المشاركات الجديدة
مواضيع مختلفة : أي موضوع لم يعنون سابقا

هل رمضان الحقيقي في سبتمبر من كل عام؟

صورة رمزية إفتراضية للعضو كرسي الملكة
كرسي الملكة
عضو
°°°
افتراضي رد: هل رمضان الحقيقي في سبتمبر من كل عام؟
الدليل الثالث
الشهر الطبيعي ليس هو الشهر الميلادي، ولكنه الشهر القمري، وهو ناتج أو معبر عن اكتمال دورة حقيقية للقمر حول الأرض، فهو بذلك يوفي بشرط الدورية اللازم The necessary condition of periodicity، وهذه الظاهرة الفلكية تحدث في زمن مناسب لمقاييس الإنسان، وهي ظاهرة دورية يمكن ملاحظتها وخاصة في سماء الحجاز الصافية، وهذا الشهر لا يحتوي بالطبع على عدد صحيح Integer number من الوحدات الأصغر منه، ومنها الأسابيع والأيام، فالمدة الزمنية للشهر القمري الوسطي 29 يوما و12 ساعة و44 دقيقة و3 ثوان، وذلك يبيِّن أنه لابد من تقويمٍ ما، وذلك يظهر في اختلاف عدد أيام الشهر من 29 إلى 30 يوما، فلا يمكن أن يبدأ الشهر في منتصف النهار مثلا، فلابد دائما من التقريب أي التقويم، فلا مفر من التقويم، والتقويم كان دائمًا لنفع الإنسان.
ويجب التأكيد هنا على أن الشهر القمري يمكن أن يبدأ من أية نقطة على الدورة على أن يعود إليها، وذلك هو الاستعمال القرءاني الأصلي له، وهذا هو المفهوم الطبيعي الأصلي العام، قال تعالى:
{لِّلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِن نِّسَآئِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَآؤُوا فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيم}[البقرة:226]، {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِير} [البقرة:234]، {وَاللاَّئِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاَثَةُ أَشْهُرٍ وَاللاَّئِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُوْلاَتُ الأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا}[الطلاق:4]، {فَسِيحُواْ فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللّهِ وَأَنَّ اللّهَ مُخْزِي الْكَافِرِين} [التوبة:2].
ففي كل هذه الآيات يتمّ حساب الشهر القمري منذ بدء الواقعة التي اقتضت العدّ، وليس من مولد الهلال التالي، وكذلك الأمر بالنسبة للسنة الشمسية، فيجب حساب عدد الدورات القمرية منذ بدأ السنة، وليس بداية من مولد الهلال التالي، وهذا هو المفهوم الأصلي الطبيعي العام للشهر القمري.
أما المفهوم الاصطلاحي للشهر فهو الذي يتم فيه تحديد نقطة محددة على الدورة القمرية لتكون بداية للشهر مثل لحظة ميلاد الهلال مثلا أو اللحظة التي يكون فيها شكله المرئي بدرا، وهذا أمر اختياري اصطلاحي، وهو حالة خاصة من المفهوم العام للشهر القمري، وهذا هو الشهر العربي، فالشهر العربي هو الشهر القمري الذي يتخذ من مولد الهلال بداية له.
فمصطلح الشهر يُطلق على أمرين متميزين رغم أنه يعادل في كليهما دورة قمرية كاملة؛ أحدهما هو الدورة الأصلية الطبيعية العامة، والتي يمكن أن يبدأ حسابها من أية نقطة على الدورة لتنتهي عندها، والآخر هو المفهوم الاصطلاحي للشهر العربي المحدد الذي يبدأ بمولد الهلال، وهو حالة خاصة من المفهوم الأول.
فالتقويم الهجري محقّ من حيث أخذه بالشهر القمري الذي يحقق شرط الدورية، ومحقّ من حيث استعماله التقويم بالنسبة لهذه الأشهر.

...
....
صورة رمزية إفتراضية للعضو كرسي الملكة
كرسي الملكة
عضو
°°°
افتراضي رد: هل رمضان الحقيقي في سبتمبر من كل عام؟
الدليل الرابع
الذي يسمونه بالسنة القمرية ليس بسنة أصلا، ولو عرَّفنا السنة بأنها الزمن اللازم لكي يدور أي جرم سماوي حول الجرم الأكبر الذي هو مرتبط به لكانت السنة القمرية الحقيقية هي ما يُسميه سكان الأرض بالشهر القمري، ولو اعتبرنا القمر تابعًا للأرض يدور بدورانها لكانت سنته هي السنة المعلومة.
أما سنة كوكب الزهرة مثلا فهي 0.615197 سنة أرضية، أي 224.7 يومًا أرضيا، وهي بذلك تضمن 1.92 يومًا فقط من أيام الزهرة، وسنة كوكب المشتري 11.8592 سنة أرضية.
إن تتابعا من 12 شهرًا قمريا لا تعني سنة بأي حال من الأحوال، أما السنة الشمسية فلا يمكن أن تتضمن إلا 12 شهرًا قمريا كاملا، بالإضافة إلى عدد من الأيام، وهذا أمر طبيعي.
ولما كانت الأشهر القمرية بصورتها الحالية متكافئة ولما كان تتابعها وعددها غير مرتبط بظاهرة فلكية دورية فإنه كان يمكن اختيار أي عدد من الشهور ليكوِّن ما يُسمَّى بالسنة القمرية المحضة، فلا يوجد ما يلزم أحدا باختيار رقم معين من الأشهر، فلا يوجد ما يُسمَّى بالسنة القمرية، فمرور 12 شهرًا قمريا أو 13 أو 14 أو 15 ... الخ لا يؤدي إلى العودة إلى نقطة بدء طبيعية أو مناخية؛ أي لا يتحقق فيها شرط الدورية The condition of periodicity، وهذا يعني أنه لا وجود لمفهوم السنة أو الحول في التقويم المستعمل.
وتوجد للقمر بالفعل دورة تتم كل 19سنة يعود فيها مولده كما كان في أول الدورة، وقد عرفها اليهود بالتعلم من الأمم من قبلهم، وأفادوا منها لعمل تقويمهم، ولكن هذه الدورة لا تصلح بالطبع كسنة بشرية، فهي لا تلائم مقاييس الإنسان بالمرة، ولا يمكن أن تغني عن الحاجة إلى السنة الشمسية.
ومن المعلوم أن التقويم Calendar الذي يعتمد الأشهر القمرية فقط سرعان ما يختل فيه اتساق الشهور مع المواسم، فهو لا يحقق ما يلزم أي شعب من الشعوب إلا إذا جرى إدخال تقويم Correction عليه، فلا يمكن أن يُحقق ما يُسمَّى بالسنة القمرية المحض متطلبات التقويم.

الدليل الخامس
السنة الشمسية هي السنة الطبيعية، فهي مرتبطة بظاهرة فلكية دورية، فهي تناظر دورة كاملة للأرض حول الشمس، والخطأ في حسابها يمكن اكتشافه، وهو قابل للتصحيح والتدقيق والتقويم كما حدث على مدى التاريخ.
ومن الطبيعي والبديهي أن اكتمال السنة يعني اكتمال دورة ما، فالسنة الشمسية، هي التي تحقق شروط وحدة زمنية مناسبة للإنسان؛ فهي تؤدي إلى ظواهر فلكية ومناخية متتابعة ومتكررة وتحقق شرط الدورية The condition of periodicity ويمكن ملاحظة كل آثارها للإنسان البدائي فضلا عن غيره.
وفي السنة الشمسية تتناوب الفصول لتعود إلى حيث بدأت، فالسنة الشمسية هي الفترة الزمنية التي هي أكبر من الشهر والتي تناسب مقاييس الإنسان والتي تحقق ما يلزم للتقويم، وفي حالة احتياج الإنسان لوحدات أكبر يمكن أن تكون وحدتها هذه السنة، وفي السنة الشمسية يتحقق اكتمال الفصول المناخية وعودة المناخ في النهاية إلى ما كان عليه في البداية، ومجرد أن يسمي العرب السنة حولا يدل على وعيهم بهذا الأمر.
أما السنة القمرية المحض لا تعني شيئا! فهي ليست سنة أو حولا أصلا، فلا وجود في الفلك أي في الطبيعة لشيء اسمه السنة القمرية.

الدليل السادس
تحديد عدد الشهور باثْنَي عَشَرَ شَهْرًا يبين أن السنة شمسية-قمرية، فهذا العدد يمثل عدد الأشهر القمرية الطبيعية التي يمكن أن تحتويها السنة الشمسية الطبيعية، وهذا دليل قطعي دامغ على أن السنة هي بالأصالة شمسية، وهذا التحديد كان معمولا به قبل الإسلام، وقد أقره وأكده الإسلام.

