المشاركات الجديدة
المقالات والمواضيع والمنقولات المترجمة : هذه الساحة تعنى بنشر المقالات والمواضيع التنجيمية والفلكية المترجمة إلى العربية من اللغات الأخرى

نظرية العناصر الأربع

افتراضي نظرية العناصر الأربع
يرجع أصل نظرية العناصر الأربع إلى العهد اليوناني. يُعتبر الفيلسوف إمبيدوقليس (490 / 430 ق.م) أوّل من تصوّر الكون مركَّبا من عناصر أربعة أساسية: التراب، الماء، الهواء و النار. كلُّ شيء مركَّب من هذه العناصر الأولية، لوحدها أو مشتركة، بكمِّية قليلة أو كبيرة. هذه النظرية ترتكز على أدلَّة فلسفية و لا ترتكز بأيِّ حال على أدلّةٍ تجريبية، فاليونان لم يكونوا يُفرِّقون بين الفلسفة و العلم كما نفرِّق نحن.
هذه العناصر تتحوَّل بفعل قوتَي التَّحاب و التّضاد. ففي حالة المحبة المطلقة، تُشكِّل هذه العناصر وحدةً متجانسة، أمَّا التّضاد فيفرقهم. و عندما تدخل هاتين القوَّتين في صراع، فإنّ امتزاج هذه العناصر ينتج عنه الأشياء المادِّية.

لكن الفيلسوف ديمقريطس (460/ 370 ق.م)، لم يتَّفق مع نظرية إمبيدوقليس، إذ رأى أنَّ الكون ليس مركبّا من عناصر أربع إنَّما من ذرَّاتٍ، يعني من قطعٍ دقيقة خالدةٍ و غير قابلة للتجزُّئ.

إن نظرية العناصر الأربع هي التي تمّ اعتمادها، إذ تبنَّاها أفلاطون (428/348 ق.م)، و أرسطو (384/322 ق.م) الذي يُعتَبر أكبر مفكري عصره.

لقد ربط أفلاطون كلَّ عنصر بأشكال هندسية متصلّة فيما بينها بعددٍ من المثلَّثات. لكن إضافةَ أرسطو تُعتبر حاسمةً إذ أدخل مفهوم الطباع على نظرية العناصر. ذهب أرسطو إلى أنه ثمة أربع طباع أساسية: إثنان فاعلان (البرودة و الحرارة)، و إثنان منفعلان (اليبوسة و الرطوبة). إنّ مزج طبع فاعل و طبع منفعل على مادّة موحَّدة يؤدِّي إلى ظهور واحد من العناصر الأربع. و هكذا، فإنَّ الأرض باردةٌ يابسة، الماء باردٌ رطب، الهواء حار رطب و النار حار يابس.


العناصر الأربع 1241820368_1.BMP



بالإضافة إلى هذه الطباع الأربع الأساسية، يوجد طبائع أخرى ثانوية و تابعة كالدقيق و السميك، الخفيف و الثقيل، الحلو و المر...

من جهةٍ أخرى، إنّ ظهور هذه العناصر إنطلاقا من تفاعل الطباع يخلقُ دينامية في هذه العناصر. فالعناصر التي لها طباع أساسية مشتركة تستطيع أن تتحوّل فيما بينها. فالنار يستطيع أن يتحوّل بتغيير إحدى طبعيه إمّا إلى هواء أو إلى تراب، التراب يستطيع التحول إما إلى نار أو ماء، الماء تتحول إما إلى أرض أو هواء و الهواء إلى ماء أو نار.


العناصر الأربع 1241820546_2.bmp


و أخيرا، فإن هذه العناصر تتفرع إلى أنواع حسب كمية المساهمة في الأشياء و الإختلاط. فالنار مثلا تنقسم إلى أنواع ثلاثة: الشعلة المحرقة و النور و بقايا الشعلة المحروقة.

لماذا تبنّى الغرب في القرون الوسطى نظرية العناصر و لم يتبنّى النظرية الذرية؟
ذلك لأن الحروب الصليبية نقلت للغرب المعارف العربية، و العرب احتفظوا أساسا بفكر أرسطو، أمّا فكر ديمقريطس فلم يُنقل، و حتى اليوم، ما نعرفه عن فكر هذا الفيلسوف ليس كثيرا إلاّ ما ذكره غيره عنه و خاصة أرسطو.



