المشاركات الجديدة
مواضيع مختلفة : أي موضوع لم يعنون سابقا

هل رمضان الحقيقي في سبتمبر من كل عام؟

صورة رمزية إفتراضية للعضو كرسي الملكة
كرسي الملكة
عضو
°°°
افتراضي رد: هل رمضان الحقيقي في سبتمبر من كل عام؟
ومن جديد يجب القول بأن المقارنة بالسنة الميلادية ليست ضرورية بالمرة، يكفي القول بأن الاعتدال الخريفي يجب أن يقع في شهر رمضان، ويجوز أن يقع قبله في حالات نادرة.
ومن الجدير بالذكر أن العرب كانوا يسمون رمضان وشوال شهرا الربيع الثاني وأحيانا الأول، بينما يسمون شهرا ربيع الأول وربيع الآخر بشهري الربيع الثاني.
وبذلك أيضًا يأتي أكثر رمضان في الخريف في نصف الكرة الشمالي وفي الربيع في نصف الكرة الجنوبي، وبذلك تكون ساعات الصيام في كل العالم تقريبا تساوي 12 ساعة يوميا، وهذا انطلاقا من العلم بمنظومة سمات الدين الخاتم وعلى رأسها أنه دين عالمي كامل خاتم وصالح لكل زمان ومكان ولا حرج فيه، وهذه أمور ثابتة ثبوتا راسخا بآيات القرءان الكريم، كما أن ذلك من مقتضيات الإيمان بأن الله تعالى وهو خالق كل شيء يعلم تماماً حقائق الأمور، وهو لم يشرع الصوم ليصوم بعض الناس 22 ساعة ويصوم الآخرون ساعتين فقط، وهو قد أعلن في كتابه أنه ما جعل على الناس في الدين من حرج وأنه يقضي بالحق ويأمر بالعدل، وهذا يعني أنه لا ينحاز لطائفة ما ولا يحابي سكان منطقة جغرافية معينة.
فرمضان يجب أن يكون مناظرا بطريقةٍ ما للشهر التاسع في السنة الشمسية؛ أي شهر سبتمبر، والعامل المشترك هو تضمن كليهما للاعتدال الربيعي، ولذلك يجب أن تكون بداية رمضان الحقيقي هي في الفترة من 23-8 إلى 22-9، وعندما تتراجع بداية شهر رمضان إلى أقل من 25-8 (بسبب الفرق بين السنتين الشمسية والقمرية) فإنه يتعين إضافة شهر التقويم قبل شهر رمضان.

...
....
صورة رمزية إفتراضية للعضو كرسي الملكة
كرسي الملكة
عضو
°°°
افتراضي رد: هل رمضان الحقيقي في سبتمبر من كل عام؟
مثال:
لنبدأ بسنة يتضمن فيها شهر رمضان الاعتدال الخريفي، ولتكن سنة 2012 م.
الميعاد الحقيقي لبداية رمضان في سنة 2012 م هو 17/9/2012، وفي 2013 م هو 6/9/2013، وفي 2014 هو 27/8/2014.
وكما هو واضح تماما، لن يتضمن شهر رمضان التالي الاعتدال الخريفي، لذلك يتعين إضافة شهر التقويم قبل رمضان، وبذلك يأتي رمضان في 15/9/2015 في السنة التالية ثم في 4/9/2016 في السنة التي تليها، وهكذا.
فتوقيت إضافة الشهر فيجب أن يكون قبل رمضان ليتحقق ذلك، وبالطبع فتوقيت إضافة الشهر يجب أن تكون بعد انتهاء السنة الراهنة، وبعد الإعلان عنه في موسم الحج.
والعرب كانوا يعرفون وجوب إضافة شهر التقويم من تأخر بداية فصل الربيع الذي يعرفونه إلى ربيع الثاني.
ومن الجدير بالذكر أن التقويم العبري يجعل الشهر الكبيس دائما بعد شهر أدار، ويجعل الإضافة تحدث في السنوات: (3، 6، 8، 11، 14، 17، 19)، فكل سنة من هذه السنين تكون كبيسة أي تحتوي على 13 شهرا.
ولما كان موضع إضافة شهر التقويم يتغير دوريا فتوجد احتمالات متعددة للإضافة، ويُختار من بينها ما يحقق بقاء الاعتدال الربيعي في ربيع الأول والاعتدال الخريفي في رمضان أو لا يبعد عنهما إلا بمعدل سماحية بسيط (لعدم دقة الحسابات، إذ لابد من تدقيق فلكي).
ومن البديهي جدا أن أول محلّ في السنة أضيف فيه شهر التقويم قديما كان بعد نهاية السنة؛ أي بعد شهر ذي الحجة الذي هو من الأشهر الحرم.
وإضافة شهر التقويم لن يغير عدد الأشهر في السنة، فلا وجود لسنة قمرية أصلا، ولا معنى أصلا للقول بسنة قمرية، وذلك لكون الشهور القمرية لا يشكل جماعها سنة حقيقية أو حولا حقيقيا.
فالتقويم العربي هو لذلك شمسي قمري بمعنى أن الشهور قمرية والسنة شمسية، فالحديث هو عن سنة شمسية، وليس عن سنة قمرية لا وجود لها، وعدد شهور السنة الشمسية لا يمكن أن يزيد على اثني عشر شهرا، فالعدد 12 هو عدد الشهور القمرية الطبيعية في السنة الشمسية، وما كان يفعله العرب من إضافة شهر للحفاظ على عدد الأشهر الحرم في سياق التلاعب والنسيء المذموم كان يعني ضرب هذه القاعدة.
والجدول الآتي يعطي التاريخ الهجري لبداية الشهر العربي في التقويم الصحيح، ويعطي بداية نفس الشهر في التقويم الميلادي، مع العلم بأن الحسابات تحتاج إلى تدقيق فلكي، كما يجب أن يؤخذ في الاعتبار الأمور العبثية في السنة الميلادية، فشهر فبراير منقوص دون مبرر واختيار الأشهر التي يكون عدد أيام كل منها 31 يوما فيه استثناءات، ولا يرتبط بظاهرة طبيعية تحدده.