الدليل السابع
قوله تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ} يعني بالطبع أن الأشهر المعتمدة هي الأشهر القمرية، فالأشهر الحرم المعلومة هي أشهر قمرية عربية، فالإسلام أقرَّ واعتمد اختيار العرب للدورة القمرية لتحديد الشهر، وهذا ما تؤكده وتتضمنه الآيات: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ ....} [البقرة:189]، {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ .....} [البقرة:217]، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ اللّهِ وَلاَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلاَ الْهَدْيَ وَلاَ الْقَلآئِدَ وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُواْ ......} [المائدة:2]، {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقرءان هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ....} [البقرة:185].
وتحديد عدد الشهور باثْنَي عَشَرَ شَهْرًا يبين أن السنة شمسية-قمرية، فهذا العدد كما جاء في البند السابق يمثل عدد الأشهر القمرية الطبيعية التي يمكن أن تحتويها السنة الشمسية الطبيعية.

الدليل الثامن
وقوله تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ} هو دليل على أن السنة شمسية، فعدد شهور السنة الشمسية لا يمكن أن يزيد على اثني عشر شهرا قمريا طبيعيا، فالعدد 12 هو أكبر عدد للدورات القمرية الكاملة يمكن أن تحتويه السنة الشمسية، لذلك فإضافة شهر التقويم لن يغير شيئًا في عدد شهور السنة، ذلك لأنها شمسية، وستظل عدة الشهور فيها اثني عشر شهرا في كل الأحوال.
ويجب التذكير هنا بأن الشهر القمري الطبيعي يعني أساسا دورة قمرية كاملة؛ أي يعني الزمن اللازم لتعود الأحوال إلى وضعها السابق؛ أي لتلتقي النهاية بالبداية، وكما تصلح أية نقطة على الدائرة لتكون هي البداية والنهاية فكذلك الأمر بالنسبة للدورة القمرية، فيمكن مثلا اتخاذ نقطة اكتمال القمر بداية للشهر، ويمكن اتخاذ مولده بداية للشهر، وهكذا، فالقول بأن عدة الشهور اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا في سنةٍ ما يعني 12 دورة قمرية كاملة تبدأ بأول يوم من هذه السنة؛ أي 12 شهرا وفق المفهوم الأصلي الطبيعي العام.
ولما كان الشهر القمري الوسطي يساوي 29 يوما و12 ساعة و44 دقيقة و3 ثوان فلا يمكن أن يبدأ الشهر الحسابي عند انتهاء الدورة الحقيقية، فلا يمكن أن يبدأ الشهر في منتصف النهار مثلا، لذلك لابد من تقويمٍ ما، وذلك يظهر في اختلاف عدد أيام الشهر من 29 إلى 30 يوما، فلابد هاهنا من التقريب وهو من تفاصيل ولوازم التقويم، وبذلك قد لا يحتوي شهر حسابي على دورة قمرية كاملة، بينما يحتوي شهر حسابي آخر على ما هو أكثر منها.
ولكن السنة الشمسية ستظل دائما تساوي اثني عشر شهرا قمريا بالإضافة إلى عدة أيام قد تكون عشرة أيام، وقد تكون أحد عشر يوما، وإضافة شهر التقويم لن يغير من عدة الشهور القمرية في السنة الشمسية.
فالسنة الشمسية ستظل دائما تساوي اثني عشر شهرًا قمريا بالمفهوم الطبيعي الأصلي للشهر بالإضافة إلى عدة أيام قد تكون عشرة أيام، وقد تكون أحد عشر يوما، ولا شيء في ذلك، فكما سبق القول لا يمكن أن تحتوي الوحدة الأكبر على عدد صحيح Integer من الوحدات الأصغر، لابد من بقاء كسور، وإضافة شهر التقويم لن يغير من عدة الشهور القمرية في السنة الشمسية.

صورة رمزية إفتراضية للعضو كرسي الملكة
كرسي الملكة
عضو
°°°
افتراضي رد: هل رمضان الحقيقي في سبتمبر من كل عام؟
الدليل التاسع
كلمة تقويم ذاتها تشير إلى إنه أيًّا كان نظام الأشهر فإنه يجب دائما إجراء عملية تقويم ليظل النظام متسقًّا مع الفصول المناخية، ومن البديهي أن تلجأ الشعوب البدائية إلى الاعتماد على القمر لتحديد الأشهر، ولكنها سرعان ما كانت تكتشف الخلل الذي يسببه ذلك، فكان الحل الذي كان يكتشفه لكل شعب الصفوة منه هو اللجوء إلى التقويم حتى تعود الأمور إلى نصابها، لذلك كان يلزمُ إجراءُ تصحيحٍ كل مدة معينة ليعود الاتساق بين الأشهر وبين الفصول المناخية.

الدليل العاشر
ثبت أن العرب كانوا كغيرهم من الشعوب يميزون بين فصول السنة، وقد جاء في لسان العرب والقاموس المحيط ما يفيد بارتباط الأشهر العربية بالأزمنة أي بالفصول المناخية بطريقة لا ريب فيها، وحاصل كلامهم هو أن الربيع الأول (أو الثاني عند بعضهم) يعادل الشهرين ربيع الأول وربيع الآخر، وأن شهري الصيف هما جمادى الأولى وجمادى الآخرة، وأن هناك شهري قَيظ هما رجب وشعبان، وهناك شهرا الربيع الثاني (الأول عند بعضهم) وهما رمضان وشوال، فهما أول الخريف المعلوم، وفي رمضان يسقط المطر، واسمه بالفعل يشير إلى نهاية الصيف حيث يبدأ هطول أمطار الخريف المسماة بـ(الرمض)، وهناك شهرا الخريف وهما ذو القعدة وذو الحجة، وذو القعدة أشدهما رياحا، وذو الحجة هو أفضلهما مناخا، ولذلك كان من الطبيعي أن يكون هو شهر الحج الأكبر، وهناك شهرا الشتاء وهما محرم وصفر.
وبذلك يثبت ارتباط أسماء الشهور ومعانيها الحقيقية بالفصول المناخية، وهذا يُثبت أنه لابد من التقويم لتعود الأشهر إلى مواسمها التي تعبرُ عنها أسماؤها؛ وذلك يعني مثلا أن تأتي بدايةُ الربيعِ أو يأتي الاعتدال الربيعي في شهر ربيعٍ الأول، فهذه الأسماء ليست عبثية، بل هي قد أطلقت بالضرورة لتشير معانيها إلى مواسمها، فمهمةُ التقويم الأساسية هي مساعدةُ الناس على تحديد الفصول والمواسم وشتى أمور حياتهم، وبه كان يمكن لقريش أن تعرف وتحدد مواقيت الحج، فلابد أن الحج (وهو موسم ومهرجان ثقافي تجاري) كان بعيدا عن أشهر الحر الشديد في الحجاز، وكذلك كان يمكن لقريش أن تقوم برحلتي الشتاء والصيف في أشهر محددة معلومة، ومن البديهي أن هاتين الرحلتين مرتبطتين بالمواسم الزراعية وأوقات الحصاد في الشمال والجنوب، فما هي قيمة تقويم لا يلبي للناس حاجات بيئتهم المعيشية؟

الدليل الحادي عشر
وردت إشارات تبيِّن أن الشُّهُورُ فِي حِسَابِهِمْ لَم تكن تَدُورُ، قال الحافظ ابن كثير في تفسيره لسورة التوبة: "ذَكَرَ الشَّيْخُ عَلَمُ الدِّينِ السَّخَاوِيُّ فِي جُزْءٍ جَمَعَهُ سَمَّاهُ «الْمَشْهُورُ فِي أَسْمَاءِ الْأَيَّامِ وَالشُّهُورِ» أَنَّ الْمُحَرَّمَ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِكَوْنِهِ شَهْرًا مُحَرَّمًا، ... الخ، وقَالَ: وَكَانَتِ الشُّهُورُ فِي حِسَابِهِمْ لَا تَدُورُ، وعلَّق ابن كثير قائلا: وَفِي هَذَا نَظَرٌ؛ إِذْ كَانَتْ شُهُورُهُمْ منوطة بالأهلة فلا بُدَّ مِنْ دَوَرَانِهَا فَلَعَلَّهُمْ سَمَّوْهُ بِذَلِكَ أَوَّلَ مَا سُمِّيَ، فوجود هذه الإشارة التي سارع الكاتب إلى نفيها يشير إلى الحقيقة التي كانت تظهر لهم فيعملون بسرعة على وأدها حتى لا تحدث (فتنة)، والإشارة هي: "وَكَانَتِ الشُّهُورُ فِي حِسَابِهِمْ لَا تَدُورُ"، وربما لم يستطع إدراك أنه لا يوجد تعارض في تقويمٍ صحيح بين كون الأشهر قمرية وبين كون الشُّهُور فِي حِسَابِهِمْ لَا تَدُورُ، وربما ظن أن ارتباط الشهور بالأهلة يعني نفي أن تكون السنة شمسية، فهو يرد من منطلق ما ألفى عليه أسلافه.