تطبيقات هذه النظرية على مختلف العلوم في القرون الوسطى.


أ) علم الكون:

الكون إذن مركب من عناصر أربع: التراب، الماء، الهواء و النار. كلُّ واحد من هذه العناصر له مكانه الخاص في الطبيعة، و يُمكنه أيضا أن يوجد في مكانٍ غير مكانه الأصلي.
الأمكنة الطبيعية للعناصر مرتَّبة في فضاأت دائرية. في مركز الكون نجد فضاء التراب، يليه فضاء الماء ثم فضاء الهواء و أخيرا فضاء النار. بين الهواء و النار توجد فضاأت الكواكب السبعة: القمر، عطارد، الزهرة، الشمس، المريخ، المشتري و زحل، و بعدها نجد فضاء النجوم الثابتة، و فوق فضاء النار يوجد الله محرك الكون.


العناصر الأربع 1241820731_3.bmp

أحيانا، يضاف عنصر خامس إلى هذه العناصر، لكنه عنصر مبهمٌ، إنه عنصر الأثير الذي إن صحّ التعبير، يسبح الكون فيه. في هذه الحالة، يقع فضاء الأثير بين فضاءي الهواء و النار، أو فوق النار. لكن في أغلب الأحيان يتم إلحاق هذا العنصر الإضافي بالهواء أو بالنار.

عندما لا تكون هذه العناصر في مكانها الأصلي، فإنها تحاول الرجوع إليه، و هكذا يُمكن أن نفسِّر الظواهر التي نعتها القدماء بالظواهر المناخية (هذا المصطلح له مفهوم أوسع من المفهوم الذي نعرفه اليوم): فالمطر هو الماء الموجود في فضاء السماء و الذي يبحث عن النزول إلى مكانه الأصلي، المذنبات هي نار في فضاء السماء و تسعى للصعود إلى مكانها الأصلي...


ب) الكيمياء القديمة و نظرية المبادئ:

إن نظرية العناصر و الطباع تعتبر أساس الكيمياء القديمة، و بها تمَّ تفسير مكونات المادّة. لقد كان هدف الكيمياء القديمة هو فهم و إعادة إنتاج تركيبة المادة. و لكن نظرية العناصر لم تكن قادرة على استيعاب تنوُّع المادة، فتم إقحام عنصر الأثير. لكن جديد الكمياء القديمة في هذا المجال كان إضافة نظرية جديدة على نظرية العناصر و الطباع، و يتعلق الأمر بنظرية المبادئ. و يرجع الفضل في ذلك إلى الكيميائيين العرب خاصة ابن سينا، جابر و ابن رشد. عدد هذه المبادئ إثنين: الزئبق (كلّ منفعل، بارد و ليِّن) و هو مبدأ مؤنث، ثم الكبريت (كل فاعل، حار و صلب)، و هو مبدأ مذكر. في القرن الخامس عشر تمَّت إضافة عنصر ثالث بشكل نهائي مع براكلس (1493/1541): الملح، الذي يسمح بجمع الكبريت و الزئبق و ضمان نتيجة متجانسة،و هو عنصر حي.


ث) التنجيم.

التنجيم هو الآخر، و حتّى اليوم، يستعين بنظرية العناصر. كل عنصر من العناصر تصنَّف تحته ثلاثة أبراج: فأبراج النارِ الحملُ و الأسد و القوس، و أبراج الماءِ السرطانُ و العقرب و الحوت، و أبراج الهواءِ الجوزاءُ و الميزان و الدلو، و أبراج الترابِ الثورُ و العذراء و الجديُ.
التنجيم يحدّد أيضا تأثير هذه العناصر على تصرّف الأفراد. فعنصر النار يُناسبه الحركة و الحيوية، و عنصر الماء يناسبه الحساسية و العاطفية، و عنصر الهواء يناسبه التفكير ثم عنصر الأرض يناسبه المادّية.



ج) الطب و نظرية الأخلاط.

