المشاركات الجديدة
مواضيع مختلفة : أي موضوع لم يعنون سابقا

هل رمضان الحقيقي في سبتمبر من كل عام؟

افتراضي هل رمضان الحقيقي في سبتمبر من كل عام؟
السلام عليكم جميعا،
وكل عام وانتم بخير،
أعتذر على نشر هذا الموضوع في هذه الفترة بالذات، أيام عيد الفطر
ولكن اعترضتني هذه المعلومة الغريبة فأردت نشرها للافادة، وانتم من يقرر بصحتها من عدمها.


يوسف زيدان: التقويم الهجري ناقص شهر و«رمضان» لا يأتي في موعده الحقيقي
الجمعة 22/يوليه/2016 - 02:14 ص

محمد الدمرداش

قال الدكتور يوسف زيدان الباحث والروائي: "هناك شهر هجري تم حذفه من تلك الشهور المتعارف عليها تسبَّب في فوضى كبيرة في التقويم الهجري"، موضحًا "هذا الشهر كبيس ويأتي كل 30 شهرًا".


وأضاف خلال لقائه ببرنامج «ممكن» تقديم الإعلامي خيرى رمضان المذاع على فضائية «سي بي سي»، أن الشهر المحذوف كان يعد "رمانة الميزان" للتقويم الهجري، حيث إنه كان ينسق بين الشهور حتى تأتي في موعدها.

وتابع زيدان "شهر ربيع الأول من المفترض أن يأتي في عز الربيع، ومع ذلك نتفاجأ بمجيئه في الصيف، كذلك شهر رمضان من المفترض أن يأتي بعد انتهاء موسم الصيف، ولكن في هذه الأيام يأتي في موسم الصيف"، مؤكدًا أن التاريخ الهجري أصيب بحالة خلل بعد حذف الشهر، ولم يعد رمضان هو الشهر الحقيقي الذي نعرفه.
غير مبريء الذمه نقل الموضوع أو مضمونه بدون ذكر المصدر: منتديات الشامل لعلوم الفلك والتنجيم - من قسم: مواضيع مختلفة


...
....
صورة رمزية إفتراضية للعضو كرسي الملكة
كرسي الملكة
عضو
°°°
افتراضي رد: هل رمضان الحقيقي في سبتمبر من كل عام؟
دراسة جديدة: المسلمون لا يصومون رمضان في موعده الحقيقي

صورة رمزية إفتراضية للعضو كرسي الملكة
كرسي الملكة
عضو
°°°
افتراضي رد: هل رمضان الحقيقي في سبتمبر من كل عام؟
هل نصوم رمضان فى موعده الحقيقى؟»، سؤال طرح نفسه خلال الفترة الماضية، مع وجود عدد من الباحثين، الذين أدلوا بآراء معتمدة على أدلة عقلية، تثبت وجود خطأ فى موعد رمضان، مقارنة بالعصور الإسلامية القديمة.

ويرى غالبية هؤلاء الباحثين أن التوقيت الحالى لشهر رمضان، ليس هو التوقيت الحقيقى الذى كان يصوم فيه المسلمون القدامى، وأنه من المفترض أن يكون فى بدايات سبتمبر من كل عام، وبعدد ساعات صيام متقاربة حول العالم، موضحين أن الخطأ فى التقويم الهجرى جعله يتعاقب على شهور السنة، مع اختلاف شديد فى عدد ساعات الصيام.

التقويم الهجرى المستخدم حاليًا «خاطئ» منذ «فتنة عثمان»

الدكتور حسنى المتعافى، الأكاديمى ومؤلف عدد من الكتب، تحدث فى إحدى الدراسات الخاصة به، عما اعتبره «عدم جدوى التقويم الهجرى المستخدم الآن فى تحديد موعد شهر رمضان والحج»، وأطلق عليه «اللاتقويم الهجرى».

ويشير إلى أن الحسابات البسيطة تقول إن السنة القمرية حوالى 354.4 يوم، فى حين أن السنة الشمسية 365.2 يوم، وبالتالى هناك فارق حوالى 11.25 يوم، ما يستدعى إجراء تصحيح أو تقويم كل فترة، من أجل أن تتطابق الأشهر مع الفصول مرة أخرى، وتصبح أسماء الشهور مرتبطة بالفصول المناخية التى تعبر عنها.

ويقول إن العرب اتجهوا إلى استخدام طريقة التقويم العبرى، مع اختلاف أسماء الشهور، وذلك بإضافة شهر إلى التقويم كلما مر 32 شهرًا قمريًا، لإعادة الاتساق بين الشهور القمرية وبين الفصول المناخية، فكانوا إذا مر 32 شهرًا يضيفون شهرا بعد شعبان يسمى شعبان الثانى، أما الإضافة التالية بعد مرور 32 شهرًا مرة أخرى فتكون بعد ربيع الآخر، وبعد مرور 32 شهرًا مرة أخرى يضيفون شهرا بعد ذى الحجة، ثم تعاد نفس الدورة مرة أخرى، وسمّى ذلك «التقويم العربى».