الدليل الثاني عشر
دلالات أسماء الشهور، فهذه الأسماء لم توضع عبثا، لابد أن تأتي بدايةُ الربيع في شهر ربيع الأول كما تأتي في شهر مارس الشمسي، وبناءً على ذلك لابد من تناظرٍ ما بين الشهرين ربيع الأول ومارس؛ أي بين الشهرين الثالث العربي والثالث الشمسي، وذلك لوجوب حدوث الاعتدال الربيعي في مارس، إن من المفترض حلول شهري ربيع في فصل الربيع أو اقتران أولهما بقدوم الربيع، أما جمادى الأولى وجمادى الآخرة فيرتبطان بفصل الصيف حيث جماد الحبوب والثمار ونضجها، ورمضان معروف من قبل الإسلام، واسمه يشير إلى نهاية الصيف، أو بالأحرى نهاية شهري القيظ في اصطلاح العرب، وقد وردت آثار تدل على أن رمضان كان يأتي في نهاية القيظ حيث يبدأ هطول امطار الخريف المسماة بـ(الرمض) والتي منها سُمِّي برمضان، فأصح ما ورد في اسم الشهر هو أنه مأخوذ من الرمض وهو مطر يأتي قبل الخريف، وقد وردت آثار أن النبي رأى ليلة القدر وهو يسجد بين ماء وطين، ومن المعلوم أن سطح مسجد المدينة كان لا يمنع تسرب مياه الأمطار إلى الداخل، وقد ذكرت المعاجم لرمضان معاني أخرى أكثر اتساقا مع الحقائق، جاء في لسان العرب: الرَّمَضُ المطر يأْتي قُبُلَ الخريف فيجد الأَرض حارّة محترقة، والرَّمَضِيُّ من السحاب والمطر: ما كان في آخر القَيْظِ وأَوّلِ الخَرِيف، فالسحابُ رَمَضِيٌّ والمطر رَمَضِيٌّ، وإِنما سمي رَمَضِيّا لأِنه يدرك سُخونة الشمس وحرّها.

الدليل الثالث عشر
لابد من دخول الشمس والقمر معًا في حساب التقويم، لذلك فجَعْل القمر وحده أداة لحساب السنين هو خطأ جسيم ومخالفة للأوامر القرءانية، قال تعالى: {فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَاناً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} الأنعام96، {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} يونس5، {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آَيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آَيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آَيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا (12)} الإسراء، فللعلم بعدد السنين والحساب لابد من الشمس والقمر، وهذا ما ثبت بالتاريخ البشري وبتاريخ العلوم والحساب.

الدليل الرابع عشر
قوله تعالى {لِّيُوَاطِؤُواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللّهُ فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ اللّهُ} يعني أنهم كانوا يحلون الأشهر المحرمة وإن كانوا يعملون على أن يوافقوا عددها، ولكن ليست العبرة بالعدد! وإنما بطبيعة هذه الأشهر، وهذا يدل على أن لكل شهر منها طبيعته الخاصة وعلاماته المميزة، فهم بالنسيء كانوا يستحلون أشهرا ذات طبيعة خاصة محددة بلا أدنى ريب، ولو كانت الأشهر بحالتها في اللاتقويم المستعمل الآن لكانت كلها سواء، ولمَا كان لذمِّ فعلهم من معنى، ففي اللاتقويم المستعمل يمكن أن يأتي الشهر في الصيف أو في الشتاء، فلا معنى له.

الدليل الخامس عشر
إعلان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ أنه حجَّ في شهر ذي الحجة الحقيقي، وذلك بقوله لهم "إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ"، فكلمة استدارة لها دلالاتها الخاصة، فهي تشير إلى أمرٍ دوري، والقول يعني أيضًا بالضرورة أن هناك هيئة فلكية معينة يمكن اتخاذها كمرجع لتحديد هوية وطبيعة كل شهر؛ أي إنه لكل شهر عربي خاصيته وتميزه المناخي، وبذلك أمكن لذي الحجة بعد كل تلاعباتهم -الثابتة بنص القرءان- أن يعود إلى مكانه الطبيعي من حيث المناخ والهيئة الفلكية، وهذا يعني أن التقويم القمري المحض باطل، ففي التقويم القمري لا يتميز شهر عن آخر بشيء، ويمكن أن يأتي ذو الحجة في الصيف أو في القيظ أو في الشتاء أو في الخريف.

الدليل السادس عشر
يجب الاستناد إلى ظواهر فلكية مضبوطة في أي تقويم بحيث يمكن التصحيح والتقويم، ومما يوضح وجوب التدخل للتقويم ما حدث عندما لاحظ گريگوريوس الثالث عشر پاپا روما أن يوم الاعتدال الربيعي (الذي يرتبط به عيد الفصح المسيحي) وقع في 11 مارس بدلاً من 21 مارس، بفارق عشرة أيام، كان السبب أن متوسط طول السنة في التقويم اليولياني الذي كان متبعًا لحينه أطول من السنة الفلكية بمقدار 11 دقيقة و14 ثانية، تمَّ اتخاذ ما يلزم للتصحيح، أعلن الپاپا گريگوريوس الثالث عشر أن اليوم التالي لـ 4 أكتوبر 1582 سيكون 15 أكتوبر 1582، كما تمَّ الاتفاق على حذف ثلاثة أيام كل 400 سنة وأن تكون السنة القرنية (التي هي من مضاعفات 100) سنة بسيطة إلا إذا قبلت القسمة على (400) بدون باقٍ، فهذا التصرف المنطقي حجة على كل من يفضلون الجمود على ما ألفوا عليه آباءهم.

الدليل السابع عشر
البند السابق يوضح أيضًا وجوب أن تكون السنة شمسية، فأي خطأ يمكن دائمًا اكتشافه وتصحيحه، بينما التتابع المكون من 12 شهرًا قمريًّا لا يعطي ذلك أبدا، وقد يكون هناك عدد كبير من الأشهر القمرية يمكن أن يحقق شروط الدورية وإمكانية التصحيح، ولكنه بالتأكيد لن يكون ملائما لمقاييس الإنسان، وبالفعل فإن 235 شهرا قمريا تحقق شرط الدورية المطلوب، وهو ما يعادل 19 (سنة قمرية) بالإضافة إلى سبعة أشهر، ومن الواضح أنه لا يمكن أن تكون السنة الملائمة للإنسان بهذا الطول.
والسنة القمرية الفلكية الحقيقية ليست إلا الشهر القمري، أو هي سنة الأرض المعلومة.

الدليل الثامن عشر
سيقول بعضهم إن التقويم الهجري خاص بالعبادات فقط وأنه لا شأن له باستعمالات الناس الدنيوية!! ولم يرد في القرءان أبدًا أن التقويم العربي أصبح تقويمًا دينيا خاصا بالمسلمين، كما لم يرد أي أمرٍ باستحداث تقويم غير التقويم الذي كان مستعملا، والقرءان جعل الشمس والقمر آيتين وجعل كل ما يتعلق بهما وسائل لنفع الناس في حياتهم الدنيا، وليتعلم الناس عدد السنين والحساب، وليس فقط ليعلموا توقيت الصيام، كما أن التقويم العربي كان مستعملا قبل الإسلام، فالعرب الحنفاء والكفار والمشركون كانوا يستعملونه مثلما تستعمل كافة الشعوب التقويم، ولم يأت الإسلام بتقويم جديد، ولم يرد أي أثر بذلك، وإنما نهاهم عن التلاعب بالأشهر الحرم وبعدد الأشهر في السنة، فالحديث عن التقويم يدخل بذلك أولا في باب العلم والتاريخ، والأمر في القرءان هو بصيام شهر كان موجودا وبالحج في أشهر كانت معلومات بالنسبة لهم.
فكل ذلك يدحض قولهم بأن اللاتقويم المستعمل تقويم تعبدي أو تقويم مقدس.

صورة رمزية إفتراضية للعضو كرسي الملكة
كرسي الملكة
عضو
°°°
افتراضي رد: هل رمضان الحقيقي في سبتمبر من كل عام؟
الدليل التاسع عشر
كل التقاويم المستعملة منذ فجر التاريخ تستلزم دائما إجراء تصحيحات كل بضع سنين وربما تستلزم أيضا تصحيحات على مدى أكبر، فلابد للتقويم من أن يؤدي المهام التي أدت إلى إحداثه أصلا، والتقويم العربي كان موجودا ومستعملا قبل العصر النبوي، ولم يرد في القرءان ولا في الآثار ما يدل على إلغائه أو تعديله، ولم يرد ما يدل على انتفاء المقصد من التقويم أو قصره على الأغراض التعبدية المحض فقط، أما الزعم أن ذلك ليصوم الناس رمضان في شتى الظروف المناخية فهو مجرد ظنّ لا يوجد عليه أي دليل، فالتقويم كان موجودًا من قبل أن يُفرض الصيام بل -كما سبق أن ذكرنا- من قبل البعثة النبوية.

