المشاركات الجديدة
مقالات عامة في علم التنجيم : مواضيع في أحكام التنجيم و مقالات دراسية عامة وعرض لكافة الأساليب والطرق المتبعة

المقالات الأربعة لبطليموس: الكتاب الأول

Oo5o.com (11) المقالات الأربعة لبطليموس: الكتاب الأول
الكتـــاب الأول

المقالات الأربعة لبطليموس: الكتاب الأول The_School_of_Athens

1- المقدمة:


إن للتنبؤ بواسطة التنجيم عدة طرق، أما أكثرها أهمية وصحة فهما اثنتان.
1- إحداهما وهي الأولى ترتيباً وفعالية والتي بواسطتها نفهم زوايا (الاتصالات)[1] حركة الشمس والقمر والنجوم وعلاقتها ببعضها البعض وعلاقتها بالأرض، وما تحدثه من وقت لآخر.
2- والثانية ومن خلال الخواص الطبيعية لهذه الزوايا ذاتها فأننا سنبحث بالتغيرات التي تحدثها فيما يحيط بها .
إما الطريقة الأولى، ولها علم خاص بها، كما إنها مطلوبة بذاتها بالرغم من إنها لا تحرز النتيجة المرجوة، على عكس ما يحدث عند مزجها مع الطريقة الثانية، فقد قمنا بشرحها بأفضل ما نستطيع بأسلوب البرهان ومستندين إلى إطروحتها الخاصة.
والآن سنوضح الطريقة الثانية وهي التي لا تكتفي بذاتها، بأسلوب فلسفي إلى حد بعيد، بحيث أن الذي يهدف للحقيقة لن يتمكن من مقارنة مدركاتها مع يقينية وضمانة الطريقة الأولى، وقد يُعزى للعلم غير المتنوع النقص وتقلب الخواص المادية الموجودة في الأشياء، وبعد ذلك تحجيمه عن البحث في ارتباطاته الممكنة، في حين انه من الواضح جداً إن معظم الحوادث الطبيعية قاطبة تستمد أسبابها من بين طيات السماء، وبما أن كل ما لا يمكن تفسيره يُهاجَم من قبل عامة الناس، وفي حالة هذين العلمين الأنفي الذكر، فان الادعاءات المثارة ضد الطريقة الأولى لا يثيرها إلا أحمق، بينما هناك أسباب معقولة ( ظاهرياً) تُثار ضد الطريقة الثانية بشكل موازٍ لما يثار حول الأولى، وذلك لصعوبة بعض أجزاءها التي جعلتهم يعتقدون بغموضها التام أو لصعوبة تجنب ما قد يعرف، فيُقللوا من موضوعيتها ويعتبرونها غير مفيدة .
سنحاول وبإيجاز توضيح مقدار احتمالية وفائدة مثل هذه التنبؤات قبل عرض تدريبات حول الموضوع.
وليكن الحديث أو لاً عن إحتماليتها.


[1] (aspect) الوضع أو المظهر النسبي للأجرام السماوية أو النجوم أو الكواكب من وجهة نظر علماء الفلك والذي يكون له تأثير على العلاقات البشرية

2- سهولة إحراز المعرفة بالوسائل الفلكية ونحوه:


إن قليلا من التفكير يجعل الأمر واضحاً للجميع أن هناك قوة معينة تنبعث من المادة الأثيرية الخالدة تنتشر وتخترق كل ما يحيط بالأرض التي تخضع لتغير المستمر، حيث انه من العناصر النجمية البدائية تفاعل النار والهواء وتغيرا بفعل الحركة في الأثير، وبدورهما غيرا كل شيء، الأرض والماء والكواكب والحيوانات في ذلك المكان.
وكذلك الشمس مع البيئة فأنها دائماً وبنفس الطريقة تؤثر على كل شيء على وجه الأرض، ليس فقط من خلال التغيرات المصاحبة لفصول السنة من حصول التوالد في الحيوانات، والإثمار في النباتات وتدفق المياه وتغير الأجساد، بل أيضاً من خلال الثورات اليومية فيها، التي تمدنا بالحرارة والرطوبة والجفاف والبرودة في نظام متناسق وبشكل يتواصل مع مواقعها بالنسبة للسمت[1] (zenith) .
وكذلك القمر كونه اقرب الأجرام السماوية للأرض، فانه يهب تأثيره وبشكل واضح بالأخص على الأشياء المادية، حيث أن اغلبها سواء كانت حية أو جماداً تنسجم معه وتتغير مع تغيره، فالأنهار يزداد ويتقلص تدفقها مع ضوءه، تتحرك البحار ما بين مدٍ وجزرٍ مع ظهوره وأفوله، وكل النباتات والحيوانات تنضج (كالبدر) أو تضمحل (كالمحاق). إضافة لذلك فان ممرات النجوم الثابتة والكواكب خلال السماء تشير إلى أحوال الهواء إن كانت حارةً أو عاصفةً أو مثجلةً وتبعاً لذلك تتأثر الموجودات المادية.
ومن ثم فان زواياهما أيضاً فيما بينهما عن طريق اختلاط والتقاء توزيعاتها، مما يُحدِث العديد من التغيرات المعقدة.
على الرغم من أن تأثير الشمس يتقدم باقي الترتيبات العامة على النوعية إلا أن الأجرام السماوية ألأخرى قد تساعد أو تعاكس في تفاصيل خاصة، القمر ،كمثال ، دائماً عندما يكون جديداً أو في أسبوعه الأول أو الثالث, أو بدراً، وكذلك النجوم على المدى الزمني البعيد في ظهورها واختفاءها ومسالكها.
ولو أن هذه المسائل لوحظت بشكل جيد فان الكل سيتوصل إلى انه ليس فقط الأشياء المركبة تتأثر بحركة هذه الأجرام السماوية بطريقة مماثلة وإنما استنبات وإثمار البذور كذلك يتقولب بشكل يتماشى مع الخاصية التي تنسجم مع الجرم السماوي في هذا الوقت.
إن الفلاحين والرعاة هم الأكثر ملاحظة في واقع الأمر، فهم يتنبئون بالنوعية التي ستنتج بحسب الرياح التي تسود وقت البذار والتلقيح، وبشكل عام نلاحظ أن أهم النتائج يُستدل عليها من أو ضح حركات الشمس، القمر، والنجوم المعروفة مسبقاً، حتى لأولئك الذين يبحثون ليس فقط بالوسائل العلمية، وإنما بالملاحظة. أما تلك التي تُستَنتج استناداً إلى قوى أعظم وأنظمة طبيعية أبسط، مثل التنوع السنوي للفصول والرياح، فهي تُدرك من قبل أناس بسطاء وغير متعلمين، وحتى إن بعض الحيوانات تدركها، وذلك لان الشمس بشكل عام هي المسؤولة عن هذه الظواهر.
أما تلك الأشياء التي ليست ذات طبيعة صرفة، فإنها تدرك من قبل أولئك الذين اعتادوا بالضرورة على ملاحظتها، مثل البحارة فهم يعرفون علامات خاصة للعواصف والرياح التي تحدث دورياً بسبب زوايا القمر والنجوم الثابتة بالنسبة للشمس، فهم لا يستطيعون وبسبب جهلهم من تحديد أو قات وأماكن هذه الظواهر بشكل دقيق ولا الحركة المنتظمة للكواكب والتي تساهم بشكل مهم في صنع التأثير، لذلك فهم غالباً ما يخطئون. ولو أن بني الإنسان يعرفون بدقة تحركات كل من النجوم و الشمس والقمر، فلن يخطئون في المكان أو الزمان في تنبؤاتهم، ولو انه استطاع أن يميز بين طبائعها بشكل عام نتيجة دراسة مسبقة، فلن يتمكن من معرفة جوهرها فقط بل حتى فعالية وتأثير خواصها الكامنة، مثل حرارة الشمس ورطوبة القمر، وما إلى ذلك في باقي الأجرام.