ويشير إلى أن الإسلام اعتمد الدورة القمرية لتحديد الشهر، وذلك بناء على ما كان يفعله العرب حينها، وبها تم تحديد مواقيت الصيام والحج والأشهر الحرم، ولم يرد فى الإسلام ما يلغى أو يعدّل من طريقة «التقويم العربى»، أو قصره على الأمور التعبدية فقط مثل تحديد شهر رمضان وموعد الحج الأكبر.

ويضيف: «لكن عندما انفصلت الأمة الإسلامية تماما عن اليهود، لم يعد من يستطيع الحفاظ على استمرارية التقويم العربى وضبطه، ما أدى إلى حدوث أخطاء به، وازداد الأمر سوءا عندما حدثت الفتنة الأولى «فتنة عثمان» وضياع السلطة المركزية، وبعد ذلك لم يعد للتقويم قيمة بسبب الانشغال بحركة الفتوحات وبعدها انتقال العاصمة إلى الشام، وبالتالى تم إلغاؤه فى العصر الأموى».

رمضان وشوال مرتبطان بـ«الخريف»
رأى المتعافى أن الزعم الذى يقول بأن الغرض من عدم وجود شهر التقويم هو تعاقب شهر رمضان على أشهر السنة، فيصوم الناس فى مختلف فصول السنة، هو زعم خاطئ، وظن لا يملك من يردده أى أدلة، إضافة إلى القول بأن الإنسان يجب أن يكابد مشقة الصوم فى القيظ لا يتماشى مع رحمة الله وقوله «يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ»، وذلك عندما كتب الصيام على الناس فى الآيات الواردة عن شهر رمضان.
ويوضح أن هناك بعض التفسيرات تقول بأن إضافة هذا الشهر هو «النسىء» الذى حرمه الله تعالى فى القرآن الكريم «إِنَّمَا النَّسِىءُ زِيَادَةٌ فِى الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلِّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا»، لكن هذا ليس صحيحا، فالنسىء المذكور هنا هو تلاعب العرب فى الجاهلية فى الأشهر الحرم، فكانوا يحلّون أحد الشهور الحرم، ويحرمون شهرا آخر بدلا منه بعد ذلك، وبالتالى لم يكن هناك سبب واضح لإلغاء «شهر التقويم». ويشير إلى أنه ورد فى معجم «لسان العرب» وكتاب «القاموس المحيط»، المتخصصين فى علوم اللغة العربية، كلاما يفيد بأن فصل الربيع يعادل شهرى «ربيع الأول» و«ربيع الآخر»، وأن الصيف فى شهرى «جمادى الأول» و«جمادى الآخر»، ويأتى شهرا «رجب» و«شعبان» فى موسم القيظ.

وجاء فيه أن شهرى الصيف هما «جمادى الأولى» و«جمادى الآخرة»، وشهرى القَيظ هما «رجب» و«شعبان»، أما شهرا «رمضان» و«شوال» فهما بداية الخريف وسقوط أمطار الخريف المسماة «الرمض»، وشهرا خريف «ذو القعدة» و«ذو الحجة»، ويكون شهر «ذى الحجة» أفضل الشهور مناخا، وهو ما يتناسب مع موسم «الحج الأكبر»، فيما يأتى الشتاء فى شهرى «محرم» و«صفر»، أى أن الشهور العربية مرتبطة بالفصول المناخية، وليست منعزلة عنها.

تعديل التقويم يوحد عدد ساعات الصوم بـ12 ساعة حول العالم

الكاتب محمد داوود، شرح فى مقال له عدة أسباب وأدلة، توضح نفس وجهة النظر، ويوضح أن كلمة «تقويم» تعنى جعل المعوج المنحرف مستقيمًا، وبالتالى لا يمكن اعتبار التقويم الهجرى الحالى تقويمًا.

ويضيف داوود أن هناك ارتباطا واضحا بين أسماء الشهور والوضع المناخى، فمثلا «ربيع الأولى» دلالة على دخول فصل الربيع، وكان يأتى بين فبراير ومارس، و«جمادى الأول» كان بداية لجماد الحبوب فى سنابلها، كعلامة على بداية موسم الحصاد، وكان يأتى بين مايو ويونيو، أما «ذو القعدة» فكان دلالة على دخول فصل الشتاء برياحه الشديدة، وكان العرب يقعدون ولا يرحلون، وتأتى تسمية شهر «ذو الحجة»، لأن العرب تعارفوا أن يحجوا فيه إلى مكة وكانت تنشط التجارة، فكان دائما ما يأتى بين شهرى ديسمبر ويناير.
ويوضح أن اسم شهر «رمضان» جاء من «أول مطر بعد الصيف»، وهو ما يحدث فى بداية الخريف شمال خط الاستواء وبداية الربيع جنوبًا، وكان يطلق البدو قديما على أول مطر بعد فصل الحر «الرمض» و«الرمضان»، وكان دائما يأتى بين سبتمبر وأكتوبر.

ويقول إنه فى حالة تعديل التقويم، وتطبيق «الشهر المقوّم»، سيأتى رمضان فى خريف نصف الكرة الشمالى، وفى ربيع نصف الكرة الجنوبى، وسيصبح عدد ساعات الصيام فى كل العالم تقريبا 12 ساعة يوميا، وبذلك تتحقق سمة من سمات الدين الإسلامى وهى «العالمية».

