المشاركات الجديدة
مكتبة المخطوطات والتراث : كنوز التراث , مخطوطات من كل علم وفن

تحقيق كتاب النتائج التجريبية عن المقدمات الفلكية

افتراضي تحقيق كتاب النتائج التجريبية عن المقدمات الفلكية
هذا الكتاب هدية لكل عشاق علم التنجيم و سأتلوه بأخر لا تقل أهمية عنه فأدعوا مع أخينا الأخ سرويتي خالد بالشفاء العاجل

****************************
****************************
كتاب النتائج التجريبية عن المقدمات الفلكية
****************************
****************************
للجناب العالي الشهابي أحمد بن
الجناب العالي أحمد بن تمرباي
الحنفي رحمه الله تعالى آمين

بسم الله الرحمن الرحيم

إعلم أرشدك الله أن معرفة الأحداث السفلية من دلائل الأشخاص العلوية تستنبط من وجوه كثيرة و طرق عديدة :
* فمنهم من يستنبط ذلك من القرانات
و من طالع الملة
و من موضع إنتهاء طالع الملة
و من موضع إنتهاء برج الدور
و من موضع إنتهاء درجة القسمة
و من طالع القران الجديد و من برجه
و هذه هي الأصول التي عليها العمدة و سماها أبو معشر البوادي الكلية
* و منهم من يستنبط ذلك من طالع تحويل السنة و هو وقت نزول الشمس و هو النير الأعظم أول دقيقة من برج الحمل
و من مكان الإجتماع و الإمتلاء الكائن قبل ذلك و من طالعه و المستولي عليه و على المكان
و على هذا عامة المنجمين

و من أراد التقصي عن معرفة الحوادث فلا غنى له عن معرفة ذلك كله
* و يحتاج أيضا بعد إقامتك الطالع بدرجه و دقائقه و كذا بقية المراكز من تصحيح مواضع الكواكب في الطول و العرض و الصعود و الهبوط في الشمال و الجنوب و السرعة و الإبطاء أعني المقام الأول و الثاني و التشريق و التغريب و التصميم و أحكام هذا كله
* ثم تنظر إن طان طالع التحويل برجا منقلبا حولت الأرباع الأربعة فإنها الأركان التي تنتقل فيها الأزمنة و تتغير فيها أمور العالم من حال إلى حال و من طبيعة إلى طبيعة
و إن كان الطالع برجا ثابتا لا تحتاج إلى تحويل الأرباع و تكتفي بطالع تحويل الحمل
و إن كان برجا مجسدا فحول الربع الخريفي و تكتفي به و بتحويل الربع الربيعي
و كذا تعمل الإجتماع الكائن قبل التحويل الربيعي إن كان إجتماعيا و الإمتلاء إن كان إمتلائيا
و كذا ( الإجتماع أو الإستقبال ) الكائن قبل الأرباع المحولة و تقيم طوالعها و مواضع كواكبها
* هذا و الأحداث تنقسم إلى أربعة أقسام :
الأول : و هو العام الشامل للجنس كالوباء و الخصب و الجذب و الأمطار و إختلاف الأهوية و ما شابه ذلك
الثاني : و هو التي تعم و تخص كالزلازل و الخسوف و الطوفانات و ما أشبهها
الثالث : و هي الأحداث التي تخص أحد أنواع الجنس كالحروب و ما أشبهها
الرابع : و هي التي تحدث في الجو و يقال لها الآثار العلوية كالنيران و الشهب و ذوات الذوائب و الأذناب و ما أشبه ذلك

و لذلك جعلنا المقصد أربعة أقسام و سميتها : بالنتائج الجزئية عن المقدمات الفلكية

****************************
****************************
القسم الأول : و هي الأمور العامة الشاملة للجنس كالوباء و الطاعون
****************************
****************************

معرفة سني الوباء
*************
* فإنه يعلم من طالع البادية أعني الإجتماع و الإمتلاء التي قبل نزول النير الأعظم الحمل
و من طالع النزول
و من قمري الموضعين
و من جزء الإجتماع و الإمتلاء الكائن قبل التحويل
و سني القرانات
فإن كان جميع ما ذكرناه سليما من النحوس دل على السلامة , و إن لم يكن كذلك دل على الوباء
* فإن كان صاحب الطالعين أو أحدهما و القمر منحوسين مع المنحسة متصل بصاحب ثامنه دل على كثرة الموت من تلك الأوباء
فإن خالف ذلك كان الوباء بلا موت مفرط
* و إن كانت هذه الأدلاء أو أكثرها متصلة بأرباب ثوامنها دل على كثرة موت الفجأة بغير أمراض
و إن إتصلت بأرباب سوادسها ترادفت الأوبئة و كثرت الأمراض و طالت أزمانها
و إن كانت سريعة السير كثرت الأمراض و لم تطل
و إن كان الناحس لهذه الأدلاء المريخ و هو في برج حار , و سيما إن كان مشرقا قويا دل على الأمراض الحارة و البرسام و ما أشبه ذلك
و إن كان الناحس زحل كانت أمراضا زحلية كالوسواس و الجنون و الفالج و الجذام و تآكل البدن و كل مرض سوداوي , و سيما إن كان بطيئا قويا في برج بارد يابس

دلالات الطواعين
************
و من السنين الدالة على الطواعين و هي التي تنتهي القسمة فيها إلى حدود عطارد و سيما إن كان ممازجا لزحل و كذلك إذا إنتهى الدور إلى بيوت عطارد و هو ممازج لزحل

معرفة سني الخصب و الرخص
*********************
* و أما سنو الخصب فهي السنون التي يكون المشتري فيها متصلا بجزء الإجتماع أو الإستقبال الكائن قبل موازاة النير الأعظم للمنقلب الربيعي
و سيما إن كان المشتري في جزء الإجتماع و الإمتلاء مراغمة ( يعني رئاسة و إستيلاءا )
* و يكون رب طالع الإجتماع أو الإستقبال مسعودا مع سلامة صاحب الرابع
* أو كان الإنتهاء من طالع الملة أو إنتقال الملة إلى مكان المشتري أو الزهرة بالجسد أو الشعاع ( طالع الملة برج الميزان و طالع قران الملة برج العقرب 13 )
* و سيما إن كان صاحب الثاني مسعدا لصاحب طالع الإجتماع أو الإستقبال أو متصلا به أو ناظرا إليه من موضع محمود
و سيما إن نظر إليه سهم السعادة فإنه يدل حينئذ على زيادة الخصب
* و إن كان المشتري في طالع الإجتماع أو الإستقبال من التحويل الشتوي أو الربع أو الشهر و له فيه مزاعمة
و إتصل صاحب الطالع به أو بالزهرة
و صاحب الرابع سليم من المنحسة
و صاحب الثاني يسعد صاحب الطالع فهي سنة خصب أو الفصل من السنة أو الفصل من الشهر
و إن كان بالضد من ذلك فبالضد

معرفة سني الغلاء
*************
* و أما سنو الجذب فهي السنة التي يكون فيها زحل مستوليا على جزء الإجتماع أو الإستقبال بالملك و الإتصال
و سيما إن كان هو رب طالع الإجتماع أو الإمتلاء أو المبتز عليه
أو كان ناحسا له
أو حل في المراكز الرئيسية أعني الأوتاد
و فسد صاحب الرابع بالنحوس و سيما بزحل
و أشد ذلك أن يكون زحل موازيا لعطارد
* فإن كان زحل في أوتاد طالع الإجتماع أو الإستقبال الكائن قبل التحويل
أو في المراكز القمرية : و هي موضع القمر عند إجتماعه بالشمس و عند إستقباله إياها و عند تربيعه الأول و الثاني لها فإن ذلك دليل على الغلاء
و كذلك إذا دفع القمر تدبيره إلى زحل في وقت إنحلاله من العقدة و كان زحل صاعدا دل على غلاء شديد
و أي النحسين كانت له المنحسة كان أصعب ذلك إذا كان الممازج له عطارد

