سهاك) شخصية بارزة ومشهورة لديهم. والآن يقع مرقده في قرية (شيخان) بالقرب من (نوسود)(10). يعتقد البعض من اهل الحق بأن الشخصية المعروفة (بابا علي الهمداني) القادم من مدينة همدان ووالد كل من (شيخ عيسى) و(شيخ موسى)، قد انجب فيما بعد نجله شيخ عيسى ابناً باسم (اسحاق). وحسب رأيهم الخاص فأن (سلطان سوهاك) هو نفس شخصية (اسحاق)… ويعتقد بعض من الباحثين بأن (سلطان سوهاك) ماهو الا (استياك) آخر ملوك الماد ويقع قبره الآن في قرية (شيخان..).يقول الكاتب (ايوب رستم) في كتابه القيم (يارسان) حول معتقدات اهل الحق قائلاً: (احدى الاسس الرئيسية في دينهم هو الاحتفاظ بأسرارهم. وافشاء اقل الاسرار من شؤون دينهم يعتبرونه جريمة بشعة. وكل من يقوم بهذا العمل يعتبر خارجاً ومرتداً عن الدين ويوصف ذلك الشخص بالمكروه والمقزز..)(11).تعتبر الطائفة الاثنية اهل الحق او يارسان او الكاكائية، جزءاً اساسياً من كيان الشعب الكردي ويتميزون بحبهم لوطنهم وشعبهم، وحافظوا على اصالتهم على مر الدهور والعصور. وهم اناس يتصفون بالصدق وصفاء النوايا ونقاء المزايا. وهم ايضاً موحدون ويؤمنون كباقي البشر بالله الواحد القهار، لذلك يتطلب بذل المزيد من الجهد وايلاء الكثير من الاهمية لأجل الحصول على المعلومات حول معتقداتهم. وعلى الدارس او الكاتب ان يكون منصفاً واميناً عند دراسته لتأريخهم العريق. المحور الاساسي في دينهم هو التمسك بالحق وعدم الانحراف عن الحقيقة ، نتيجة لكل هذه الاسباب يسمون بأهل الحق.. كما هو معلوم بأن مناداة منصور الحلاج بعبارة (انا الحق) ادت الى مقتله. ومعاصرو تلك الشخصية الصوفية للأسف لم يدركوا ماكان يقصد بتلك العبارة.. وكلمة (الحق) كانت تشكل جزءاً اساسياً من مناجاة العلويين لربهم في حلقات الذكر.. وظهرت في النصف الاول من قرن العشرين حركة دينية بأسم (حقه) او (هقه) في كردستان العراق(12). ويعتقد البعض بأن تلك الحركة الدينية كانت لها علاقة فكرية وتأريخية مع طائفة اهل الحق.. الشيء المتعارف عن اهل الحق بأنهم يطلقون شواربهم ومحرم عليهم ان يقربوا آلة المقص من شواربهم. وتشاركهم في هذه الميزة الطائفة الدرزية في سوريا ولبنان. لربما هناك قواسم مشتركة لدى الطائفتين وهي بحاجة الى الكثير من البحث والدراسة والتوغل في اعماق التأريخ…لدى دراستنا لمسارهم التأريخي، نجد الكثير من شعرائهم قد تغنوا بحب الخالق، وناشدوا العامة والخاصة بالتمسك بمبادئ الحق وعدم مجانبة الحقيقة. والآخذ بسبل ومسالك الحقيقة حسب اعتقادهم تشكل الضمانة الحقيقية للوصول الى الخلاص والنجاة. ضمن قصائدهم واناشيدهم ونصوصهم الروحية تطالعنا كثيراً كلمة الحق. ويتضح لنا بأن كلمة (يارسان) قد وردت قبل اكثر من اربعمائة سنة قبل ميلاد (سان سهاك). على سبيل المثال ضمن القصائد المثنوية للشاعر (شا خوشيني اللورستاني) نجد كلمتي (الحق) و(يارسان). ويقول الشاعر:يارسان وةرا يارسان وةراراى هةق راسيةن براتان وةراباكيء راستيء نيكيء رةداقةدةم وةقةدةم تا وةمةنزلكا(13).منقولhttp://www.hajalnama.com/motesemsaleyi1.htmSOLVAR:
قبائل الكاكائيه
[/u][/b]
لا تفترق عن سائر القبائل الكردية، وغالبها يسمى باسم المكان الذي حله، منتشرة في كوردستان وفي إيران. وغالبهم في ” لواء كركوك ” ولم يكونوا قبائل معروفة بهذا الاسم، وإنما كان هؤلاء نحله فصاروا يعرفون بهذا الاسم العام الذي يجمعها.
ومن هذه النحله: لك.
هفته غازي.
قره حسني.
جولمكي.
سيد كاكي.
مام.
باوه.
وهؤلاء في أنحاء دقوقا، وفي علي سراي وقرى عديدة ومنهم في خانقين يسكنون ” أراضي حاجي قره ” برياسة باشا حمود، وعباس عزيز، وفي الزاوية قرب ناحية السعدية ” قزلرباط ” ، ومن رؤسائهم هناك علي كيّم، وعياش…
ورياستهم في كركوك وسائر القبائل المنتمية إليهم بيد ” السيد عبد الفتاح ” ، وكان والده السيد خليل رئيسهم لا في كوردستان وحده، بل في الأنحاء الأخرى أيضاً. وأصل الرؤساء من سادة بزرنجه. ومن الكاكائية في هاورامان في قرية ” هاوار ” ، ومنهم في أنحاء السليمانية في قرية ” خويله ” ، ومنهم قبائل السنجارية و ” كوران ” ، و ” تفنكجي ” ، و ” قلخاني ” ، خارج العراق، وكثرتهم في ” كرند ” .