ويضيف: «الذى أقتنع به تماما أن الله لم يشرع الصوم حتى يصوم بعض الناس 22 ساعة ويصوم آخرون ساعتين فقط، وهو الذى يقضى بالحق ويأمر بالعدل، وقناعتى بأن الله لا ينحاز إلى طائفة أو يفضّل سكان منطقة ما فى الكرة الأرضية على حساب منطقة أخرى».

صورة رمزية إفتراضية للعضو كرسي الملكة
كرسي الملكة
عضو
°°°
افتراضي رد: هل رمضان الحقيقي في سبتمبر من كل عام؟
التقويم العربي، التقويم ورمضان والأشهر الحرم
التقويم العربي
التقويم ورمضان والأشهر الحرم


التقويم The calendar هو حاجة أساسية وملحة لكل حضارة نشأت في الأرض، وكان لابد بالطبع من ارتباط الوحدات الزمنية الرئيسة (يوم-شهر-سنة) بظواهر فلكية دورية مناسبة، وكون هذه الظواهر مختلفة ومستقلة يجعل الحاجة إلى التقويم (بمعنى التصحيح Correction) أمرًا ملحا، واختلاف الطرق التي اتبعتها الشعوب على مدى التاريخ لمعالجة هذه المشكلة هو الذي تسبب في وجود تقاويم عدة.
فكل وحدة زمنية لابد من ارتباطها بدورة فلكية، وكل دورة كبيرة لا تستغرق بالطبع أعدادا صحيحة من الدورات الأصغر، وهذا ما يستلزم التقويم (بمعنى التصحيح)، ولولا التقويم لتراكمت الفروق وخرجت بالتقويم عن مقاصده.
والوحدة الأولي الظاهرة لكل الناس هي اليوم المكون من الليل والنهار، فهو ناتج أو معبر عن دوران الأرض حول نفسها بينما هي (تدور) حول الشمس أيضا، فهذا اليوم ناتج من دوران الارض حول نفسها مرة كل 24 ساعة تقريبا من منظور شمسي، وهي تدور في الحقيقة مرة كل 23 ساعة و56 دقيقة و4 ثواني من منظور نجمي، ودوران الارض حول نفسها يتباطأ بمرور الوقت، فاليوم في الماضي كان أقصر مما هو عليه الآن، وذلك بسبب تأثيرات المد والجزر التي يسببها القمر على دوران الأرض.
أما الشهر الطبيعي فهو ناتج أو معبر عن اكتمال دورة للقمر حول الأرض، والقمر يدور حول الأرض في فترة زمنية مقدارها 27 يوما و7 ساعات و43 دقيقة و 11.87؛ أي حوالي 27 يوما وثلث اليوم، وهذه الفترة الزمنية تُعرف بالشهر القمري النجمي، ولكن بعد انقضاء هذه المدة الزمنية من عمر القمر الوليد، لا يعود القمر للاقتران مرة أخرى، وذلك لأن الأرض تكون قد سبقت القمر بحوالي 27 درجة، وبما أن القمر يقطع في اليوم الواحد مقدار 13 درجة في المعدل، فإن القمر يحتاج لأكثر من يومين حتى يصبح في الاقتران، لذلك تصبح المدة الزمنية للشهر القمري الوسطي 29 يوما و12 ساعة و44 دقيقة و3 ثوان، وليست هذه هي المدة الزمنية للشهر القمري الاقتراني دائما، بل هي معدل مدة الشهر القمري الاقتراني، حيث تتغير مدة هذا الشهر من شهر لآخر، وذلك بسبب عدة عوامل مثل تغير سرعة القمر في دورانه حول الأرض، وتغير سرعة دوران الأرض حول الشمس، .... الخ، وذلك يبين أنه لابد من تقويمٍ ما، وذلك يظهر في اختلاف عدد أيام الشهر من 29 إلى 30 يوما، فلا يمكن أن يبدأ الشهر في منتصف النهار مثلا، فلابد دائما من التقريب أي التقويم.
أما السنة الطبيعية فهي السنة الشمسية، وتنتج عن دوران الأرض حول الشمس، ومدتها 365 يوما و5 ساعات و48 دقيقة و46 ثانية، أي ما يعادل 365.2425 يوما، وهي السنة المتسقة مع الفصول المناخية، وفي السنة الشمسية تتناوب الفصول لتعود إلى حيث بدأت عند البداية.
وفصول السنة هي ناتج تقسيم للسنة اعتمادا على المناخ، وسبب حدوث الفصول هو نتيجة لميل محور الأرض أثناء دورانها حول الشمس فتختلف زاوية سقوط أشعة الشمس على المكان الواحد من الأرض بين شهر وآخر، ويتبع ذلك اختلاف درجات الحرارة والأحوال المناخية من شهر إلى شهر، وتنقسم السنة إلى أربعة فصول في أغلب مناطق العالم وهي الربيع والصيف والخريف والشتاء، وتكتمل دورتها باكتمال دور للأرض حول الشمس؛ أي باكتمال سنة شمسية.
ففي تتابع الأشهر الشمسية توجد نقطة محددة يمكن الرجوع إليها، فالوضع الفلكي المناخي في نهاية السنة الشمسية هو مثل بدايتها، والحديث هو طبعا عن الأوضاع الفلكية النسبية حيث أن الشمس تجري ومعها كواكبها.
وتتابع الأشهر القمرية لا يرتبط بظاهرة طبيعية أو فلكية متكررة، فلا توجد أية دورية Periodicity في ذلك، ولذلك يمكن اختيار أي عدد من الشهور ليكون السنة القمرية!! ولا يمكن القول بأن السنة تساوي 12 شهرا إلا في إطار تقويم حقيقي يحقق الدورية المطلوبة ولو كان ذلك على مدى أطول، واختيار هذا العدد بالذات هو الذي يؤكد أن التقويم هو بالضرورة شمسي-قمري.
ولذلك فإضافة ما يلزم للتقويم (بمعنى التصحيح اللازم) لا يعني تغيير عدد الأشهر، فالأشهر العربية الاثنا عشر تبقى كما هي، فالحديث هو عن سنة شمسية، وليس سنة قمرية لا وجود لها أصلا.
فارتباط الوحدات الزمنية الرئيسة (يوم-شهر-سنة) بظواهر فلكية دورية مختلفة يجعل الحاجة إلى التقويمCorrection أمرًا ملحا، واختلاف الطرق التي اتبعتها الشعوب على مدى التاريخ لمعالجة هذه المشكلة هو الذي تسبب في وجود تقاويم عدة، فبدون التقويم Correction لا معنى للتقويم Calendar.
**يتبع