فائدة مهمة تحفظ
************
* و إذا عرض لطالع الإجتماع أو الإمتلاء و للثاني و لسهم السعادة و لصاحبه نحوسة كان ذلك زائدا في الجدب
و ما كان من منحسة زحل في هذا الباب كان أصعب من منحسة المريخ
و كذلك سعادة المشتري في باب الخصب أقوى من سعادة الزهرة
* و إن عملت مثل ذلك في الإجتماع و الإمتلاء الذي قبل الفصل أو في كل إجتماع و إستقبال ظهر لك ما في الفصل أو الشهر من الخصب و الجذب

معرفة السعر مما يحفظ
****************
* و مما يلتحق بذلك معرفة السعر و ذلك من الكوكبين العلويين لأن الغلاء من فعل زحل و الرخص من فعل المشتري
* فمتى رأيت زحل في بعض السنين قد وقع في طالع القران أو برج القران الذي أنت فيه
أو طالع قران الملة أو برج القران
و سقط عنه المشتري فذلك علامة الغلاء
فإن إتفق أن يكون معه الذنب في برج واحد فأخبر بعزة الطعام و جوع الناس إلا أن ينظر المشتري إلى ذلك المكان
* و غير ذلك و هو أن تنظر إلى رب السنة فإن كان في آخر وتره يريد الرجوع ( أي مقيما و واقفا للرجوع )
أو كان منحطا في فلكه عن رأس أوجه ( أي في حضيضه فهو هناك سريع السير في مداره )
أو كان أسفل فلك تدويره فإن ذلك يدل على الرخص لجوهر البرج الذي هو فيه
على أن البروج الأرضية ( الترابية ) تدل على المأكولات مما ينبت من الأرض
و المائية على نبات الماء
و الناريات على الذهب و الفضة و الجواهر
و الهوائية على الرقيق و الإماء و الغنم و البقر
* و أيضا القمر إذا كان في مولد السنة أو الشهر ناقصا في النور و الحساب
أو كان يتصل بكوكب ناقص مدبر فإن ذلك يدل على رخص السعر و إتضاع الأقوات

تأمل و لا تهمل كل كوكب قوي
********************
* و كل كوكب قوي ( المراد بالقوة هنا أن يكون في الأوتاد )
و صعد في أفلاكه و في الأفق ( قوة الصعود من دري الطالع إلى درجة وسط السماء )
أعني في صورة الطالع عند مبدأ السنة و الأرباع و من إجتماع النيرين في كل شهر سواء كانت له في النصبة ( الهيئة الفلكية ) شهادة أو لم تكن فإنه يدل على غلاء السعر و إرتفاعه بما لذلك الكوكب
على أن لزحل العقاقير و كل شيء أسود
و المشتري الحنطة و الشعير و الأزر و الحبوب التي يغتذى بها و الحلاوات و القطن
و تشاركه الزهرة في جميع ذلك و هي تنفرد بالدلالة على الفضة و الحلي و العطر و الرقيق و الإماء
و المريخ يدل على الأشياء الحريفة و الحديد و السلاح
و عطارد على الذهب و الأشياء المنقوشة و المصبوغات التي ليست بمشبعة الصبغ
و القمر يشارك الزهرة
و الشمس تشارك عطارد
* و ينبغي أن تمزج الكوكب بجوهر البرج الذي هو فيه :
كما إذا كانت الشمس في الحمل تدل على الياقوت الأحمر و الذهب و الجواهر الكريمة
و تكون الزهرة فيه فتدل على الدرر و اللؤلؤ و المرجان و الصدف و ما أشبه ذلك

* و كل كوكب ضعف و إنحدر في أفلاكه و في الأفق هان ما يدل عليه

زيادة السعر و وقته
**************
* و أنظر أيضا إلى صاحب طالع السنة فإن كان في أحد الأوتاد و هو زائد في السير ( زيادة السير و هو أن يكون سير مقومه أزيد من سير وسطه - هذا في التقويمات القديمة و معناه أن يكون سير الكوكب أسرع من سيره الوسط ) دل على الزيادة في السعر في تلك السنة
* و كذلك إذا كان في الأتاد كواكب زائدة في المسير فإن كان في الطالع دل على زيادة السعر من أولها إلى ربعها
و إن كان في وسط السماء فمن ربعها إلى النصف
و إن كان في السابع فمن النصف إلى ثلاثة الأرباع
و إن كان في الرابع فمن الثلاثة الأرباع إلى آخر السنة

* القمر أو صاحب الإجتماع أو الإستقبال أقواهما إذا كان في الطالع أو العاشر أو الحادي عشر أو الخامس و هو مقبول في موضعه زائد في السير و إتصل بكوكب حاله كذلك دل على زيادة السعر
و إن كان في السابع أو الرابع أو إتصل بكوكب فيهما مقبول في موضعه لم يزد السعر و لكن يطلب
و إن لم يكن مقبولا في موضعه لم يطلب
و إن كان في التاسع أو الثالث و هو مقبول نقص السعر و كسد
* و بالجملة الطلب و النفاق بالقبول
و العز و الغلاء بجودة الموضع
و ضده في كل واحد منهما هو الضد في السعر

جملة الأسعار
**********
* إن المشتري يدل على الرخص لا سيما إن كان ضعيف القوة و الحال
و زحل يدل على الغلاء سيما إن كان قويا جيد الحال و القوة التي من الصعود ( أقوى الصعود هو أن يكون الكواكب فيما بين الطالع إلى العاشر , المنحدر في أفلاك نصف النهار يكون فيما بين العاشر إلى الرابع من جانب الغرب , موضع الصعود ما بين نصف النهار تحت الأرض إلى نصف النهار فوق الأرض من جانب المشرق - أي ما بين رأس الرابع و رأس العاشر من جهة الطالع )
* و الكون في الأوتاد يدل على العز و الغلاء
* و الكون في الحظوظ و القبول يدل على الطلب و النفاق
* المستولي على أوتاد السنة أو طوالع فصول السنة إذا كانت قوية صاعدة في أفلاكها و في الأوتاد و في حظوظها عز و غلا ما يدل عليه ذلك الكوكب لا سيما إن كان ( منحوسا )
فإن كان مع قوته زائد المسير تناهى في غلائه و إن كان بطيء المسير ثبت السعر على حالته و إن كان ناقص المسير نقص السعر