الدليل العشرون
ذكر د. "جواد علي" في كتاب "المفصَّل في تاريخ العرب قبل الإسلام" أن المستشرق "نالينو" ذكر في كتابه: "علم الفلك تأريخه عند العرب في القرون الوسطى" أن أهل الحجاز كانوا يتبعون التقويم الشمسي مع مراعاة الإهلال، أي: تقويمًا شمسيًّا قمريًّا، بدليل أن لأسماء الأشهر علاقة بالجو من برد وحر، وربيع وخريف، واحتج بقول بعضهم: "وكانت الشهور في حسابهم لا تدور"، وخلص إلى القول بأن الأشهر العربية كانت ثابتة لا تدور، بمعنى أنها كانت ثابتة في مواسمها، يسيرون بموجبها في زراعتهم وفي أسفارهم، ولكنهم كانوا يسيرون على الإهلال، أي: الشهور القمرية في أمورهم الاعتيادية وفي الأعمال المالية، مثل الديون، حيث يسهل تثبيت المدة بعدد الأهلة، ومن هنا اختلط الأمر على أهل الأخبار فخلطوا بين التقويمين، بسبب عدم وضوح الروايات، وكان شأنهم في ذلك شأن العرب الشماليين الذين كانوا يحجون في وقت واحد ثابت، هو في شهر "ذي الحجة"، وشأن العرب الجنوبيين الذين كانوا يحجون في شهر آخر اسمه أيضًا "ذو الحجة" الذي كان وقته ثابتًا أيضًا، فلا يكون في صيف، ثم يكون في ربيع أو في خريف أو في شتاء، ولا يعقل خروجهم على هذا الإجماع الذي نراه عند العرب الشماليين، أي: عرب بلاد العراق وعرب بلاد الشأم، وينفردون وحدهم باتخاذ تقويم قمري بحت.

الدليل الواحد والعشرون
ذكر أيضا د. جواد نقلا عن بعض المستشرقين عن التقويم عند العرب الجنوبيين: أن الذي يظهر من النصوص العربية الجنوبية المتعلقة بالزراعة ومن أسماء الشهور، أنها كانت شهورًا ثابتة، أي: شهورًا شمسية لا قمرية، وأن السنة التي كانوا يسيرون عليها سنة شمسية، غير أن هذا لا يمنع مع ذلك من سيرهم على مبدأ الإهلال في حياتهم الاعتيادية، أي: على الشهور القمرية، بحيث تكون الرؤية بداية للشهور. وذلك لوضوح الأهلة وإمكان رؤيتها بسهولة وتثبيت الأوقات بموجبها، بمعنى أنهم كانوا يسيرون على التقويمين: التقويم الشمسي في الزراعة وفي دفع الغلات، والتقويم القمري في الأمور الاعتيادية، ويظن أن سنة العرب الجنوبيين كانت من "360" يومًا، مقسمة إلى اثني عشر قسمًا، أي: شهرًا، نصيب كل شهر منها "30" يومًا. وحيث أن هذا المقدار من الأيام، وهو "360" يومًا هو دون الأيام التي تمضيها الأرض في دورانها الحقيقي حول الشمس، لذلك كانوا يعوضون عن الفرق إما بإضافة الأيام اللازمة على أيام السنة لتكبسها فتجعلها مساوية للسنة الطبيعية، وذلك في كل سنة، وإما بإضافة شهر كبيسة مرة واحدة في نهاية كل ست سنوات.
كان التقويم عند عرب الجنوب شمسيا-قمريا، وكان التقويم عند اليهود شمسيا-قمريا، والتقويم العربي كان موازيا للتقويم العبري كما هو متوقع ومعلوم ويسير بالتوازي معه، وقد وردت آثار تشير إلى ذلك، ومرويات عاشوراء تثبت أن التقويم العربي كان موازيا للتقويم العبري، ولذلك كان من الممكن التعويل على استمرار انطباق التقويمين في السنة التالية، لذلك فالتقويم العربي هو بالضرورة شمسي-قمري مثل العبري.

الدليل الثاني والعشرون
لابد من وجود حكمة من اختيار رمضان –الذي كان موجودا ويأتي في الخريف- ليكون شهر الصيام، فالله تعالى عليم بكل شيء، ودينه ملزم للناس كافة، وليس لعرب الحجاز فقط، فمن الواضح أن اختيار هذا الشهر كان لأنه الشهر الذي يعتدل فيه المناخ، وكان في اصطلاح العرب الأصلي أحد شهري الربيع الأول (يُسمَّى بالثاني في أقوال أخرى)، وفيه تكون ساعات الصيام في كل العالم تقريبا تساوي 12 ساعة يوميا، وفصل الخريف يبدأ من الحادي والعشرين (تقريبا) من شهر سبتمبر وفيه يتساوى الليل مع النهار في كل أنحاء الكرة الأرضية، ويكون هناك اعتدال خريفيّ في المناطق المدارية على خط الاستواء، وتكون الشمس عمودية على خط الاستواء.
فالإسلام هو الدين العالمي الكامل الخاتم والصالح لكل زمان ومكان، وهو دين يُسر، لا حرج فيه، فالرسالة الخاتمة رسالة رحمة للعالمين، وخاتم النبيين صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ أُرسل ليضع عن الناس إصرهم والأغلال التي كانت عليهم، وهذه أمور ثابتة ثبوتا راسخا بآيات القرءان الكريم، كما أن ذلك من مقتضيات الإيمان بأن الله تعالى وهو خالق كل شيء يعلم تماماً حقائق الأمور، وهو سبحانه لم يشرع الصوم ليصوم بعض الناس 21 ساعة ويصوم الآخرون ثلاث ساعات فقط، وهو قد أعلن في كتابه أنه ما جعل على الناس في الدين من حرج، وأنه يقضي بالحق ويأمر ويحكم بالعدل، وهذا يعني أنه لا ينحاز لطائفة ما ولا يحابي سكان منطقة جغرافية معينة.

الدليل الثالث والعشرون
الصفوة من المسلمين قد سجلوا على مدى التاريخ أنهم كانوا يرون ليلة القدر في غير رمضان الرسمي! فليلة القدر الحقيقية تأتي في رمضان الحقيقي، ومناخها ثابت، وقد ذكر ذلك الشيخ محيي الدين بن عربي وكذلك الشيخ عبد الوهاب الشعراني حتى قال إنه يبدو أن هناك ليلتي قدر، وأن واحدة منها تدور في السنة (الهجرية طبعا)، ولا يجوز الاستهانة بمثل هذه الشواهد.

الدليل الرابع والعشرون
الإجابة على هذه الأسئلة هي أقوى حجج ضد اللاتقويم المستعمل الآن: لماذا اخترع الإنسان –وخاصة الشعوب العريقة في الشرق الأوسط- التقويم أصلا؟ ألا ينشأ التقويم لتلبية الاحتياجات الطبيعية للأمة؟ ألا ترتبط هذه الاحتياجات بالفصول المناخية؟ ما معنى كلمة تقويم؟ من أين أخذ العرب تقويمهم؟ كان التقويم العربي مستعملا قبل الإسلام، فماذا كانت فائدته بالنسبة للعرب؟ كيف كانت قريش تعرف مواعيد رحلتي الشتاء والصيف؟ الحج كان موسما ثقافيا اقتصاديا هائلا يحضره كل سكان الجزيرة العربية، فما هي الظاهرة الطبيعية أو المناخية أو الاقتصادية التي تحدد موعده بحيث لا يختلف عليها اثنان في هذه البلاد الشاسعة؟ وكيف كان يمكن عمله في العصر الجاهلي في حرارة الشمس القاتلة إذا كانت أشهر الحج تتنقل؟ لماذا في العصر الإسلامي اختفت كل الأنشطة التجارية والاقتصادية والثقافية القديمة المصاحبة لموسم الحج رغم أن القرءان لم يمنعها؟

صورة رمزية إفتراضية للعضو كرسي الملكة
كرسي الملكة
عضو
°°°
افتراضي رد: هل رمضان الحقيقي في سبتمبر من كل عام؟
الدليل الخامس والعشرون
جاء في الصحيفة السجادية للإمام عليّ زين العابدين بن الإمام الحسين في وداع شهر رمضان:
السَّلاَمُ عَلَيْكَ كَمْ مِنْ سُوء صُرِفَ بِكَ عَنَّا وَكَمْ مِنْ خَيْر أُفِيضَ بِكَ عَلَيْنَا. السَّلاَمُ عَلَيْـكَ وَعَلَى لَيْلَةِ الْقَدْرِ الَّتِي هِيَ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْر. السَّلاَمُ عَلَيْكَ ما كَانَ أَحْرَصَنَا بِالأمْسِ عَلَيْكَ وَأَشَدَّ شَوْقَنَا غَدَاً إلَيْكَ. السَلاَمُ عَلَيْكَ وَعَلَى فَضْلِكَ الَّذِي حُرِمْنَاهُ، وَعَلَى مَاض مِنْ بَرَكَاتِكَ سُلِبْنَاهُ. اللَّهُمَّ إنَّا أَهْلُ هَذَا الشَّهْرِ الِّذِي شَرَّفْتَنَا بِهِ وَوَفّقتَنَا بِمَنِّكَ لَهُ حِينَ جَهِلَ الاَشْقِيَاءُ وَقْتَهُ وَحُرِمُوا لِشَقَائِهِم فَضْلَهُ، أَنْتَ وَلِيُّ مَا اثَرْتَنَا بِهِ مِنْ مَعْرِفَتِهِ، وَهَدَيْتَنَا مِنْ سُنَّتِهِ، وَقَدْ تَوَلَّيْنَا بِتَوْفِيقِكَ صِيَامَهُ وَقِيَامَهُ عَلى تَقْصِير، وَأَدَّيْنَا فِيهِ قَلِيلاً مِنْ كَثِيـر. اللَّهُمَّ فَلَكَ الْحمدُ إقْـرَارا بِـالإسَاءَةَ وَاعْتِرَافاً بِالإضَاعَةِ، وَلَك مِنْ قُلُوبِنَا عَقْدُ النَّدَمِ، وَمِنْ أَلْسِنَتِنَا صِدْقُ الاعْتِذَارِ.
وموضع الاستدلال هو: "اللَّهُمَّ إنَّا أَهْلُ هَذَا الشَّهْرِ الِّذِي شَرَّفْتَنَا بِهِ وَوَفّقتَنَا بِمَنِّكَ لَهُ حِينَ جَهِلَ الاَشْقِيَاءُ وَقْتَهُ وَحُرِمُوا لِشَقَائِهِم فَضْلَهُ"، فهذا يدل على أن صفوة الأمة كانوا يعلمون توقيت رمضان الحقيقي، ويعلمون أن الأشقياء هم من جهلوه، وهذا الإمام قد عاصر بالتأكيد عملية اندثار التقويم الصحيح.
ويجب العلم بأنه في هذه الفترة المبكرة من تاريخ المسلمين كان لا يوجد حدّ فاصل بين ما هو ديني وبين ما هو سياسي، وأن صفوة المؤمنين كانوا يعاملون كأعداء رسميين للمتسلطين، والدليل الساطع هو اندثار أكثر أخبار العصر النبوي وتحريف البعض الآخر.