صورة رمزية إفتراضية للعضو كرسي الملكة
كرسي الملكة
عضو
°°°
افتراضي رد: هل رمضان الحقيقي في سبتمبر من كل عام؟
قال تعالى:
{إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (36) إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (37)} التوبة
الآية 36 تؤكد اعتماد الأشهر الاثني عشر العربية المعلومة وتقرّه، وكذلك تؤكد حرمة أَرْبَعَة أشهر معلومة منها، وهي تنهى عن الظلم في الأشهر الحرم، والظلم منهي عنه في كل وقت، ولكن النهي عنه مؤكد في هذه الأشهر بالذات، أي لا يجوز بالأولى أن يتظالم المسلمون في هذه الأشهر الحرم.
فقوله تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ} يعني أن الأشهر المعتمدة هي الأشهر القمرية المعهودة لهم والتي تتحدد بالأهلة وأنها هي المعول عليها في العبادات التي وردت فيها كلمة شهر أو أشهر، فالإسلام أقرَّ واعتمد اختيار العرب للدورة القمرية لتحديد الشهر، وهذا ما تؤكده أو تتضمنه الآيات:
{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون} [البقرة:189]، {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَـئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُون} [البقرة:217]، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ اللّهِ وَلاَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلاَ الْهَدْيَ وَلاَ الْقَلآئِدَ وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُواْ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُواْ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَاب} [المائدة:2]، {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقرءان هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون} [البقرة:185]
وكون الشهور اثني عشر شهرا هو أمر مقرر ومقدر منذ خلق الله السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ، ولذلك كان لابد من اقتران ذلك بظواهر فلكية ثابتة بحيث تصل البشرية جمعاء ومن كافة الاتجاهات إلى نتائج متشابهة، والنص على أن ذلك كان فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ يتضمن أن اهتداء الإنسان إلى ذلك كان بوحيٍ إلهي.
فعِدَّةَ ٱلشُّهُورِ عَندَ ٱللَّهِ ٱثْنَا عَشَرَ شَهْرا، هي الشهور القمرية المعلومة، فبها يتم تحديد الصيام والحج والأشهر الحرم، فمن هذه الشهور القمرية أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ويوجد اختلاف فيما يتعلق بتحديدها، وكذلك اختلفوا فيما يتعلق بأول شهر من الأشهر العربية، وقد ورد في الآثار أن اختيار التقويم واختيار بدايته كانا محلا جدال بين المسلمين فيما بينهم وكذلك فيما بينهم وبين غيرهم.
والنسيء المذموم مشروح في الآية، فهو تأخير شهر من الأشهر الحرم بقصد انتهاك حرمة الشهر باقتراف ما حرمه الله فيه من قتال أو غزو، فالآية تتحدث عن نسيء معهود ومعلوم لهم كانوا يتعمدون فيه تحليل شهر -محدد بالاسم- على الأقل من الأشهر الحرم وتحريم غيره، والآية بذلك أيضًا تشير إلى وجود موضع معلوم للشهر الحرام، وهذا يعني تميز كل شهر عن الآخر، وهذا لا يتحقق إلا في نظام يضمن ثبات الشهور مع الفصول المناخية، وهذا أيضًا ما أكده قول الرسول "إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ" والذي كان يقصد به رجوع شهر ذي الحجة إلى مكانه الطبيعي، فلا مكان طبيعي لشهر قمري إلا في نظام يربط الشهور بالفصول المناخية.