الأمطار و أحكامها
*************
و أما الأمطار
* فالمريخ إذا كان في تحويل السنة في بيوت زحل دل على قلة الأمطار
و إن كان في بيوت نفسه دل على كثرتها
و إن كان في بقية البروج دل على التوسط
* و أيضا بروج الأمطار هي الثلاثة المائية و الدلو و الأسد
* و كواكبها القمر و الزهرة و عطارد
* فإذا كان صاحب طالع السنة أو صاحب طالع الفصل من السنة أو صاحب طالع الإجتماع أو الإستقبال من كواكب الماء
و هو في برج من بروج الماء
و نظر إليه الكوكبان الآخران دل على الأمطار الكثيرة في أوانه
فإن كان ذلك القمر : كانت سيول و أمطار عامة شاملة
و إن كانت الزهرة : كانت أمطار و ضباب و ظلمة
و إن كان عطارد : كانت غيوم و أرياح و أمطار قليلة و في غير أوان المطر
كانت ظلمة و أرياح و غبار مع قلة الأمطار خاصة إذا إنتقل من برج إلى برج أحدث في الهواء حركة بحسب ذلك الزمان
و هو إذا أبطأ حيث كان هيج غيما و ظلمة في الجو فإن كان عند ذلك القمر أو الزهرة في بروج الأمطار كان التغير في الهواء أشد و المطر في أوان المطر أدوم
* القمر إذا إتصل بالزهرة من بيت عطارد هيج غيما و مطرا و لا سيما إذا كان عطارد مع الزهرة
* حلول كواكب الأمطار في بروج الأمطار يدل على الأمطار الكثيرة في أوانه و على الرياح و الظلمة و الغبار في غير أوان المطر

فتح الباب لا تهمله
*************
* القمر في أحد المراكز الأربعة المتقدم ذكرها و هناك فتح باب دليل على الأمطار و الرياح
أما إن كان فتح الباب من المشتري و عطارد فالرياح
و إن كان من المريخ و الزهرة فالأنداء و الأمطار
و إن كان من القمر و زحل فالبرد و الثلج
* صاحب طالع الإجتماع أو الإمتلاء و صاحب السابع إن كان بينهما نظر أو إتصال أو نقل أو جمع و هناك فتح الباب دل على المطر في ذلك الفصل إن كان أوان المطر و على الرياح إن كان أوان الرياح و على الحر إن كان أوان الحر و على البرد إن كان البرد

* و فتح باب المطر و الرياح و الحر و البرد على واحد من هذه الأبواب في أيامه :
أن تنظر إلى القمر فإن إنصرف عن الزهرة و إتصل بالمريخ أو إنصرف عن المريخ و إتصل بالزهرة فهناك فتح الباب للمطر
و إن إنصرف عن المشتري و إتصل بعطارد أو إنصرف عن عطارد و إتصل بالمشتري فهناك فتح باب
و إن إتصل بزحل فقط و لم يكن له إنصراف أو كان له إنصراف فهناك فتح باب

* و أنظر إلى القمر فإن كان مع ما ذكرت في موضع يابس من ما دل عليه من مطر أو ريح أو حر أو برد
* و أنظر إلى القمر فإن كان في موضع رطب متصلا بكوكب رطب و لم يكن هناك فتح باب فأرج المطر

تغريب الزهرة
**********
* تغريب الزهرة في أوان المطر دليل على كثرة الأمطار
فإن كانت الزهرة في البروج المائية ( المطيرة ) و نظر إليها بعض كواكب الأمطار زاد في الأمطار
و إن نقصت هذه الشواهد نقص من الأمطار


* و إذا إجتمعت أكثر الكواكب في الحوت و مثلثاته كثرت المياه حتى أضرت بالعالم
* للقمر في زيادة المياه دلالات منها :
أن يكون زائدا في السير
و أن يكون قريبا من الإجتماع أو الإمتلاء
و أن يكون صاعدا في فلك أوجه و ذلك بعد تربيعه الأول للشمس إلى المقابلة و بعد تربيعه الثاني لها إلى الإجتماع

* فإذا إتفقت بعض هذه الحالات عند تحويل السنة أو تحويل فصولها أو الإجتماعات أو الإستقبالات
و القمر فيما بين الطالع إلى وسط السماء أو فيما بين الغارب إلى وتد الأرض دل على زيادة المياه في تلك السنة أو الفصل من السنة أو الإجتماع أو الإستقبال
و إن كان القمر بالضد من ذلك دل على الضد
* إذا كان صاحب سنة العالم المريخ
و كانت الكواكب دافعة إليه من بروج المياه
و المريخ في وسط السماء أو فيما بين الطالع و وسط السماء في برج مائي دل على إفراط زيادة المياه
و أخبث ذلك أن يكون راجعا أو محترقا أو منحوسا
* و كذلك إذا كان زحل بهذه الصفة و هو هابط في فلك أوجه
* المشتري و الزهرة و القمر إذا كانت بهذه الصفة دل على مثل ذلك إلا أنه دونه و أقل ضررا
و ستجيء زيادة لمعرفة الأمطار