صورة رمزية إفتراضية للعضو كرسي الملكة
كرسي الملكة
عضو
°°°
افتراضي رد: هل رمضان الحقيقي في سبتمبر من كل عام؟
جدول التقويم
بداية رمضان وفقًا للتقويم الگريگوري




سأضع لكم الجدول في نهاية الموضوع الليلة أو غدا ان شاء الله
ولمن يريد رؤية الجدول الان بامكانه مطالعة صفحة د. حسني المتعافي.

صورة رمزية إفتراضية للعضو كرسي الملكة
كرسي الملكة
عضو
°°°
افتراضي رد: هل رمضان الحقيقي في سبتمبر من كل عام؟
بعد وضع الجدول يقول د. حسني


وبذلك يتم تصحيح أخطاء هذه الأمة التي أضاعت الصيام والحج مثلما أضاع بنو إسرائيل الصلاة.

ومن المعلوم أن هذه الأمة أضاعت عرى الإسلام عروة عروة واتبعوا سنن من قبلهم شبرا بشبر وذراعا بذراع وخالفوا التحذيرات النبوية المشددة وضرب بعضهم رقاب بعض وفرقوا دينهم وكانوا شيعا، ومن أضاعوا الدين لن يعز عليهم إضاعة التقويم السليم!
وكون الميعاد الحقيقي لبداية رمضان في هذه السنة (2013) هو 7 سبتمبر يعني أن بداية أشهر الحج أي بداية ذي الحجة الحقيقي هي: 4 ديسمبر، وأشهر الحج هي أربعة أشهر متصلة تبدأ بذي الحجة، وهي: ذو الحجة، محرم، صفر، ربيع الأول، أي أن أشهر الحج تكون في الشتاء وبداية الربيع.
وقد كان يجب اتخاذ شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرءان بداية للسنة الإسلامية كما كان يجب أن يكون بداية التقويم الإسلامي هو السنة التي نزل فيها القرءان، ولو فعلوا لرأوا ألواناً من الإعجاز القرءاني في الإخبار عن وقائع العصر النبوي.

صورة رمزية إفتراضية للعضو كرسي الملكة
كرسي الملكة
عضو
°°°
افتراضي رد: هل رمضان الحقيقي في سبتمبر من كل عام؟
وقد ذكرنا كثيرا أنه قد حدث خلل في حساب التقويم في زمن الفتنة الأولى، وقد انتهت هذه الفتنة باستيلاء أهل البغي على السلطة كما هو معلوم، أو في زمن الفتنة الثانية عندما استولى الوزَغة مروان بن الحكم على السلطة، وليس من المعقول أن تستمر الأمة إلى يوم القيامة تتعبد بأخطائهم وجرائمهم.
وطبقا لطريقتنا المقترحة هنا فإنه لا يلزم معرفة متى حدث الخلل بالضبط.
أما النسيء المذموم فهو التلاعب بالأشهر الحرم بالتأخير لأغراض غير قانونية مثل الاستمرار في الحرب أو الصيد، فالنسيء يعني ويتضمن التأخير، التأخير فقط، وليس التقويم ولا التقديم مثلا.
فعملية إضافة أيام بأي طريقة من الطرق لكي يظل التقويم تقويما هو أمر أجمعت عليه البشرية جمعاء، ولم يخالف فيه إلا البدائيون الذين لا يريدون تقويما أصلا ولا يحتاجونه.
ولو كان اللاتقويم المستعمل يصلح لشيء لما لجأنا في مصر مثلا لاستعمال تقاويم أخرى.

صورة رمزية إفتراضية للعضو كرسي الملكة
كرسي الملكة
عضو
°°°
افتراضي رد: هل رمضان الحقيقي في سبتمبر من كل عام؟
إنه يجب التأكيد على ما يلي:

1. الشهر في التقويم الصحيح يجب أن يكون قمريا، أي يجب أن تتحدد بدايات الأشهر بالأهلة، فدوران القمر حول الأرض يوفر ما يلزم لحساب الشهر بالنسبة للناس في كل زمان ومكان، فالشهر القمري مرتبط بظاهرة فلكية حقيقية ولها دورية Periodicity، هي دوران القمر حول الأرض، وله بداية محددة، أما الشهر الشمسي فلا يحقق هذا الشرط، ولقد أكد القرءان على كون الشهور قمرية في الآية: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون} [البقرة:189]، أما الشهر الشمسي فلا يرتبط -في ذاته- بظاهرة فلكية دورية، ويمكن مثلا تقسيم السنة الشمسية إلى أي عدد آخر من الوحدات، ويمكن أن تختلف أيام كل شهر عمَّا هو معمول به الآن.
2. من البديهي أن يفضل سكان الصحاري أي القبائل البدوية مثل العرب وبني إسرائيل الأشهر القمرية لسهولة تتبع منازل القمر في الصحراء، ولكنهم علموا من بعد أنه لابد من التقويم حتى يظل للتقويم معنى مثلما اكتشفت ذلك كل الشعوب الأخرى فأجرت التقويمات اللازمة مرة بعد أخرى.
3. السنة يجب أن تكون شمسية، فهذه السنة مرتبطة بظاهرة فلكية حقيقية ودورية يمكن التعويل عليها، ويمكن دائما التصحيح لو حدث أي خطأ، والقرءان يؤكد على أن الشمس والقمر لازمان لمعرفة عدد السنين والحساب.
4. بمثل ما أنه لا يوجد شهر شمسي فلا يوجد شيء اسمه السنة القمرية، فلا توجد ظاهرة فلكية طبيعية دورية يمكن اتخاذها كمرجع لهذه السنة، ويمكن عمل وتصحيح التقويم ليتوافق معها، فالأشهر القمرية كلها متكافئة، ولا يوجد رقم معين ومناسب من الأشهر يمكن أن يشكل ظاهرة دورية.
5. لكل ما تقدم فالتقويم الطبيعي يجب أن يكون شمسيا قمريا، فالعدد اللازم لعمل دورة قمرية كبير جدا (235 شهرا) ولا يناسب الإنسان.
6. لكون السنة الشمسية لا تحتوي عددا صحيحا من الأشهر القمرية بمثل ما أن الشهر القمري لا يحتوي عددا صحيحا من الأيام فلابد من التقويم.
7. التقويم العربي الحقيقي هو تقويم شمسي قمري تأتي فيه بداية الربيع المناخي في ربيع الأول، وفيه يأتي الاعتدال الربيعي، ويأتي فيه الاعتدال الخريفي في رمضان أو قريبا منه.
8. الشهر القمري بمفهومه الطبيعي العام يبدأ من أية نقطة على دورة القمر لينتهي عندها، فهو لا يبدأ بالضرورة بميلاد الهلال، وهو المذكور في الآيات: {لِّلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِن نِّسَآئِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَآؤُوا فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيم}[البقرة:226]، {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِير} [البقرة:234]، {وَاللاَّئِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاَثَةُ أَشْهُرٍ وَاللاَّئِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُوْلاَتُ الأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا}[الطلاق:4]، {فَسِيحُواْ فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللّهِ وَأَنَّ اللّهَ مُخْزِي الْكَافِرِين} [التوبة:2]، {فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيم} [التوبة:5].
9. قوله تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ .....} [التوبة:36]، تشير إلى أن السنة الشمسية الحقيقية تحتوي على 12 شهرًا قمريا، وليس على 13 شهرًا مثلا.
10. قوله تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ} يعني بالطبع أن الأشهر المعتمدة هي الأشهر القمرية، فالإسلام أقرَّ واعتمد اختيار العرب للدورة القمرية لتحديد الشهر، وهذا ما تؤكده وتتضمنه الآيات: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون} [البقرة:189]، {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَـئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُون} [البقرة:217]، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ اللّهِ وَلاَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلاَ الْهَدْيَ وَلاَ الْقَلآئِدَ وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُواْ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُواْ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَاب} [المائدة:2]، {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقرءان هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون} [البقرة:185]، {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَاب} [البقرة:197].