ولو كان الإنسان متمكناً من تحديد العلاقة المميزة للخاصية الناتجة من خليط هذه العوامل في ضوء هذه المعلومات معتمداً على الأسلوب العلمي والتخمين الناجح، فما الذي يمنعه من أن يكون قادراً على الإخبار بخواص الهواء في كل حدث مستنداً إلى الظواهر الحادثة في ذاك الوقت، وكمثال، كأن يكون الجو ادفأ أو أكثر رطوبة؟ لم لا يستطيع كذلك تحديد الصفات العامة لطبع فردٍ معين من خلال البيئة في وقت ولادته، ما مثاله أن يكون كذا وكذا من ناحية الصفات الجسدية وكذا وكذا من ناحية الصفات الروحية، أو التنبؤ بأحداث معينة مستعيناً بحقيقة أن البيئة المعينة تدل أو تشير إلى طبع معين وهي مثالية لازدهار هكذا حدث، بينما ألأخرى ليست متناغمة وقد تؤدي إلى الفشل؟
إن هذا لكافٍ لفهم إمكانية واحتمالية هذه المعرفة مما سلف من النقاشات وما شابهها. إن الاعتبارات التالية قد تجعلنا نلاحظ أن نقد العلم من ناحية إمكانيته أو احتماليته قد وضحت ولو بشكل غير تام. ففي المقام الأول إن هؤلاء الذين يتعلمون تطبيقه بشكل دقيق، وهم كُثُر كما هو متوقع أن يحدث لفن مهم ومتعدد الجوانب قد أثاروا اعتقاداً بأن حتى التنبؤات الحقيقية تعتمد على الصدفة، وهو فهم واعتقاد غير صحيح . لان هذا الأمر هو نقص وعجز لكن ليس للعلم وإنما لأولئك الذين يمارسونه.
وفي المقام الثاني، فان اغلب الذين يدّعون الصدق بواسطة فن آخر باسم هذا الفن، من اجل الربح المادي، ليخدعوا البسطاء، لأنهم يزعمون التنبؤ بأمور عديدة، حتى تلك التي لا يمكن معرفتها مسبقاً بشكل طبيعي، وبينما هم كذلك فهم يعطون فرصة للمتفكرين كي يمرروا أحكاماً غير منصفة على مواضيع التنبؤ الطبيعية، كما هو الحال بالنسبة للفلسفة، فنحن لا نستطيع أن نلغيها لمجرد وجود مخادعين يدّعونها ومع ذلك، فانه من الواضح انه حتى لو أن احدهم رغب بانتهاج علم التنجيم بروحية مفعمة ومتعطشة للتعلم فانه قد يخطأ أحياناً، وليس للأسباب الأنفة الذكر بل لطبيعة الأشياء الصرفة وضعفهِ هو مقارنة بضخامة هذا التخصص .
وبشكل عام، فإلى جانب الحقيقة التي مفادها أن كل علم يكون التعامل مع موضوعه المادي بطريقة حدسية ليست ثابتة ومؤكدة خاصة ذك العلم الذي يتألف من العديد من العناصر غير المتماثلة، إلى جانب ذلك كله فأن الترتيب أو التشكيلات القديمة للكواكب، والتي نربطها نحن في يومنا هذا مع زوايا الكواكب تحمل ذات التأثير الذي فسره القدماء بأساليبهم، فإنها يمكن أن تكون أكثر أو اقل شبهاً بالزوايا الحديثة، وعلى طول هذه الأزمنة، ولكنها غير متطابقة.
وذلك لان الأجرام السماوية لا تعود إلى تمام أماكنها، ما لم يكن هناك من يتصور انه قادر على تصور ما لا يعقل، ولا تأخذ أماكنها إطلاقاً أو في تمام الموقع الذي اعتاد الإنسان أن يقيس تجربته عليه، ولهذا السبب تفشل التنبؤات أحياناً، وذلك لاختلاف الأمثلة التي تم الاستناد إليها.
وبالنسبة للبحث في الظواهر البيئية، فانه لا سبب أخر سوى حركة الأجرام السماوية التي تؤخذ بالحسبان.
لكن في مسألة تتعلق بالمواليد وطبائع الأفراد بشكل عام، فنلاحظ أن هناك تفاصيل ذات أهمية كبيرة تتحد مع بعضها لتكوّن صفات معينة لتلك المواليد.
إن اختلاف البذور يعني تأثيراً عظيماً على مميزات الصنف الخاصة، في حال كون البيئة والهواء متطابقين، إن كل بذرة ستعبر عن شكلها الخاص بصورة عامة فمثلاً:
الإنسان و الحصان وغيرهما، كما إن مكان الولادة يتيح تنوعاً عظيماً لما ينتج، فلو أن البذرة كانت متطابقة نوعياً، الإنسان مثلاً وكذلك ظروف البيئة كانت متماثلة، فان المواليد ستختلف في الصفات الجسدية والروحية كثيراً مع اختلاف البلدان.
ولو أن جميع الظروف السابقة تماثلت فان التربية والعادات لها تأثير كبير على حياة الفرد وكيف يعيشها.
إلا إذا اُختُبِر كل منهما مع ظروف البيئة، مع العلم أن الأخيرة معترف بتأثيرها الكبير (فالبيئة لها اليد في تكوين طبائع الأشياء، والتأثير عليها بينما هذه الأشياء لا تأثير لها على البيئة) وقد تسبب صعوبة لأولئك الذين يعتقدون أن كل شيء في مثل هذه الحالات ممكن أن يُفهم من حركة الأجرام السماوية بمفردها حتى إن لم تكن الأشياء تحت سلطتها.
وبما أن الحال هذه، سيبدو غير مناسباً بغض النظر عن كل التنبؤات التي تتميز بهذه الصفة لأنها أحياناً ستكون مخطئة، فنحن لا نشكك بفن الطيران بسبب الأخطاء العديدة، لكن عندما تصبح الادعاءات كبيرة وعندما تكون سماوية سنرحب ونقبل بما هو ممكن ونكتفي بذلك.
وليس علينا البحث في متطلبات السلوك الإنساني، لكن يمكننا المشاركة بتقييم جماله، حتى في الأمثلة فلا يمكن أن تُعطي أجوبة تامة، كما إننا لا نجده خطاءاً من الحكماء لتحدثهم عن المرض نفسه وعن الأطوار التي يمر بها المريض فيها، عندما يفحصون شخصاً، وهنا أيضاً يجب علينا أن لا نعترض على المنجمين الذين سيستخدمون من اجل حساباتهم القومية،البلد، و التربية أو أي صفات عرضية أو حتى موجودة أساساً.



[1] (zenith) : النقطة في القبة السماوية التي تكون فوق الرائي تماماً.

3- فائــــدة هذه المعرفة:


لقد تم التوضيح وبأسلوب مختصر كيف أن التنبؤات بالطرق التنجيمية ممكنة، وهي لا تتعدى ما يحدث في المحيط وعواقبها للإنسان مستندة إلى أسلوب الأسباب المعينة تؤدي إلى نتائج معينة. إذ انه يتعلق بالمواهب الطبيعية للملَكات ونشاطات الروح والجسد، أمراضها العارضة، تحملها لمدة طويلة أو قصيرة، وبالإضافة لذلك كله، الظروف الخارجية التي تمتلك ارتباط طبيعي وتوجيهي مع ما منحته الطبيعية أصلاً، مثل الملكية والزواج بالنسبة للجسد والشرف والكرامة بالنسبة للروح، وأخيراً ما يحدث لكيلهما من وقت لآخر، ما بقي من مشروعنا هو إيضاح فائدة هذه المعرفة، أو لاً لنميز كيف ستتعامل مع المفردة «فائدة» لأننا لو نظرياً إلى ما تمتلكه الروح، ما الذي يمكن أن يكون أكثر قدرة لإيصالها إلى حالٍ أفضل، أو للمتعةِ أو حالةِ الرضا أكثر من هذا النوع من التوقعات، والتي تستطيع بواسطتها أن نحظى بنظرة عامة على الأشياء والبشر والأمور السماوية؟ فلو نظرنا بنوع من المعرفة إلى ما يمتلكه الجسد أكثر من أي شيء آخر لأدركنا ما هو مناسب وملائم لإمكانيات كل مزاج وطبيعة، لكن لو أن هذه التقنيات لا تفيد في كسب الثروات والشهرة وما إلى ذلك، حينها
سنتمكن من أن نقول نفس الشيء عن كل الفلسفة، ذلك أنها أيضاً لا يكتسب بها أي من هذه الأشياء كما هو الحال فيما يتعلق به، ولهذا السبب فلا بد لنا أن نبرر الحكم على الفلسفة أو هذا الفن غاضين الطرف عن منافعهما الكبيرة.
من خلال نظرة عامة قد يبدو لأولئك الذي يعتقدون بعدم فائدة التنبؤ وليس لديهم أي إدراك لأهم الأمور بل فقط يهتمون لمعرفة الأحداث التي ستقع في كل حالة ويعتبرونها فائدة، أن هذا غير مقبول، حيث انه أو لاً لا بد لنا أن ندرك انه حتى مع الأحداث التي ستقع حتماً فان عدم توقعهم سيسبب لهم إما خوفا أو مرضا مفرطا، بينما المعرفة السابقة تهدأ الروح وتجعل الروح تختبر أحداثا بعيدة كأنها حاجز تمر به، وتهيؤها لتقبلها بهدوء وثبات مهما يكن من أمر، سببُ ثانٍ، لا بد لنا أن لا نعتقد أن الأحداث المنفصلة تحاصر الإنسان كنتيجة لأسباب سماوية كما لو انه قد قدر لكل فرد أمرا سماويا حتميا ليحدث بالضرورة دون احتمالية أسباب أخرى، ومن المؤكد أن حركة الأجرام السماوية محددة بشكل سرمدي من قبل السماء. إن المواد الأرضية خاضعة لمعدل طبيعيي متغير، وهي إذ تستمد أولى أسبابها من السماء فإنها محكومة بالصدفة والتلاحق الطبيعي، والأكثر من ذالك فان هناك بعض الأمور التي تحدث للإنسان من خلال ظروف عامة وليست نتاج نزعات الفرد الطبيعية, وكمثال على ذلك عندما تهلك جموع بشرية بسبب حريق هائل ومدمر أو وباء الطاعون أو الطوفان أو تغيرعنيف ومفاجئ في القشرة الأرضية لحدوث تغيرات كبيرة في البيئة، ذلك أن العامل الأضعف دائما يخضع للعامل الأقوى والأكبر. هناك حوادث أخرى تتماشى مع مزاجية الفرد الطبيعية المتنافرة عرضا مع البيئة. فلو أن هذه المفاهيم أصبحت واضحة فلا يمكن القول أن الأحداث بشكل عام أو خاص تعتمد على السبب الأول الذي لا يقاوم وهو أكثر قوة من أي شيء يعارضه، وهذه الأحداث حتمية الوقوع, وعلى العكس بالنسبة للأحداث التي ليست من هذا النوع, فهي ذات قوى مقاومة, أما تلك التي ليست كذلك فهي تتبع الأسباب الطبيعية الأولية، لكن هذا سبب الجهل وليس لحتمية القوة العظيمة. قد يلاحظ أن نفس الشيء يحصل في كل الحوادث مهما كان يعود لأسباب طبيعية وحتى الصخور، النباتات والحيوانات والجروح والحوادث المؤسفة والأمراض، بعضها طبيعي صرف، أما غير ذلك يحدث فقط إن لم يتدخل أمر عارض، لذا لابد من التصديق أن الحكماء الطبيعيون يتنبئون بما سيحدث للإنسان من خلال معرفة سابقة بهذه الخواص ولا يتوصلون إلى ذلك من خلال انطباعات واهمة حول أشياء معينة، وذلك لان أسبابهم كثيرة وقوية ولا يمكن تجاوزها. لكن هناك آخرون ولسبب معاكس قد يتجنبون الأمر.
وبشكل مماثل فان الحكماء الذين يستطيعون إدراك العلل يعرفون مسبقاً أيها مهلكة وأيها ممكن إسعافها.
وفي حالة الحوادث التي يمكن تغييرها فلابد لنا أن ننتبه للمنجمين عندما يقولون مثلاً، انه بالنسبة الطبع الكذائي مع كذا خصيصة من خصائص البيئة فان زيادة أو نقصان النسب الأساسية سينتج الضرر الكذائي، وكذلك فإننا لا بد أن نصدق الحكماء إن هذه الدملة ستنتشر أو تسبب صديد.
كذلك فعامل المنجم عندما يقول أن حجز المغناطيس يجتذب الحديد: ففي كل من هذه الحالات لو أنها تركت لحالها جهلا بقواها المضادة فإنها ستتطور لما تستوجبه طبيعتها في الأصل. لكن لا الدملة ستسبب التقرح ولا الصديد لو اتخذت إجراءات وقائية، ولا حجر المغناطيس سيجذب الحديد لو انه مسح بالثوم. وهذه المقاييس الشديدة الاختلاف لديها قوتها المقاومة بشكل طبيعي وحتمي .
وهكذا في الحالات ألأخرى، فلو أن حوادث المستقبل ليست معروفة للبشر أو أنها معروفة لكن من دون تطبيق معالجاتها، فإنها وبكل الوسائل سوف تتبع النظام الأولي للطبيعة، لكن لو أنها شُخصت في وقت مسبق، وتم تقويمها أو معالجتها، وبشكل ينسجم مع الطبيعة والقدر فإنها إما إنها لن تحدث أبدا أو أن أذاها يصبح اقل، وبشكل عام، وبما انه مثل هذه القوة هي ذاتها حيثما طبقت على الأشياء بشكل عالمي أو خاص، فانه قد يسال احدهم لماذا يؤمن الكل بفعالية التنبؤات فيما يخص الشؤون الكونية، وبفائدتها في حماية مصالحهم (فان معظم الناس يقرون بمعرفتهم المسبقة بالفصول وأهمية كوكبة معينة، وحالات القمر، ويستلهمون تصوراً مسبقاً لحماية أنفسهم، ودائماً يبتكرون عوامل التبريد في الصيف ووسائل التدفئة في الشتاء. وعادة يهيئون طبيعتهم الخاصة لينعموا بالاعتدال كهدف، ومن أجل سلامة مراكبهم فهم يراقبون النجوم الثابتة، ومن اجل تزاوج الحيوانات والبذار فهم يراقبون اكتمال ضوء القمر ولم يحكم احد على مثل هذه الممارسات بأنها مستحيلة أو عديمة الفائدة). لكن من جانب أخر وفيما يخص الأمور الخاصة وتلك التي تعتمد على مزيج من تلك الخصائص مثل التنبؤ بحرارة أو برودة أكثر أو اقل، وبطبائع الأفراد فان بعض الناس لا يعتقدون أن المعرفة المسبقة لا زالت ممكنة ولا انه يمكن الأخذ بهذه التنبؤات في معظم الأحيان.
ومع ذلك فمن الواضح انه لو تمكنا من تبريد أنفسنا ضد الحرارة بشكل عام فان معاناتنا ستقل.
إن مقادير مماثلة يمكنها أن تثبت فعاليتها ضد قوى خاصة مما يؤدي إلى زيادة هذا الطبع الخاص لتجعله متباين الحرارة، ذلك إن سبب هذا الخطأ هو صعوبة وعدم الخبرة في التنبؤات الخاصة، وهو السبب الذي في اغلب الحالات يؤدي إلى عدم التصديق.
وفي اغلب الأحيان فان ملَكَة المقاومة لا تقترن مع التنبؤات ذلك أن تركيب كامل مثل هذا نادر، وبما أن قوة الطبيعة تنتظم من دون عوائق عندما يتعلق الأمر بأبجديات الطبيعة، فان فكرة قد ولدت ألا وهي أن كل الحوادث المستقبلية محتومة ولا يمكن الفرار منها.
لكن، اعتقد بالنسبة للتنبؤ حتى وان لم يكن معصوماً بالكامل على الأقل فان احتمالاته بدت جديرة بأكبر الاهتمام.
وكذلك في حالة الإجراء الوقائي، وان كان لا يعطي علاجاً لكل شيء، إن قدرته في بعض الحالات مهما كانت قليلة أو غير مهمة لا بد من الترحيب بها وتقيميها.
وعندما يلاحظ أن الأمور على هذا الحال فان الذين قاموا بأكثر تطوير لقدرة هذا الفن هم المصريين، فقد دمجوا كلياً الطب مع التنبؤات الفلكية.
ولو لم تكن لديهم أي فكرة أن المستقبل لا يمكن تغيره لعجزوا عن تطوير وسائل معينة لتحويل أو تعديل أو معالجة الحالات الكونية والخاصة التي ستحدث أو أنها حاصلة فعلاً بسبب الجو، لكنهم وضعوا ملكة المقاومة من خلال وسائل طبيعية بالمرتبة الثانية بعد أقدار القضاء.
فقد ضمـــــوا إلى إمكانية التنبؤ عامل الاستفــادة والانتفاع منه خلال ما أسموه بـ (Iatromathematical) أي التنجيم الطبي أو العلاجي حتى يتمكنوا بوسائل تنجيمية من أن ينجحوا في تعلم خصائص درجات الحرارة، الحوادث التي ستقع في المستقبل بسبب الجو، وأسباب اهتمامهم في ذلك انه بدون هذه المعرفة فان أي نوع من المساعدة لا بد أن يفشل، لأنه لا يمكن لذات الدرجة أن تكون مفيدة لكل الأجساد والأمراض. ومن جانب آخر ومن خلال الوسائل الطبية ومعرفتهم بما هو ملائم أو غير ملائم لكل حالة.
لقد تقدموا ما أمكنهم، في اتخاذ العلاجات الوقائية ضد الأمراض الوشيكة الحدوث وفي وصف العلاجات الناجعة للأمراض الحادثة فعلاً.
ولغاية هذه النقطة ليكن شرحنا التمهيدي والمختصر. وألان سنواصل نقاشنا بعد صفحات التقدمة.
لنبدأ مع خصائص كل جرم من الأجرام السماوية بالنظر إلى قوته الفاعلة بما يتوافق مع الملاحظات التي سجلها القدماء. وبدايةً مع قوى الكوكبان، الشمس والقمر.