لقد ورثَ طب القرون الوسطى المبادئ الطبية اليونانية التي أسّسها أبقراط (460/370 ق.م) و جالينوس (131/201). لقد أضاف أبقراط لنظرية العناصر نظرية الأخلاط، ثم أتمّ هيكلتها جالينوس من بعده.
قام أطباء القرون الوسطى باستعارة المفهوم اليوناني القديم الذي يجعل مناسبةً بين الكون الكبير و الكون الصغير: إن جسم الإنسان ما هو إلا إنعكاس مصغَّر للكون. إن فيزيولوجيا الإنسان يتحكم فيها الشكل العضوي للأخلاط. كل واحد من الأخلاط يُسيطر عليه زوج من الطباع: الصفراء حارة يابسة مثل النار، السوداء باردة يابسة مثل التراب، البلغم بارد رطب مثل الماء و الدم، الذي يحتوي على بعض من الأخلاط الأخرى، حار رطب مثل الهواء.



العناصر الأربع 1241820872_5.bmp

كما أن الكون يختلّ عندما لا تكون العناصر متوازنة، فإن جسم الإنسان أيضا يعتلّ عندما يطغى أحد الأخلاط. فالصحة و السقم يرتبطان إذن بتوازن الأخلاط و بنوعيتها.
إذا تفاقم الإختلال، ينتج عن ذلك الأمراض الحارة أو اليابسة أو الرطبة أو الجافة، و لمعالجتها يتم وصف دواء يُعيد توازن الأخلاط: فإذا كان المرض باردا رطبا مثلا، تتم معالجته بدواء حار جاف.



ترجمته بتصرف و اختصار، و لمن أراد أن يقرأ الموضوع كاملا بالفرنسية فهو على هذا الرابط



العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط..
غير مبريء الذمه نقل الموضوع أو مضمونه بدون ذكر المصدر: منتديات الشامل لعلوم الفلك والتنجيم - من قسم: المقالات والمواضيع والمنقولات المترجمة


...
....
صورة رمزية إفتراضية للعضو baidoon
baidoon
شيخ
°°°
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم

أخى الحبيب الأستاذ عادل جزاكم الله كل خير ووفقكم الى مافيه رضاه وشكرا على ما كتبت فنظرية

العناصر الأربعه نراها اساس فى علوم الأقدمين واهمالها عند دراسة علومهم يؤدى الى التخبط وعدم

فهم هذه العلوم فنرى تواجدها فى الطب والكيمياء والصيدله والفلك والتنجيم والرمل والحرف والروحانى

والفلسفه حيث تتناول الكون والأنسان من حيث التكوين والتسلسل فى بنائه وفقا لتصورهم وكيفية

التأثير والأنفعال فى المخلوقات فهى عندهم أرواح أربعه تتجسد فى صور ماديه كما نراها منفردة فى

الطبيعه وهى فى اندماجاتها تكون خاضعة لأوامر تأتيها من السماء لتكوين الكائنات وتوازنها فى الأجساد

دليل الصحه والحيويه وعدم التوازن دليل المرض والتحلل

صورة رمزية إفتراضية للعضو kenanr
kenanr
عضو
°°°
افتراضي
يارك الله بك أخي العزيز ............موضوع جميل فعلا.............

الصورة الرمزية الرحيلي
الرحيلي
عضو
°°°
افتراضي
صدقت ياخي بارك الله فيك

صورة رمزية إفتراضية للعضو الرحال المقيم
الرحال المقيم
شاملي جديد
°°°
افتراضي
بعد أن ظلت الابعاد الثلاثة لوحدها الاف السنين تسيطر تماما على حزمة ادوات التفسير الحسي والمعرفي لكل ما يحيط بنا من مادة وتعتقل كل موجودات الكون ضمن حدودها تفاسيرها المثلثة...جاء لنا السيد انشتاين بالبعد الرابع ( الزمكان ) ليضيف مفهوم النسبية وهمّا آخر للعقل البشري (يعني احنا ناقصين) الذي تعود على مفهوم المطلق في تحليله لكل الاشياء التي تحيط به

اليوم في الفيزياء .. النظريات الخيطية في محاولاتها الجمع بين قوة ( الجاذبية + الكهرومغناطيسية + القوة النووية الضعيفة + القوة النووية القوية )تتفاوت في تفسيرها للكون بعضها يذهب الى 24 بعدا وادناها 11 عشر بعدا

من الناحية العلمية لا أرى نظرية العناصر الاربعة ذات قيمة سوى في بعدها الثراثي الفلكلوري ...

تحياتي

صورة رمزية إفتراضية للعضو adel67
adel67
عضو
°°°
افتراضي
الشكر موصول لجميع الإخوة على الإهتمام و التعقيب.