SOLVAR:
(التصوف الكردي رد فعل للاضطهاد الشوفيني للحكومات المركزية في بغداد)
ازدهر التصوف في كردستان بسرعة مع انتشار الدين الاسلامي وصعوبة الارتباط بالمدارس العلمية والدينية لأن لغتها كانت العربية.. وبسبب توالي الكوارث الطبيعية والبشرية ووعورة المنطقة.. وساعد على إيجاد التنظيمات الشعبية في عصر اتسم بانهيار المؤسسات الرسمية أو ضعفها.. وظهر التصوف في كردستان في القرن الرابع الهجري على يد محمد نور بخش وعرفت طريقته بـ (النوربه خشية) أي مانحة النور!.. وتأسست النقشبندية للمرة الأولى في كردستان العراق مطلع القرن التاسع عشر عبر جهود مولانا خالد المتوفى عام 1826 (وهو من عشيرة الجاف) في نفس الوقت الذي وصلت فيه تقريبا القادرية الى ذروة قوتها. وتتبع النقشبندية تعاليم محمد بهاء الدين البخاري (1317 – 1389) بينما تتبع القادرية الشيخ عبد القادر الكيلاني (1077 – 1166).. ثم عرفت طريقة العلويين (الخلوتية) على يد محمد بابه رسول.. وانتشرت الطريقتان القادرية والنقشبندية على حساب الجشتية والسهروردية والكوبراوية والخالدية وسادة النهري والارفاس والطرق الصوفية الأخرى.. وتعتبر الطالبانية (ترجع الى العالم الديني ملا محمود زنكنة المتأثر بالشيخ احمد الهندي اللاهوري) والبرزنجية فروع من القادرية.. والخالصية (نسبة الى الشيخ عبد الرحمن خالص) فرع من الطالبانية.. ومن رموز الشيوخ النقشبندية المشاهير الشيخ (احمد سردار سه ركه لويي)، أما الطريقة القادرية الوليانية فشيخها سعيد البرزنجي المتوفي سنة 2000 ومرشدها الشيخ معتصم البرزنجي، والشيخ محمد الحسيني هو رئيس الطريقة العلية القادرية الكسنازية،… والتكايا والخانقاهات من أهم دور العبادة الصوفية، بينما يقوم على رأس الطريقة الشيخ أو البير وهو الدليل أو المرشد والزعيم الروحي للمريدين والتلامذة – انظر: تكية بر يفكان القادرية.. تكية بامرني النقشبندية.. تكية بارزان النقشبندية…}اتباع القادرية – دراويش، اتباع النقشبندية – صوفية{ والتصوف الإسلامي عموما تعاليم باطنية دينية في الاسلام انتشرت في أراضي الخلافة العربية الإسلامية هدفها الأسمى الاندماج مع الله من خلال تعذيب النفس.. وهو نظرة دينية مثالية الى العالم وربوبية من طراز خاص تدين بأصولها الى الطقوس السرية وتعيد انتاج التصورات الرائجة عن الدين، وسمتها الأساسية الصلة بين الإنسان والآلهة والاعتقاد بالخوارق! وهو ممارسات طقوسية – اعتقادية هيمنت على الوعي الديني للبدو والعشائر والقبائل البعيدة والمنعزلة الى جوار العبادات الخرافية الطوطمية الاولى.. ومن اشهر المتصوفة السهروردي والغزالي وابن العربي والحسن البصري وابي يزيد البسطامي ورابعة العدوية والحلاج والحاج ولي بكتاش وعفيف الدين التلمساني ومعروف الكرخي وصدر الدين الشيرازي. لقد تجلى النزوع الى الاستقلال عن المركز العثماني أو المواجهة مع الكولونيالية الغربية الزاحفة في ظهور الفرق الدينية العديدة: القادرية، المهدية، الرحمانية، النقشبندية، السنوسية.. والتصوف نزعة تميزت بها الفلسفات المثالية وبخاصة الوجودية. لكن أصول نشأة التصوف الإسلامي لا ترد الى الأفلاطونية والمذاهب الهندية بل الى الأصول الإسلامية الخالصة المستمدة من الشريعة.
لقد تعددت الطرق الصوفية في كردستان العراق واستخدم أصحابها مريديهم أو دراويشهم لأغراض سياسية، ولاقت الصوفية الرواج بين الكرد لتحمسهم الشديد للدين وسرعة انقيادهم لما يلقى عليهم من دعايات لها صبغة دينية. وقد بدا العالم الكردي مهما بلغ من المعرفة والعلم والقوة في الإقناع لا يستطيع ان يستولي على المشاعر الشخصية بقدر ما يستولي عليها صاحب الطريقة الصوفية بالاشارات الخفية… يذكر ان المدارس الدينية لعبت دورا هاما في نشر العلوم والثقافة في كردستان وتخرج منها العلماء، وكانت الكثير منها مساجد في آن واحد. وانتشرت المساجد الاسلامية في كردستان العراق وكان يؤمها المسلمون كردا وتركمانا وعربا. الى ذلك لم تلق المذاهب الشيعية الصدر الرحب عند الكرد وقبائل إقليم الجبال الذي تميزت ولاياته بالاستقلال الذاتي والسيطرة العثمانية الضعيفة عليه،عكس الجنوب العشائري العراقي والعشائر التركمانية المتوطنة والكرد الفيلية والكاكائية. أما السيد فهو من نسل علي أو فاطمة.. والشيوخ الذين لم يكونوا سادة فيعرفون بشيوخ السجادة (شيخي به رمال)..