4- قوى الـــكواكــب :


لقد عُرِف إن قوة الشمس الأساسية هي التسخين والتجفيف إلى حد ما. إن ما جعل إدراك هذا الأمر سهلاً هو ما تتمتع به الشمس حجم وكذلك التغيرات الفصلية حيث أنها كلما اقتربت من السمت (zenith) ازداد تأثيرها علينا.
إن معظم قوة القمر تتألف من الرطوبة، وجُل ذلك يعود إلى قربه من الأرض وبسبب الضباب الذي حولها. إن تأثيره وبدقة غالباً هو إضعاف وإفساد الأجسام لكنه أيضاً يشارك بقوة التسخين بشكل معتد به بسبب الضوء الذي يتسلمه من الشمس.
إن خاصية زحل الأساسية هي البرودة ويميل أحياناً للجفاف ربما لأنه أبعد من الشمس والضباب الندي الذي يحيط بالأرض.
وفي كل من حالة زحل وحالة الكواكب ألأخرى فهناك قوى أخرى تظهر من خلال ملاحظة زواياها للشمس والقمر، لان بعضها يبدو انه يغير الأحوال الجوية وبطريقة ما بينما البعض الأخر يغير بطريقة أخرى، بزيادة أو نقصان.
إن طبيعة المريخ الأساسية هي التجفيف والإحراق حيث أن ذلك يتطابق مع لونه الناري وبسبب قربه من الشمس حيث أن مجال الشمس يقع تحته مباشرة.
إما المشتري فلديه قوة فعالة معتدلة لان حركته تأخذ مساراً ما بين التأثير البارد لزحل وبين القوة الحارقة للمريخ فهو يسخن ويرطب، ولان قوة التسخين فيه اكبر بسبب المجالات التي يقع عليها فانه ينتج رياح التخصيب.
بالنسبة للزهرة، فلديها نفس القوة والطبيعة المعتدلة عند المشتري، لكنها تؤثر بطريقة معاكسة، لأنها تدفأ باعتدال لقربها من الشمس لكن ترطب بشكل اكبر، مثل القمر، بسبب كمية ضوءها ولأنها تتلاءم مع الرطوبة الناتجة من الغلاف المحيط بالأرض.

وبشكل عام فإننا نجد عطارد أحياناً يميل ليصبح جافاً وممتصاً للرطوبة لأنه لا يبعد بخط طوله عن حرارة الشمس. ويميل أحياناً للترطيب لأنه يقع مباشرة فوق مجال القمر، وهو الأقرب إلى الأرض، فعطارد يتغير بسرعة من حالة إلى أخرى، ليبدو بسبب سرعته كما لو انه بجوار الشمس نفسها.

5- الـكواكـب السـعيدة والكـواكـب النحسة:

وفيما نحن مستمرون، فهناك اثنان من الأمزجة الأربعة خصبة وفعالة وهي الحرارة والرطوبة (حيث أن كل الأشياء تتفاعل بها وتتأثر)، واثنان مدمرة وسلبية، هما الجفاف والبرودة، وهي التي تنفصل بها الأشياء وتدمر. فقد اتفق القدماء على اعتبار أن كوكبين وهما الزهرة والمشتري بالإضافة إلى القمر من الكواكب السعيدة بسبب طبيعتهما المعتدلة ولأنها تنفرد بالحرارة والرطوبة. واعتبروا زحل والمريخ على إنهما من الكواكب التي تعطي تأثيراً معاكساً، احدهما بسبب برودته الشديدة والأخر بسبب جفافه الشديد أما الشمس وعطارد فيعتقد أنهما يمتلكان كلا الطاقتين. لأنهما يمتلكان طبيعة مشتركة ولان تأثيرهما ينضم إلى تأثير الكواكب ألأخرى، مهما كان الكوكب الذي ترتبط به.

6- الكـواكـب الــمذكرة والـكواكـب الـمؤنثـة:


ومرة أخرى، هناك طبعان أوليان للأشياء، الذكر والأنثى وبالنسبة للقوى التي قد ذكرت تواً فان الرطوبة بشكل خاص هي المؤنثة، ذلك أن هذا العنصر واضح بدرجة أكثر في كل الإناث، والقوى ألأخرى تظهر في الذكور. إن الفكرة التي وصلت إلينا هي أن القمر والزهرة مؤنثان لأنهما يشتركان بقسط كبير من الرطوبة، والشمس وزحل والمشتري والمريخ كواكب مذكرة، وعطارد يتشارك في كلا الجنسين، لأنه ينتج الجفاف والرطوبة بنفس القدر.
يقولون أيضاً أن الكواكب تصبح مذكرة أو مؤنثة بحسب زاويتها مع الشمس لأنها عندما تكون نجوم نهارية وسابقة للشمس تصبح مذكرة، وعندما تكون نجوم ليلية وتابعة للشمس فإنها تصبح مؤنثة.
كذلك فان نوعها يعتمد أيضاً تبعاً لمواقعها بحسب الأفق، لأنها عندما تكون في موقع من المشرق إلى منتصف السماء أو من المغرب إلى أسفل منتصف السماء، فهي مذكرة لأنها شرقية لكن في الربعين الآخرين ولكونها نجوماً غربية فهي عند ذاك تكون مؤنثة.


7- الـكواكـب النـهارية والـكواكـب اللـيليـة :


وبشكل مماثل فان واحداً من المدتين الزمنيتين اللتين تكونان الزمن، هو النهار وهو أكثر ذكورة بسبب حرارته وطاقته الفاعلة، والليل أكثر أنوثة بسبب رطوبته وهبة السَكَنْ التي يتميز بها، وعلى ذلك فقد أو صل إلينا العرف أن القمر والزهرة كوكبان ليليان، الشمس والمشتري كوكبان نهاريان وعطارد مشترك كما تم شرحــه سابقاً، فيكون نهاري عندما يكون نجماً صباحياً ويكون ليلي عندما يكون نجماً مسائياً. وقد خُصِصَ لكل واحد من الوقتين النجمين التدميريبن زحل والمريخ ليس استناداً إلى تشابه الطبيعة بل العكس.
حيث أن النجوم من نفس النوع إذا انضمت إلى تلك الكواكب ذات الطبع الجيد فان تأثيرها سيزداد، لكن إذا ارتبطت النجوم المتخالفة مع النجوم ذات الطبع التدميري فان جزءاً كبيراً من تأثيرها الضار سيفسد، لذلك فقد عينوا زحل وهو البارد لدفء النهار والمريخ وهو الجاف لرطوبة الليل.
وبهذه الطريقة فان كل واحد منها يبلغ تناسب جيد من خلال المزج ويصبح واحد من احد الجنسين والذي يؤدي إلى الاعتدال.