و القصد من اختيار هذا الموضوع بالذات هو تبيان عدة أمور:

1) أنّ نظرية العناصر هي أساس العلوم الروحانية، و أنّ أصلها إنساني اجتهادي يوناني، فكيف نجعل للروحانيات أصولا ربّانية!

2) أنّ الروحانيات العربية من بين مصادرها المعارفُ اليونانية، و إن شاء الله تعالى نقوم بجرد المصادر الحضارية الأخرى التي استقت منها الروحانيات العربية المفاهيم و الأدوات.

3) أن الروحانيات العربية أصولية سلفية. و هنا كنتُ سأُفرد موضوعا خاصا في تبيان هذه الخاصية بعد ما تكلَّمنا عن ميزة (الخاص له خواص). لكن ما يهمنا هنا هو النظرية العلمية القديمة التي لا تزال تطغى على العقل الروحاني و التنجيمي.

فإننا لا نلوم البوني أبدا، فالبوني انسجم مع عصره و تبنّى النظرية العلمية السائدة في عصره و أدخلها في حروفه و أوفاقه. أمّا اليوم و قد ظهرت النظريات الجديدة التي ذكرها الأخ الرحال المقيم التي تفسر الكون و الإنسان، نستغرب التمسّك بنظرية ما قبل الميلاد.

و هنا نتسائل: هل الروحانيات جامدة لا تتغَّير، أم أنّ الروحاني هو من لا يقبل التّغيير (سلفي أصولي)؟ أم أن الروحاني لم يستطع أقلمة العلم الروحاني و مواكبته مع روح العصر؟

فما يزال الروحاني يشتمُّ نفس البخور و يكتب بنفس المداد و يترصد نفس الرصد الجوي و يدعو بنفس الدعوات و يُناجي نفس المسمَّيات، و الأهم من ذلك كله يتبنّى نفس النظرية التي قال بها أبقراط الحكيم.

ثمَّ يا ترى ماذا لو تبنّى اليونان و من بعدهم نظرية الذرة؟ هل كانت ستحقق ما حققته نظرية العناصر الأربع روحانيا؟


من جهة أخرى، نستغرب كيف لا زالت هذه النظرية معتمدة عند الروحانيين و تحقق نتائج: من علاج و تسخيرات و اخراج كنوز...

صورة رمزية إفتراضية للعضو hakeem
hakeem
عضو
°°°
افتراضي
في البداية أتوجه بوافر الشكر للأخ الأستاذ عادل على هذا الموضوع القيم, وأتمنى أن تتسع رحابة صدره لهذه المداخلة البسيطة:
" تنص نظرية العناصر الأربعة, كما ناقشها الأستاذ الفاضل عادل على أن للوجود أصلا من أربع عناصر: التراب والماء والهواء والنار، وأن هذه العناصر هي مبادئ مادية أوليّة لكل الموجودات في الكون، وأن هذه العناصر متساوية فيما بينها، ، وأن الأشياء وكيفياتها تحدث بانضمام هذه العناصر أو انفصالها بمقادير مختلفة، بقوة مبدأين هما: المحبة والكراهية. ربما أخذ العرب هذه النظرية عن اليونانين , لكن هذا لا ينفى أن أصول هذه النظرية تعود لحقبة أقدم من الحضارة اليونانية.
في إعتقادي أن هذه النظرية هي صياغة (تصورية) مبسطة لأهم مجالات الطاقة ,أو بمعنى أدق تحولات الطاقة والأطوار التي تمر بها الطاقة , فلطالما بحث الإنسان القديم في هذا العالم , ولطالما حاول إستكشاف نظام دوراته الطبيعية، بما فيها مدارات الكواكب، و تحولات المد والجزر، و التغيرات الكهرومغنطيسية, ونتج عن بحثه الحثيث هذا توصيف لأهم الميزات والوظائف الديناميكية داخل العالم الطبيعي , فالطاقة في مرحلة التوسع المطلق تأخذ اتجاه أفقي يشبه الماء , يتبع هذا التوسع المطلق عند تزايده طاقة الدفع والارتفاع نحو الأعلى بشكل يشبه الهواء , ويتبع هذا التوسع نحو الأعلى توسع آخر في جميع الاتجاهات يشبه النار , ثم تبدأ الطاقة هنا بالانحسار وبالتحول من التمدد إلى التقلص , فتتصلب وتتباطأ بشكل يشبه التراب والأرض.وهكذا تم توصيف وقياس طاقات الأشياء وفقاٌ لمجموعة من الخصائص, وصل عددها في بعض الفلسفات الشرقية لعشرين خاصية ، مثل حار أو بارد أو رطب أو جاف أو ثقيل وخفيف.
ولقد أدرك الإنسان القديم أيضا , أن كل العناصر تتفاعل فيما بينها في الكون لتخلق إما قوة داعمة أو قوة هدّامة. بمعنى أن بعضها يُغذّي بعضها الآخر (داعم) وبعضها يُلغي أو يسيطر على البعض الآخر. وهذا الفهم قاده إلى إبتكار فنون من شأنها التحكم في الطاقة وتطويعها , إعتمادا على لغة الأشكال و الألوان والحركة ، والصوت وكيفية تأثيرها على المجالات المحيطة بنا .....