لقد تغلغل المذهب الشيعي داخل العشائر مع زيادة الإنتاج الزراعي والتوسع التجاري والاحتكاك مع التجار الشيعة، ومع توطن واستقرار العشائر العراقية الرحل التي امتهنت ممارسة الزراعة في القرن التاسع عشر، وتفتت الاتحادات القبلية القديمة وتغير التوازن بين الجماعات الرحل والمتوطنة. ورسخ التشيع (السائد عند التجار العرب) من تراتبية ونفوذ وسلطات المؤسسة الهرمية الحاكمة ضمن العشائر، وظهرت الشخصيات الاجتماعية الاقتصادية الدينية بين العشائر. وسيطرت النخب المتشيعة على الموارد بالرغم من أن تشيع العشائر المتوطنة جرى بالطرق السلمية وتحقق التوسع التنظيمي السياسي الشيعي سلميا.. وعلى النقيض من التفاعل الوثيق بين تجار البازار والعلماء الشيعة في إيران فان التجار الشيعة في العراق لم يكونوا على استعداد لضخ الموارد المالية لدعم المؤسسة والمرجعية الدينية. ولم يحصل التمايز الواضح بين الرحل والمتوطنة من القبائل الكردية ولم يدفع امتهانها التجارة أحيانا للاحتكاك المباشر مع التجار الشيعة.. وكان الإقليم الجبلي بعيدا عن المرجعيات الشيعية العراقية والإيرانية وامتاز بوعورة تضاريسه وبقائه الفترات الأطول نسبيا قبل تأثره بالمعتقدات السائدة آنذاك.. الا ان الطرق الصوفية والباطنية الإسلامية امتلكت جذورها عند الكرد الجبليين.
شهدت كردستان ولاء رجال الدين الكرد لحركة التحرر الوطني الكردستانية والانخراط فيها وفي صفوف الحركة الديمقراطية العراقية والمساهمة في الكفاح الوطني للشعب العراقي أعوام 1920 و1941 و1958، مثلما شهدت استخدام الدين للدفاع عن مصالح الحاكمين والاقطاع.. وتسخير الدراويش وبعض الفرق الدينية للتجوال في الريف لأخماد المد الثوري بين الفلاحين (انتفاضة فلاحي ده زه ئي سنة 1952) والفتوى ضد قانون رقم 30 لسنة 1958 للاصلاح الزراعي.
وعرقل انتشار المسيحية أسلوب الحياة القبلية وساعد على الانتقال صوب الإقطاعية. رافق ذلك انبثاق الإسلام واقامة الدولة الاستغلالية في الشرق في خضم صراع ضار ضد بقايا النظام القبلي والعبادات الدينية المنسجمة معه… بينما ساعد انتشار الأشكال البورجوازية للمسيحية والإسلام معا على دعم البورجوازية واقامة الأنظمة الاجتماعية على قواعد المجتمعات البورجوازية وقوانينها، وتميل الرأسمالية الى الكنيسة الوطنية غير السياسية وصياغة المؤسسة الدينية بشكل يلائم الاخلاق والنظرة الاجتماعية مع حاجاتها المجتمعية رغم فشل محاولات التوفيق مع الكاثوليكية القديمة والمعاصرة، لكن يبدو ان البروتستانتية والشيع المسيحية المتجددة تتكيف مع الحاجات المجتمعية الرأسمالية. لقد لعب الدين الإسلامي باعتباره دين الأكثرية ودين الدولة دور عامل الضبط داخل المجتمع بشكل لم يخل من استغلال النخب والطغم الحاكمة للأيديولوجية الدينية لتبرير وتشريع نظام مجتمعي وسياسي معينين لا يقلان سلبية وضررا عنما حاولت الرأسمالية فعله من خلال إشاعة تعاليم المسيحية. واستغلت الحملات التبشيرية الغربية المسيحية لاستعمار العالم الثالث وكسر القوة الروحية عند الشعوب المقاومة له وتكريس تخلفها عبر التدخل القسري في شؤون المسيحيين العرب والكرد والآثوريين في سبيل تقويض الأسس المدنية للدولة العثمانية وتشجيع النزعات القبلية والطائفية والاثنية، ودعم حراك التغريب الثقافي والروحي للمواطن وسلخه عن هويته وتأريخه.. في هذا الاطار تفهم الأصولية المسيحية التي تدافع عنما تسميه “حقيقة المسيحية” ولا تعترف بالتراث النقدي التنويري للدين والتي تنسق مع باقي الاصوليات الدينية لتحقيق الاصطفائية للنخب الأرستقراطية، وتلتقي خاصة مع الأصولية الاسلامية في نقض مظاهر الحداثة الغربية.. انه الرباط المقدس بين النزعات القبلية والطائفية..
لم تنبعث الاصوليات الدينية الكردستانية كمنظمات طارئة الا في العقد الأخير من القرن المنصرم بتأثير خارجي مع انتشار الموضة الأصولية والإرهاب في المنطقة. كما لم تكن الجبال الوعرة والبوادي مشمولة بالأرثوذكسية لأنها اقتصرت على المدن الكبرى والطبقات العليا والوسطى. وتزيد الضغوط الخارجية من قوة الأرثوذكسية لتبقى هي الملاذ والملجأ في أوقات الشدة والضيق… وتعني الأرثوذكسية هنا الخط المستقيم وبالمعنى الاصطلاحي الجمود والانغلاق وفرض الخط الواحد بالقوة والقسر بدعم من السلطات السياسية.. الخط الواحد من خطوط التأويل.