11. قال تعالى: {فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَاناً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} الأنعام96، {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} يونس5، فجعْلُ الشَّمْس ضِيَاء وَالْقَمَر نُورا وتقديره مَنَازِلَ من لوازم العلم بعدد السنين والحساب، ومن زعم أن منازل القمر فقط هي المقصودة يكون مكذبا بكون الشمس هي التي تُستعمل لتحديد أوقات الصلاة، وبكون من وضعوا علوم الحساب قد انتفعوا فعليا بحركة الشمس أكثر من انتفاعهم بحركة القمر، وقال تعالى: {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آَيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آَيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آَيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا (12)} الإسراء، فلابد من دخول الشمس والقمر معا في الحساب وفي حساب التقويم، لذلك فجَعْل القمر وحده أداة لحساب السنين هو خطأ جسيم ومخالفة للأوامر القرءانية.
12. تحديد عدد الأشهر باثني عشر هو لأن العدد 12 يمثل أكبر عدد من الأشهر القمرية الممكن احتواؤها داخل السنة الشمسية بحيث يمكن أن يتم التقويم بسهولة.
13. كان يحدث تصحيح للتقويم بحيث تظل الأشهر متطابقة مع الفصول، ولكن ضاع ذلك أثناء الفتن، فلابد أن الحج (وهو موسم ومهرجان ثقافي تجاري) كان بعيدا عن أشهر الحر الشديد أو القيظ.
14. لابد أن يأتي رمضان في الخريف ليتساوى الليل والنهار تساويا تقريبيا؛ أي لا يحدث تفاوت كبير في طوليهما، فلا يصوم الناس 21 ساعة في بلد ويصومون ثلاث ساعات في بلد آخر، وهذا ما يتسق مع أعلنه الله من أنه يريد بالناس اليسر لا العسر وكذلك مع عالمية الإسلام وصلاحيته لكل زمان ومكان.
15. التقويم يتضمن عمليات التصحيح اللازمة للتخلص من مشكلة الكسور المترتبة على كون الدورات الفلكية الأكبر لا تحتوي عددا صحيحا من الدورات الأصغر، ولضمان ثبات الأشهر مع الفصول المناخية بحيث يمكنها التعبير عنها فيُقال مثلا إن يناير من فصول الشتاء وأبريل من فصول الربيع أو ربيع الأول هو شهر الربيع أو جمادى الآخرة هو شهر حصاد الشعير.
16. كان التقويم صحيحًا أثناء العصر النبوي، بدليل أنه كان هناك توازٍ ما بين السنة العبرية وبين السنة العربية، وثمة مرويات تشير إلى ذلك، وعلى سبيل المثال فإن فترة البعثة النبوية هي 23 سنة شمسية.
17. طبقا لبحثنا المنشور يتعين إضافة شهر التقويم كلما أوشك شهر رمضان على ألا يتضمن الاعتدال الخريفي، وهذا يعني كلما أوشك أن ينزل عن 23-8.
18. أشهر الحج هي الأشهر الحرم المتصلة، وهي تبدأ بذي القعدة.
19. إجراء التصحيح ليس بالأمر الصعب، والأمر لا يستلزم إعادة تصحيح كل التواريخ الهجرية، فيمكن تركها وشأنها، كما يمكن الاستغناء تماما عن التقويم الخاطئ أو اللاتقويم، فلا جدوى منه، ولكن يكفي فقط بيان بداية شهر الصيام وأشهر الحج للناس كل عام، وبمعرفة بداية رمضان يمكن ضبط بدايات كل الشهور الأخرى لمن أراد ذلك.
20. إلغاء العمل باللاتقويم المستعمل سيسبب توفير نفقات هائلة ومجهودات كثيرة.
21. ليس في بيان حقيقة التقويم أي تشكيك في الدين ولا تكفيرا لأحد ولا دعوة إلى عدم اعتبار الأهلة مواقيت للناس، فبدايات الشهور تتحدد برؤية الهلال، والبحث يوضح أن هلال رمضان يجب أن يكون غالبا في سبتمبر، وكل ما هو مطلوب إجراء تقويم كل مدة معينة كما هو مبين في البحث المنشور.
22. الأشهر الحرم المتصلة هي ذو القعدة وذو الحجة ومحرم، هذه الأشهر هي الأفضل من حيث المناخ في الجزيرة العربية، فهي أفضل الأوقات لأداء فريضة الحج للناس أجمعين، وهي الأشهر التي يجب أن يحرَّم فيها صيد البر في منطقة الحجاز.
23. وصف الإنسان بأنه حُرُم يعني أيضا أنه في الأشهر الحرم، فلا يجوز لأحد أن يقاتله فيها، ولا يجوز له هو أن يصطاد، ولذلك كانت العقوبة الرهيبة والتحذيرات الشديدة الوارد في الآيات: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (95) أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (96) جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلَائِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (97) اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (98)} المائدة، فهذه الآيات التي تهدد من يقترف صيد البر في حالة الإحرام بمثل هذه التهديدات الشديدة والمتعددة وبمثل هذا الأسلوب القوي لا يمكن أن تكون مقتصرة على بضعة أيام يكون الإنسان فيها مشغولا بأداء شعائر الحج، أليس كذلك؟!