8- قوى الــزوايا مع الــشمس :

وعلى نفس النمط بالتأكيد، فانه طبقاً لزوايا الكواكب مع الشمس فان القمر وثلاثة من الكواكب تعاني الزيادة والنقصان في قواها الخاصة. فان القمر في نموه من قمر جديد إلى الربع الأول يكون منتجا للرطوبة وفي تطوره من الربع الأول إلى حالة البدر يكون منتجاً للحرارة، ومن حالة البدر إلى الربع الأخير يميل لإنتاج الجفاف ومن الربع الأخير إلى حالة المحاق يكون ميله لإنتاج البرودة أكثر.
إن الكواكب، وفقط عندما تكوّن زوايا شرقية، تصبح أكثر إنتاجا للرطوبة، من شروقها حتى موقعها الأول، وأكثر إنتاجا للحرارة من موقعها الأول حتى بداية حلول المساء وأكثر ميلاً لإنتاج الجفاف من حلول المساء حتى موقعها الثاني ومن موقعها الثاني حتى غروبها تكون أكثر ميلاً لإنتاج البرودة.
ومن الواضح أن الكواكب عندما ترتبط مع بعضها تنتج أنواع مختلفة وعديدة في بيئتنا والقوة المناسبة بشكل خاص هي التي تدوم أكثر، لكنها تتغير في الكمية بسبب قوى وطاقات النجوم ألأخرى المشاركة في التشكيلة.

9- قوى الــنجوم الــثابتــة:


بما أن التالي في الترتيب هو تعداد طبائع النجوم الثابتة بالإشارة إلى قواها الخاصة فإننا سنثبت قبلاً خواصها الملاحظة من خلال عرض مماثل لما تم في طبائع الكواكب.
وسنبدأ أو لاً مع النجوم التي تملأ الأشكال في دائرة البروج نفسها.
1- فالنجوم في رأس الحمل لها تأثير مماثل لتأثير المريخ وزحل معاً، النجوم في الفم مثل تأثير عطارد وبشكل معتدل مثل زحل، تلك في القوائم الخلفية مثل تأثير المريخ، والنجوم في الذيل لها مثل تأثير الزهرة.

2- النجوم في برج الثور فالنجوم على الخط الذي ينتهي عندها فحرارتها كحرارة الزهرة وفي مقدارها مثل زحل، النجوم في مجموعة الثريا (Pleiades)[1] فتأثيرها مماثل لتأثير القمر والمشتري، النجوم في الرأس، فالنجمة في مجموعة القلائص (Hyades)[2] المضيئة والمحمرة قليلاً والمسماة بالشعلة (The Torch) فلها درجة حرارة مماثلة لدرجة حرارة المريخ، أما الأخريات فمماثلة لزحل وبشكل معتدل لعطارد، أما النجوم على إطراف القرون فتماثل المريخ.


3- النجوم في برج الجوزاء، فتلك النجوم على الأقدام فتتشارك نفس تأثير عطارد وبدرجة اقل مثل الزهرة. النجوم المضيئة على الفخذين تماثل تأثير زحل، أما النجمتان المضيئتان في الرأس، فتلك التي تقع في مقدمة الرأس تماثل عطارد وتسمى أيضاً بابولو (Apollo)[3] وتلك التي تليها فتماثل المريخ وتسمى أيضاً بنجمة هرقـــل (The Star Of Hercules)[4] .

4- النجوم في برج السرطان، فالنجمتان في العينين تنتجان تأثيراً مماثلاً لعطارد وبدرجة اقل مثل المريخ. النجوم التي تقع في المخالب فتماثل زحل وعطارد. أما العنقود ألنجمي الشبيه بالغيمة والموجود في الصدر والمسمى بالمعلف (Manger)[5] فيماثل في التأثير المريخ والقمر. وتلك النجمتان على جانبيه والمسماة ب (Asses)[6] فلها مثل تأثير المريخ والشمس معا.


5- النجوم في برج الأسد، فأما النجمتان في الرأس فلهما مثل تأثير زحل وبدرجة اقل مثل المريخ، والنجوم الثلاث في البلعوم فتماثل زحل وبدرجة اقل مثل عطارد، والنجمة المضيئة فوق القلب والمسماة بقلب الأسد (Regulus)[7]، فلها مثل تأثير المريخ والمشتري، النجوم على الورك وكذلك النجمة المضيئة على الذيل،فتماثل الزهرة وزحل، وتلك على الأفخاذ مثل الزهرة وبدرجة اقل مثل عطارد.
6- النجوم في برج العذراء، فأما التي تقع في الرأس وتلك الواقعة على طرف الجناح الجنوبي فلها تأثير مماثل لتأثير عطارد وبدرجة اقل كالمريخ،أما النجمة المضيئة الأخرى في الجناح ومجموعة النجوم على النطاق فتماثل تأثير عطارد وعلى نحو ما كالزهرة، أما النجمة المضيئة في الجناح الشمالي والمسماة ب (Vindemiator)[8] فتماثل زحل و عطارد، أما النجم المسمى بنجم السماك الأعزل (Spica)[9] فله تأثير الزهرة وبدرجة اقل كالمريخ، والنجوم على الأقدام وعلى حاشية الثوب، فتماثل عطارد لكن برجة اقل كالمريخ.
8 -أما النجوم على مخالب العقرب، فأما الواقعة على أقصى النهايات فتمارس تأثيرا مشابها لتأثير المشتري وعطارد، النجوم في الأجزاء الوسطية فلها مثل تأثير زحل، وبدرجة اقل مثل المريخ، النجوم الأخرى على جسد العقرب: النجوم المضيئة على الجبهة فتمارس نفس تأثير المريخ وإلى حد ما كزحل، الثلاثة في جسمه: أما النجمة الوسطى والمحمرة واللامعة نوعا ما والمسماة بقلب العقرب (Antares)[10] فتماثل تأثير المريخ وعلى نحو ما كالمشتري، النجوم على المفاصل، مثل تأثير زحل وإلى درجة ما كالزهرة،النجوم على اللاسع فتماثل عطارد والمريخ، وتلك المسماة بالعنقود ألغيمي فتمارس تأثيراً مشابهاً لتأثير المريخ والقمر.

9- النجوم في برج القوس، فالنجوم على رأس سهمه فلها كتأثير المريخ والقمر، النجوم على القوس ومسكة يده فتماثل المشتري والمريخ، النجوم على العباءة وعلى ظهره فتماثل المشتري وبدرجة اقل عطارد، النجوم على قدميه مثل المشتري وزحل أما المربع فوق الذيل فتأثيره يماثل الزهرة وبدرجة اقل لزحل.
10- النجوم في برج الجدي، فأما التي على القرون فتمارس تأثير الزهرة بقدر مماثل لتأثير المريخ، النجوم على الفم فلها نفس تأثير زحل وبشكل يساوي تأثير الزهرة، النجوم على الأقدام والبطن فتماثل المريخ وعطارد، والنجوم على الذيل، فتماثل زحل والمشتري.

11- النجوم في برج الدلو، فأما التي على الأكتاف فلها نفس تأثير زحل وعطارد، بالإضافة إلى النجوم على الذراع الأيمن والعباءة، أما النجوم على الأفخاذ فبدرجة كبيرة تماثل عطارد في تأثيرها وبدرجة اقل كزحل، أما النجوم على مجرى الماء فلها مثل تأثير زحل والمشتري بنفس الدرجة.
12-
13- النجوم في برج الحوت، النجوم في رأس السمك الجنوبية فلها تأثير عطارد وعلى نحو ما كزحل، النجوم على الجسد فمثل تأثير المشتري وعطارد، النجوم على الذيل والزعنفة الجنوبية فمثل زحل وبدرجة معينة كعطارد، تلك لنجوم على جسم وعظم الظهر للسمكة الشمالية فتماثل المشتري وإلى درجة ما كالزهرة، النجوم في الجزء الشمالي من الزعنفة فمثل زحل والمشتري، والنجمة المضيئة على الرباط فتماثل المريخ في تأثيرها وإلى درجة ما عطارد.
بالنسبة للنجوم في التشكيلات النجمية الواقعة شمال دائرة البروج، فالنجوم المضيئة في مجموعة الدب الأصغر (Ursa Minor) لها خواص مشابهة لزحل وبدرجة اقل للزهرة، أما النجوم في مجموعة الدب الأكبر(Ursa Major) فتماثل في تأثيرها المريخ، أما شَعْر برنيكي (Coma Berenices)[11] تحت ذيل الدب فتأثيرهـــا مماثل لتأثير القمر والزهرة. النجوم المتلألئة في التنيــن(Draco)[12] فتماثل في تأثيرها زحل والمريخ والمشتري، النجوم في كوكبة الملتهب (Cepheus- قيفاوس)[13] فلها مثل تأثير زحل والمشتري، النجوم في كوكبة العـــوّاء (Bo?tes- قرب كوكبة العذراء وتحتوي على النجم الساطع السماك الرامح) فلها مثل تأثيــر عطارد وزحل، أما النجمة المضيئة والمحمرة فلها مثل تأثيـر المشتري والمريخ، النجمة المسماة بالسَّماك الرامح(Arcturus- اسطع نجم في السماء)،النجمة في كوكبة الإكليل الشمالي(Corona Septentrionalies أو Corona Borealis) فلها مثل تأثير الزهرة وعطارد، النجوم في (Geniculator) تماثل تأثير عطارد، النجوم في مجموعة كوكبة القيثارة(Lyra- النسر الواقع) لها مثل تأثير الزهرة وعطارد، وكذلك النجوم في كوكبة الدجاجة (Cygnus). النجوم في كوكبة ذات الكرسي (Cassiopeia) لها مثل تأثير زحل والزهرة، وتلك النجوم الواقعة في كوكبة الجبار(Perseus- فرساوس) تماثل تأثير المشتري وزحل، العنقود ألنجمي في مقبض السيف تماثل المريخ وعطارد، النجوم المتلألئة في كوكبة ذو الأعنة (Auriga- تحتوي على نجم براق يدعى العيُّوق) فتماثل المريخ وعطارد، أما مجموعة النجوم في المنطقة الاستوائية قرب برج العقرب (Ophiuchus) فتماثل زحل والزهرة إلى درجة ما، النجوم في كوكبة الأفعى فلها مثل تأثير زحل والمريخ، النجوم في مجموعة (Sagitta) لها مثل تأثير المريخ وإلى درجة ما كالزهرة، النجوم في مجموعة برج العقاب أو النسر الطائر(Aquila) فلها مثل تأثير المريخ المشتري،النجوم في مجموعة كوكبة الدُلفين أو الصليب (Delphinus) فلها مثل تأثير زحل والمريخ، النجوم المتلألئة في كوكبة الحصان (Horse) فلها مثل تأثير المريخ وعطارد، النجوم في الاندروميدا (Andromeda- مجموعة من النجوم محتوية على مجرة لولبية يمكن رؤيتها بالعين المجردة) فتماثل الزهرة في التأثير، النجوم في كوكبة المثلث (Tringulum) فتماثل عطارد في تأثيرها.
وفيما يخص التشكيلات النجمية الواقعة جنوب دائرة البروج، فان النجمة المضيئة الواقعة في فم ال (Piscis Australis) لها تأثير مشابه للزهرة وعطارد النجوم في كوكبة قيطوس (Cetus) تماثل زحل، النجوم في كوكبة الجوزاء (Orion) ، فأما الواقعة على كتفيه فلها تأثير مشابه للمريخ وعطارد، والنجوم الأخرى المضيئة فتماثل المشتري وزحل، النجوم في (Eridanus) فالنجمة الأخيرة المضيئة لها تأثير مماثل للمشتري أما الأخريات فمثل زحل، النجمة في (Lepus) فلها مثل تأثير زحل وعطارد، النجوم في كوكبة (Canis) فلها مثل تأثير الزهرة أما النجمة المضيئة في الفم فتماثل المشتري، وبدرجة اقل مثل المريخ، النجمة الثنائية (Procyon)المضيئة في مجموعة الكلب الأصغر، فلها مثل تأثير عطارد،وبدرجة اقل مثل المريخ، النجوم المتلألئة في كوكبة الشجاع (Hydra) فلها مثل تأثير زحل والزهرة، النجوم في كوكبة الباطية (Crater) فتماثل الزهرة وبدرجة اقل كعطارد، النجوم في كوكبة الغراب (Corvus) فتماثل المريخ وزحل،النجوم المتلألئة في كوكبة برج السفينة (Argo)[14] فتماثل زحل والمشتري، النجوم في كوكبة القنطورس (Centaurus- الظلمان) فأما النجوم الواقعةفي الجسم البشري فتماثل الزهرة والمشتري، النجوم المتلألئة في كوكبة الذئب (Lupus) فتماثل زحل وبدرجة اقل كالمريخ، النجوم في الكوكبة النجمية (Ara) التي تقع في الغلاف الجوي الجنوبي بالقرب من نورما وتليسكوبيان فلها مثل تأثير الزهرة وبدرجة اقل كعطارد، النجوم في كوكبة الإكليل الجنوبي (Corona Australis) فتماثل زحل وعطارد.
وهكذا هي، إذاً، تأثيرات النجوم ذاتها كما قد أو ردها أسلافنا.