لقد تمتعت فئات قليلة من الطغمة الحاكمة والجماعات المؤيدة للنظام المقبور بالترف ونعمة الدكتاتور التي قامت على سرقة قوت الشعب وخزينة الدولة، إضافة إلى مجموعة من شيوخ العشائر التي ساندت وجوده وكذلك مجموعة من رجال الدين التي سبحت بحمد الدكتاتور وباركت سياساته… وتكرست المشاعر الطائفية والولاءات العشائرية في المجال السياسي العراقي بقوة في ربع القرن الأخير، وأدت في نهاية المطاف إلى هيمنة زمرة تستند إلى عوائل معينة من المدن «الريفية» للشمال الغربي العراقي على حزب البعث والحكومة العراقية.. هيمنة أساسها السياسة التآمرية والعصبية لتصفية المنافسين، وبدل أن تتطور الدولة لتتوسع في دائرة المحاصصة لجماعات وقطاعات أوسع، تحولت من تحالف جماعات إلى جماعة واحدة. وعلى كل حال فقد استغلت الحكومات المركزية المتعاقبة في العقود الأخيرة وكذلك الإنكليز المشاعر الفلاحية الكردية البسيطة بتقديس الاولياء وفي التصوف وعملوا على تقديم العون لكبار الإقطاعيين من الاغوات والامراء والبيكوات والشيوخ لتذليل إقامة الشعائر الدينية وتحمل نفقاتها، وحرف النضالات الفلاحية عن مساراتها الوطنية التحررية، وتحقيق أزمة الفكر الاسلامي المعاصر باللغة الدينية الشمولية المطلقة والمتعالية المتطرفة في عصر العولمة الذي يرفض اعتبار هذه اللغة الدينية المرجعية السائدة والوحيدة والتي تذكر فتاويها في القتل بكهنة العصور الوسطى وإجراءات محاكم التفتيش وفتاوي السلاطين والحكام المستبدين..، وتحقيق الأزمة العامة للسلفية التي تناقض بين محاولات الحفاظ على القوة النصية في التفسير وتكوين الوعي وبين الواقع المتغير سريعا الى الأمام والذي يصعب اللحاق به واخضاعه.
وليس خفيا اليوم التمايز بين المؤسسات الدينية التي تنظم إنتاج واعادة إنتاج الفكر اللاهوتي وبين الجماهير الشعبية المؤمنة! فالمؤسسة الدينية ـ مؤسسة إنتاج فكري تخضع للطبقة المهيمنة على الإنتاج المادي ولها المصالح المادية المغايرة لمصالح الشعب وهي تنخرط في علاقات الملكية القائمة كإقطاعية تارة (أوقاف وحبوس) أو في العلاقات الرأسمالية (كبار التجار ومالكو الأرض) وغدت الركيزة الآيديولوجية للرأسمال التجاري.. وتحدد سبل حصول هذه المؤسسة على أسباب العيش الدور المهم في تأطير سلوكها السياسي والاجتماعي، بينما يساعد بقاء العلاقات القبلية والإقطاعية على استمرار النزوع الغيبي والوعي الديني بشكله السلفي، وخضوع الإنتاج المادي في الريف لتقلبات الطبيعة، وقوانين السوق الرأسمالي، وتعنت البورجوازية الكومبرادورية والطفيلية في عدم القيام بأي مسعى للعلمنة.. والوعي الفلاحي غيبي محدود الأفق يضرب جذوره عميقا في المجاهيل ويطغي بحدة في فترات الفراغ السياسي بينما ينقض التمدين بسرعة على دعة الحياة الريفية البليدة الراكدة ليقذف بها في لجة التغيرات العاصفة مولدة براكين السخط، وهو رغم ذلك يصطدم بالرجعية النشيطة علة بقاء واستمرار تأثيرات الفكر الغيبي. وتعني المؤسسة الدينية هنا ـ المرجعيات، الحوزات، التأسيس الاقتصادي “أملاك الوقف، الثروات الشخصي ،…”، التأسيس الفكري “الاجتهاد الفقهي، الآراء السياسية والاقتصادية التي تدرس في الحوزات، المؤسسة الجماهيرية، المقلدون والاتباع وبقية الناس”. وعليه ذللت العقلية القبلية الكردية ازدهار التصوف الإسلامي بوظائفه المتعددة وتراتبه الخاص من القطب الى المريد، وديمومة تقسيم العمل القديم المغلق في أصناف الى جانب العمل المفتوح… ويرتبط الفرد بنظام المراجع في عشيرته وهو لا يقرر الا تبعا لها..
ليس التصوف لبس الصوف والخرق
إن التصوف حسن الدين والخلق
يعتبر الهلال الجبلي الكردي المنطقة الدينية الثالثة في العراق بعد الجنوب الشيعي وشمال بغداد السني.. وهو منطقة سنية مخترقة كانت ولا زالت بقوة المذاهب الباطنية والصوفية النشيطة ونفوذها الكبير، وبتواجد اليزيدية بديانتهم المركبة والشبك الذين يجمعون بين اليزيدية والشيعية ويتكلمون اللهجة الباجلانية، وتواجد التركمان والآشوريين. والتصوف الكردي رد فعل للاضطهاد الشوفيني للحكومات المركزية في بغداد لأنه يحمل السمات التمردية السلمية. وتسيطر الطرق الصوفية الباطنية على الحياة الدينية الكردية وتتناسب نفوذا وتأثيرا مع قوة ودور الدين وعلماء الدين في كردستان.
منقول:

صورة رمزية إفتراضية للعضو علي العذاري
علي العذاري
انتقل لرحمة الله
°°°
افتراضي
الكاكائية نسبة الى كلمة (كاكه) الكوردية و تعني الاخ الاكبر و بهذا تكون الترجمة الحرفية لكلمة الكاكائية، الاخية. و الكاكائية جماعة او عشيرة كوردية كبيرة تسكن اغلبها في كوردستان الجنوبية و خصوصا في كركوك و خانقين و مندلي و جلولاء و هولير و السليمانية و هورامان، و كذلك في كوردستان الشرقية في قصر شيرين و صحنة و كرماشان و سربيل زهاو، و اما الساكينين منهم في كوردستان الشرقية فيسمون بأهل الحق.
الكاكائية طريقة صوفية ظهرت الى الوجود على شكلها الحالى في القرن السابع الهجري على يد فخر العاشقين السيد سلطان اسحاق البرزنجي المولود في قصبة برزنجة، وفي كتاب الأكراد لمؤلفه ادمونز، يشار الى ان سلطان اسحاق قد ولد في سنة 671 للهجرة. السلطان اسحاق هو مؤسس و مجدد هذه الطريقة الصوفية و التي ظهرت بوادرها في القرن الثاني للهجرة على يد قطب العارفين عمرو بن لهب الملقب بـ (بهلول).