24. المحرَّم بالأصالة في الأشهر الحرم هو القتال، وليس المقصد الأساسي للأشهر الحرم المنع المطلق للصيد لكل حيوان في شهور تكاثره، وإنما المحرم هو صيد البر في منطقة الحجاز بالذات للمحرمين، ويمكن للناس الاسترشاد بذلك لمنع الصيد عند الحاجة بتشريعات وضعية، وهذا ما اهتدى إليه الناس في الدول المتقدمة، فتحريم الصيد في الأشهر الحرم هو خاص فقط بالمحرمين للحج، وذلك أمرٌ طبيعي حتى لا يضار سكان الحجاز بسلوك الحجيج.
25. آيات القرءان تجعل الشمس والقمر لازمين للحساب وليس القمر فقط، وهذا أمر ثابت بكل التاريخ الإنساني أيضًا، فلا جدوى من مناطحته.
26. العرب كانوا كالعبريين يجرون تصحيحا أو تقويما لحساب السنين بحيث تظل الشهور مطابقة لمسمياتها المناخية فلا يأتي شهر الربيع في الخريف ولا يكون موسم الحج في الحر الخانق القائظ!
27. رمضان يتضمن الاعتدال الخريفي، ولا يوجد ما يحتم أن يكون نهار الصيام مساويا لليله بكل دقة في كل العالم، وهذا مستحيل أصلا، ولكن المطلوب هو تحقق ذلك بطريقة تقريبية، وإلا فإن الإنسان غير مكلف إلا بما هو في وسعه.
28. التقويم العربي هو تقويم شمسي قمري كالتقويم العبري القديم، وكل من يستعملون التقويم القمري يقومون بإجراء ما يلزم من التصحيح (وهذا هو معنى التقويم أصلا) لكيلا يحدث انحراف بين الشهور ومعانيها ولكي تظل المواسم المناخية والزراعية في أماكنها، وكذلك الأمر بالنسبة لرحلتي الشتاء والصيف بالنسبة لقريش، ولو كان التقويم سليما لما احتاج الناس إلى التقاويم القديمة كما هو الحال الآن في مصر مثلا، ولا يوجد أي نوع من التقويم –بما في ذلك التقويم الشمسي- لا يحتاج تقويما! وذلك أمر بديهي لا مراء فيه، فالدورات الفلكية الطبيعية الأكبر لا تساوي أعدادا صحيحة من الدورات الأصغر، والأعداد الصحيحة Integer numbers هي الأعداد التي يمكن كتابتها بدون استخدام الكسور أو الفواصل العشرية، فلا يوجد تقويم يترك الشهور تجري بلا مستقر ولا ضابط، ومفهوم السنة أو الحول يعني عودة كل من الهيئة المناخية والهيئة الفلكية في النهاية إلى ما كانت عليه في البداية.
29. وبالنسبة للسؤال التقليدي عن عدد الشهور في السنة، وهل إضافة شهر التقويم سيغير عددها، فالجواب هو أن هذا السؤال يستبطن القول بوجود سنة قمرية ويتجاهل أن السنة في التقويم العربي شمسية، والحق هو أنه لا وجود لسنة قمرية، ولا معنى لهذا القول أصلا، لكون الشهور القمرية لا يشكل جماعها سنة حقيقية أو حولا حقيقيا، فالتقويم هو شمسي قمري بمعنى أن الشهور قمرية والسنة شمسية، فالحديث هو عن سنة شمسية، وليس عن سنة قمرية لا وجود لها أصلا، والقول بأن السنة القمرية تعادل 12 شهرا قمريا هو مجرد عرف لا تقابله أية ظاهرة طبيعية تتسم بالدورية، وعدد شهور السنة الشمسية لا يمكن أن يزيد على اثني عشر شهرا؛ أي لا يمكن أن تحتوى أي سنة شمسية حقيقية إلا على 12 دورة قمرية، فالعدد 12 هو أكبر عدد للشهور القمرية يمكن أن تحتويه السنة الشمسية، لذلك فإضافة شهر التقويم لن يغير شيئًا في عدد شهور السنة، ذلك لأنها شمسية، وستظل عدة الشهور فيها اثني عشر شهرا في كل الأحوال.
30. بعضهم يرفض التقويم الحقيقي ويصر على التشبث باللاتقويم المستعمل بحجة أن صيام رمضان يجب أن يدور مع كل الفصول بمعنى أنه يجب أن يأتي في البرد القارس والحر القائظ!!! هذا مع أن التقويم العربي كان مستعملا في الجاهلية وقبل كتابة الصيام في رمضان على المسلمين!
31. ليس كل ما هو شائع عن أسماء الشهور العربية صحيحًا، وإلا فكيف يكون جمادى من جماد الماء في الشتاء وهو يأتي بعد شهري ربيع لا جدال فيهما؟ هل تتحول الجزيرة العربية إلى سيبريا بعد الربيع؟! شهرا جمادى هما شهرا الصيف وجمود الحبوب ونضج الشعير.
32. زعمهم أن اسم رمضان مشتق من الرمضاء؛ أي اشتداد الحر، أو من الرمضاء أي الحجارة الحارَّة، أو من الفعل "رمض الإنسان" إذا مشى على الرمضاء ليس صحيحا، فقد ذكرت له المعاجم معاني أخرى، ولو كان كلامهم صحيحا لكان معنى ذلك أن شهر رمضان كان يأتي في أشد أوقات السنة حرارة، وهذا غير صحيح، ومن المعلوم أن رمضان طبقا للتقويم القمري البحت يتنقل مع فصول السنة، فلماذا اختصوه بهذا الاسم من دون كل الشهور؟ فهذا الكلام حجة عليهم وليست لهم! ورمضان كان عند العرب أحد شهري الربيع الثاني (أو المسمَّى بالأول في بعض الأقوال) وهما رمضان وشوال، فهما أول الخريف بالاصطلاح المستعمل المعلوم الآن، والذي يأتي بعد شهري القيظ رجب وشعبان.