[1] (Pleiades): بنات أطلس السبع اللواتي تم تحويلهن إلى نجوم (أساطير)- وتقع في مجموعة الثريا في برج الثور.
[2] (Hyades) : القلاص أو القلائص، خمس نجوم توجد في كوكبة الثور.
[3] (Apollo) :اله النبوءة والموسيقى والطب والشعر والمعرَّف أحيانا بالشمس.
[4] (The Star Of Hercules) : نجمة كوكبة الجاثي.
[5] (Manger): والعرب يسمونه بالنثرة.
6 (Asses):؟ لم أجد له ترجمة
[7] (Regulus) :نجمة لامعة مزدوجة.
[8] (Vindemiator) :؟ لم أجد له ترجمة
[9] (Spica) : نجم ثنائي في برج العذراء.
[10] (Antares) : نجمة عملاقة حمراء متقلبة وهي أكثر النجوم إشراقا في برج العقرب.
[11] (Coma Berenices) :كوكبة في نصف الكرة الشمالي بالقرب من العوّاء والأسد.
[12] (Draco) : كوكبة تقع في نصف الكرة الشمالي بالقرب من كوكبتي الملتهب والدب الأكبر.
[13] (Cepheus) : كوكبة تقع في نصف الكرة الشمالي قرب ذات الكرسي والتنين.
[14] (Argo):كوكبة برج السفينة ، وكانت موجودة في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية وألان أصبحت مقسمة إلى كارينا وبوبيز وبكسيز وفيلا.


10- تأثير الفصول والزوايا الأربعة:


إن فصول السنة الأربعة هي الربيع، الصيف، والخريف، والشتاء ونجد أن الربيع يتميز بالرطوبة وذلك بسبب أن حدوثه يكون بعد انقضاء البرد وقدوم الحرارة. والصيف يتميز بالحرارة وذلك بسبب قرب الشمس من السمت (Zenith)،أما الخريف، فيتميز بجفاف أكثر وذلك لامتصاص الرطوبة في الفصل الحار الذي يكون قد اختفى تواً، وبالنسبة للشتاء فيمتاز بالبرد وذلك لان الشمس تكون في ابعد نقطة عن السمت (zenith) ولهذا السبب، على الرغم من دائرة البروج ليس لها بداية طبيعية كونها دائرة فقد اعتبروا أن البرج الذي يبدأ عنده الاعتدال الربيعي وهو الحمل هو نقطة الابتداء ولجميع البروج، جاعلين من رطوبة الربيع المفرطة هي الجزء الأول لما قد صوره كما لو انه مخلوق حي، وثم ترتيب الفصول المتبقية من بعده، وذلك لأنه في جميع المخلوقات فان بواكير العمر هي كالربيع تمتاز بحصتها الأكبر من الرطوبة ولطافتها ورقتها. المرحلة الثانية حتى ذروة العمر يمتاز بالحرارة مثل الصيف أما المرحلة الثالثة وهي بعد انقضاء ذروة العمر وعلى حافة التدهور والانحدار والتي تمتاز بالجفاف فهي مثل الخريف، والمرحلة الأخيرة والتي تنعدم نحو النهاية مثل الشتاء تمتازببرودتها.
وعلى نحو مماثل أيضاً بالنسبة للأقاليم والزوايا الأربعة للأفق والتي منها تنشأ الرياح ومن نقاطها الرئيسية، فالنقطة الشرقية تمتاز بالجفاف وذلك لان الشمس في هذا الإقليم تقوم بتجفيف كل شيء قد ترطب أو لاً في الليل والرياح التي تهب منها والتي نسميها بشكل عام (Apeliotes- ) لها تأثير جاف غير رطب. أما الأقاليم في الجنوب أكثر حرارة لان الحرارة النارية للشمس تمر في منتصف السماء وبسبب هذه المسارات واعتماداً على درجة الميل لعالمنا الذي نعيش فيه والتي تنحرف إلى الجنوب فالرياح التي تهب من هناك تسمى بشكل عام (Notus- ) وهي حارة واقل كثافة.
أما الإقليم المتجه غرباً فهو رطب بحد ذاته، لان الشمس التي جففت الأشياء هناك خلال النهار فستكون أو ل ما يترطب.
وبالمثل فالرياح التي تهب من هذا الجزء والتي نسميها بشكل عام (zephyrus-) تكون منعشة وندية.
أما الإقليم الشمالي فهو الأبعد لأنه بسبب ميل كرتنا الأرضية بعيد جداً عن مسببات الحرارة التي تنشأ من ذروة حرارة الشمس وعندما تكون الشمس في أدنى مستوى لذروتها فان الرياح التي تهب عندئذٍ والتي تسمى بشكل عام (Boreas-) وتسبب التبريد والتكثيف.
إن معرفة هذه الحقائق مفيدة وتمكن الشخص من تكوين رأي متكامل عن درجات الحرارة في أمثلة مختلفة، حيث انه من السهل إدراك أن هناك تنوع متكامل لقوى النجوم خاصة بمعية ظروف معينة مثل الفصول والزوايا والأزمنة، وعندما تكون في ظروف متشابهة أو متقاربة ستكون صفاتها أكثر نقاء وتأثيرها يصبح أقوى. فمثلاً تلك النجوم التي تكون ذات طبيعة حارة تزداد حرارتها، وذات الطبيعة الرطبة تزداد رطوبتها، بينما في ظروف معاكسة فان قواها تفسد وتصبح اضعف. لذلك فان النجوم الحارة في الأوقات الباردة، والنجوم الرطبة في الأوقات الجافة تصبح اضعف وكذلك في الحالات ألأخرى تبعاً للصفة التي تنتج عن المزيج.

11-البروج المنقلبة والمعتدلة والثابتة والمجسدة .


بعد شرح هذه الأمور فان الموضوع التالي سيكون الخصائص الطبيعية للبروج نفسها، كما أو صلها إلينا الموروث.
فعلى الرغم من أن طبائعها العامة مماثلة للفصل التي تكون ضمه فان لها طبائع خاصة تنبع من قربها إلى الشمس والقمر والكواكب، كما سنشير له فيما بعد، جاعلين أو لاً القوى النقية للبروج نفسها كلاً على حده، وواضعين في الاعتبار عندما تكون متأثرة إحداها بالأخرى بشكل مطلق أو بشكل نسبي.
إن التمييزات الأولى هي المنقلبة والمعتدلة والثابتة والمزدوجة حيث أن هناك برجان منقلبان، وهما في الفترة الأولى المتكونة من 30? من الانقلاب الصيفي وهو برج السرطان والثاني في الفترة الأولى من الانقلاب الشتوي، وهو برج الجدي وقد اشتقت تسميتها مما يحدث في بداية هذه البروج فالشمس تنقلب عندما تكون في بداية هذه البروج وتعكس تقدمها العرضي فيحدث الصيف في برج السرطان والشتاء في برج الجدي.
وهناك برجان يسميان بالبروج المعتدلة(Equinoctial)، احدهما أول الاعتدال الربيعي، الحمل والأخر الذي يبدأ بالاعتدال الخريفي وهو الميزان. وكذلك فان تسميتهما مشتقة مما يحدث في هذا الوقت، حيث أن الشمس في بداية هذه البروج تجعل طول الليل معادل لطول النهار.
أما بالنسبة للبروج الثمانية المتبقية، فأربعة منها تسمى ثابتة وأربعة تسمى مزدوجة، فالبروج الثابتة (Solid) وهي الثور الأسد العقرب والدلو، وهي التي تقع بعد البروج المنقلبة والمعتدلة وتسمى كذلك لان الشمس عندما تكون هذه البروج تطلق الحرارة والرطوبة والجفاف والبرودة للفصول التي بدأت في البروج السابقة بشكل أقوى، وليس ذلك لان الجو لم يعد منقلباً، بل لأننا نكون قد تعودنا عليها وهذا السبب نشعر أكثر بقواها.
أما البروج المزدوجة (Bicorporal) مثل الجوزاء العذراء والقوس والحوت وهي التي تقع بعد البروج الثابتة وتسمى كذلك لأنها تقع بين البروج الثابتة والبروج المنقلبة والمعتدلة وتشترك عند بداياتها ونهاياتها معها في الخواص الطبيعية لحالتي الطقس.