و أما النيل
*******
و أما النيل فالأدلة عليه هي الأدلة على الأمطار
* غير أن أخص الأشياء بالدلالة على النيل برج المنقلب الصيفي و ذلك أن النيل إنما يكون عن العيون و الأمطار التي تكون بناحية الجنوب و من شأن الأمطار أن تكثر و تعظم في الناحية التي تغلب عليها الرطوبة كالحال في آخر الشتاء
* و ظاهر أن الشمس إذا مالت إلى ناحية الشمال بردت ناحية الجنوب و كثر فيها الأمطار و الثلوج
فإذا دلت الأدلاء على الأمطار في المنقلب الصيفي و قد كانت دلت على مثل ذلك في المنقلب الربيعي فيتصل الترطيبان فيكثر الترطيب في الناحية الجنوبية و يكثر مد النيل و إن كانت الأدلة تدل على التخفيف كان الأمر على خلاف ذلك
* يعلم من هذا أن النيل و سائر الأنهار الجنوبية يعلم مدها من المنقلب الصيفي و الربيعي
و الأنهار الشمالية من المنقلب الشتوي و الخريفي
* و لتعلم أيضا أن أدلة النيل القمر و الزهرة و عطارد و سهم النيل و صاحبه و طالع الجزء السابق على السرطانو صاحبه و طالع إنتقال السرطان و صاحبه و برج السرطان نفسه
* و متى كان المريخ في سيره الأكبر عند الإنتقال الصيفي كان النيل في تلك السنة عاليا و إن كان في سيره الأوسط كان متوسطا و إن كان في سيره الأصغر كان محترقا
* و إن كان المنقلب الصيفي من دلائل النيل فمتى قارن المريخ عطارد فيه في أيام الزيادة فإنه يدل على توقف ماء النيل و نقصه
على أن حلول المريخ في السرطان في أيام الزيادة وحده كاف في توقف النيل
* و يستشهد بصاحب سهم الماء و هو سهم النيل عند تحويل السرطان فمتى رجع أو هبط أو إنتهى إلى حضيض دل على توقف الزيادة
و إن إحترق مع ذلك دل على النقص
* و إذا كان على هذه الحالة عند تحويل الإعتدال الربيعي و الجزء السابق عليه و على الإنقلاب الصيفي
و إتفق أن يكون صاعدا إلى وسط سماء العالم كان أحرى في الدلالة
و إن كان على الضد من ذلك و هو أن يكون بطيء السير و أن لا يكون قريبا من الإجتماع أو الإستقبال و أن يكون هابطا في فلك أوجه إلى منطقته السفلى أو يكون منحدرا عن وسط سماء العالم فوق الأرض إلى السابع أو منحدر عن وسط سماء العالم تحت الأرض إلى الطالع دل ذلك على نقصان المياه و قلتها لضعفه حينئذ
* و إذا كان المشتري في بيت القمر في تحويل السرطان أو الحمل دل على كثرة المياه و زياداتها في تلك السنة
* و من أعظم الأدلة على النيل القمر
فمتى إنتحس بخسوف أو كسوف في برج للنيل فيه شهادة دل على النقص سيما إن كان ذلك في فصل الصيف أو أوله
و كذا خسوف القمر في أحد بروج الأمطار في أيام الزيادة خصوصا في مسري ( شهر قبطي ) يدل على نقص النيل عن الحاجة سيما إن كان ذلك البرج له شهادة في النيل بأن يكون طالع الجزء السابق أو طالع التحويل أو وقع سهم الماء فيه
* الزهرة إذا كانت مغربة عند تحويل السرطان دل على زيادة النيل و إندفاعه في أوله كأنها تكون في الأسد و هو أحد بروج الأمطار كما تقدم
* إحتراق القمر أو هبوطه أو دخوله الطريقة المحترقة في أيام الزيادة يدل على النقص
* حلول القمر في البروج المائية في أيام الزيادة يدل على الزيادة
و إنتحاسه في غير البروج المائية في زمن الزيادة يدل على التوقف
* و إنتحاس السفليين و صاحب سهم النيل و صاحب طالع الجزء السابق على السرطان زمن الزيادة يدل على توقف النيل
و صعودها و إستقامتها و كذا القمر صعوده و شرفه و دخوله الطريقة النيرة في أيام الزيادة يدل عليها سيما إذا إتصل القمر بأحد السفليين
* إذا إستخرج سهم النيل و ذلك من الإنتقال الصيفيو أنظر وقع في بيت أي كوكب أو شرفه أو حده أو مثلثته فأكثرها حظا هو الدليل
فإن كان في وسط السماء أو في أوجه أو ذاهبا إليه أو في شرفه دل على علو النيل
و إن كان محترقا أو في حضيضه أو في موضع ساقط دل على نقصه عند الحاجة سيما إن كان السهم في حد نحس
و صلاحه بعد ذلك يدل على الصلاح
* و أنظر إلى نظر السعود و النحوس إلى السهم و صاحبه فإن نظرت السعود إليه دل على الزيادة و إن نظرت النحوس دل على النقص
* و كذا تجعل طالع الجزء السابق على تحويل السرطان مقام السهم و صاحبه مقام صاحب السهم و تنظر إليهما و إلى القمر كما تقدم
* و أنظر أيضا إلى سهم الماء في تحويل الحمل , و إلى سهم النيل في تحويل السرطان
فإن كانا أو أحدهما في أحد المنحسة دل على النقص أو توقف في مبدأ الأمر , إلا أن ينظر إلى السهم سعد نظرا جيدا
* و متى قارن القمر ذلك النحس دل على توقف النيل , و السعد بالضد
* و رجوع عطارد يدل على نقص النيل حينئذ
و ينظر إلى القمر كما ينظر إلى سهم النسل فإنه من أعظم الدلالة على النيل
* فإذا كان القمر متصلا بأحد السعدين عند الإنتقال الصيفي من مودة أو مقارنا له أو بأحد السفليين أو نظر إليهما أو إلى أحدهما من مودة سيما إن كان من بروج المياه و كان لأحدهما في النيل شهادة أو كان صاحب السهم فإنه يدل على كثرة الزيادة في تلك السنة و علو النيل
و إذا وقع ذلك في يوم من أيام الزيادة دل على ظهور زيادة تحصل في ذلك اليوم
ما لم يكن القمر منحوسا و أشد ذلك خسوفه في أحد بروج الماء خصوصا إذا كان مدبرا لكسوف المريخ فإنه يدل على نقصه عن الحاجة سيما إن وقع الخسوف في أيام الزيادة كمسري مثلا
* نظر القمر إلى أدلة النيل من مودة في أيام الزيادة تدل على الزيادة و إندفاع النيل
* و كذلك بلوغ القمر إلى أحد أدلة النيل كموضع السهم أو صاحب طالع الجزء السابق على السرطان أو قران الزهرة أو قران صاحب السهم و ما أشبه ذلك
* و متى كان أحد الأدلة راجعا في أيام الزيادة ثم إستقام في أول شهر بابه أو ما يقرب من ذلك دل على ثبوته و الإنتفاع به
* و متى كانت الزهرة شرقية في تحويل السرطان دل على تأخير الزيادة في أول الأمر
و متى كانت مغربة دل على إندفاعه في أوله
* و رجوع عطارد في آخر أيام الزيادة يدل على التوقف
و كذلك فقل في صاحب سهم النيل
* و إذا قارن القمر صاحب سهم الماء و صاحب سهم النيل دل على ظهور زيادة النيل في ذلك اليوم إن كان يوم زيادة و إلا دل على المطر
* و إذا رجع أحد السفليين في أيام الزيادة دل على التوقف سيما إن كان له في النيل شهادة و شهادته أن يكون صاحب السهم أو صاحب طالع الجزء السابق على السرطان
* و إذا إتصل القمر بالزهرة من بيت عطارد في أيام الزيادة دل على زيادة النيل في ذلك اليوم
فإن كان صاحب سهم النيل هو طالع الجزء السابق على السرطان كان له الدلالة على النيل بالإنفراد في تلك السنة
فأنظر عند تحويل السرطان هل هو في أوجه أو حضيضه أو شرفه أو هبوطه أو رجوعه أو إستقامته
و أنظر أيضا إتصاله بالسعود و النحوس في أيام الزيادة و مقارنته القمر فتظهر لك الزيادة و عدمها
* و إذا بلغ القمر إلى موضع جزء السهم دل على زيادة جيدة و إندفاع إن لم ينظر إليه نحس
* و إنتقل السفليان أو أحدهما من برج إلى برج و الشمس في السرطان دل على إندفاع النيل في أوله
و في الأسد دلالة على ظهور زيادة جيدة حينئذ سيما إن إنتقل إلى بيته أو شرفه
و إنتقالهما أو أحدهما من برج إلى برج و الشمس في السنبلة يدل على ظهور زيادة جيدة في أواخر أيام الزيادة
* و إذا كان القمر عند تحويل السرطان في برج مائي و الزهرة و عطارد أو أحدهما ينظر إلى القمر من أحد البروج المائية من غير نظر النحوس فإنه يدل على قوة الزيادة في ذلك اليوم

*و بالجملة : إن نيل مصر إذا دلت النجوم على كثرة الأمطار في ناحية الجنوب قبل فصل الصيف في فصل الربيع دلت على كثرته
و إن دلت على قلة الأمطار في الجنوب دلبت على قلته
* و قد يحتاج أمر النيل إلى شروط منها :
أن يكون الأمطار متزايدة متوافرة في الناحية الجنوبية قبل مده و وقته و لذلك وجب أن يكون النيل
متى كانت الزهرة و عطارد مغربين في مدخل الصيف كثرة الزيادة لرطوبة الهواء
و متى كان المريخ أو بعض النيازك في الجنوب في وقت مدخل الربيع أو الصيف كان دليلا على قلة الأمطار في تلك الناحية
و منها أن يكون الريح شمالية فإنها توقف جريه , و أما الريح الجنوبية فإنها تسرع الجراءة و لا تدعه يثبت
فإذا علمت بالنجوم ما يكون في ناحية الجنوب من كثرة الأمطار و قلتها أو في ناحية مصر من هبوب الرياح في فصل الربيع أو الصيف فقد علمت النيل كيف يكون و يعلم من حاله ما يعرض في مصر من القحط و الخصب و الله أعلم

****************************
****************************
القسم الثاني : و هو الأمر الذي يعم و يخص
****************************
****************************