33. ويقولون إن شهر رمضانَ مأْخوذ من رَمِضَ الصائم يَرْمَضُ إذا حَرّ جوْفُه من شدّة العطش، أو لأن رمضان يرمض الذنوب اي يحرقها، أو لأنه شهر يغسل الأبدان غسلاً ويطهّر القلوب تطهيراً وهذا كله بالطبع غير صحيح، فشهر رمضان كان موجودا في العصر الجاهلي؛ أي قبل الإسلام وقبل الأمر بصيامه، فزعمهم غير صحيح، أما الصيام فلم يُكتب على المسلمين إلا في المدينة، ولا يمكن أن يكون الإسلام قد غير اسمه، فالخطاب موجه إليهم على أنهم كانوا يعرفونه، والذي استجد هو الأمر بصيامه.
34. أصح ما ورد في اسم شهر رمضان هو أنه مأخوذ من الرمض وهو مطر يأتي قبل الخريف، وقد وردت آثار أن النبي رأى ليلة القدر وهو يسجد بين ماء وطين، ومن المعلوم أن سطح مسجد المدينة كان لا يمنع تسرب مياه الأمطار إلى الداخل، جاء في صحيح مسلم وكتب السنن ومسند ابن حنبل: (حديث مرفوع) حَدَّثَنَا فَهْدٌ قَالَ : ثنا يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي النَّضْرِ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ بِشْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " رَأَيْتُنِي فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ كَأَنِّي أَسْجُدُ فِي مَاءٍ وَطِينٍ . فَأَصَابَتْنَا لَيْلَةُ مَطَرٍ، فَصَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصُّبْحَ فَرَأَيْتُهُ يَسْجُدُ فِي مَاءٍ وَطِينٍ، فَإِذَا هِيَ لَيْلَةُ ثَلاثٍ وَعِشْرِينَ ".
35. لم يرد في القرءان أبدًا أن الله تعالى يريد بالناس العسر ولا اختبار قدرتهم على تحمل الصيام في حر الصيف أو في كافة الأجواء، بل إن آيات كتابة الصيام على المسلمين نصت نصا صريحا على أن الله تعالى يريد بهم اليسر!
36. قال تعالى: {فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5)} التوبة، وهذا نص قطعي الدلالة على أن الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ هي كذلك لأنه يحرم فيها القتال، وهذا ما كان معلوما بالضرورة لكل العرب، وهذا ما تواترت به الأخبار عنهم، ولا سبيل إلى التشكيك فيه، لذلك احتج المشركون على المؤمنين عندما حدث منهم قتال في الأشهر الحرم، فنزلت الآية تبين حقيقة الأمر، قال تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217)} البقرة، والآية لا تلغي حكم تحريم القتال في الأشهر الحرم، بل تعتبر هذا القتال من الكبائر، ولكنها تبين للناس أن ما يقوم به المشركون أعظم جرما، وهي بذلك تسمح للمؤمنين بالقتال في الأشهر الحرم عند الضرورة القصوى، وإلا لكان من الممكن لأعدائهم الذين لا يرقبون في المؤمنين إلاَّ ولا ذمة أن يستأصلوهم في الأشهر الحرم.
37. إن الزعم بأن: "قتل الإنسان ليس محرما في الأشهر الحرم، بل اصطياد الحيوان هو المحرم" مثير على الأقل للتعجب، والأمر بانتظار انسلاخ الأشهر الحرم لقتال المشركين يعني بالضرورة أن القتال محرم في الأشهر الحرم.
38. الأشهر الحرم هي أشهر الحج المعلومات، وهذه بديهية: أن يكون الحج في الأشهر الحرم التي يحرم فيها القتال، وهي متصلة كما بينت ذلك آيات سورة التوبة، قال تعالى: {فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ (2)} التوبة، فيجوز الحج في أي شهرٍ منها، والرسول لم يحج إلا مرة واحدة في شهر ذي الحجة، وفي قوله تعالى "يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ" دليل وبرهان على أنه يوجد أكثر من حج، وأن أكبرها هو حج شهر ذي الحجة، فكلمة " الْأَكْبَرِ" مجرورة، ذلك لأنها صفة للحج، وليست صفة لليوم، وإلا للزم نصبها، فحج شهر ذي الحجة هو الحج الأكبر، فالحج متعدد، ومن أشد الأمور ثبوتا في الإسلام أن الرسول حجَّ مرة واحدة في شهر ذي الحجة، هي حجة الوداع، وألقى على الناس خطبة أمام أكثر من مائة ألف، ولم يرد عنه أبدا ما يفيد أن الحج محصور في شهر ذي الحجة، بل إنه ورد أن حج أبي بكر وتلاوة سورة براءة على الناس كان في ذي القعدة!!!!
39. طريقتنا متفقة مع الدورة الميتونية دون العلم بها، وهذا يبين كيف أن إضافة شهر التقويم بحيث يتضمن رمضان الاعتدال الخريفي له أساسه الطبيعي.
40. إلى أن يتم تصحيح الوضع فلا حرج من الالتزام بما عليه الناس في أمر الصيام: لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا، لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا، مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ، وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ، ومراعاة وحدة الأمة هي على درجة عالية من الأهمية، فركن وحدة الأمة هو أول الأركان الملزمة لجماعة المسلمين، فله التقدم على الأمور الأخرى، أما المسلم الذي يعيش منفردا في بلد بعيد مثلا وكان على علم بذلك الأمر فعليه أن يلتزم بما هو حق، وكذلك يمكن لطوائف المسلمين المنعزلة في البلدان البعيدة الاتفاق على العمل بما هو حق.