صورة رمزية إفتراضية للعضو كرسي الملكة
كرسي الملكة
عضو
°°°
افتراضي رد: هل رمضان الحقيقي في سبتمبر من كل عام؟
وقد زعم بعض الباحثين دون أي مبرر أنه يوجد خطأ في تشكيل الآية! ولا شك أن كلمة "زِيَادَةٌ" هي خبر للنسيء بغض النظر عن تشكيل الفعل يُضَلُّ، وتشكيله لن يغير من الحكم الوارد شيئا.
إنه لما كانت الأشهر القمرية متكافئة وأن تتابعها وعددها غير مرتبط بظاهرة فلكية دورية فإنه كان يمكن اختيار أي عدد من الشهور ليكوِّن السنة القمرية، وتحديد عدد الشهور باثْنَي عَشَرَ شَهْرًا يبين أن السنة شمسية-قمرية، فهذا العدد هو العدد الصحيح الوحيد الذي يعطي أقرب عدد من الأيام إلى عدد أيام السنة الشمسية بحيث يمكن التقويم بسهولة، فلا معنى لهذا الرقم إلا أنه أكبر عدد صحيح من الأشهر القمرية داخل السنة الشمسية.
والسبب الثاني للنص على عدد الشهور أنهم عندما كانوا يستعملون النسيء كانوا حريصين على بقاء عدد الأشهر الحرم سليما، ولذلك كانت أشهر السنة تتجاوز العدد 12، ولقد منع القرءان مسلكهم هذا بتحديد عدد الأشهر تحديدا صارما.

صورة رمزية إفتراضية للعضو كرسي الملكة
كرسي الملكة
عضو
°°°
افتراضي رد: هل رمضان الحقيقي في سبتمبر من كل عام؟
كان العرب أمةً أمية، ولم يكونوا متضلعين من علوم الفلك، وكان تقويمهم ينطبق على التقويم العبري كما هو متوقع ومعلوم ويسير بالتوازي معه، وهو تقويم شمسي قمري، وذلك إما لأنهم أخذوه عن العبريين وغيروا فقط أسماء الشهور بما يناسب بيئتهم، وإما لأن كلا التقويمين يعودان إلى تقويمٍ أصلي واحد نتيجةً للأصل الواحد للشعبين الثابت بالقرءان وبالتحليل الجيني الحديث، وقد وردت آثار في المرويات والسيرة تشير إلى التوازي والتطابق بين التقويمين.
إنه يجب معرفة الهدف من أي تقويم وخاصة في الأزمنة القديمة، لماذا اخترع الإنسان التقويم؟ اخترعه بالطبع ليمكنه من ممارسة حياته ومعرفة الفصول المناخية ومعرفة مواقيت الزراعة ومواقيت المواسم والرحلات التجارية، وكانت العبادات مترتبة على ذلك ومرتبطة بتلك المواسم، هل يحقق التقويم القمري البحت أي هدف معلوم من أهداف التقويم علما بأنه كان مستعملا قبل ظهور الإسلام؟ هل المزارعون المسلمون في مصر مثلا يستطيعون الانتفاع بالتقويم العربي في أي شيء؟ كلا بالطبع، إنهم مازالوا إلى الآن يستعملون التقويم القبطي الذي هو نسخة معدلة من التقويم المصري القديم، إنه حتى مواقيت الموالد المعروفة في أقاليم مصر ترتبط بمواسم الحصاد.
ومن البديهي أن تلجأ الشعوب البدائية إلى الاعتماد على القمر لتحديد الأشهر، ولكنها سرعان ما كانت تكتشف الخلل الذي يسببه ذلك، فكان الحل الذي كان يكتشفه لكل شعب الصفوة منه هو اللجوء إلى التقويم حتى تعود الأمور إلى نصابها، وخلاصة ذلك أن يظل عدد أيام السنة في المتوسط حوالي 365 يوما على دورة كان حدها أقل قليلا من ثلاث سنوات، وهذا هو الحل الممكن نظرا للفارق المعلوم بين السنتين الشمسية والقمرية، ونظريا لحتمية أن يظل الشهر قمريا.
ومن الطبيعي والبديهي أن اكتمال السنة يعني اكتمال دورة ما؛ أي اكتمال الفصول المناخية وعودة المناخ في النهاية إلى ما كان عليه في البداية، أما السنة القمرية المحض فلا تعني شيئا! ومجرد أن يسمي العرب السنة حولا يدل على وعيهم بهذا الأمر.
وقد جاء في لسان العرب والقاموس المحيط:
والربيعُ عند العرب رَبيعانِ: رَبيعُ الشهور وربيع الأَزمنة، فربيع الشهور شهران بعد صفر، وأَما ربيع الأَزمنة فربيعان: الربيعُ الأَول وهو الفصل الذي تأْتي فيه الكمأَة والنَّوْر وهو ربيع الكَلإ، والثاني وهو الفصل الذي تدرك فيه الثمار، ومنهم من يسميه الرّبيع الأَوّل؛ وكان أَبو الغوث يقول: العرب تجعل السنة ستة أَزمنة: شهران منها الربيع الأَوّل، وشهران صَيْف، وشهران قَيظ، وشهران الربيع الثاني، وشهران خريف، وشهران شتاء؛ وأَنشد لسعد بن مالك بن ضُبَيْعةَ: إِنَّ بَنِيَّ صِبْيةٌ صَيْفِيُّونْ، أَفْلَحَ مَن كانتْ له رِبْعِيُّونْ فجعل الصيف بعد الربيع الأَول.
وقوله بربيع الشهور وربيع الأَزمنة لا يُسلَّم به، فهو يقول به لما آل إليه الحال في عصره، وكلامه التالي يقوض كلامه الأول كما سيتبيَّن.
وحاصل كلامه هو أن الربيع يعادل الشهرين ربيع الأول وربيع الآخر، وأن شهري الصيف هما جمادى الأولى وجمادى الآخرة، وشهرا القَيظ هما رجب وشعبان، ووصفهما بالقيظ يؤكد الارتباط بالمناخ، ويجعل الشهور مقسمة من حيث الأزمنة؛ أي الفصول.
أما شهرا الربيع الثاني فهما رمضان وشوال، فهما أول الخريف المعلوم، وفي رمضان يسقط المطر، واسمه بالفعل يشير إلى نهاية الصيف حيث يبدأ هطول امطار الخريف المسماة بـ(الرمض).
وشهرا خريف هما ذو القعدة وذو الحجة، وذو الحجة هو أفضلهما مناخا، ولذلك كان من الطبيعي أن يكون هو شهر الحج الأكبر.
وشهرا الشتاء هما محرم وصفر.
ويضيف صاحب لسان العرب: وحكى الأَزهري عن أَبي يحيى بن كناسة في صفة أَزمنة السنة وفُصولها وكان علاَّمة بها: أَن السنة أَربعةُ أَزمنة: الربيع الأَول وهو عند العامّة الخريف، ثم الشتاء ثم الصيف، وهو الربيع الآخر، ثم القيظ؛ وهذا كله قول العرب في البادية، قال: والربيع الأَوّل الذي هو الخريف عند الفُرْس يدخل لثلاثة أَيام من أَيْلُول، قال: ويدخل الشتاء لثلاثة أَيام من كانُون الأَوّل، ويدخل الصيف الذي هو الربيع عند الفرس لخمسة أَيام تخلو من أَذار، ويدخل القيظ الذي هو صيف عند الفرس لأَربعة أَيام تخلو من حَزِيران، قال أَبو يحيى: وربيع أَهل العِراق موافق لربيع الفرس، وهو الذي يكون بعد الشتاء، وهو زمان الوَرْد وهو أَعدل الأَزمنة، وفيه تُقْطع العروق ويُشرب الدّواء؛ قال: وأَهل العراق يُمطَرون في الشتاء كله ويُخْصِبون في الربيع الذي يتلو الشتاء، فأَما أَهل اليمن فإِنهم يُمْطَرون في القيظ ويُخْصِبون في الخريف الذي تسميه العرب الربيع الأَول. قال الأَزهري: وسمعت العرب يقولون لأَوّل مطر يقع بالأَرض أَيام الخريف ربيع، ويقولون إِذا وقع ربيع بالأَرض: بَعَثْنا الرُّوّاد وانْتَجَعْنا مساقِط الغَيْثِ؛ وسمعتهم يقولون للنخيل إِذا خُرِفت وصُرِمَت: قد تَربَّعَت النَّخِيلُ، قال: وإِنما سمي فصل الخريف خريفاً لأَن الثمار تُخْتَرَف فيه، وسمته العرب ربيعاً لوقوع أَوّل المطر فيه. قال الأَزهري: العرب تَذْكُر الشهور كلها مجردة إِلا شَهْرَيْ رَبِيع وشهر رمضان. قال ابن بري: ويقال يومٌ قائظٌ وصافٍ وشاتٍ، ولا يقال يومٌ رابِعٌ لأَنهم لم يَبْنُوا منه فِعْلاً على حدّ قاظَ يومُنا وشتا فيقولوا رَبَعَ يومُنا لأَنه لا معنى فيه لحَرّ ولا بَرْد كما في قاظَ وشتا.