الدليل السادس والعشرون
ذكر د. "جواد علي" في كتاب "المفصَّل في تاريخ العرب قبل الإسلام":
((وقد تعرض "البيروني" لموضوع النسيء عند العرب، فقال: "وكانوا في الجاهلية يستعملونها على نحو ما يستعمله أهل الإسلام. وكان يدور حجهم في الأزمنة الأربعة. ثم أرادوا أن يحجوا في وقت إدراك سلعهم من الأدم والجلود والثمار وغير ذلك، وأن يثبت ذلك على حالة واحدة، وفي أطيب الأزمنة وأخصبها.
فتعملوا الكبس من اليهود المجاورين لهم. وذلك قبل الهجرة بقريب من مئتي سنة. فأخذوا يعملون بها ما يشاكل فعل اليهود من إلحاق فضل ما بين سنتهم وسنة الشمس شهرًا بشهورها إذا تم.. ويسمون هذا من فعلهم النسيء، لأنهم كانوا ينسأون أول السنة في كل سنتين أو ثلاث شهرًا، على حسب ما يستحقه التقدم".
فكان شهر الكبس أو التقويم يُضاف في بداية السنة الجديدة، وذلك كلما اقتضت الضرورة.

وهذه الطريقة هي بالضبط ما نأخذ نحن به، فإضافة شهر التقويم تتم بدورية في كل سنتين أو ثلاث بالفعل، هذه الدورية هي: (3، 2، 3، 3، 3، 2، 3).

صورة رمزية إفتراضية للعضو كرسي الملكة
كرسي الملكة
عضو
°°°
افتراضي رد: هل رمضان الحقيقي في سبتمبر من كل عام؟
ردود على بعض الاستفسارات:

- ما ألفيت عليه آباءك ليس بحجة ولا ببرهانٍ مبين، ولقد ندد القرءان بمن قَالُواْ حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا، وبمن قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا، لا يجوز الاتباع في الأمور الجوهرية الخطيرة بدون برهان مبين، والناس مثلا يتبعون التقويم الميلادي رغم وجود أخطاء فيما يتعلق ببدايته ووجود قصور في توزيع الأيام على شهوره، ولكن هذه أخطاء غير مؤثرة، ولكن فيما هو أهم هم يبادرون إلى التصحيح بلا خوف ولا حرج، ولذلك يضيفون أياما بمعدلات محسوبة بدقة شديدة على مدى القرون، وهم لا يسمحون بأي خطأ مهما كان ضئيلا، ويبادرون بالتقويم، وهذا هو معنى التقويم، أما التقويم الهجري فليس فيه تقويم إلا على مستوى الأشهر.
- بل قل أنت أين تجد أن التقويم يجب أن يكون قمريا فقط رغم أنف أسماء الشهور؟ هل لديك دليل إلا أنك ألفيت الناس على ذلك؟
- قد حدث الخلل في حساب التقويم في نهاية زمن الفتنة الأولى والتي انتهت باستيلاء أهل البغي على السلطة، أو في زمن الفتنة الثانية، التي تعددت فيها مراكز السلطة، والتي انتهت باستيلاء مروان بن الحكم ومن بعده ابنه عبد الملك على السلطة، وقد ظهرت أدلة تراثية على أن التحريف بدأ في أواخر حكم معاوية، واكتمل في عهد ابنه يزيد واستقر وساد في عهد الفرع المرواني الأموي.
- بالطبع لا يمكن أن يقف أحدهم ويقرر علنا أنه قرر إلغاء التصحيح اللازم للتقويم، بمثل ما أنه لا يمكن أن يقف منافق ويقول إنه قرر إحداث دين مضاد للإسلام، إلغاء التقويم كان نتيجة تراكم أخطاء وإهمال وتعمد، وتكرس ذلك أثناء غياب السلطة المركزية في زمن الفتنة الثانية، التي تعددت فيها مراكز السلطة، والتي انتهت باستيلاء مروان بن الحكم ومن بعده ابنه عبد الملك على السلطة، وقد ظهرت أدلة تراثية على أن التحريف بدأ في أواخر حكم معاوية، واكتمل في عهد ابنه يزيد واستقر وساد في عهد الفرع المرواني الأموي، وتاريخ المحسوبين على الإسلام حافل بمثل هذا الإهمال، ألا يكفي أنه لا توجد كتب معتمدة وموثقة تتضمن أقوال الرسول وسيرته؟ ألم تذكر كتبهم أنهم كانوا أحرص الناس على تبديد الأخبار المتعلقة بذلك وحرقها والقضاء المبرم عليها؟ هل يعلم أحدكم اسم أي حاكم مسلم خلال المائتي عام الأولى أمر بالتدوين الموثق لسيرة الرسول وأقواله إلا محاولة فاشلة من عمر بن عبد العزيز؟ إن حقيقة أنه لا وجود لأي كتب أو مخطوطات ترجع إلى المائتي سنة الأولى من تاريخ الإسلام هي حقيقة ثابتة وصادمة، هذا مع أنه توجد برديات مصرية مثلا عمرها آلاف السنين! هذه الحقيقة يستغلها أعداء الإسلام للطعن فيه ومحاولة تقديم تفسيرات أخرى لنشأته!!
- وما هو الهدف من أي تقويم أصلا؟ وخاصة في الأزمنة القديمة؟ لماذا اخترع الإنسان التقويم؟ اخترعه بالطبع ليمكنه من ممارسة حياته ومعرفة الفصول المناخية ومعرفة مواقيت الزراعة ومواقيت سقوط الأمطار ومواقيت المواسم والرحلات التجارية، وكانت العبادات مترتبة على ذلك ومرتبطة بتلك المواسم، هل يحقق التقويم القمري البحت أي هدف معلوم من أهداف التقويم، علما بأن التقويم كان مستعملا قبل ظهور الإسلام ولم يغيره المسلمون؟ كيف كانت قريش تعرف بمواعيد رحلتي الشتاء والصيف؟ كيف كان أهل المدينة وغيرها يعرفون مواعيد زراعة وحصاد الشعير؟ ألا تعلمون أن العرب كان عندهم ستة فصول مناخية ثابتة؟ القيظ؛ ويتضمن شهري رجب وشعبان، والربيع الأول (وفي قولٍ آخر الثاني، وهو يعادل الخريف بالاصطلاح المعاصر)؛ ويتضمن شهري رمضان وشوال، والخريف؛ ويتضمن شهري ذي القعدة وذي الحجة، والشتاء؛ ويتضمن شهري محرم وصفر، والربيع الثاني (وفي قولٍ آخر الأول) ويتضمن شهري ربيع الأول وربيع الآخر، والصيف، ويتضمن شهري جمادى الأولى وجمادى الآخرة.
- قلنا إن أكثر الناس لن يتقبلوا تقويم التقويم أبدا، سيظلون على عنادهم الشيطاني المعلوم، وسيظل هناك من يصوم 22 ساعة، ومن يصوم ساعتين فقط! وسيظل يوجد من يخدعه ويقول له "صم على توقيت مكة!!!" سيظل أكثر الناس أسرى ما ألفوا عليه آباءهم، تذكروا ابن نوح وكيف فضَّل الهلاك على الإيمان الذي يضمن له السلامة، كما تذكروا قوم عاد وقوم ثمود، وآل فرعون، وأصحاب الأيكة، .....
- كما قلنا بدايات الأشهر تحددها الأهلة كما تشير إلى ذلك الآية القرءانية الكريمة {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ ....} [البقرة:189]، فالأشهر قمرية، وبالتالي يتحدد رمضان وأشهر الحج بالأهلة، هذا مع العلم بأن دورة القمر لا تستغرق عددا صحيحا من الأيام مما يوجب جعل بعض الأشهر 29 يوما وبعضها الآخر 30 يوما!! وهذا من التقويم، فلابد دائمًا من تقويم لكون الوحدة الزمنية الأكبر لا تحتوي عددا صحيحًا Integer numbers من الوحدات الأصغر.
- لا يوجد أي مفاجآت في التعليقات، فعندما يُفاجأ الناس بحقيقة جديدة أو بمن ينبههم إلى خطأ شائع ألْفوا عليه أسلافهم وألِفوه ستكون ردود الأفعال هي المقاومة الشديدة والعناد القاتل، وسيقولون كما قال الذين من قبلهم: أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ؟ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا! مَا هَذَا إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُرِيدُ أَن يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ
- كما ذكرنا في التعليقات: إن أكثر الناس لن يتقبلوا ذلك أبدا، وسيظل هناك من يصوم 22 ساعة، ومن يصوم ساعتين فقط! والقصص القرءاني يؤكد على أن أكثر الناس كانوا يفضلون الهلاك غرقا أو بريح صرصر عاتية أو بالصيحة على أن يرجعوا إلى الحق وعلى أن أكثر الناس لا يعقلون ولا يفقهون ولا يؤمنون ولا يشكرون وأن أكثرهم للحق كارهون، وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُون.
- من المنطقي جدا أن يكون هناك تناظرٌ ما بين شهر ربيع الأول وبين شهر مارس الذي يتضمن الاعتدال الربيعي، ولابد أن يكون مرتبطا به بطريقة ما، وهذا ما تحققه حساباتنا.
- وبذلك أيضا يظل ربيع الآخر في قلب الربيع المناخي في الجزيرة العربية ولا يقع أي يوم من أيامه في يونيو ذي الحرارة الشديدة هناك! وكان العرب كما ورد في قواميس اللغة يسمون هاذين الشهرين بالربيع الأول (أو الثاني في بعض الأقوال) على اعتبار أن شهري رمضان وشوال هما شهرا الربيع الثاني (أو الأول)، فلكل قوم اصطلاحاتهم الخاصة.
- ما هو الدليل على أن "شهر (صَفَر) يدل على الرقم (صِفْر) أي على الاعتدال الربيعي"؟ أما عن حسابات المؤرخين بخصوص يوم المولد بالتاريخ الميلادي فهي مشكوك فيها، بل إنها مبنية على اعتبار أن التقويم كان دائما قمريا بحتا، وهذا خطأ فادح، ولو كانت بداية رمضان تتراوح بين أواخر سبتمبر وبين شهر أكتوبر؛ (أي منطبقا في أغلبه على شهر أكتوبر) لأتى ربيع الآخر في شهر مايو، وشهر مايو في جزيرة العرب حره قائظ، ومن المنطقي أن يناظر شهرا من شهور الصيف جمادى الأولى أو الآخرة، وهما في معاجم اللغة شهرا الصيف، ولا علاقة لهما بأي ربيع، وشهرا القَيظ في معاجم اللغة هما رجب وشعبان، هذا مع العلم بأن إضافة شهر التقويم كان معمولا به طوال العصر النبوي، ولم يختل إلا بعد الفتن.
- شهر رجب حسب ما هو مقدم هنا كان يأتي في الصيف، وهو باصطلاح العرب من شهري القيظ، ولا يمكن بالطبع أن يكون شهر رجب المنفرد ذي القيظ من أشهر الحج، ولكن يبدو أنه كان شهرا معظما عند بعض القبائل.
- وظيفة التقويم حفظ التوازي بين الفصول الطبيعية والأشهر، وهذا متحقق في كل التقاويم القمرية الأخرى بإجراء التصحيح أو التقويم اللازم مثلما يفعل اليهود في تقويمهم العبري!!!
- بتضييع التقويم اختفى مغزى الحج الحقيقي، واختفت رحلتا الشتاء والصيف واختفى مبرر تحريم الصيد أثناء أشهر الحج وتغليظ العقوبة عليه، كما اندثرت أسواق العرب واحدًا تلو الآخر، وأصبح قلب الجزيرة العربية من أشد المناطق فقرًا، وهاجر منه أكثر سكانه، واشتغل بعض من بقي بالسطو على الحجيج.
- لماذا قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (95) أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (96) المائدة؟؟! لماذا هذا التهديد والوعيد الشديد؟!
- لم يحدث اجتماع بين كل من هو قاص ودان للاتفاق على شيء، حدث التحريف أثناء الفتنة الثانية بعد هلاك يزيد لغياب السلطة المركزية، ولم يمكن إضافة شهر التقويم، ولم يمكن تصحيح التقويم، ولولا إعادة الأمويين مثلا الاستيلاء على مكة لتواتر الطواف حول قبة الصخرة كما التزم الناس لعدة سنوات، والجو في مكة في أشهر الحج الحقيقية لطيف جدا، وليس شديد البرودة، مكة لا تقع في القطب الشمالي، ولم نسمع من قبل أن الشتاء والربيع فصول خمول، وأرجو أن تقرأ البحث جيدا وألا تضيع وقتنا في قراءة العبث والرد على هراء ومناقشة تخمينات، دع المتخصصين يردوا على هذا البحث إن كانوا يستطيعون.
- ولم تحدث إلا حجتان مذكورتان في السيرة أثناء البعثة، إحداهما ذكروا أنها في ذي القعدة!! كما ورد في المراجع، وحضرها أبو بكر، والثانية حضرها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ نفسه وكانت في ذي الحجة، وبالطبع لا مجال لمطالبة الناس بإعطاء وصف تفصيلي للمناخ أثناء الحجتين.
- عند خط الاستواء لا يزيد المدى الحراري بين أحرّ شهور السنة وأبردها على 1ـ3 درجات مئوية، كما أنه لا يوجد هناك تفاوت كبير في طول النهار، ذلك لأن الشمس تكون عمودية أو شبه عمودية، طوال السنة، على إقليم خط الاستواء.
- طالما كان ربيع الأول وهو الشهر الثالث مرتبطًا بطريقةٍ ما بالاعتدال الربيعي فلابد من ارتباط رمضان وهو الشهر التاسع بالاعتدال الخريفي، واسمه بالفعل يدل على الرمض، وهو أول أمطار الخريف.
- تتابع ظهور أدلة تراثية لا حصر لها مدونة من الكتب القديمة تثبت أن كل شهر من الأشهر العربية متميز بمناخه، وأن أسماء الأشهر ليست عبثية ولا عشوائية، وإنما لها علاقة بالفصول المناخية والظواهر الطبيعية، وأن موسم الحج لم يكن يدور مع الفصول.
- القرءان لم يحرم عملية التقويم، وإنما حرَّم النسيء المعلوم، وهو تأخير حرمة الشهر الحرام، وخاصة شهر المحرم، وذلك بسبب تحريم القتال في الأشهر الحرم، والتي تأتي متصلة، وقد كانت الغارات حرفتهم الأثيرة.
- لم يلزمهم القرءان بأي شيء بشأن التأريخ أو التقويم، ولكنه ألزمهم بصيام شهر رمضان، وبالحج في أشهره المعلومات، وهي معلومة لهم لارتباطها بأسواقهم المشهورة، واتساقها مع رحلتي الشتاء والصيف.
- العمل يكون بالأشهر الطبيعية في الأحكام الشرعية، والشهر الطبيعي هو الشهر القمري الذي يبدأ من نقطة معينة على الدورة، ليعود إليها، ومن أشهر النقط مولد الهلال واكتمال البدر، فحالة القمر المرئية هي المرجع للفترات الشرعية وللتعاملات الموقوتة، فالعدَّة مثلا تُحسب بالأشهر الطبيعية.
- يُضاف شهر التقويم إذا تبين فقط أن شهر رمضان الجديد سينتهي قبل الاعتدال الخريفي بأكثر من يومين (معدل سماحية نتيجة عدم الدقة التامة لبرامج التحويل)
- طريقة إضافة شهر التقويم كل 32 شهرا، وهي ما اتبعناه قديما، هي أصعب من أن يكون العرب قد أخذوا بها أو اتفقوا عليها، والطريقتان متفقتان في أكثر النتائج.
- المسلمون كانوا يتبعون سائر العرب في أمور التقويم والحج، ولم يرد أي أثر يقول بخلاف ذلك أو يأمر المسلمين بمخالفة العرب في أمور التقويم.
- الذي ورد من الآثار يشير إلى توازي التقويمين العربي والعبري.