41. في كل الأحوال يجب أن يترقب المسلمون ليلة القدر الحقيقية في رمضان الحقيقي

صورة رمزية إفتراضية للعضو كرسي الملكة
كرسي الملكة
عضو
°°°
افتراضي رد: هل رمضان الحقيقي في سبتمبر من كل عام؟
مرويات عاشوراء تثبت ما يلي:
1. أن التقويم العربي كان موازيا للتقويم العبري، فكلاهما تقويمان قمريان-شمسيان، ولذلك كان من الممكن استمرار انطباق التقويمين في السنة التالية.
2. الرواة كانوا يعرفون شيئا عن الواقعة، ولكن التبس عليهم الأمر، وحاولوا استكمال نقص المعلومات فتناقضوا.
3. في كل الأحوال فالأمر بصيام رمضان نسخَ أيَّ عادة أو آثار من الشرائع السابقة، فالمسلمون ليسوا ملزمين به.
4. الواقعة حدثت بالفعل في نفس سنة دخول الرسول المدينة وقبل أن يأتي تاسوعاء التالي كان صيام رمضان قد كُتِب، وهذا هو سبب عدم صيام تاسوعاء مع عاشوراء.

صورة رمزية إفتراضية للعضو كرسي الملكة
كرسي الملكة
عضو
°°°
افتراضي رد: هل رمضان الحقيقي في سبتمبر من كل عام؟
كان لتسمية هذه الأشهر القمرية، بهذه الأسماء المعروفة اليوم: أسباب ومعانٍ اشتقت منها، ذكرها أهل العلم، قال الحافظ ابن كثير في تفسيره:
" ذَكَرَ الشَّيْخُ عَلَمُ الدِّينِ السَّخَاوِيُّ فِي جُزْءٍ جَمَعَهُ سَمَّاهُ «الْمَشْهُورُ فِي أَسْمَاءِ الْأَيَّامِ وَالشُّهُورِ» أَنَّ الْمُحَرَّمَ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِكَوْنِهِ شَهْرًا مُحَرَّمًا، وَعِنْدِي أَنَّهُ سُمِّيَ بِذَلِكَ تَأْكِيدًا لِتَحْرِيمِهِ؛ لِأَنَّ الْعَرَبَ كَانَتْ تَتَقَلَّبُ بِهِ فَتُحِلُّهُ عَامًا وَتُحَرِّمُهُ عَامًا. قَالَ: وَيُجْمَعُ عَلَى مُحَرَّمَاتٍ وَمَحَارِمَ ومحاريم، وصفر سمي بذلك لخلو بيوتهم منهم حِينَ يَخْرُجُونَ لِلْقِتَالِ وَالْأَسْفَارِ، يُقَالُ صَفِرَ الْمَكَانُ إِذَا خَلَا وَيُجْمَعُ عَلَى أَصْفَارٍ، وشهر رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِارْتِبَاعِهِمْ فِيهِ، وَالِارْتِبَاعُ الْإِقَامَةُ فِي عِمَارَةِ الربيع، وَيُجْمَعُ عَلَى أَرْبِعَاءَ كنصيب وأنصباء، وعلى أربعة كرغيف وأرغفة، وربيع الْآخِرُ كَالْأَوَّلِ. وجُمَادَى سُمِّيَ بِذَلِكَ لِجُمُودِ الْمَاءِ فِيهِ.
قَالَ: وَكَانَتِ الشُّهُورُ فِي حِسَابِهِمْ لَا تَدُورُ، وَفِي هَذَا نَظَرٌ؛ إِذْ كَانَتْ شُهُورُهُمْ منوطة بالأهلة فلا بُدَّ مِنْ دَوَرَانِهَا فَلَعَلَّهُمْ سَمَّوْهُ بِذَلِكَ أَوَّلَ مَا سُمِّيَ.
فوجود هذه الإشارة التي سارع الكاتب إلى نفيها يشير إلى الحقيقة التي كانت تظهر لهم فيعملون بسرعة على وأدها حتى لا تحدث (فتنة)، والإشارة هي:
"وَكَانَتِ الشُّهُورُ فِي حِسَابِهِمْ لَا تَدُورُ".

صورة رمزية إفتراضية للعضو كرسي الملكة
كرسي الملكة
عضو
°°°
افتراضي رد: هل رمضان الحقيقي في سبتمبر من كل عام؟
الأدلة على بطلان التقويم القمري المحض وصحة التقويم الشمسي القمري وعلى وجوب التقويم

البنود الآتية هي مزيج من الحقائق والأدلة المتضافرة، والتي تثبت وجوب تقويم التقويم وتبينه أيضًا.