اذا علمنا بأن مؤسسي هذه الطريقة الصوفية هم من الاكراد فهذا يعني بأن ادبيات الطريقة هي باللغة الكوردية، و الفلسفة التي تبنى عليها الطريقة تقف على اربعة ركائز و هي: النظافة (نظافة الجسد الروح)، الصدق (مع الخالق و المخلوق)، الفناء (الفناء في الله) و التظامن.ان هذه الطريقة تجمع بين التصوف الاسلامي و بعض الافكار الفلسفية من الاديان و المعتقدات الاخرى كمثال تناسخ الارواح المقتبسة من البوذائية. و بما انها تعتقد بتناسخ الارواح لذا نرى بأن بعض الصحابى و الخلفاء المسلمين يتجسدون في رموز هذه الطريقة، فمثلا نرى بأن مريدي هذه الطريقة يعتقدون بأن روح الامام علي بن ابي طالب تجسّد في جسد مؤسس الطريقة السلطان اسحاق البرزنجي و لهذا فان الكاكائية يكنّون احتراما كبيرا للامام علي(كرم الله وجهه). كما ان الكاكائية لها صلات قريبة مع العلوية و البكتاشية و اليزيدية.بدأ المبشرون من اتباع هذه الطريقة بالانتشار في المدن الكوردية منذ بداية ظهورها. فمثلا ان السيد ابراهيم ابن السيد محمد ابن السلطان اسحاق ترك منطقة شهرزور و توجه الى خانقين بغية نشر الطريقة و بعدها ذهب الى بغداد و عاش هناك بقية حياته مبشرا بفلسفة الكاكائية.* مشاهير كاكائية كركوك:

الامام احمد ابن ميره بگ

و هو حفيد السيد ابراهيم ابن السيد محمد ابن السلطان اسحق، ولد في كركوك في القرن الثامن الهجري. كان والده قد ترك شهرزور و قصد هذه المدينة للتبشير بالكاكائية. و قد التف الكثرين من اكراد كركوك حوله و انظموا الى هذه الطريقة الصوفية. نال لقب الامام لورعه و تقواه و اشتهر بين العامة من الناس بالامام احمد، امّا الكاكائية فيسمونه بـ (الخان احمد) وقد توفى في نهاية القرن الثامن للهجرة ودفن في محلة المصلى بكركوك. ضريحه و المقبرة التي تظمه تسمى باسمه اي الامام احمد. و قد دأب سادة الكاكائية بدفن موتاهم في هذه المقبرة منذ القرن الثامن للهجرة. هناك اعتقاد سائد بين الناس و خصوصا كاكائية كركوك بان الامام يشفي المرضى لذى فان الناس يقصدون ضريحه للشفاء من المرض. اليوم المفضل لزيارة الامام هو يوم الاربعاء.
تزوج الامام احمد من فتاة باسم (زري) و كانت بنت عمه قلندر بگ و خلف منها اربعة اولاد. تعلم الامام احمد القراءة و الكتابة على يد والده و كتب اشعاره الدينية باللغة الكوردية ( اللهجة الگورانية)العم نظر الگرمياني

هو ابن العم قيصر ابن محمد و يعرف بـ (درويش نظر الگرمياني) ولد في كركوك سنة 1786 ميلادية. كان عالما باصول الصوفية وكان معروفا بعلمه و ذكائه حتى خارج نطاق الكاكائية. كتب الكثير من اشعار التصوف باللغة الكوردية. كتاباته محفوظة لدى الاخ هردويل كاكائي الساكن في كركوك. و هو جد الشاعر الكوردي المعروف هجري دده. توفي سنة 1875 و دفن في مقبرة ابو علوك في كركوك. لقد كان العم نظر ملحنا ايضا فقد كان يضع الالحان لاشعاره الدينية بنفسه و يغنيها. كان يعزف على الة الطنبور و الحانه تسمى بالنظرية.
الشيخ پير ويس سيابيمـ

هو ابن محمد ابن حمه امين، من عائلة خوبيله ولد في كركوك سنة 1817 ميلادية. تعلم علوم زمانه من العم نظر الگرمياني. اصبح ضابطا في الجيش العثماني و نال رتبة (بين باشي) سنة 1847، ترك صفوف الجيش ليتفرغ لشؤون الدين و التصوف و كان من علماء المتصوفة. الف مجموعة من الاشعار الصوفية باللغة الكوردية في مديح الباري عز و جل و في مديح السلطان اسحاق البرزنجي و اصحابه. توفى سنة 1892 و دفن في مقبرة المصلى في كركوك.
السيد ولد افندي

واسمه الحقيقي هو ابراهيم ادهم ابن السيد محمد ابراهيم اغا. ولد في كركوك سنة 1850 في محلة المصلى، ربته منذ الصغر امرأة عربية كانت تعيش في بيتهم و كانت تسميه ولدي فسمي بعد ذلك بـ (ولد)، تعلم القراءة و الكتابة منذ الصغر، كان يتكلم الكوردية و العربية و التركية و الفارسية. كان محبا للقراءة فكان يقرأ دواوين حافظ و سعدي و ابو العلاء المعري. اشترك في الجهاد المقدس ضد قوات الانكليز في الشعيبة قائدا لمجموعة من المقاتلين من عشيرة الكاكائية. عمل من 1880 لغاية 1913 كموظف في كركوك ثم كظابط في الجيش العثماني برتبة (بين باشي) ثم كعضو في مجلس بلدية كركوك و عضوا في المحكمة العسكرية. توفي سنة 1917 و دفن في مقبرة الامام احمد.