* و هو الأمر الذي يعم و يخص فإن ذلك يعلم من دلائل زحل و سيما إن كانت شعاعاته في البروج الأرضية أو المائية و له الدور و الشعاع , و أو في البروج الأرضية مع و القمر منحوسا به فإنه إذا كان كذلك أحدث الخسوف , و إذا كان في المائية أحدث الطوفان , و في الهوائية يحدث الثلوج و البرد القاتل و ظلمة الجو و كثرة الرياح و العواصف المهلكة

****************************
****************************
القسم الثالث : و هو الذي يخص أحد الأنواع 15 - 1
****************************
****************************
* و هو الذي يخص أحد الأنواع فإن ذلك يستنبط من وقت قران الثقيلين أو ترابيعهما أو مقابلتهما من أوتاد طالع السنة
و أما سياسة ذلك من السنين فإنه يكون عند موازاة النير الأعظم لدرجة زحل بالمقارنة أو النظر , فإن جاز ذلك فعند إنتهاء الطالع بالتسيير إلى مواضع النحوس لكل برج شهرا أو سنة
و كذلك إذا إنتهت السنة من القران الحالي إلى مواضع النحوس أو ترابيعها أو مقابلاتها
و عند إنتهاء طالع السنة إلى مواضع النحوس فإن الأحداث الكائنة بأسبابها الحروب تكون في هذه الأوقات
و تعرف السنون التي تكون فيها الفتن و الخوارج و المتكبرون إذا كان الثقيلان متربعين أو متقابلين في وقت تحويل السنة
فإذا كان ذلك من الأوتاد حدث الأمر عند موازاة المشتري لزحل بالبرج من التربيع أو المقابلة
فإن لم يكن ذلك فعند دخول المشتري بيته أو شرفه أو وتدا من أوتاد الطالع
* و دليل ظفر الخوارج يعرف من ممر الثقيلين في نطاقهما و يعلم أيهما المار فوق صاحبه و المستعلي عليه
فإن كان المشتري مستعليا على زحل ظفر الخارجي
و بالضد في إستعلاء زحل
* و إن كان المريخ أيضا في وتد من أوتاد طالع السنة أو الشمس دل على الحروب سيما إن كان في المثلثة النارية
و يدل على مثل ذلك حلول النحوس في الثامن
* مقابلة المريخ و زحل عند التحويل يدل على الفتن و الحروب سيما إن كان من الأوتاد و المريخ مقبول
و إن لم يكن مقبولا و كان زحل مقبولا كان ذلك دليلا على الحروب
و الوقت في ذلك بلوغ المريخ بالتسيير الوتد أو البعد بين أحدهما أو إلى تربيعه أو مقابلته , هذه كلها على أن لكل نط ح ثواني يوم
و قد تعرف الأوقات الكائنة في الحروب من البعد الذي بين أحد النحسين و الوتد , أو الوتد و النحس على أن لكل درجتين و نصف بينهما شهرا
و قد يعرف الوقت في ذلك أيضا من جهة تسيير النحس فإن كان مستقيما دل على أن الأحداث تكون عند رجوعه , و إن كان راجعا فعند إستقامته
* و إذا خالط نوره ( أعني المريخ ) نور دليل الملك , و في مخالطته نوره لنور دليل الرعية ما يدل على كثرة اللصوص و الظلم
* كون المريخ تحت الشعاع عند تحويل السنة أو الأرباع أو الإجتماعات أو الإستقبالات يدل على الفتن و الحروب في ذلك الفصل لا سيما إن كان في الوتد و البرج منقلب
و إن كان في برج مجسد لم يكن ذلك
و إن كان في برج ثابت دل على أن الحروب تكون بسبب الباطل و الإنزواء عن الحق
* إذا كان التحويل نهارا و المريخ في تربيع الشمس أو مقابلتها و هو في برج منقلب دل على خروج خارجي على الملك
* المريخ إذا كان صاحب السنة و رجع في مكان فاسدا و غريب و لم ينظر إليه شيء من السعود هيج الأعداء على السلطان و أثار الحروب
* و إذا كان نظر المريخ إلى سهم السعادة و سهم الغيب نظر عداوة دل على القتل و كثرة اللصوص و الفتن و الحروب
* و أنظر إلى سهم الصلح المأخوذ من درجة الشمس فحيث إنتهى فهناك السهم
فمتى كان المريخ مع أحدهما أو في تربيعه أو مقابلته في تحويل السنة سيما إن كانت البروج نارية فإن ذلك يدل على حدوث الحروب و الفتن في تلك السنة أو الربع أو الإجتماع أو الإستقبال
فإن كان سهم الصلح قويا غير فاسد دل على أن الظفر يكون لأهل الحق من أحد الفريقين المتناسب بينهما الحروب
و إن كان ضعيفا دل على الظفر لأهل الباطل
* و إذا إنتهت السنة إلى حد المريخ , و إنتهى الدور إلى موضعه من القران الجديد و إنتقاله للمرء كانت الحروب في الجهة التي لذلك البرج الذي إنتهى التسيير إليه أو في ذلك البلد الذي طالعه ذلك البرج
* إذا إتفق أن يكون صاحب حد الإجتماع أو الإستقبال الكائن قبل نزول الشمس أول الحمل مضرورا بصاحب حد الإجتماع أو الإستقبال الكائن قبل نزول الشمس السرطان أو ربع من الأرباع تحرك على الملك الخوارج و المنافقون
* و إعلم أن حلول المريخ أحد الأوتاد مع نظر زحل إليه من عداوة دليل على القتل و الحروب
و أخبث ذلك إن حل المريخ وتد الأرض و كان مع نظر زحل إليه منحوسا بهبوط أو إحتراق أو رجوع فإنه يكون حينئذ فاسدا فيدل على الشر و البلاء و الفتن و سفك الدماء و الحريق و ما أشبه ذلك
* و قد قالوا كل كوكب فسد في التحويل أفسد أهل طبقته
* و أما حلول المريخ في الأوتاد من غير أن يكون منحوسا أو كان في شرفه أو متصلا بالسعود فإنه حينئذ يدل على سعادة الجند و الأمراء و قوتهم
* فإن كان في وتد الأرض وقت التحويل أو في الغارب و هو في شرفه دل على موت الملك
* و بالجملة إن من شأن المريخ إذا كان في وتد من أوتاد السنة أو الربع أو الإجتماع أو الإستقبال الكائن قبل ذلك و أخبثه وتد الأرض هيج الفتن و الحروب و القتال و الدماء بين الناس
و إن كان في برج ثابت دل على ثبات الشر و دوامه
و إن كان في برج منقلب دل على إنقلابه و ذهابه
و إن كان في برج ذي جسدين دل على التكرار و المعاودة في الحروب
* و كذلك إذا كان بهرام مقيما دل على الطول و الشدة
و إن كان منحوسا دل على الإنحطاط و السلامة