الدليل الأول
معنى التقويم والمقصد منه أصلا: المقصد من التقويم هو أن يمكِّن الإنسان من ممارسة حياته ومعرفة الفصول المناخية ومعرفة مواقيت الزراعة ومواقيت سقوط الأمطار ومواقيت المواسم والرحلات التجارية، وكانت العبادات مترتبة على ذلك ومرتبطة بتلك المواسم، وذلك في عصور لم تكن تتوفر لديها شيئا مما هو متاح الآن من وسائل تكنولوجية حديثة.
والعرب بالتأكيد لم يكونوا بدعًا من الشعوب، بل كانوا أحوج من غيرهم لمعرفة فصول السنة وبدقة أكثر، لذلك كانت الفصولُ عندهم ليست أربعةً فقط، بل ستةَ فصول: الشتاء، الربيع الأول (الثاني)، الصيف، القيظ، الربيع الثاني (الأول)، الخريف.
فقد كان يلزمهم معرفة الفصول ليحددوا مواقيت رحلتي الشتاء والصيف ومواقيت سقوط الأمطار، وكذلك ليحددوا موسم الحج الهام جدا بالنسبة لهم، والذي كان يجب أن يكون ثابتا مع الفصول، ولا يتحرك في جو الجزيرة العربية القاري، فلا يمكن مثلا إقامة موسم الحج في الصيف القائظ الخانق، التقويم جُعِل من أجل الإنسان، ولم يُجعل الإنسان من أجل اللاتقويم، وقد ثبت أنه كان لدى العرب طائفة موقرة لا مردَّ لكلمتها ولا معقب لحكمها تحدد كل ما يختص بهذا التقويم.
وأسواق العرب حجة على من يقولون بألا ارتباط بين الفصول وبين الأشهر، ومن أسواق العرب سوق عكاظ الذي كان يُقام في بداية ذي القعدة، ويستمر حوالي ثلاثة أسابيع، ويليه مباشرة سوق مجنة ليبدأ بعده سوق ذي المجاز.
كان سوق مَجِنَّة يقام لمدة عشرة أيام من آخر شهر ذي القعدة إلى ليلة طلوع هلال شهر ذي الحجة.
وسوق ذي المجاز هو أحد أسواق العرب الأدبية في الجاهلية كانت العرب ترحل اليه بعد فراغها من سوق مجنة لقربه من جبل عرفات حيث يقيمون فيه حتى يبدأ موسم الحج فيدخلون مكة لحج البيت الذي يعظمه جميع العرب، وهو من أهم الاسواق التي كان يلتقي فيها قوافل التجار، ويقع في شرق مكة المكرمة ويبعد عنها مسافة 21 كم.
ففي هذه المواسم التجارية كانوا يتاجرون بمنتجات أنعامهم ومحاصيلهم الزراعية، وكانت هذه المواسم ثابتة مع الأشهر، كما هو ثابت تاريخيا، وهذا برهان ساطع على أن الأشهر مرتبطة بالفصول المناخية؛ أي كان يتم التقويم للحفاظ على ذلك.
وقد كان لقريش إيلافهم المذكور في القرءان، والذي يتضمن رحلة الشتاء إلى اليمن ورحلة الصيف إلى الشام، فهذه المواعيد محددة بالاتفاق مع قوى دولية عديدة، لم يكن للعرب سلطان عليها، وكانت هذه القوى تتبع تقويمات مرتبطة بالفصول، فالرحلتان كانتا حتما متزامنة مع الفصول ولا تدور، وإلا لتعارضتا مع مواعيد أسواق العرب والحج.
ومن الثابت أنه قد اندثر ذكر رحلتي الشتاء والصيف وأسواق العرب تباعًا حتى اختفت تماما في فترة مبكرة من التاريخ الإسلامي، واندثار الأسواق هو بكل تأكيد كان لأن مواقيتها لم تعد ثابتة مع الفصول، وبذلك لا تتزامن مع حصاد محاصيلهم الزراعية ولا منتجات أنعامهم ولا مواعيد تجارتهم!

صورة رمزية إفتراضية للعضو كرسي الملكة
كرسي الملكة
عضو
°°°
افتراضي رد: هل رمضان الحقيقي في سبتمبر من كل عام؟
الدليل الثاني
كان للتقويم لأهميته الشديدة وتأثيره البالغ على حياة الشعوب قداسة عالية في الزمن القديم، وكانوا لا يعهدون بأمره إلا لطائفة خاصة من العلماء أو الكهنة، ففي مصر القديمة مثلا كان أمره منوطًا بالحكام والكهنة، وكانوا يحافظون عليه بعناية فائقة، وعند الرومان كان أمره منوطًا بالحبر الأعظم والأباطرة، ثم أصبح بيد الپاپاوات، والتوقيت المستعمل الآن يُسمَّى بالتوقيت الگريگوري على اسم الپاپا گريگوريوس الثالث عشر، وكان من قبل يُسمَّى بالتقويم اليولياني نسبة إلى الإمبراطور يوليوس قيصر الذي استعان بأحد الفلكيين الإسكندريين لضبط تقويمهم القديم.
ولم يكن العرب بدعًا من الشعوب، فمن الثابت تاريخيًّا أنه كانت توجد هيئة منوط بها البتّ فيما يتعلق بالتقويم والأشهر الحرم، هذه الطائفة مسماة بالعادِّين أو القلامسة أو النسأة، ومن الثابت أيضًا أن هذه الهيئة اختفت في ظروف غامضة، ولم يعد لها وجود إلى الآن، واختفاء هذه الهيئة لابد أنه حدث بسبب غياب السلطة المركزية أثناء إحدى الفتن الكبرى، وأنه بعد استيلاء الأمويين على الحكم لم يعد ثمة مجال لتصحيح الأمور، ولم يكن الأمويون السفيانيون أو المروانيون معنيين أبدًا بأمور الدين، فمن بنوا قبة على صخرة لتكون بديلا عن الكعبة ومن هدموا الكعبة مرتين وعملوا على إبادة ذرية النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ والمهاجرين والأنصار لن يهمهم أمر تصحيح التقويم، بل إنه من الراجح أنهم تعمدوا إحداث تقويم جديد مثلما فعلوا في كافة أمور الدين، وذلك ليتميزوا بأنفسهم وبأتباعهم عن خصومهم الذين كانوا أكثر علمًا وتمسكًّا بالدين منهم، لقد اتخذ الأمويون كل ما ظنوا أنه يلزم لتثبيت ملكهم والقضاء على أعدائهم.


مواقع النشر (المفضلة)
هل رمضان الحقيقي في سبتمبر من كل عام؟

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
الانتقال السريع
المواضيع المتشابهه
الموضوع
سبتمبر ...هل هو شهر مرعب على الحوت؟
اين هدايا رمضان يا اهل الكرم وهل هناك اسرار خاصه باول رمضان
أول رمضان الأربعاء أو الخميس 12، 13 سبتمبر
كيف رايتم هلال رمضان و كيف يكون السبت اول رمضان (مهزلة )

الساعة الآن 07:21 AM.