السيد خليل اغا

هو ابن السيد محمد ابن السيد ابراهيم ابن السيد روستم و هو من ساداة الابراهيمية و يرجع اصله الى السلطان اسحق البرزنجي. ولد في مدينة كركوك سنة 1856 للميلاد. كان رجلا متعلما، عارفا بأصول الدين، تقيا متورعا و فارسا شجاعا، و اختير رئيسا لعشيرة الكاكائية. عين في زمن السلطان عبدالحميد عضوا في محكمة كفري. اشترك على رأس مجموعة من المقاتلين الكاكائيين في معركة الشعيبة يوم 15 نيسان 1915 ضد القوات البريطانية و ابلى بلاء حسنا. كان له علاقة جيدة مع الشيخ عاصي علي رئيس عشيرة العبيد الساكنة في الحويجة. توفي سنة 1932 و دفن في مقبرة الامام احمد في المصلى بكركوك. وهو والد السيد فتاح اغا الكاكائي الذي اصبح رئيس عشيرة الكاكائية بعد وفاة والده.
هجري دده

و اسمه محمود ابن الملا علي ابن العم نظر الگرمياني، ولد في كركوك سنة 1877 من عائلة متدينة. كان رجلا متعلما مثقفا يكتب الاشعار باللغات الكوردية و التركية و الفارسية، لم تنشر جميع كتاباته لحد الان، و خصوصا الاشعار الدينية المكتوبة باللغة الكوردية. يقول الكاتب التركماني عبداللطيف بندر اوغلو في كتاب (هجري دده) من اعداد و تأليف الاستاذ ايدن عبدالقادر عبدالجبار و المطبوع على نفقة مديرية الثقافة التركمانية سنة 1981 ما يلي: اقيم سنة 1960 ندوة ادبية في بغداد للأدباء الاكراد و التركمان حضره جمع كبير من الشعراء والمثقفين و القى كل من محمد مهدي الجواهري و عبدالله گوران كلمتهما عن الشاعر هجري دده.
يقول الاستاذ عطا ترزي باشي في نفس الكتاب بأن هجري دده، الف (22) كتابا و قد طبع منها لحد الان عدد قليل.عمل هجري دده كمعلم في مدرسة السلطانية في كركوك ثم في مدرسة القلعة. تولى رئاسة تحرير صحيفة كركوك من العدد (66) و قد صدرت اول عددها سنة 1926 واستمرت في الصدور حتى سنة 1972.كان هجري دده على علاقة وثيقة بالشاعر الكوردي المعروف الحاج توفيق المعروف بـ (بيره ميرد). كتب هجري دده كتابا شعريا باللغة الفارسية حول تاريخ مدينة السليمانية في ذلك العهد باسم ( تحفة السليمانية) و قال بيره ميرد عن الكتاب ما يلي:ارسل الشاعر هجري دده لنا تحفة السليمانية، حقا فان الكتاب تحفة و ذكرى لطيفة، احيا خلال كتابه هذا اجدادنا كما اخلد الحاضرين منهم. يجب ان نشتري الكتاب مهما كان ثمنه.توفي هجري دده يوم 11 من كانون الاول 1952 و دفن في مقبرة ابو علوك في كركوك على جانب جده العم نظر الگرمياني.من مشاهير كاكائية كركوك نخص بالذكر ايضا:الملا فتح الله ابن حويش المولود في كركوك في محلة المصلى سنة 1863 و الذي فتح مدرسة على حسابه الخاص في محلة بريادي بكركوك و علم الكثيرين القراءة و الكتابة. توفي سنة 1919 و دفن في مقبرة المصلى في كركوك.تعتبر مدينة كركوك مركزا مهما لتجمع الكاكائيين و خصوصا بسبب وجود مرقد الامام احمد فيها و كذلك وجود القرى الكاكائية التابعة لقضاء داقوق و التابعة اداريا لهذه المحافظة.لذى لا عجب لوجود مشاهير الكاكائية قديما و حديثا في هذه المدينة، و قد انجبت هذه الطائفة ادباء و فنانين كثيرين و خصوصا من مركز كركوك و نخص منهم: الكاتب و الصحفي السيد فلك الدين الكاكائي رئيس تحرير جريدة التاخي التي تصدر في بغداد باللغة العربية، المخرج السيمائي سليمان فائق، الفنان التشكيلي الذائع الصيت و على المستوى العالمي مدحت محمد علي، الفنانون التشكيليون: خليل كاكائي، صدرالدين حمه، حسام كاكائي، الفتوگراف المشهور شمس الدين حمه و الباحث في المسائل التراثية هردويل كاكائي و غيرهم كثيرون


ما هي الكاكائية ؟قبل ان انشر هذا البحث احترت في مكان نشره فهو يتحدث عن طائفة يدعون انهم مسلمين فكان اختياري منتدى الثقافة واللغة الكوردية مكانا مناسبا لنشر هذا البحث لان الكاكائين هم اكراد …فمن هم الكاكائيون و ما هي معتقداتهم ؟
طائفة الكاكائية مجهولة التقاليد غير معروفة التعاليم أو المعالم، ولا يمر باحث أو سائح في محافظة كركوك الا يعلم ان هناك طائفة (الكاكائية) ويسمع عنها ، وهم يعلنون انهم مسلمون، وغالبهم منتشر في انحاء عديدة في العراق .
ماذا تعني “الكاكائية؟
لفظة “كاكائية” كردية مأخوذة من “كاكا” بمعنى الأخ، والنسبة إليها “كاكائي” والنحلة يقال لها “كاكائية”. ويقال في سبب تسميتها أن أحد رؤسائها المؤسسين لها كان من السادة البرزنجية في أنحاء السليمانية فبنى تكية في قرية برزنجة وضعت لسقفها العمد، ولكنها قصرت عن جدران البناء فقال لأخيه مدها أيها الأخ “كاكا” وصاروا يدعون “بالكاكائية” لهذه الحادثة. كما يقال أيضاً انها “الأخية” الطريقة المعروفة في العراق وايران وتركيا وتنسب إلى “أخي” وأصلها ان كل واحد من أرباب هذه الطريقة يدعو الآخر من جماعته بـ “أخي” بالاضافة الى ياء المتكلم، ويعنون أن أصحاب هذه الطريقة اخوة .