* هذا و الحروب متعلقة بدول الملوك
فإذا أردت معرفة حالها فأنظر إلى الدولة و ما بقي منها
ثم أنظر إلى ملك الملك القائم و ما بقي من مدته
فإذا علمت ذلك فأنظر في وقت تحويل السنة فإن كانت قد إنتهت إلى بعض المواضع التي قدمنا ذكرها
أو كان المشتري فيها مربعا أو مقابلا أو مثلثا أو مقارنا لزحل كما تقدم فهي من سني الفتن
فإن كان المريخ مستعليا في الفلك ( أي في أفلاك نصف النهار ) كانت سنة حرب
* و وقته عند تبدل الأشكال الثلاثة العلوية أو عند إحتراقها يهيج الحروب
و كذا إن هاجت حرب و هذه النجوم على سبيل من السبل , فوقت سكونها عند تبديل ذلك
* و من أوقاتها أيضا عند مقارنة المريخ أحد الكوكبين العلويين في تربيع أو مقارنة بعد أن يكون ناظرا إليهما وقت التحويل أو مقارنا لأحدهما أي زحل و المشتري
* و من أوقاتها في السنة أن يكون المشتري على تربيع أو تثليث أو مقابلة من زحل في الوقت الذي يفسد فيه المشتري برجوع أو إحتراق
* و إذا تناظرا و المريخ بينهما هيج الحروب و دل على الخوارج
و كذا إذا تناظر النحسان في أوائل السنة من تربيع أو مقابلة هيجا الحروب كما قلنا أولا و دلا أيضا على الخوارج
* إذا رجع المريخ في وقت تحويل السنة إلى موضعه الذي كان فيه وقت القران أو تربيعه أو مقابلته دل على الفتن و الحروب في تلك السنة
* و كذلك إذا رجع المريخ في برج العقرب الذي هو برج الملة و العرب أو مقابلته دل على الحروب و آفات تلحق بلاد الملة و العرب
* فإن كان بهرام مقبولا من النجمين أو من أحدهما ضعفت الحرب و قلت
و النجم الذي ينصرف عنه بهرام هو سبب الحرب و يهيجها في البلاد التي يدل عليها البيت الذي هو فيه و الجهة التي هو فيها من الفلك يأتي الشر
* و إذا تناظر النجمان ( أي زحل و المشتري ) و لم يكن المريخ بينهما حدث من يدعوا إلى الفتنة من غير حرب
ثم أنظر إلى ممر بهرام أهو فوق زحل أو تحته فإنه فإنه إن علا من المعاشر في الممر و إستعلا عليه إشتد الحرب و كثر القتال
فإن كان زحل حينئذ صاحب السنة و المريخ على ما وصفنا من الإستعلاء على زحل دل على خوارج يقصدون الملك و الرعية و يوقدون نار الحرب مخربين قليلي العسكر في دين أو رحمة
* و إن كان المشتري المستعلي في الممر على زحل دل على خوارج ذوي عدل يظهرون ذلك و ينكرون على الملك أفعاله
و إن كان مستقيما غير منحوس كانوا صادقين
و إن كان راجعا منحوسا كانوا مرائيين فيما يظهرونه
و إن كان المشتري صاحب السنة و زحل مستعل عليه فإن الملك خير و الخوارج أشرار ذووا أحقاد
و إن إستعلى المريخ عليه فالخوارج شديدوا الشوكة قليلوا الرحمة لا يقفون على شيء
* و غلبة كل واحد من الملك و الخوارج لصاحبه بحسب كثرة الكواكب الناظرة إلى أحد الجهتين تدل على أعوان تلك الجهة و أنصارها
* و النير ذي النوبة يدل على العز و النصر للجهة التي ينظر إليها و يدفع تدبيره إلى صاحبها من دليل الملك و دليل الخوارج
و متى كان في وسط السماء دل على ظفر الملك لاسيما إذا كان دافعا تدبيره إلى دليل الملك
* و حيث رأيت السعود فاحكم بالظفر لصاحب تلك الجهة
و حيث رأيت النحوس فاحكم بالشر للجهة التي تراها فيها
* و إعرف سهم القتال الذي تقدم ذكره في أي الجهتين المتقدم ذكرهما يقع أو صاحبه بمن يتصل من صاحبهما فإن الحرب منه يكون
* و كذا إعرف سهم الصلح المتقدم ذكره أين يقع أو صاحبه إلى صاحب أي الجهتين يدفع فأحكم بالصلح و الغلبة له بإذن الله تعالى
* و يجب أن تعرف الدولة و الملك فإن الخوارج إذا كانت المدة فسيحة تضعف ( تأمل هذا الشرط )
* و إن كان لبهرام قوة و ممر دل على فتنة و دولة لمكان الممر ثم تذهب لقوة الدولة
* و متى قام ملك في سنة لا ينظر زحل إلى المشتري في وقت دخولها قلت الخوارج عليه ( إحفظ هذا )
و إن لم يكن بهرام مع ذلك ينظر إلى زحل قلت الحروب في دولته
* و إن كان بهرام في سنة قيام الملك مقبولا ضعفت الحروب في دولته
فإن كان مقبولا القبول من زحل كان أطفأ للحرب
* و متى قابل في تحويل السنة نحس نجم الشمس أو ربعها دلت على خوارج تخرج على الملك
* و متى إنصرف المريخ عن المشتري و إتصل بزحل من غير قبول ظهر داعية يدعو إلى الحق و عدل من أهل بيت المملكة
و إن إتصل بزحل بلا قبول من غير أن ينصرف عن المشتري ظهر خوارج لا يصلحون للملك
* و إن كان المريخ منصرفا عن زحل متصلا بالمشتري دل على غموم تدخل على أهل بيت المملكة و النبوة
* و متى سقط بهرام عن طالع السنة و لم ينظر إليه و كان غريبا في موضعه دل على ضعف الحرب
و إن كان في مقابلة زحل و هو مقبول من غيره أو في تربيعه دل على قوتها و شدتها
و إن كان مقبولا من زحل لم يكن حرب
* و متى لم يكن المريخ مقبولا و دل على الحرب و كان زحل مقبولا ضعف الخوارج و أعان الناس الملك
* و متى كان المريخ في تحويل السنة في برج ذي جسدين دل على الحرب في السنة و هيجها مرارا , في أحد بيتيه يحدها و يعجلها
* و إذا صار المريخ إلى سهم القتال الذي قدمنا ذكره أو ربعه أو قابله هيج القتال
و إذا صار إلى سهم الصلح أو إلى تربيعه أو مقابلته دل على قوة الجهة التي يحصل السهم فيها أو يناظر صصاحبه صاحبها
* و إذا كان سهم السعادة مع المريخ في وسط سماء التحويل لسنة أو قعود ملك دل على قلة القتل في مدته و سفك الدماء
* و إذا كان المريخ في الوتد العاشر أو في الطالع أو في السابع أو كان زحل في وسط السماء في برج ثابت أو كان القمر في إستقبال الشمس أو كان القمر و صاحب الطالع في مقابلة النحوس دل على الحرب في تلك السنة
* و متى كان المريخ في وقت تحويل السنة في الرابع فالحرب في آخر السنة تكون
و إن كان في السابع ففي وسطها , و إن كان في العاشر ففي الربع الأول منها , و إن كان في الطالع ففي الشهر الأول منها
و إن كان في الوجه الأول من البرج ففي أولها , و في الثاني في وسطها , و في الثالث في آخرها


****************************
****************************
القسم الرابع : و هو قسم الأمور التي تحدث في الجو
****************************
****************************