صورة رمزية إفتراضية للعضو كرسي الملكة
كرسي الملكة
عضو
°°°
افتراضي رد: هل رمضان الحقيقي في سبتمبر من كل عام؟
وكل هذا الكلام يثبت تماما ارتباط الشهور العربية بالفصول، فالربيع الأَوّل الذي هو الخريف عند الفُرْس يدخل لثلاثة أَيام من أَيْلُول (سبتمبر)، وهذا هو رمضان الحقيقي الذي نقول به.
أما قول ابن بري الذي أورده فهو يثبت بطريقة قطعية ارتباط الشهور بالفصول المناخية التي يعرفونها.
وكل ما سبق يبين أن التقويم العربي الصحيح هو تقويم شمسي قمري كالتقويم العبري وليس قمريا بحتا، وهذا يعني أن بدايات الشهور تكون حسبَ الأهلة.
ولكن السنة القمرية تقل عن الشمسية، وذلك بسبب أن الشهر القمري يساوي 29.530588 يوما، أي أن السنةَ القمرية البحت تساوي 354.367056 يوما والسنة الشمسية تساوي 365.2425 يوما، لذلك يلزمُ إجراءُ تصحيحٍ كل مدة معينة ليعود التطابق بين الأشهر وبين الفصول المناخية؛ أي لتعود الأشهر إلى مواسمها التي تعبرُ عنها أسماؤها؛ وذلك يعني مثلا أن تأتي بدايةُ الربيعِ في شهر ربيعٍ الأول، فهذه الأسماء ليست عبثية، بل هي قد أطلقت بالضرورة لتشير معانيها إلى مواسمها، وهذا كان أمرًا ملحا بشدة في العصور القديمة، فمهمةُ التقويم الأساسية هي مساعدةُ الناس على تحديد الفصول والمواسم وشتى أمور حياتهم، وبه كان يمكن لقريش أن تعرف وتحدد مواعيد رحلتي الشتاء والصيف وأن تحدد مواقيت الحج، فلابد أن الحج (وهو موسم ومهرجان ثقافي تجاري) كان بعيدا عن أشهر الحر الشديد في الحجاز، لكل ذلك فالتقويم القمري البحت المعمول به الآن هو خاطئ بالضرورة.
إن الأصل في التقويم أن يكون لمساعدة الناس على التعايش مع ظروفهم المناخية والبيئية، لذلك يجب أن تكون رحلاتهم التجارية ومهرجاناتهم ومواسمهم الثقافية والتجارية ومنها الحج في نفس الظروف المناخية المناسبة من السنة، فلا يمكن مثلا عمل مهرجان ثقافي تجاري في الحر القاتل في الأزمنة القديمة في مناخ الحجاز، ومن المعلوم أن كلمة موسم كانت مرتبطة دائما بظاهرة مناخية وليست أمرا عشوائيا.
وكل التقاويم المستعملة منذ فجر التاريخ تستلزم دائما إجراء تصحيحات كل بضع سنين وربما تستلزم أيضاً تصحيحات على مدى أكبر، فلابد للتقويم من أن يؤدي المهام التي أدت إلى إحداثه أصلا.