هذا وللحديث بقية إن شاء الله...

صورة رمزية إفتراضية للعضو adel67
adel67
عضو
°°°
افتراضي
مرحبا بالأستاذ حكيم، و شكرا على التفاعل الطيب و المفيد، ثم المعذرة على التأخر في الرد، فالمنتدى في أغلب الأحيان يتعذر الدخول إليه أو يصعب تصفحه.

و ثق أن الصدر رحب لكل مداخلة بناءة تصحّح المعلومة و تنقد الرأي و تقترح رأيا آخر، فنحن هنا يصحح بعضنا لبعض و يكمّل بعضنا بعضا، و لم يكتمل العلم لأي أحد بعد الله تعالى.

أمّا ما ذكرتموه عن قدم نظرية العناصر، فهذا ما لا يشكّ فيه أحد، و الموضوع ترجمته و احترمت ما جاء فيه، ثم لم يكن القصد منه التتبع التاريخي لهذه النظرية، إنما كان تبيان ارتكاز العلوم الغريبة عليها و هي قديمة لم تعد صالحة لتفسير الكون و الإنسان. و الحقُّ معك إذ ذكرتَ أنها تعود لحضارات سابقة للحضارة اليونانية، و هذه النقطة من فضول العلم المفيد الذي يجب أن نبحث فيه، فمن غير شك سنصل لتفسير الرمز الأوَلي الذي بني عليه التنجيم و الروحانيات.
و وقفتُ على من يُرجع العناصر الأربع في التنجيم للبابليين، إذ ربّعوا العناصر وفقا لإتجاهات جغرافية أربع، و هذا يلزمه تحقيق، لكن الشيء الثابت هو أن الصين سبقوا اليونان إلى هذا المفهوم بالعناصر الخمسة: النار، التراب، الماء، المعدن و الخشب. فلم يضعوا في عناصرهم عنصر الهواء مع أنه ضروري للحياة. و ربَّما توجد تصنيفات أخرى للعناصر في حضارات أخرى. و لا يمكننا بتاتا أن نقول بأصلحية تصنيف و نفضله على الآخر، فالمنطق الداخلي لهذه النظريات متشابه.

أمَّا التفسير الذي وضعتموه لهذه النظرية فمهم، لكن أخاف أن يكون توفيقيا، فلا ننسى أنّ النظرية قديمة، و من ثمّ يلزم وضعها في سياقها الأوّل و تتبع تطور ذلك السياق دون أن نثقل كاهلها بمفاهيم عصرية قد لا تتحمّلها الفكرة الأولى، فنقع في التعسّف الذي يقع فيه أحيانا أصحاب الإعجاز العلمي في القرآن الكريم.

فواصل أخي حكيم، فالموضوع مهم و يستحق المتابعة إذ عليه مدار التنجيم و أغلب فروع الروحانيات.

شكرا لك من جديد على التفاعل و المتابعة الطيبة.

صورة رمزية إفتراضية للعضو hakeem
hakeem
عضو
°°°
افتراضي
العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط..