- الثابت أن المنهي عنه كان استحلال الشهر الحرام، والتغير الذي كان يحدث أحيانا لعدد الأشهر في السنة، ولذلك كان التأكيد على أنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ الله اثنا عشر شهرا

صورة رمزية إفتراضية للعضو كرسي الملكة
كرسي الملكة
عضو
°°°
افتراضي رد: هل رمضان الحقيقي في سبتمبر من كل عام؟
للأسف لم نجد أي كلام علمي يصلح لمناقشته في الردود على المنشور، وإنما وجدنا حشدا لكلام لا يتعارض مع ما هو منشور أو لا علاقة له به، كما وجدنا كما هو متوقع تشكيكا في إيمان من اجتهد للناس وجاءهم بما هو على يقين أنه الحق، وبالطبع فهؤلاء لن يفلتوا من عقاب الله تعالى، ولا قيمة لكلامهم، وكلامنا ليس موجها إليهم.
ومن أعجب أنواع المعلقين من يعترف بأنه أجهل من دابة ولا يفقه شيئا ثم يكذِّب ما هو منشور!! ويُطالب بعرضه على المتخصصين؛ ويقصد بهم المتكسبين بالدين!! وموضوع التقويم هو أولا وقبل كل شيء موضوع علمي تاريخي حضاري فلكي قبل أن يكون موضوعا دينيا، ومع ذلك فالبحث متاح للجميع، وعلى رأسهم بالطبع كل من قيل بأنه متخصص.
ونرجو من المتابعين الجادين الذين ينشدون معرفة الحقيقة بإخلاص أن يقرؤوا جيدا ما يلي: ونحن لا نحبذ أن يخرج أحد على إجماع الأمة في التنفيذ، بل نطلب أن يتم اتخاذ كل ما يلزم لفحص وتمحيص ما قلناه، والذي نحن والحمد لله تعالى على بيِّنة منه.
وكنا نود أن نسمع سؤالا عن بداية حدوث الانحراف عن التقويم الصحيح الذي كان مستعملا، فذلك حدث أثناء الفتنة الكبرى وغياب السلطة المركزية واختفاء مجموعة العادين الذين كانوا يتولون إجراء التقويم اللازم!
وحقيقة أن التقويم العربي كان موازيا للتقويم العبري (الشمسي القمري) حقيقة راسخة ودليل قاطع وتصدقها المرويات الثابتة والخاصة باحتفال اليهود بعيدهم المقابل ليوم عاشوراء وأمر الرسول للمسلمين بصيامه ثم عزمه على صيام تاسوعاء في العام التالي، فلو كان عاشوراء ينزلق بحكم اختلاف التقويمين لما كانت هناك حاجة لصيام تاسوعاء تأكيدا للاختلاف مع اليهود! فالعزم على صيام تاسوعاء تأكيد على أن عاشوراء سينطبق على عيد اليهود في العام التالي لتوازي التقويمين! وقد يشكك بعضهم في موضوع عاشوراء ويقول إن المروية موضوعة أو محرفة، ولكنه لا يستطيع التشكيك في أن من وضع المروية أو حرفها أخذ في اعتباره حقيقة توازي التقويمين، وإلا لوجد من يفند كلامه من هذه الحيثية!!!
إنه يلزم التأكيد على أن موضوع التقويم هو بالأصالة موضوع علمي تاريخي منطقي قبل أن يكون موضوعا دينيا، فرمضان مثلا كان موجودا قبل أن يكتب على الذين آمنوا صيامه، والأشهر الحرم كانت موجودة ولم يغير القرءان شيئا من وضعيتها، والتقويم العربي كان يستعمله العرب على اختلاف عقائدهم، فقد كان موجودا قبل البعثة المحمدية، لكل ذلك لا يجوز لأحد أن ينظر إليه من حيث دينه أو مذهبه، والآثار تشير إلى أنه كان موازيا للتقويم العبري وأن المواسم كانت متناظرة، فعاشوراء هو عاشوراء، وتاسوعاء هو تاسوعاء.
*****
ردود:

- ربما لم يفرض مروان بن الحكم شيئا، يكفي -أثناء الفتنة الثانية الطويلة- اختفاء السلطة المركزية التي كانت مسئولة عن إجراء التصحيح ومجموعة العادين المشار إليهم في القرءان الكريم، ولم يكن الأمويون معنيين أبدًا بأمور الدين، فمن بنوا قبة على صخرة لتكون بديلا عن الكعبة ومن هدموا الكعبة مرتين لن يهمهم أمر تصحيح التقويم.
- عملية ضبط التقويم عند العرب كانت مهمة مقدسة يُعهد بها إلى مجلس مسؤول، وكان ذلك منوطا بطائفة العادين أو النسأة أو القلامسة، وكان العرب في العصر الجاهلي شديدي الاحترام لتقاليدهم، فلم تكن هناك قبيلة تنازع الأخرى في مهامها، فكان كل ما يتعلق بالحجيج مثلا منوطا ببطون قريش، وكان التقويم منوطا بطائفة من قبيلة أخرى، ومن بعد ظهور الإسلام كان لابد من سلطة مركزية موحدة لضبط التقويم وإلزام الناس به، ولذلك كان من الطبيعي بعد اندثار هذه الطائفة وتمزق الأمة وانخراطها في صراع دموي مهلك واختفاء السلطة المركزية لفترتين طويلتين أن يندثر التقويم مثلما اندثر ما هو أهم منه، ومما اندثر أكثر سيرة الرسول وخطبه الجامعة وأقواله وسيَر بعض أكابر حوارييه.
- الأصل في التقويم أن يكون لمساعدة الناس على التعايش مع ظروفهم المناخية والبيئية، تذكروا أنه في العصور القديمة لم تتوفر لهم وسائل الاتصال والإعلام الحديثة، لذلك يجب أن تكون رحلاتهم التجارية ومهرجاناتهم ومواسمهم الثقافية والتجارية ومنها الحج في نفس الظروف المناخية، فلا يمكن عمل مهرجان كبير وشامل في الحر القاتل في الأزمنة القديمة في مناخ الحجاز.
- ترتَّب على التقويم المختل (أو اللاتقويم) انهيار الحياة البيئية التي كانت مستقرة في العهد الجاهلي، فاندثرت رحلتا الشتاء والصيف المذكورتان في القرءان، وشاع الصيد الجائر في الأشهر التي يحرم فيها الصيد، وكان التحريم لإتاحة الفرصة للحيوانات والطيور لتتكاثر، وأصبحت بلاد العرب صحراء جرداء، وأصبح سكان الحجاز يعيشون على معونات المحسنين من العواصم الإسلامية الكبرى، ثم اشتغل الأعراب بالسطو على الحجيج ونهب قوافلهم أو هاجروا إلى البلاد الأخرى مثل هجرة بني هلال إلى مصر ومنها إلى تونس حيث قضوا على الأخضر واليابس!
- التقويم كان قبل البعثة النبوية وكان قبل فرض العبادات، لذلك فلا مجال للقول بأن التقويم العربي يسمح لرمضان بالدوران في الفصول كلها!!!!!! أو للقول إن الهدف هو اختبار قدرة المسلم على الصيام في كل الظروف المناخية.
- أما من يقول إن هذا التقويم يسمح للصلاة بألا تنقطع في أي وقت على الكرة الأرضية فهو ربما لا يدري أن تحديد مواقيت الصلاة يعتمد على الدورة الشمسية وليس القمرية!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!
- طبقا للتقويم السليم يجب أن يأتي رمضان في الخريف (في نصف الكرة الشمالي) فيكون عدد ساعات الصوم حوالي 12 ساعة تقريبا، وفي اصطلاح العرب يأتي بعد القيظ فصلا الربيع الثاني (الأول) وهما رمضان وشوال.
- الأدلة المقدمة في هذا البحث صراحة أو ضمنا هي أقوى أدلة يمكن أن يستند إليها أمر كهذا، وهي لا تقل في القوة إن لم تتفوق على أدلة أكثر الأمور الدينية الأخرى، إنها أدلة من القرءان الكريم وكليات الدين ومقاصده وسماته والمنطق والعقل والعلم والتاريخ البشري وأسماء الأشهر ومعانيها اللغوية الصحيحة وعادات العرب وظروف المناخ ومجرد اسم التقويم ومعناه كأمر اخترعه الإنسان ليتمكن من ضبط أموره الحياتية! ولا يجوز لمن يأخذ دينه من مرويات ظنية ويتعبد بالظن الغالب أن ينطق بكلمة في هذا الأمر أصلا.
- أما اللاتقويم المتبع الآن فكل ما سبق يقوضه ويكشفه ويجتثه من جذوره ولا يترك له أدنى حجية، وليس عليه من دليل إلا أن الناس ألفوا عليه آباءهم!!
- هناك أيضًا الدليل الكلي الشامل المنبعث من الاطلاع على الموضوع ككل واحد، ومقارنة ذلك بما تقدمه النظرية المضادة من دليل مماثل.
هناك أيضًا النفع الحقيقي، ولقد اعتمد الله تعالى نفع الناس كمقصد ودليل على استحقاق البقاء، ولا يوجد أي نفع للاتقويم المستعمل، لذلك يُضطر الناس إلى استعمال غيره معه.
*****

صورة رمزية إفتراضية للعضو كرسي الملكة
كرسي الملكة
عضو
°°°
افتراضي رد: هل رمضان الحقيقي في سبتمبر من كل عام؟
ماذا يمكن أن يفعل المسلم بخصوص التقويم وما يترتب عليه من أمور مثل تحديد شهر رمضان وأشهر الحج؟
إلى أن يتم تصحيح التقويم فلا حرج من الالتزام بما عليه الناس: لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا، لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا، مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ، وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ، ومراعاة وحدة الأمة هي على درجة عالية من الأهمية، فركن وحدة الأمة هو أول الأركان الملزمة لجماعة المسلمين، أما المسلم الذي يعيش منفردا في بلد بعيد مثلا وكان على علم بذلك الأمر فعليه أن يلتزم بما هو حق.
فالمسلم الذي يعيش في دولة محسوبة على الإسلام لا يجوز له أن يخالف الجماعة، يجب الصيام مع الناس، فوحدة الأمة ركن ديني ملزم، وأكثر الناس كما يقول القرءان الكريم لا يعلمون ولا يفقهون ولا يؤمنون ولا يتبعون إلا الظن وهم للحق كارهون، وهم لا يَسْمَعُونَ ولا يَعْقِلُونَ وإِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا، ويجب التعايش مع هذه الحقيقة، فلا يجوز التسبب في فتن جديدة، وكفى ما هو موجود منها! أما المسلمون الذين يعيشون فرادى أو في دول قريبة من الدائرة القطبية فيمكنهم العمل بالتوقيت السليم، وهو في غاية السهولة؛ رمضان هو الشهر العربي الذي يأتي هلاله في سبتمبر!