يتبع

صورة رمزية إفتراضية للعضو كرسي الملكة
كرسي الملكة
عضو
°°°
افتراضي رد: هل رمضان الحقيقي في سبتمبر من كل عام؟
نتيجة وجود قبائل إسرائيلية عريقة في اليمن وفي مستوطنات في الحجاز، وكان فيهم علماء مشهود لهم فلابد أن العرب قد تأثروا بهم فيما يتعلق بالتقويم.
ويعتمد التقويم اليهودي على دورتي الشمس والقمر، فالسنة عندهم شمسية-قمرية، وبسبب نقص السنة القمرية عن الشمسية بأحد عشر يوما تقريبا يعدل النقص بين هاتين الدورتين من خلال إضافة شهر كامل للسنة إذا تراجع التقويم 30 يوما مقارنة بمرور المواسم في بعض السنوات.
في التقويم اليهودي المعاصر، الذي يرجع تصميمه إلى سنة 359 للميلاد، يتم تحديد أطوال الأشهر والسنوات بواسطة خوارزمية وليس حسب استطلاعات فلكية، وقد كانت غرات الأشهر قبل القرن الرابع للميلاد تُقرَّر حسب رؤية الهلال ولكن بعد انتشار اليهود في أنحاء العالم خشي الحاخامات من عدم التنسيق بين المهاجر اليهودية في تحديد مواعيد الأعياد فأمر الحاخام هيليل بنشر الخوارزمية والاستناد عليها فقط.
وهذا الكلام من مصادر يهودية، وقد تكون تواريخ الكفّ عن تحديد غرات الأشهر حسب رؤية الهلال قد حدثت بعد التاريخ المحدد بكثير، وليس ثمة ما يؤكد أن اليهود المنعزلين في الحجاز واليمن والحبشة قد أخذوا بذلك.
والذي هو لا شك فيه أن العرب استعملوا طريقة التقويم العبرية القديمة، وكان ذلك من خلال إضافة شهر التقويم لإعادة الاتساق بين الشهور وبين الفصول المناخية التي تعبر الشهور عنها.
فمن البديهي أن يكون التقويمان العربي والعبري متوازيين، وأن الاختلاف كان في أسماء الشهور واستعمال العرب للنسيء.
وأسهل الطرق لتحقيق الشرط المذكور تتضمن إضافة شهر قمري بعد انتهاء السنة المؤذنة بانحياز ظاهرة طبيعة - في السنة التالية- حوالي شهر عن توقيتها المعلوم، وتتم الإضافة التي تبقي على الاعتدال الربيعي في حدود ربيع الأول؛ وعلى الاعتدال الخريفي في حدود رمضان، وهذه هي الطريقة السهلة والدقيقة والمنطقية، وهي تغني عن الحسابات الفلكية المعقدة، فهي الطريقة التي كان من الممكن لأناس كانوا يعيشون بمعزل عن الحضارات المعقدة أن يطبقوها بسهولة ويسر! وبالطبع لا يمكن لعربي أو أعرابي أن يتبع طريقة ناسا في الحساب!
والعرب كانوا يعرفون وجوب إضافة شهر التقويم من تأخر بداية فصل الربيع الذي يعرفونه إلى ربيع الثاني.
والتقويم العربي كان موجودا ومستعملاً قبل العصر النبوي، ولم يرد في القرءان ولا في الآثار ما يدل على إلغائه أو تعديله، ولم يرد ما يدل على انتفاء المقصد من التقويم أو قصره على الأغراض التعبدية المحض فقط، أما الزعم أن ذلك ليصوم الناس رمضان في شتى الظروف المناخية فهو مجرد ظنّ لا يوجد عليه أي دليل، فالتقويم كان موجودا من قبل أن يُفرض الصيام بل –كما سبق أن ذكرنا- من قبل البعثة النبوية، وقولهم أنه يجب أن يكابد الإنسان مشقة الصوم في الحر القائظ يتنافى مع قوله تعالى عندما كتب الصيام على الناس:
{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْءانُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون} [البقرة:185].
والله تعالى هو الأصدق حديثا، فهو كما تحدث عن نفسه: {يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}، ولا يجوز لإنسان أن يفرض مشقة بلا مبرر على نفسه، ولكن عليه أن يصبر على مشقة مفروضة عليه.
وإجراء التصحيح –في نظرنا- ليس بالأمر الصعب، والأمر لا يستلزمُ إعادة تصحيح كل التواريخ الهجرية، فيمكن تركُها وشأنَها، كما يمكن استمرارُ العمل بهذا التقويم الخاطئ أو بالأحرى اللاتقويم لشيوعه، ولكن يكفي فقط بيان بدايةِ شهر الصيام وأشهرِ الحج للناس كل عام، وبمعرفة بدايةِ رمضان يمكن ضبط بدايات كل الشهور الأخرى لمن أراد ذلك.