عرفت “الكاكائية” كنحلة في القرن العاشر والحادي عشر الهجري، ولا يقطع بتاريخ ظهورها كعقيدة بهذا الاسم حيث كانت معروفة قبل هذا التاريخ بشكل طريقة تصوفيه. ويقال إنها كانت تعرف بـ “الفتوة” حيث ذكر ذلك في مؤلفات عديدة ولا يعرف عن “الكاكائية” اليوم أكثر من التغني ببعض الأشخاص والاحتفاظ ببعض أشعارهم وهم لا يودون الاحتكاك بالمجتمع ولا الترغيب الى المعتقد أو الدعوة له ، والملاحظ هو تكتمهم الشديد ازاء ما يعتقدون ولهذا فإن الأوهام والشبهات تحوم حولهم .
هذه النحلة مشهورة في العراق وتدعى “الفتوة” وانتشرت في الأناضول باسم “الأخيه” وشاعت بهذا الاسم لدى الأتراك وفي ايران ثم تحولت الى “كاكائية”. يقول طه الهاشمي في كتابه “مفصل جغرافية العراق” : قبيلة الكاكائية خاضعة لنفوذ السادة البرزنجية تسكن الساحة الواسعة عند جبل برادان وتعيش على الزراعة …
كتب الكاكائية
الكاكائية يصرحون بأن عقائدهم مكتومة، لا يبوحون بها ولا يجيزون هتك السر، ومن أهم كتبهم:
خطبة البيان: من أشهر ما عرف عنهم، يعدونها من أعظم كتبهم وأجلها، لا يرغبون في أن يطلعوا أحداً عليها، أو أن يقرأها امرؤ غيرهم، لما فيها من غلو وأوصاف وتنسب إلى الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، / كتاب “جاودان عرفي”: وهذا يعد من كتبهم المهمة، وهو منتشر باللغتين التركية والفارسية ولديهم أكثر من خمسة عشر كتاباً آخر .
عقائد الكاكائية
تتصف عقيدة الكاكائية بالغلو الشديد ولعل أشد المؤثرين على عقيدتهم هو الحسين بن منصور الحلاج . والكاكائية لا يصرحون بعقيدتهم ولا يعلنون عنها، ويذكر اعتقادهم في تأليه الامام (علي بن أبي طالب) رضي الله عنه على ان ابرز معتقداتهم كما يلي :
الاعتقاد بالله تعالى: وهذا عندهم من أكثر العقائد غموضاً فهم يرون أن الله سبحانه وتعالى لا يصح وصفه أو نعته ولا تسميته حتى ، أو الاتصال به من طريق ما إلا في حالة واحدة بأن يظهر في الأشخاص رأفة منهم بهم وانه سبحانه يبرز بطريقة / وحدة الوجود: وهي ظاهرة في شعرهم وهي أصل الحلول حيث لا يسلم بالحلول الا بعد التسليم بوحدة الوجود وهم في هذا يشتركون مع الصوفية، حيث يعتقدون ان الكون هو الله، والكل يرجع إليه ويعود الى حقيقته . / التناسخ : وهذا من عقائدهم الأصلية وهو نتيجة للحلول، فإذا لم يتم التناسخ فلا يكون الحلول ابداً، ومعناه عندهم انتقال الروح العادية من بدن إلى آخر حتى تطهر وتكون صالحة مجردة عما ارتكبته من أعمال أو ما اقترفت من آثام / القرآن الكريم : الكاكائية لا يتلون القرآن، ويعد في نظرهم غير معتبر لأنه من جمع عثمان رضي الله عنه . / اليوم الآخر: يقصدون به يوم ” ظهور الله” في شخص وحلوله فيه، وهذا ينطبق مع اعتقاد الصوفية، كالاعتقاد باليوم الآخر من أركان الإيمان التي يجب على المسلم الإيمان بها. ولبيان اعتقاد الكاكائية في اليوم الآخر بشكل أكثر، لننظر ماذا يلقنون موتاهم فهم يقولون للميت “اذا جاءك منكر ونكير فقل عندي كذا حنطة وكذا شعير. وكلها مدخرة في المخازن الفلانية، فإذا لم يرض فأعطه صحن عدس، وفنجان خمر فإن لم يقبل فقل انا كاكائي أغرب عني، واذهب الى غيري ! وحينئذ يذهب عنك وامض أنت إلى الجنة!! ” وهذا الكلام يدل على أن الكاكائية لا يلقنون الميت الشهادتين ولا يبالون بالموت مما يؤيد الانتقال والتناسخ، ولذلك فإن الكاكائية لا يبكون على ميت بعويل وصراخ والحزن غير جائز بل انهم يحتفلون ويدقون الطبول !
طبقات الكاكائية
يصنف الكاكائية الى مجموعة من الطبقات وهي كالتالي :
السادة : وهؤلاء هم الأمراء ورؤساء الدين جمعوا بين الامارة والرئاسة الدينية . / الدليل : ويسمى عندهم (مام) ولهم منزلة خاصة، يتولون الإرشاد ويقال للواحد منهم (مرشد) أو (بابا).. / الاخوان : وهم الباقون المعروفون بالعامة (الكاكائية) ويتجلى بينهم التعاون تطبيقاً لمبدأ الاخوة .
عباداتهم وأعيادهم
الكاكائية لا يراعون العبادات والتكاليف ويعرفون (بالنيازية) أي أصحاب النذور، كما يدعون غيرهم (بالتمازية) أي أهل الصلوات. ولديهم في كل سنة يوم يصومونه يدعونه (يوم الاستقبال) ، ثم يصومون ثلاثة أيام يدعونها أيام الصوم، ثم بعدها يوم يسمونه يوم العيد.