12- البروج المؤنثة والبروج المذكرة :


لقد تم تحديد ستة من البروج لتكون مذكرة نهارية وعدد مماثل لتكون مؤنثة ليلية. فالنهار مقارن لليل دائماً والذكر للأنثى لذلك وُضِعَ نظام متناوب وحيث أن الحمل يعتبر نقطة البدء للأسباب التي وضِحَّت سابقاً وكذلك لان الذكر هو الذي يسيطر ويحتل المكان الأول وكذلك لان الناشط هو المتفوق دائماً على الخامل في الطاقة فقد عدوا الحمل والميزان على أنهما برجان مذكران نهاريان. وهناك سبب آخر هو أن دائرة الاعتدال التي تمر خلالهما، تُكْمِل الحركة الأساسية والأكثر قوة للكون بأجمعه، فالبروج إلى تليها تتوافق مع نظام التناوب.
وعلى نفس المنوال يتم توظيف نظام الذكورة والبروج، حيث أن الذكر يبدأ في البرج الذي يشرق ويسمى طالع والبعض قد يبدأ البروج المنقلبة مع برج القمر لان القمر يغير الاتجاه بلطف أكثر من البقية. لذا يبدؤون البروج المذكورة مع الطالع لأنه أقصى الشرق، والبعض يستفادون من النظام المتناوب للبروج وغيرهم يقسمون إلى أرباع كاملة ويعينوها على إنها بروج صباحية ومذكرة بالنسبة للبروج من الطالع حتى منتصف السماء وتلك في الربع المقابل من الغرب إلى أسفل منتصف السماء، ويعينون الربعين الآخرين على أنهما مسائية مؤنثة. وقد الحقوا وصفاً آخر للبروج مشتق من أشكالها ونشير كمثال إلى رباعية الأقدام، الأرضية، القائدة أو المسيطرة الخصبة، وتسميات مشابهة، وحيث أن سبب تسميتها مشتق مباشرة من شكلها فنعتقد انه سردها غير ضروري ذلك أن الخواص الناتجة من هذه الاتفاقات (بين الشكل والتسمية) ممكن تفسيرها بربطها بالتنبؤات التي تكون فائدتها أكثر وضوحاً.

13- زوايا البروج :

إن المجموعة الأولى من أجزاء دائرة البروج هي التي تشمل البروج المتقابلة الزوايا وهي التي تتضمن زاويتين متقابلتين وستة بروج و180 ?، المجموعة التي تتضمن زاوية تثليث تتضمن زاوية قائمة وثلث الزاوية القائمة أو تتضمن أربعة بروج أو 120 ?، والمجموعة التي بينهما زاوية تربيع تتضمن زاوية قائمة واحدة أو 90 ? أو ثلاثة بروج، وأخيراً المجموعة التي بينها تسديس تتضمن ثلثي زاوية قائمة أو برجين أو 60 ?.
وقد نفهم ما سيلي لماذا أُخذتْ هذه الزوايا فقط في الاعتبار؟ إن تفسير التقابل يبدو واضحاً حيث أن سبب ذلك هو التقاء البروج مع بعضها على خط مستقيم واحـــد، لكن
لو أخذنا الكسرين وكذلك أهم زاويتين مفصلتين في تناغم ثم طبقنا الكسرين نصف وثلث على زاوية التقابل المتألفة من زاويتين قائمتين فإن النصف سيكون زاوية تربيع والثلث سيكون زاويتي التسديس والتثليث .
أما الزوايا المفصلة sesquitertain و seequialter لو أنهما طبقا على مسافة التربيع لزاوية قائمة واحدة والتي تقع بينهما، فان ألseequialter ستكوّن نسبة التربيع إلى التسديس، أما أل sesquitertain فستكوّن نسبة التثليث إلى التربيع، وبالنسبة لهذه الزوايا فان التثليث التسديس تسميان بالزوايا المتناغمة لأنها تتألف من بروج من نفس النوع أما إنها كلها مؤنثة أو مذكرة بأكملها. بينما التربيع والمقابلة تسمى غير متناغمة لأنها تتألف من بروج متباينة النوع.

14- البروج القوية والبروج الضعيفة:


وبشكل مماثل فان التسميات قوية وضعيفة تطلق على الأجزاء من دائرة البروج
التي تنتظم على مسافة متساوية من برج الاعتدال أياً ما يكون لأنها تصعد في فترات متساوية من الزمن وعلى خطوط متساوية. ومن هذه البروج في النصف الصيفي تسمى قوية وتلك التي في النصف الشتوي تسمى ضعيفة لان الشمس تجعل النهار أطول من الليل عندما تكون الشمس في نصف الكرة الشتوي.

15-البروج المتقابلة والبروج المتساوية القوة:


يقال أن الأجزاء التي تقع على أبعاد متساوية من نفس البرج الاستوائي أياً ما يكون، فهي ذات قوة متساوية لان الشمس عندما تكون في احدهما فان أطوال النهار تكون متساوية وكذلك لياليها وطول ساعاتها كذلك.
ويقال عنها أنها تنظر إحداها للأخرى كلاهما لنفس الأسباب الآنفة الذكر لان كل واحد من هذا البروج يشرق من ذات النقطة من الأفق ويغرب في ذات النقطة.

16- البروج المنفصلة:


البروج «المنفصلة» و«الغريبة» هي تسميات تطلق على تلك الأجزاء من دائرة البروج التي ليس لديها أي تآلف مما ذكر سابقاً مع بعضها البعض. إن هذه البروج لا تصنف تحت صنف القوية أو صنف الضعيفة، أو صنف المتقابلة أو صنف المتساوية القوة، والأكثر من ذلك كله انه ليس لديها أي اشتراك في الزوايا الأربعة التي ذكرت سابقاً: التقابل، التثليث، التربيع أو التسديس، ويبتعد بعضها عن بعض أما برجاً واحداً أو خمسة، بالنسبة لتلك التي تبتعد برجا واحدا تبدو وكأن احدها يتجنب الأخر على الرغم من كونهما مرتبطين بزاوية واحدة، وتلك البروج التي تبتعد عن بعضها بخمسة بروج فلأنها تقسم دائرة البروج إلى قسمين غير متساويين بينما الزوايا ألأخرى تكوّن أقسام متساوية من محيط الدائرة.

17- بيوت الكواكب:


إن للكواكب أيضاً علاقة بأجزاء دائرة البروج من خلال ما يسمى بالبيوت، المثلثات، الأرباب والحدود وغيرها، إن نظام البيوت هو كالتالي:
فمن البروج ألاثني عشر هناك الشمالية وهي الأقرب من ألأخرى إلى خط الاستواء لذلك فان أكثرها دفئاً وحرارة هي السرطان الأسد وقد اعتبروا هذين البرجين كبيتين للنيرين وهما أعظم الأجرام السماوية وأقواها، فالأسد، وهو المذكر، اعتبروه بيتاً للشمس والسرطان، وهو المؤنث، اعتبروه بيتاً للقمر. وتماشياً مع ذلك فقد اعتبروا أن نصف الدائرة من الأسد حتى الجدي نصفاً شمسياً، والنصف من الدلو حتى السرطان اعتبروه نصفا قمرياً، وبذلك يتم تحديد برجاً واحداً في كل من نصفي الدائرة ليكون بيتاً لأحد الكواكب الخمسة، كما أن احد هذين النصفين يكون على زاوية مع الشمس والنصف الأخر مع القمر ليتناغم النصفين مع انطقه حركة النيرين ومع خصائص طبيعتهما.
بالنسبة لزحل الذي يسود طبيعته البرد، على النقيض من الحرارة، والذي يحتل مداراً أعلى وابعد عن النيرين، فقد حددوا له البرجين المقابلين للسرطان والأسد وهما الجدي والدلو، فبالإضافة إلى أن هذين البرجين باردين وشتويين فان زاويتهما القطرية لا تنسجم مع السعد، فيما يخص المشتري وهو المعتدل ويقع تحت مدار زحل، فقد إختصوه بالبرجين التاليين وهما القوس كثير الرياح والحوت الخصب في زاوية مثلثة مع النيرين وهي زاوية منسجمة وتشكيلية سعيدة.
يليه المريخ وهو الجاف بطبيعته، ويحتل مداراً تحت مدار المشتري، فقد تم تعيين البرجين التاليين وهما العقرب والحمل اللذان يتماثلان في طبيعتهما ويتوافقان مع ميزة المريخ التدميرية والغير منسجمة في زاوية تربيع مع النيرين. أما الزهرة المعتدلة التي تقع تحت المريخ فقد خصوها بالبرجين التاليين وهما شديدا الخصوبة، الميزان والثور مما يحفظ انسجام زاوية التسديس، وهناك شيء وهو أن هذا الكوكب لا يبعُد عن الشمس إلا برجين في كلا الاتجاهين.
وأخيراً فقد إختصوا عطارد، وهو الذي لا يبتعد عن الشمس إلا برجاً واحداً في كلا الاتجاهين ويقع تحت الكواكب ألأخرى واقرب إلى النيرين على نحو معين، بالبرجين المتبقين وهما الجوزاء والعذراء وهما المجاورين لبيتي النيرين.

18- المثلثــات:


إن الارتباط من خلال المثلثات هو كالأتي، فكما أن الشكل المثلث والمربع هما في غاية الانسجام مع نفسيهما فان دائرة البروج كذلك ترتبط بثلاث دوائر، دائرة الاعتدال ودائرة المدارين ودائرة البروج ألاثني عشر ولكنها مقسمة إلى مثلثات متساوية الأضلاع. أول هذه المثلثات تمر بالحمل والأسد ثم القوس، وتتألف من ثلاثة بروج مذكرة وتتضمن بيوتاً للشمس وللمريخ والمشتري. هذا المثلث خصص للشمس والمشتري حيث أن المريخ ليس ضمن القطاع الشمسي.
تحتل الشمس موقع الحكم الأول لهذا المثلث خلال النهار والمشتري خلال الليل، كما أن الحمل قريب من دائرة الاعتدال والأسد قريب من الانقلاب الصيفي والقوس قريب من الانقلاب الشتوي. إن المثلث هو شمالي صرف بسبب حصة المشتري في حكم هذا المثلث، وهو كوكب خصب وكثير الرياح، فيشابه الرياح القادمة من الشمال، على كل ،فبسبب بيت المريخ يعاني هذا المثلث مزيج من الرياح الجنوب غربية بالتالي تتكونالرياح الشمالية ذلك أن المريخ يسبب رياحاً من هذا النوع، وكذلك بسبب قطاع القمر وخاصية الغرب الأنثوية.
المثلث الثاني، والذي يمتد من خلال الثور والعذراء والجدي، ويتألف من ثلاثة بروج مؤنثة، وعليه فقد إختصوا هذا المثلث بالقمر والزهرة، القمر يحكمه في الليل والزهرة في النهار، الثور يقع في اتجاه المدار الصيفي والعذراء باتجاه دائرة الاعتدال والجدي باتجاه المدار الشتوي، إن هذا المثلث جنوبي صرف بسبب سيطرة الزهرة وحيث أن هذا النجم من خلال قوى الحرارة والرطوبة التي يتميز بها، ينتج رياح مماثلة، لكن بما انه يتسلم مزيج من رياح الصبا بسبب بيت زحل، وهو الجدي الذي يقع ضمنه، فيتكون بالتالي رياح بشكل معاكس لشبكة المثلث حيث أن زحل ينتج رياحا من هذا النوع كما أن له علاقة في التخمين (cast) من خلال مشاركته في نوبه الشمس .
المثلث الثالث، وهو الذي يمتد من خلال الجوزاء والميزان والدلو، ويتألف من ثلاثة بروج مذكرة وله علاقة بالمريخ ونوعاً ما بزحل وعطارد بسبب بيتيهما.
وقد إختصوه بدوره بزحل الذي يحكمه خلال النهار بسبب قطاعه وفي الليل عطارد. إن برج الجوزاء يقع باتجاه المدار الصيفي وبرج الميزان باتجاه دائرة الاعتدال وبرج الدلو يقع باتجاه المدار الشتوي، كذلك فان هذا المثلث له تكوين شرقي، بسبب زحل، لكنه بسبب المزيج الشمالي غربي الناتج عن قطاع المشتري فانه يتآلف مع زحل، بقدر كونه نهارياً.
المثلث الرابع، وهو الذي يمتد من خلال السرطان أو العقرب والحوت، فقد تركوه ليكون للكوكب المتبقي وهو المريخ والذي يعود له بسبب بيته، برج العقرب، وبسبب القطاع وبسبب أنوثة البروج لذا فالقمر يحكمه في الليل والزهرة في النهار كحاكم ثاني، إن برج السرطان يقع قرب دائرة الصيف، وبرج العقرب يقع أيضاً قريبا من دائرة الشتاء، والحوت قريب إلى دائرة الاعتدال، إن هذا المثلث يعتبر غربياً بسبب سيطرة المريخ والقمر، لكن بسبب المزج سيصبح جنوبيا غربياً من خلال سيطرة الزهرة.