صورة رمزية إفتراضية للعضو كرسي الملكة
كرسي الملكة
عضو
°°°
افتراضي رد: هل رمضان الحقيقي في سبتمبر من كل عام؟
إنه كما سبق القول لابد أن يأتي الاعتدال الربيعي في شهر ربيع الأول كما يأتي في شهر مارس الشمسي، وبناءً على ذلك لابد من تناظرٍ ما بين الشهرين ربيع الأول ومارس؛ أي بين الشهرين الثالث العربي والثالث الميلادي، والمقارنة بالسنة الميلادية ليست ضرورية بالمرة، يكفي القول بأن الاعتدال الربيعي يجب أن يقع في شهر ربيع الأول العربي، ويجوز أن يقع قبله في بعد إضافة شهر التقويم.
وهذا يعني أيضًا أنه لابد من تناظرٍ ما بين شهر رمضان وهو الشهر التاسع العربي وبين شهر سبتمبر الذي يتضمن الاعتدال الخريفي، وهو الشهر التاسع الميلادي، وبذلك يمكن تحديد بداية شهر رمضان؛ فهي طبقا لحساباتنا تأتي في الفترة من 23-8 إلى 22-9، والمقارنة بالسنة الميلادية ليست ضرورية بالمرة، يكفي القول بأن الاعتدال الخريفي يجب أن يقع في شهر رمضان العربي، ويجوز أن يقع قبله بعد إضافة شهر التقويم.
وليس معنى القول بأن اللاتقويم الهجري غير صحيح أن التقويم الميلادي صحيح، فلا يوجد أي معنى للقول بأن هذه السنة هي 2016 م مثلا، وأسماء الشهور وثنية أو خاطئة لأسباب تاريخية، ولكن التقويم الميلادي يحقق أهم شروط التقويم، فهو مرتبط بظاهرة فلكية دورية، وهو قابل للتصحيح.
أما أسباب الخطأ بعض الأسماء فمعلومة، رغم أن التقويم الميلادي أقدم من التقويم العربي، وعلى سبيل المثل فأسماء الشهور سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر وديسمبر تشير على التوالي إلى الأرقام: ( 7، 8، 9، 10)، وليس إلى الأرقام (9، 10، 11، 12)، ولكن الأرقام الأولى تمثل ترتيب كل شهر من هذه الأشهر عند الرومان، ومما يثير الضحك معرفة ما حدث لشهر فبراير، فهذا الشهر المسكين جعلوه 28 يوما فقط في السنوات العادية، وكان السبب هو أن الشهر السابع (طبقا للترقيم القديم) سُمِّي باسم يوليوس قيصر فصار اسمه يوليو، ثم في سنة 33 ق.م سُمِّي الشهر الثامن باسم القيصر أغسطس (أكتافيوس)، ولئلا يكون شهر يوليوس (يوليو) أكبر من شهر أغسطس زادوا في الشهر الثامن يوما على حساب شهر فبراير!
فيجب التأكيد هنا على أن عدد أيام الشهور في السنة الميلادية تعرض للعبث، ولا يمكن التعويل عليه في الحسابات شديدة الدقة، فلا معنى لجعل فبراير 28 يوما فقط، ولما كان 12 مضروبة في 30 = 360 أي أقل من عدد أيام السنة الشمسية فإن توزيع اليوم الزائد على الشهور لم يخل من العبث.


مواقع النشر (المفضلة)
هل رمضان الحقيقي في سبتمبر من كل عام؟

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
الانتقال السريع
المواضيع المتشابهه
الموضوع
سبتمبر ...هل هو شهر مرعب على الحوت؟
اين هدايا رمضان يا اهل الكرم وهل هناك اسرار خاصه باول رمضان
أول رمضان الأربعاء أو الخميس 12، 13 سبتمبر
كيف رايتم هلال رمضان و كيف يكون السبت اول رمضان (مهزلة )

الساعة الآن 07:31 AM.