الزواج والطلاق
الزواج لدى الكاكائية لا يتبع مراسيم أو احتفالات معينة وانما هو عقد بسيط يكون على يد شيوخهم ولا يشترط فيه رضى الأولياء والأقارب وانما يتوقف على رضى الطرفين، ويجري يوم الاثنين أو الجمعة ، وهذان اليومان مقدسان عندهم وتعدد الزوجات عندهم ، كما أن الطلاق ممنوع قطعاً من أحد الطرفين والعلة في ذلك ان العقد جرى برضى الطرفين فلا يبطل الا منهما معاً لا يستقل به واحد دون الآخر .
من عاداتهم
انهم لا يقصون شواربهم وهي علامة ليتميزوا عن غيرهم، كما انه تبرك بالإمام علي رضي الله عنه عندما شرب من الماء الذي غسل به الرسول فصارت تطول شواربه فكلما قصها تعود فلذلك الكاكائية ومعهم البكتاشية يراعون تطويل شواربهم. أن يكون الكاكائي أخاً للكاكائي وأن تعتبر الكاكائية حراماً عليه فيما عدا الزواج، وأن لا ينظر إليها بسوء لأنها تعد أخته، وبيت الواحد بيت الآخر، أن يطيعوا السيد المعروف بـ “البير” وهو رئيسهم بأن يتابعوه متابعة ولا يجوز الخروج عن أمر السادة . التكاتف والتناصر ويكون بينهم بلا قيد أو شرط سواء في تعاونهم أو تضامنهم لدفع خطر من الأخطار. لا يقبل السيد هدية أو أعطية ولكن له حق التصرف في جميع أموال الكاكائية وهذا ما يعرف لديهم بما يسمى إباحة الأموال . أنهم يحرمون السرقة لذلك فبيوتهم مفتحة الأبواب لأنهم في مأمن من جماعتهم . التكتم ومراعاة السر التام، وهذا ضروري عندهم فلا يظهرون عقائدهم ولا مراسمهم علناً، ويعد التكتم من واجباتهم الدينية لدرجة أنه اصبح يضرب بهم المثل فيقال “كتوم للسر مثل الكاكائي”. يوما الاثنين والجمعة مقدسان وفيه يكون الزواج والاجتماعات العامة وغيرها . أكلة المحبة، وتجرى في الاجتماع العام، وفيه يذبح الرجل ديكاً ويطبخ معه حنطة أو أرزاً، ويقدم للشيخ، أو يقوم الرئيس بذبح شاة أو خروف ويدعي أهل القرية ويصبح مهرجاناً كبيراً ويتخذون الرقص ويقرأ دعاء الألفة ويوزع الطعام (الأكلة) ومن أكل من هذه الأكلة المباركة نال الثواب .
من هم الكاكائيةفقد تبين لنا مما كتب عن هذه الطائفة أنها طائفة منحرفة عن الإسلام تعيش في شمال العراق ، عرفت كنحلة في القرن الحادي عشر الهجري ، ولا يقطع بتاريخ ظهورها ، وظهرت قبل ذلك كطريقة صوفية على يد فخر العاشقين السيد سلطان الحق البرزنج المولود سنة 671 هـ .
يقول طه الهاشمي في كتابه ( مفصل جغرافيا العراق ): الكاكائية خاضعة لنفوذ السادة البرزنجية تسكن الساحة الواسعة عند جبل برادان وتعيش على الزراعة.
وهم يصرحون بأن عقائدهم مكتومة لا يبوحون بها ولا يجيزون هتك السر ، ولهم مزارات وقبور يعظمونها ومراقد مشهورة من أشهرها: مزار سلطان الحق يزورونه سنوياً ، ومزار السيد إبراهيم ويزعمون أنه ظهر بطريق التناسخ ست مرات وأنه المهدي المنتظر في آخر الزمان ، وهم يكنون احتراماً كبيراً لعلي رضي الله عنه لاعتقادهم أنه تجسد في روح مؤسس الطريقة سلطان الحق ، ويقولون بوحدة الوجود والتناسخ، ولا يعتدون بالقرآن لأنه من جمع عثمان رضي الله عنه ، ويقولون إن القرآن من نظم محمد صلى الله عليه وسلم ، ويؤمنون باليوم الآخر وهو عندهم ظهور الله تعالى في شخص وحلوله فيه ـــ تعالى الله عما يقول المشركون علواً كبيراً .
من أهم كتبهم (( خطبة البيان )) وكتاب (( جاودان عرفي )) وهذا الأخير منتشر بالغتين الفارسية والتركية ، ومن عقائدهم أنهم يلقنون موتاهم فيقولون (( إذا جاءك منكر ونكير فقل عندي كذا حنطة ، وعندي كذا شعير ، فإن لم يرض فأعطه صحن عدس ، فإن لم يرض فقل أنا كاكائي فاغرب عني واذهب إلى غيري ، وحينئذ يذهب عنك وامض أنت إلى الجنة … إلى غير ذلك من الخزعبلات والمعتقدات الباطلة .

صورة رمزية إفتراضية للعضو علي العذاري
علي العذاري
انتقل لرحمة الله
°°°
افتراضي
العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط..
شكرا جزيلا لك سيدي
في ميزان حسناتك كل حرف خطته في الشامل بجاه سيدي المرسلين
الف شكر لك سيدتي الفاضله وشيجه رباني واسعدك في الدنيا والاخرة ونور دربك بنور الخير

صورة رمزية إفتراضية للعضو علي العذاري
علي العذاري
انتقل لرحمة الله
°°°
افتراضي
العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط..
شكرا لك كاكا علي على الموضوع القيم وبارك الله فيك
اسعدك الله كاكا اسعد وجعلك زور باش طيله الايام واسعدك بالجنة

صورة رمزية إفتراضية للعضو آلـطـور آلآخـر
آلـطـور آلآخـر
عضو
°°°
افتراضي


مواقع النشر (المفضلة)
الكاكائيه

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
الانتقال السريع
الساعة الآن 09:59 AM.