أمَّا التفسير الذي وضعتموه لهذه النظرية فمهم، لكن أخاف أن يكون توفيقيا، فلا ننسى أنّ النظرية قديمة، و من ثمّ يلزم وضعها في سياقها الأوّل و تتبع تطور ذلك السياق دون أن نثقل كاهلها بمفاهيم عصرية قد لا تتحمّلها الفكرة الأولى، فنقع في التعسّف الذي يقع فيه أحيانا أصحاب الإعجاز العلمي في القرآن الكريم.
ليس رأي رأيا توفيقيا, لكن المتتبع لهذه النظرية في نسختها ( الصينية مثلا), يرى أن هذه المبادئ الخمسة : النار، التراب (الأرض) ، الماء، المعدن و الخشب, وما يقره الحكماء من أوصاف لهذه المبادئ لا يتفق ومفهوم "العنصر" التقليدي ,و إقرأ معي بعض هذه الأوصاف:

الخشب: يمثل الطاقة القوية المتحركة التي تمنح البذرة الصغيرة القدرة على الإنتعاش والتحول لشجرة عميقة الجذور.بينما التراب: يمثل قوى التوازن الثابتة التي تحفظنا على سطح الأرض وتمنحنا التمركز والاستقرار مع الذات.أما المعدن: فهو طاقة قوية ,أساسية تمنح العالم شكله وبنيته.
فهذه أوصاف لا تتفق ومفهوم "العنصر" التقليدي ولكنها أوصاف تتعلق ب (حالة المادة وأ طوارها) و هذا يأتي منسجما مع الفلسفة الصينية , والتي ترتكز على مبدأ الطاقة (Chi) في قطبيها "الين واليانج" وحركتها وتأثيرها على كل شيء في الكون, وهو مبدأ باتت تؤكده اليوم الفيزياء الكمية.
أيضا عمد الشرقيون للتعامل مع هذه المبادئ بتعزيزها أو الحد منها ومن تأثيراتها عبر منظومة من التعليمات التي يشرحها فن الفاستو (الهندي) أو فن الفونج شو (الصيني) أو غيرها من النسخ الشرقية , وهدف هذه الفنون هو صنع تعديلات ايجابية وخلق انسيابية لتدفق الطاقة عبر التوظيف المتقن للألوان, والمواد الطبيعية والأثاث والرموز ,وإضافتها بشكل مدروس إلى المساحة المطلوب التأثير عليها. فلتعزيز عنصر الماء مثلا (في المسكن أو المكتب) يمكن إضافة مصدر مائي كالنوافير الصغيرة, أو تعليق صور أو لوحات لمشاهد مائية تعكس حركة المياه أو ببساطة بإضافة اللون الأزرق لتنشيط الطاقة الخاصة بهذا العنصر, والتي من شأنها أن تجتذب المزيد من الزبائن , وأن تحسن تدفق طاقات النجاح والثروة إلى (المسكن أو المكتب)
لكن هذه النظرية خضعت كغيرها من النظريات للتأطير المادي, فجردت من كل الأسباب الروحية أو الأسباب الغير منظورة, ثم ألبست ثوبا ماديا يتناسب والعقلية المادية الغربية.

الصورة الرمزية يناير
يناير
عضو
°°°
افتراضي
فعلا العناصر الاربعة بطبائعها ثابته لاتتغير باختلاف امزجتها وهى تتأثر بامزجة الانسان من حيث الطبائع فمن فهم العناصر الاربعة يقدر ينتقى من الاطعمة وامزجتها مايوازن به الطبائع الاربع ولايصاب بامراض وعندنا يعالج الناس مرضاهم بالاطعمه لان كل طعام له عنصر زايد على عناصره الاخرى فاذا نقص عند المريض عنصر يعالج بطعام فيه زيادة ذلك العنصر والعكس صحيح .

وكذلك الحروف ال 28 مقسومة على 4 العناصر ولهذا العلماء الحذاق يعالجوا المرضى بالحروف فمن وجد ان المريض عنده نقص في عنصر عولج بحرف ذلك العنصر فيشفى تماما من علته وكذلك من عنده زيادة في عنصر ما يعالج بما هو ضده .

شكرا لك عادل على هذا الموضوع القيم . بارك الله فيك .


مواقع النشر (المفضلة)
نظرية العناصر الأربع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
الانتقال السريع
المواضيع المتشابهه
الموضوع
تابع زايرجة المربع
من خواص المربع لحفظ المتاع
العناصر المفقودة في خارطتك د.وسام
مكن تعطو لى هذا المربع

الساعة الآن 01:02 AM.