صورة رمزية إفتراضية للعضو كرسي الملكة
كرسي الملكة
عضو
°°°
افتراضي رد: هل رمضان الحقيقي في سبتمبر من كل عام؟
ردود:
- قولك "متى اتفق القاصي والداني على مستوي الكرة الارضية بكافة مذاهبهم الفكرية على موعد محدد للصيام والحج خلال فترة قصيرة لا تتعدي 1400 عام دون ان يسجل لنا التاريخ واقعة اعتراض واحده من اي مسلم او غير مسلم" يدل للأسف على أنك لم تفقه البحث، الانحراف حدث إما بعد 40 هـ أو حوالي 64 هـ عندما كان الإسلام مركزا في العرب والأعراب، وفيما بعد حدثت محاولات لتصحيح التقويم عندما تبين الخطأ لم يكتب لها النجاح، وليست المشكلة متى حدث الخطأ بالضبط، ولكن المشكلة هي وجوده!
- هذا بالإضافة إلى أن موضوع التقويم ليس مجرد موضوع ديني ككيفية الصلاة أو الصوم، هو موضوع تاريخي علمي.
- مروية الغدير مضمونها صحيح، ولكن لا أحد يدري صحة ما روي معها من تفاصيل، وكون اليوم كان حارا رغم أنه من المفترض أنه في أواخر الخريف أو أوائل الشتاء فحتى إن صحّ فهو لا يدل على أي شيء، فيمكن أن تأتي موجات حارة في أي فصل من السنة لأي سبب من الأسباب.
- يلزم التأكيد على أن موضوع التقويم هو بالأصالة موضوع علمي تاريخي منطقي قبل أن يكون موضوعا دينيا، فرمضان مثلا كان موجودا قبل أن يكتب عليهم صيامه، والأشهر الحرام كانت موجودة ولم يغير القرءان شيئا من وضعيتها، والتقويم العربي كان يستعمله العرب على اختلاف عقائدهم، فقد كان موجودا قبل البعثة المحمدية، ولم يغير فيه الإسلام شيئا، لكل ذلك لا يجوز لأحد أن ينظر إليه من حيث دينه أو مذهبه، والآثار تشير إلى أنه كان موازيا للتقويم العبري وأن المواسم كانت متناظرة، فعاشوراء هو عاشوراء، وتاسوعاء هو تاسوعاء، والتقويم العبري هو شمسي قمري كما هو معلوم.
- البحث منشور على مستوى العالم، وقرأه الآلاف، ولم يستطع أحد أن يرد أي رد منطقي عليه، وأنت أثرت نقطة التواتر وتم دحضها، ولكن أخذتك العزة بالإثم فأخذت تهذي وتهرف بما لا تعرف، وتريد أن تقلب الأمر إلى مهاترات شخصية وأخذت تتحدث عما تسميه بالمنتديات الحقيقية السلفية والأشعرية وغيرها من المذاهب العقائدية، ما دخل العقائد في هذا المجال؟ هل عرض سيدك د. شحرور آراءه على هذه الجهات؟؟ اذهب أنت إليهم فلم تعد جديرا بصداقتنا! أما هذا البحث فقد أخذ الكثيرون بنتائجه بالفعل، وسيظهر بقوة ما فيه من الحق، وعندها لن يملك أمثالك من عبيد ما ألفوا عليه آباءهم إلا أن ينفجروا غيظا وكمدا!
- عدة الشهور هي فعلا 12 شهرا، وإضافة أيام للتصحيح يُطلق عليها شهر على سبيل الاختصار لا تغير شيئا من هذه الحقيقة، وهذه هي طريقة من طريقتين يمكن استعمالهما للتصحيح أو بالأحرى للتقويم، وهي الأسلم حيث توفي بشرط أن تبقى الأهلة هي الوسيلة لتحديد بدايات الشهور كما نصَّ على ذلك القرءان.
- كل الشعوب العريقة في الحضارة (مصريون، عبريون، سريان، رومان...) والتي استحدثت لأنفسها حسابات خاصة بالزمن جعلت عدة الشهور بالفعل 12 شهرا، وكلها أدركت مع ذلك أيضا أنه لابد من تقويم هذه الحسابات ليستمر لها معنى وتؤدي وظائفها بالنسبة لهم، فكل شعب تعلم أن يضيف وحدات زمنية معينة لكيلا تختل الفصول التي لابد لهم من معرفتها، ومعرفة الفصول المناخية للتوافق معها هي وظيفة التقويم الأساسية التي دفعت الشعوب إلى استحداث التقويم أصلا.

صورة رمزية إفتراضية للعضو كرسي الملكة
كرسي الملكة
عضو
°°°
افتراضي رد: هل رمضان الحقيقي في سبتمبر من كل عام؟
هاجمني أحد المجتهدين الجدد بسبب موضوع التقويم، التقيته ذات مرة، فتساءل أحد المسلمين المقيمين في النرويج عن موضوع الصيام وتوقيتاته، فتطرق الكلام إلى موضوع التقويم، فشرحته بكل بساطة، فصرخ هذا المجتهد وأقر بأنه لم يفهمه إلا من بعد أن سمع عبارة معينة من كلامي، وبالطبع كان عليه أن يعتذر عن موقفه السابق، ولكنه لم يفعل، وقد أفهمته أن موضوع التقويم لا يعد بالنسبة لاكتشافاتي الأخرى إنجازا كبيرا، بل ربما كان أسهلها، والمجهود والوقت اللذان بُذلا لإعداد بحث التقويم أقل بكثير من الوقت الذي استغرقه شرحه للناس والرد على اعتراضاتهم غير الموضوعية.
وكثيرون ممن بادروا بالهجوم عندما تلقوا الصدمة الأولى ينادون الآن بضرورة الأخذ بهذا البحث وتصحيح التقويم!
ملحوظة: ولم أقم بهذا البحث إلا مضطرا لم يستغرق إعداده إلا بضع سويعات!! وقد آثرت ألا أحذف شيئا من المقالة الأصلية، بل أن أضيف عليها ما يستجد من تعليقات.
وموضوع التقويم -مثله مثل سائر أبحاثنا- لم ينتج عن أية مطالعات مطولة في المراجع أو الكتب أو التاريخ أو الجغرافيا!! والحجج المقدمة هنا قوية وكافية تماما، ولكن بعض الناس يريدون أدلة تراثية صارخة؛ بمعنى أن يجدوا مثلا وثائق مكتوبة تبين كل شيء بخصوصه وموقعا عليها ممن تسببوا في هذا الخطأ الفادح!!!! وسدنة مذاهب هؤلاء يعلمون ولكنهم هم يجهلون أن جلّ دينهم مأخوذ من مرويات ظنية!!! وأنه لا توجد أية وثيقة تتضمن المرويات التي بنوا عليها دينهم!!!!
ومع ذلك نحن على ثقة من أن الأدلة التراثية لإثبات نتائج بحثنا ستتوالى.
والصفوة من المسلمين قد سجلوا على مدى التاريخ أنهم كانوا يرون ليلة القدر في غير رمضان الرسمي! فليلة القدر الحقيقية تأتي في رمضان الحقيقي، ومناخها ثابت.
وذكر ذلك أيضا الشيخ محيي الدين وكذلك الشيخ عبد الوهاب الشعراني حتى قال إنه يبدو أن هناك ليلتي قدر، وأن واحدة منها تدور في السنة (الهجرية طبعا)، ولا يجوز الاستهانة بمثل هذه الشواهد.


مواقع النشر (المفضلة)
هل رمضان الحقيقي في سبتمبر من كل عام؟

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
الانتقال السريع
المواضيع المتشابهه
الموضوع
سبتمبر ...هل هو شهر مرعب على الحوت؟
اين هدايا رمضان يا اهل الكرم وهل هناك اسرار خاصه باول رمضان
أول رمضان الأربعاء أو الخميس 12، 13 سبتمبر
كيف رايتم هلال رمضان و كيف يكون السبت اول رمضان (مهزلة )

الساعة الآن 08:37 PM.