* أما حدوث النيران و الشهب و ذوات الذوائب و الأذناب فإن ذلك يعلم من ولاية المريخ على السنين القرانية و غيرها
سيما إن كانت شعاعاته في البروج في البروج الهوائية و القمر منحوسا به في مثل ذلك البروج أعني يكون في الهوائية
و سيما إن ملك البرج العاشر و إبتز عليه
* و أما بقية حوادث الجو كاختلاف الأهوية و تصرفها في الحر و البرد فيعلم ذلك من طالع الإجتماع أو الإستقبال و جزئه الكائن أول حلول الشمس الحمل و درجها و موضع النيرين من بروج الفلك إن كان الحلول إجتماعيا أو فمن الإمتلاء إن كان إمتلائيا
* فإن وجدت زحل في أوتاد الطالع أو وتد من أوتاد صاحب الطالع متمكنا في بعض حظوظه و سيما وتد وسط السماء دل على تغير الهواء و فساده و ظلمته و تغيير الجو و كثرة حر ذلك الزمان إن كان زمان الحر و شدة البرد و زيادته إن كان زمان البرد
فإن زال عن الأوتاد كان الزمان على حاله قائما
غير أن زحل إذا كان في وتد كما ذكرت نقص أو ضعف
* و إن كان مكان زحل المريخ كان على ما وصفنا زحل سيما في وسط السماء زادت طبيعة الحر إن كان زمان الحر و نقصت طبيعة البرد إن كان زمان البرد و إستحال جوهر الزمان , و إن كان زمان الإعتدال مال إلى الحرارة
* و إن كان مكانهما على ما وصفناهما به المشتري أو الزهرة أو القمر عدلت الهوى و طيبت الرائحة و أنبتت كل مكان في ذلك الزمان مما يغرس فيه أو يزرع
* و أنظر إلى عطارد فإن كان في وسط السماء من طالع الإجتماع و كان في برج من بروج الرياح و هي البروج الهوائية و كان في وتد منه أحد النجمين دل على تكدر الهواء و كثرة الرياح المؤذية
و هكذا قل إذا وجدت النحسين في وتد عطارد و عطارد في وتد سعد يقوم مقام النحسين في برج الإجتماع

* و متى وجدت في وتد من أوتاد طالع الإجتماع أو ما يلي الوتد كوكبا فاجعله دليلا ثم أنظر هل مازج زحل أو المريخ
فإن مازج المريخ من تربيع أو مقابلة أو مقارنة و كان المريخ في البروج النارية زاد في طبيعة الحر إن كان زمان الحر و نقص من طبيعة البرد إن كان زمان البرد , و إن كان النظر من تثليث أو تسديس و كان المريخ في البروج النارية أيضا دل على ما ذكرنا و لكنه أنقص
و إن نظر زحل ثم مازج الدليل و إتصل به من تربيع أو مقابلة أو مقارنة و كان زحل في البروج الباردة الرطبة أو البروج الباردة اليابسة زاد في طبيعة البرد إن كان زمان البرد و إلا نقص من طبيعة الحر إن كان زمان الحر , و إن مازجه الدليل من تثليث أو تسديس و كان على ما وصفت في هذه البروج كان ذلك أنقص
و إن كان زحل في البروج الحارة الرطبة و هي الجوزاء و مثلثتها و إمتزج به الدليل من مقارنة أو تربيع أو مقابلة دل على إعتدال الهواء و حسن مزاجه , و إن كان الإمتزاج من تثليث أو تسديس في هذه البروج فهو أفضل و أحسن
و كذلك المريخ إن مازج الدليل و إمتزج به و هو في البروج الباردة اليابسة و الباردة الرطبة و كان الإمتزاج من تربيع أو مقابلة أو مقارنة عدل الهواء و حسن مزاجه و نما كل شيء ينبت
* ثم إستخرج سهم الهواء و الرياح بأن تأخذ من درجة عطارد إن لم يكن في بيته إلى درجة رب بيته و يزاد على ذلك درجات الطالع و يلقى من الطالع فحيث إنتهى فثم هذا السهم
فإن عرفت موضع السهم فاستشهده و أشركه مع الدليل , فإن كان السهم مع زحل و المريخ أو كان معهما رب السهم فقل كما قلنا أولا

* و كذا فاعمل في دخول الشمس الأرباع التي هي السرطان و الميزان و الجدي
* و إن شئت عملت ذلك عند دخول الشمس عند كل برج من البروج الإثني عشر

* و من حوادث الجو و الأمطار و الرعد و البرق النظر في ذلك من دخول الشمس عشرين درجة و دقيقة من العقرب
بأن تقيم الطالع لذلك الوقت و أوتاده و كواكبه
ثم أنظر إلى الزهرة و المشتري و عطارد فإن كان ثلاثتها مغربة أو بطيئة أو راجعة دلت على كثرة الأمطار و الأنداء في تلك السنة , و إن كانت مشرقة أو مستقيمة أو سريعة السير دلت على قلة الأمطار و الأنداء
ثم أنظر إلى المريخ فإن كان في شيء من الأوتاد سيما وسط السماء في برج من البروج الهوائية و لابسه عطارد دل على كثرة الرعود و البروق و الأمطار الكثيرة المضرة السريعة الإنقطاع و يدل على كثرة الجراد و فساد الجو
و إن كان المريخ في وتد الأرض في إحدى البروج الأرضية و سقطت عنه السعود و لابسه عطارد فإنه يدل على الزلازل و ظهور النيران و كثرة الرجفات و فساد المعادن و كباريت الأرض
و إن كان المريخ كما وصفنا في البروج النارية في وتد الأرض دل على إحتراق الأرض و فساد جواهرها و معادنها و إحتراق الزرع و فساده
و إن كان المريخ على ما وصفنا في البروج المائية في وتد دل على نقصان المياه و فسادها و فساد كل ساكن الماء من حيوان و غيره , فإن لابسته السعود و إتصلت به لم يدل على كثرة ضرر ما يكون من الرعود و البروق فإن لم تلابسه السعود أضرت الرعود و البروق و أفسدت و كثرت الصواعق
و إن كان مكان المريخ زحل سيما في وسط السماء و كان في البروج الهوائية و لابسه عطارد و سقطت السعود عنه دل على أضرار الهواء و فساد الجو و المطر الدائم الضرر البطيء الإرتفاع
و إن كان زحل في البروج الأرضية و كان في وتد الأرض و لابسه عطارد و سقطت عنه السعود أحدث الزلازل و الرجفات و ظهور الماء الأسود من الأرض و دل على فساد كباريت الأرض و جواهرها و معادنها , فإن لم يكن ملابسا لعطارد كانت هذه الحوادث و لكنها تكون أخف , و إن لم تسقط السعود عنه أمزجت أمر السنة و عدلت و نقصت من الشر الذي ذكرناه
و إن كان في أخد بروج الماء و كان تحت الأرض في الوتد و سقطت عنه السعود و لابسه عطارد نقصت المياه من الآبار و القنيي و فسد كل ساكن الماء

* و الإعتماد في النظر في الأمطار هو أن تنظر إلى طالع الإجتماع أو الإستقبال الكائن قبل نزول الشمس البروج المنقلبة و رب الطالع و رب حد الجزء الإجتماعي أو الإستقبالي فإن كانت من الكواكب المطيرة أو حلت الأرباب المذكورة في المواضع الرطبة و البروج المطيرة دل على كثرة الأمطار و كذا إتصالها بالكواكب الرطبة يدل على ذلك
و تغريب الدليل و رجوعه و إبطاؤه يدل على المطر و إحتراقه يدل على ذلك إلا أن يكون بالمريخ فإنه يقلله و قد تقدم في معرفة المطر ما فيه كفاية