19- شرف الكواكب:


إن ما يسمى بشرف الكوكب يمكن شرحه كالتالي، فحيث أن الشمس عندما تكون في الحمل فإنها تنتقل إلى أعلى شمال نصف الدائرة، وفي الميزان تنتقل إلى أوطأ جنوب نصف الدائرة، فقد عينوا وبشكل ملائم الحمل ليكون شرفاً لها، حيث عنده يبدأ طول النهار وطبيعة الشمس الحارة بالازدياد واعتبروا أن الميزان هو بيت هبوطه للسبب المعاكس.
نعود لزحل بالترتيب وذلك لكونه يحتل موقعا مقابلاً لشمس وكذلك فيما يخص بيوتهما، فيكون بالعكس، الميزان شرفاً لزحل والحمل بيت هبوطه، فحيثما تزداد الحرارة، نجد أن البرودة تبدأ بالتلاشي، وحيث أن السابق كانت تتلاشى فيه البرودة فهنا بالعكس تبدأ بالزيادة. وبما أن القمر عندما يتقدم لمقابلة الشمس في بيت شرفها (الحمل ) فتبدأ حالته الأولى بالظهور (حالة الهلال) ويبدأ ضياءه بالازدياد وكذلك ارتفاعه، في أو ل برج من مثلثه وهو الثور، والثور يعتبر شرفه والبرج المقابل على طول امتداد قطر دائرة البروج وهو العقرب اُعتُبِر بيت هبوطه.
ثم المشتري، والذي ينتج رياح شمالية خصبة إلى أقصى الشمال في السرطان لتصبح قواه في أوجها، لذلك جعلوا من هذا البرج شرفاً له ومن برج الجدي بيت هبوطه.
بالنسبة للمريخ وهو ناري بطبيعته ويصبح في أوجه في الجدي ذلك انه عندما يكون في الجدي يصبح في أقصى الجنوب، وطبيعي يصبح الجدي بيت شرفه بالعكس من المشتري، والسرطان هو بيت هبوطه.
والزهرة، بما أنها رطبة بطبيعتها فتزداد قوة طبيعتها الخاصة كليا في الحوت، حيث تبدأ مؤشرات الربيع الرطب، فاعتبروا أن شرفها في الحوت وهبوطها في العذراء.
أما عطارد فبالعكس بما انه هوائي، فبطبيعة الحال يكون أوجه في العذراء، حيث يبدأ الخريف الجاف، أما هبوطه فيكون في الحوت.

20- ترتيب الحدود:


بالنظر إلى الحدود فإن هناك نظامين شائعين للتداول، الأول وهو النظام المصري وهو الذي يعتمد بصورة رئيسية على البيوت، والثاني وهو النظام الكلداني يعتمد على المثلثات، الآن فان النظام المصري ذي الحدود المقبولة عموما لا يحتفظ بتناغم النظام أو تناغم المقدار المنفرد، ذلك انه في المقام الأول، فيما يخص مسألة الترتيب، فإنهم قد حددوا المحل الأول لأرباب البيوت ثم لأرباب المثلثة في بعض الأحيان وفي أحيان أخرى لصاحب الشرف. كمثال على ذلك، فان كان صحيحا أنهم قد اتبعوا البيوت فلماذا إذاً جعلوا الأولوية، فلنقل لزحل في الميزان وليس الزهرة؟ ولماذا جعلوا الأولوية للمشتري في الحمل وليس للمريخ؟. ولو أنهم اتبعوا المثلثات، فلماذا أعطوا المحل الأول لعطارد وليس للزهرة في الجدي؟ أو إن كان لصاحب الشرف، فلماذا أعطوا المريخ الأولوية في السرطان وليس للمشتري؟ ولو أنهم قد لاحظوا الكواكب التي تمتلك اكبر عدد من هذه الخصائص فماذا إذاً أعطوا المحل الأول في الدلو لعطارد والذي ليس له إلا مثلثته هناك، وليس لزحل حيث انه كلاً من البيت والمثلثة تعود لزحل؟ أو لماذا أعطوا عطارد المحل الأول في الجدي على الإطلاق، حيث انه لا علاقة له في حكم هذا البرج؟ ونستطيع أن نجد ما يماثل ذلك في باقي النظام.
أما في المقام الثاني، فان عدد الحدود غير متوافق بشكل جلي، ذلك أن العدد المشتق لكل كوكب هو من إضافة حدوده في كل البروج بشكل يطابق ما يقولونه بان الكواكب تحدد سنوات الحياة. وهذا لا يدعم أي نقاش مقبول. لكن حتى لو إننا اعتمدنا على العدد المشتق من هذا الناتج استناداً إلى مزاعم المصريين الصريحة فإننا سنجد أن المقدار نفسه بالرغم من أن المقادير تتغير برج بعد برج باستمرار وبطريق مختلفة.
أما بالنسبة لجزمهم المشكوك فيه حولها وهي ذات المحاولة، بالتحديد فيما يخص المرات المحددة لكل كوكب بمفرده من خلال جدول الصعود في كل البلدان مضافاً إلى نفس المقدار، فهو خاطئ، حيث إنهم أو لاً، اتبعوا الطريقة العامة التي تستند إلى زيادة أتقدم في الصعود وبشكل متساو ، وهو أمر غير قريب للحقيقة. وبهذا المخطط سيكون عندهم كل من برج العذراء والميزان على الخط الذي يمر بمصر السفلى، يصعدان بمقدار مرة 3/1 38، وبرج الأسد والعقرب كل منها بصعود بمقدار 35، على الرغم من أن الجداول تبين أن البرجين الأخيرين يصعدان بمقدار اكبر أما العذراء والميزان فبمقدار اقل.
والأكثر من ذلك، إن هؤلاء الذين بذلوا جهداً لإثبات صحة هذه النظرية، لا يبدوا أنهم يتبعون قيم الحدود المقبولة عادة، مما اضطرهم لإعلان بعض النظريات الكاذبة حتى إنهم استخدموا أجزاء كسرية جهدا منهم لإثبات فرضياتهم والتي كما قلنا، إنها ليست فرضية حقيقية.
وعلى كل حال فان الحدود المقبولة عموما بالرجوع إلى التراث القديم مدرجة بالأسلوب التالي:

الحـدود بــحسب الـــــمصريـيـــــــــن

*الحمل : المشتري:6 الزهرة:6 عطارد:8 المريخ:5 زحل:5 .

*الثـــور: الزهرة:8 عطارد:6 المشتري:8 زحل:5 مريخ:3.

الجوزاء: عطارد/6 المشتري/6 الزهرة:5 المريخ:7 زحل:6.

السرطان: المريخ:7 الزهرة:6 عطارد:6 المشتري:7 زحل:4.

الأســــد: المشتري:6 الزهرة:5 زحل:7 عطارد:6 المريخ:6.

العذراء: عطارد:7 الزهرة:10 المشتري:4 المريخ:7 زحل:2.

الميزان: زحل:6 عطارد:8 المشتري:7 الزهرة:7 المريخ:2.

العقرب: المريخ:7 الزهرة:4 عطارد:8 المشتري:5 زحل:6.

القوس: المشتري:12 الزهرة:5 عطارد:4 زحل:5 المريخ:4.

الجدي: عطارد:7 المشتري:7 الزهرة:8 زحل:4 المريخ:4.

الدلو: عطارد:7 الزهرة:6 المشتري:7 المريخ:5 زحل:5.

الحوت: الزهرة:12 المشتري:4 عطارد:3 المريخ:9 زحل:2.


21- الحدود طبقاً للكلدانيين:


إن الطريقة الكلدانية تتميز بالتسلسل والبساطة والضمان وهي أكثر معقولية ومقبولية على الرغم من أنها ليست كامنة بذاتها بالنظر إلى حكم المثلثات وترتيب المقادير، ومع ذلك فمن الممكن فهمها حتى من دون مخطط .
وذلك لأنه في المثلثة الأولى، الحمل والأسد والقوس نجد نفس التقسيم بالبروج كما عند المصريين، أي أن رب المثلثة، وهو المشتري، يكون صاحب الحدود الأولى ثم نجد حاكم المثلثة الثانية الزهرة، يليه حاكم مثلثة الجوزاء وهو زحل وعطارد، ثم حاكم المثلثة المتبقية وهو المريخ.
وفي المثلثة الثانية، مثلثة الثور والعذراء والجدي، وهي تتميز بنفس التقسيم بواسطة البروج فنجد فيها الزهرة هو الأول ثم زحل ومرة أخرى عطارد، وبعدهم المريخ وأخيراً المشتري.
نلاحظ نفس الترتيب بشكل عام في المثلثتين المتبقيتين. أما حاكمي نفس المثلثة وهما زحل وعطارد، فنجد زحل الذي يحكم في النهار يحتل المحل الأول في ترتيب حكم المثلثة، وعطارد في الليل. كذلك فان العدد المخصص لكل كوكب هو أمر بسيط، فلكي يكون عدد الحدود ولكل كوكب ربما اقل بدرجة من الكوكب الذي يتقدمه ليتماشى مع الترتيب التنازلي حيث يتم فيه تحديد المحل الأول، فقد قاموا بتحديد 8 درجات للأول و 7 درجات للثاني و6 درجات للثالث و5 درجات للرابع و4 درجات للأخير دائماً، وبهذا الشكل تكتمل درجات البرج الثلاثين، وعلى هذا فقد تم تحديد مقدار عدد الدرجات فقد حددوا 78 درجة لزحل في النهار و 66درجة في الليل، و المشتري 72درجة ، المريخ 69درجة والزهرة 75درجة وعطارد في النهار 66درجة والليل 78 درجة فيكون المجموع 368 درجة درجة.
وألان، فمن هذه الحدود والتي دونت بواسطة الطريقة المصرية، كما قلنا هي أكثر قيمة ومصداقية وذلك بسبب الشكل الذي تم توثيقها به من قبل الكتاب المصريين فقد اعتبرت لفائدتها تستحق التدوين، وكذلك على الأغلب بسبب تطابق درجات الحدود مع المواليد التي أُتخذت كأمثلة.
وعلى كلٍ، فهؤلاء الكتاب بالذات الذين لم يشرحوا ترتيبهم ولا عددهم، فإن فشلهم بالتوافق على حساب النظام قد يصبح مصدراً للشكوك وموضوعاً للنقد. لقد تم العثور حديثاً على مخطوطة قديمة، الكثير منها تالف، وتحتوي على شرح بسيط ومنسجم لترتيبهم وللعدد، وفي نفس الوقت للدرجات المدونة للمواليد السابقة الذكر والأعداد التي أعطيت في المجاميع وجدت أنها تتطابق وجداول القدماء. لقد كان الكتاب مطولاً في الشرح مسهباً في برهانه، كما أن أجزاءه التالفة جعلت من الصعب قرأتها، فبالكاد أمكن الحصول على فكرة من معناها العام بالرغم من العون الذي وفرته جداول الحدود المحفوظة جيداً كونها وضعت في نهاية الكتاب.
وفي كل الأحوال فان المخطط العام لتقدير الحدود هو كما يلي :
فبالنسبة لترتيبهم ضمن كل برج، فان الأرباب والمثلثات والبيوت كلها تؤخذ في الاعتبار، وعند الحديث بشكل عام فان النجم الذي يتولى حكمين من هذا النوع في نفس البرج يوضع أو لاً، حتى لو كان منحوساً.
لكن حيث لم يكن هذه الحال فان الكواكب النحسة دائماً توضع في الأخر، وأرباب الشرف أو لاً، ثم أرباب المثلثة، ثم أرباب البيوت، تبعاً لترتيب البروج.
ومرة أخرى وبالترتيب تلك التي لها حكمين، فيفضل تلك التي لها حكم واحد على نفس البرج، وبما انه لم تعين حدوداً للنيرين فان السرطان والأسد بيتي القمر والشمس قد عُينا للكواكب النحسة لأنهما قد حرما من حصتيهما في الترتيب، السرطان للمريخ، والأسد لزحل. وعلى هذا فقد حُفظ الترتيب الذي يناسبهما، وفيما يخص عدد الحدود فعندما لا يوجد نجم ذا امتيازين في البرج نفسه أو البروج التالية ضمن ربع الدائرة، فقد حددوا لكل من الكواكب السعيدة، أي للمشتري والزهرة 7درجات وللكواكب النحسة زحل والمريخ 5 درجات ولعطارد وهو مشترك 6 درجات وبهذا يكون المجموع 30 درجة .
لكن بما أن البعض لديه امتيازين حيث أن الزهرة وحدها تصبح حاكمة المثلثة، ذلك أن القمر لا يشارك في الحدود فقد أعطي لكل واحد من تلك الحدود في هذه الحالة سواء كانت في نفس البرج أو البروج التالية، درجة إضافية، وقد أشّرتْ بنقاط.
لكن الدرجات المضافة للامتيازات المزدوجة تؤخذ من ألأخرى التي لها امتياز واحد. وعند الحديث بشكل عام، أي من زحل والمشتري بسبب حركتهما البطيئة، فتكون الحدود كالتالي:
الحدود بحسب بطليموس:
الحمل: المشتري:6 الزهرة:8 عطارد:7 المريخ:5 زحل:4.

الثور: الزهرة:8 عطارد:7 المشتري:7 زحل:2 المريخ:6.

الجوزاء: عطارد:7 المشتري:6 الزهرة:7 المريخ:6 زحل:4.

السرطان: المريخ:6 المشتري:7 عطارد:7 الزهرة:7 زحل:3.

الأسد: المشتري:6 عطارد:7 زحل:6 الزهرة:6 المريخ:5.

العذراء: عطارد:7 الزهرة:6 المشتري:؟ زحل:6 المريخ:6.

الميزان: زحل:6 الزهرة:5 عطارد:5 المشتري:8 المريخ:6.

العقرب: المريخ:6 الزهرة:7 المشتري:8 عطارد:6 زحل:3.

القوس: المشتري:8 الزهرة:6 عطارد:5 زحل:6 المريخ:5.

الجدي: الزهرة:6 عطارد:6 المشتري:7 زحل:6 المريخ:5.

الدلو: زحل:6 عطارد:6 الزهرة:8 المشتري:5 المريخ:5.

الحوت: الزهرة:8 المشتري:6 عطارد:6 المريخ:5 زحل:5.

22- المواقع والدرجات :


لقد أو جد البعض تصنيفاً أفضل لحاكمية الكوكب مما سبق مستخدمين مفردات مثل «مواقع» و«درجات»، معرفين الموقع على انه الجزء الثاني عشر من البرج أو .52، وعينوا السيطرة كلها للبروج حسب الترتيب. آخرون اتبعوا نظم غير منطقية وحددوا كل ?درجة? من البداية لكل واحد من الكواكب لكل برج، حسب النظام الكلداني للحدود.
إن هذه الأمور التي كان النقاش حولها مجانب للحقيقة ومتكلف بل الأكثر فهي نقاشات باطلة لصالحها، لذا لن نذكرها، أما التالية والتي تستحق أن تبقى، لن نذكرها لمجرد أنها معقولة في تعداد بدايات البروج كذلك من الاعتدال إلى الانقلاب، بل نوعا ما لان الكُتّاب جعلوا الأمر جليا وخصوصاً لأنها ومن تعريفنا السابق لاحظنا أن طبائع البروج وقواها وتآلفها تأخذ أسبابها من نقاط الاعتدال والانقلاب وليس غيرها مصدر.
وذلك لو انه كانت نقاط البداية غيرها فإننا لن نضطر إلى استخدام طبائع البروج للتنبؤ أو لو أننا استخدمناها (خطأ) بما أن المجالات في دائرة البروج التي ترسخ قواها في الكواكب قد تتحول لغيرها وتصبح معزولة أو غريبة.

23- الوجوه والنجوم الثابتة ونحوه:


وكذا الحال بالنسبة للعلاقات الطبيعة للنجوم والبروج، فيقال للكوكب انه في «وجه المناسب» عندما يكون احد الكواكب على نفس الزاوية مع الشمس والقمر التي يكون عليها بيته مع بيتي النيرين، وكمثال، عندما تكون الزهرة في زاوية تسديس شريطة أن تكون غربية للشمس وشرقية للقمر طبقا للترتيب الأصلي لبيوتهم، ويقال عن الكواكب أنها في chariots و thrones أو ما شابه عندما يحدث يكون لها علاقة أو أكثر مما سبق ذكره من طرق مع الأماكن التي تتواجد فيها الكواكب. فحينئذٍ تكون قواها متعاظمة التأثير بسبب التشابه والتآزر من خلال خاصية القرابة مع البرج التي يحتويها.
ويقال للكواكب عنها سعيدة عندما تكون متآلفة مع نجوم القطاع على الرغم من أنها تكون على علاقة مع البروج المحتوية لها وفي هذه الحالة فان الانسجام الناتج يكون تأثيره المباشر اقل.

24- الاتصال والانفصال والقوى ألأخرى:


عموما فان الكواكب السابقة يقال عنها أنها تتصل بتلك التي تتبعها، ويقال عن الكواكب اللاحقة أنها منفصلة عن الكواكب التي تتقدمها، عندما تكون المسافة بينهم غير كبيرة. إن علاقة كهذه تحدث بالاتصال بواسطة الجرم أو بواسطة واحدة من الزوايا التقليدية، ما عدا فيما يخص الاتصالات والانفصالات بواسطة الجرم بالنسبة للإجرام السماوية فإنها ذات فائدة أيضاً لمعرفة خطوط عرضها، وذلك لأنه فقط هذه الممرات تكون مقبولة وهي التي وجدت أنها على نفس جانب الكسوف أو الخسوف.
في حالة الاتصالات والانفصالات بواسطة الزاوية، فان تطبيق كهذا غير ضروري لان كل الأشعة تسقط دائما وتتقارب من كل اتجاه نحو ذات النقطة وهي مركز الأرض.
ومن كل هذا فان من السهل أن نرى أن خاصية كل نجم يجب أن تختبر بالرجوع إلى خصائصه الطبيعية وكذلك إلى البروج التي تحتويه، أو بشكل مماثل، من خصائص زواياه مع الشمس والزوايا بالحال التي وضحناها سابقا.
ولا بد لقواها أن تحدد، في المقام الأول، من حقيقية أنها إما شرقية مضافاً لحركتها الملائمة - لأنها حينها تكون في أو ج قوتها أو غربية ومتضائلة في السرعة، وحينها تكون طاقتها ضعيفة، وثانياً تحدد من موقعها بالنسبة للأفق فهي في أو ج قوتها عندما تكون في منتصف السماء أو قريبة منه أو عندما تكون تماماً في الأفق أو نقطة الغروب، وتكون قواها في أوجها عندما تكون شرقية، واقل عندما يحدث أن يكون في أوجه ما تحت الأرض أو في زاوية ما إلى الشرق وان كانت بلا أي زاوية نحو الشرق فحينها تكون بلا قوة تماماً.
غير مبريء الذمه نقل الموضوع أو مضمونه بدون ذكر المصدر: منتديات الشامل لعلوم الفلك والتنجيم - من قسم: مقالات عامة في علم التنجيم


...
....
الصورة الرمزية الحنطيه
الحنطيه
عضو
°°°
01 (16)
جميل اخ عدنان اكمل بارك الله فيك معلومات رائعة

صورة رمزية إفتراضية للعضو شريفة
شريفة
عضو
°°°
افتراضي
بارك الله بك على هذة التحفه الرائعة ننتظر منك البقية سيدي

صورة رمزية إفتراضية للعضو ابن سينا
ابن سينا
عضو
°°°
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

سلمت يمناكم اخي عدنان وبارك الله فيكم

صورة رمزية إفتراضية للعضو رانيامحمد
رانيامحمد
عضو
°°°
افتراضي
العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط..

صورة رمزية إفتراضية للعضو احمداحمد
احمداحمد
عضو
°°°
افتراضي
مجهود اكثر من رائع


مواقع النشر (المفضلة)
المقالات الأربعة لبطليموس: الكتاب الأول

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
الانتقال السريع
المواضيع المتشابهه
الموضوع
حصريا المقالات الأربعة لبطليموس +الشرح
الرجاء فائدة لتقليل النوم يعني الاكتفاء بالقليل من النوم لليوم كله ودائما
تم الجزء الأخير من الكتاب الأول ( سرور النفس بمدارك الحواس الخمس)
في شرح المقامات والأحوال
كتاب الثمرة لبطليموس

الساعة الآن 11:14 AM.