* و أما معرفة حال المطر في السنة فهو أن تنظر إلى القمر و الزهرة و عطارد
فإن إجتمعت في الحوت في وقت تحويل السنة دل على كثرة الأمطار و الندا و الضباب و الرطوبة
و إن كانت في الحمل أو الثور دل على قلة الأمطار و تكون السنة يابسة مجدبة
* و إذا كان القمر متصلا بالزهرة من بيت عطارد دل على كثرة المطر و دوامه و ثباته
* و إذا إستقبل القمر الشمس أو الزهرة أو زحل دل على المطر و الضباب و الظلمة
* فإذا إجتمع عطارد و الزهرة في حد واحد كان بإذن الله مطر جيد , فإن وافق أن يكون البرج من بروج المطر و ينظر القمر إلييهما من تثليث فإن ذلك يكون أشد و أدوم إلى أن ينتقل أحد الكوكبين من ذلك الحد
* و أكثر ما يكون المطر و أشده و أدومه في شتاء سنة التحويل إذا إتصل عطارد بالمشتري و القمر بزحل و الزهرة ببهرام , و كان كل كوكب من هذه يخرج ما يدل عليه من فلك الكوكب المقابل لبيته
* و إذا كانت الزهرة أمام الشمس فإن تلك السنة تكون سنة ضباب و ندا و رطوبة و تكون قليلة الأمطار نزرة
فإن رجعت و الشمس في الحمل أو الثور فإن الأمطار في تلك الأزمان تكثر و يكون ربيع تلك السنة مخصبا و يكون ما فيه من مطر شديدا جدا
فإن كان رجوعها في الجدي و الدلو و الحوت قل مطر الربيع و كان وسط الشتاء نديا ممطرا
* عطارد إذا أقام أو إنتقل من برج إلى برج فإنه يدل بإذن الله على رطوبة في الهواء و يكون في ذلك الوقت أمطار و غيوم و ندى
* و أضر ما يكون المطر و أشده إذا إجتمعت كواكب الأمطار في بروج الأمطار و كان الزهرة خاصة مقيمة لأن الزهرة أغلب هذه الكواكب و أدلها على الأمطار و الرطوبة
* و إن كان عطارد في برج من البروج اليابسة و كان القمر و الزهرة في بروج ممطرة كان مطرا معتدلا مقتصدا
فإن نظر إليهما زحل من برج بارد خالط ذلك المطر برد شديد و ظلمة و جليد


التتمة : في جمل من معرفة أحوال طبقات الناس
****************************
* معظم أحوال السنة يكون على طبيعة أقوى كوكب في صورة طالع السنة و هو الذي يقال له السالخدار
و طريق معرفته أن تنظر عند موازاة النير الأعظم أول نقطة من الحمل و إقامة النصبة الفلكية و كواكبها إلى أقوى كوكب في النصبة و هو الذي جمع القوة الذاتية و العرضية كأن يكون الكوكب في الطالع في بيته أو شرفه أو حده أو مثلثته أو وجهه
فإن لم يكن في الطالع فليكن في العاشر أو السابع أو الرابع في بعض الحظوظ بشرط أن يكون له حظ في الطالع
فإن وجدت عدة من الكواكب في الأوتاد فأقواها من له حظ أكثر في موضعه و في الطالع و في موضع النيرين أو النير الذي له النوبة
فإن لم تجد في الأوتاد كوكبا و كان كوكب في الحادي عشر أو الخامس أو التاسع أو الثالث أو الثامن أو الثاني , و لا يعد بما في السادس و الثاني
عشر , و كان له حظ في الطالع و في موضعه أو ينظر من صاحب بيته أو شرفه أو حده أو مثلثته أو وجهه
فإن لم تجد فالمستولي على الهيلاجات الخمسة و هو السالخداه فاعرفه
هكذا قالوا فعلم من ذلك أن صاحب السنة لا يكون إلا الكوكب القوي في الوتد و في بعض حظوظه و الذي بخلاف ذلك لا يحصل له ربوبية السنة
فأقول لو كان الأمر كذلك لما تولى عطارد تدبير السنة أبدا و لا كان له سلطان لأن السنة تتحول و هو في الأكثر في هبوطه ( الحوت هبوط و وبال عطارد ) و في الأقل في الحمل في غروبه أو محترقا لكن هذه الحالة لا تمنعه من تولي التدبير إذا كان في المواضع التي يستحق بها الولاية فليتأمل

* و يحكم للرعية من الطالع و المستولي عليه و هو عند بعضهم السالخداه و القمر
و يحكم للسلطان من الشمس بالنهار و من القمر بالليل و من وسط السماء و صاحبه بالليل و النهار
و من الشمس خاصة للعظماء و الأشراف
و يحكم للكتاب و الوزراء و المتصرفين و التجار و طلاب العلم و الصبيان من عطارد
و لأهل الورع و الصلاح و الديانة و القضاة من المشتري
و لأهل البيوتات و المشايخ القديمة من زحل
و للجند و حملة السلاح من المريخ
و للنساء و المؤنثين و الخدام من الزهرة
و للفنوج و أصحاب البريد و الرسل و الأخبار من القمر
ثم ينظر لكل واحد من أنواع الناس إلى كوكبه , و ينظر لصحة الأبدان و الأنفس و الأمن و السلامة من القوة الذاتية
و للجاه و الذكر و القدرة من القوة العرضية
و لحال الأموال و السعادات من السعادة و النحوسة
* ثم تنظر لحال أموال الرعية و ربحهم في تجاراتهم من الثاني و صاحبه و سهم السعادة و صاحبه و ممازجتهما لصاحب الطالع و قبول بعضها من بعض
ثم تنظر لحال أموال الملك من الحادي عشر و صاحبه
و لأعداء الرعية من الثاني عشر و صاحبه
و أعداء الملك من التاسع و صاحبه
و لموت الناس من الثامن و صاحبه
و لموت الملك من الخامس و صاحبه
و قس على ذلك سائر البيوت
* و ينبغي أن تنظر أيضا حلول الشمس النقط الأربع ما حال أصحاب أشراف هذه البروج
كالنظر إلى الشمس عند نزولها نقطة الحمل , و إلى المشتري عند نزوله نقطة السرطان , و إلى زحل عند نزوله نقطة الميزان , و إلى المريخ عند نزوله نقطة الجدي في القوة و الضعف و الثبات و الزوال و الإقبال و الإدبار و السعادة و النحوسة و كيف نظرها إلى مواضع أشرافها
و تنظر إلى سهم السعادة و سهم الغيب أين مواضع أربابها و أرباب حدودهما و مثلثاتهما فإن كانت في الأمكنة الجياد و نظرت إليها السعود نظر مودة فقل فيها كل خير و فضل و نمو , و إن نظرت إليها النحوس و كانت في مواضع العداوة و السقوط فقل كل شر و بلاء و فساد على حسب ذلك المكان في ذلك الإقليم
فنظر النحوس من تثليث أو تسديس يوجب أن تكون المضرة من الأصدقاء و الإخوان
و نظرها من التربيع و المقابلة يوجب أن تكون من الأعداء و الأضداد
و كذلك فقل في نظر السعود من هذه الأشكال على حصول الخير من الجهة التي تنظر إليها
فإن كان الناظر المريخ من مكان عداوة و موضع رديء فاقض بالموت و القتل و الرعاف و هيجان الدم و الجدري و الطواعين و كثرة الصواعق و الحروب و ما شاكل طبع المريخ
فإن نظر زحل و لم ينظر المريخ فاقض بالهلاك و الفناء من وجع البطن و الخاصرة و القولنج

* فإذا دخلت سنة العالم و المشتري منحوس فإنه يحدث الضرر في الأشراف و الكبراء
و كذلك إذا إنتحست المثلثات النارية كلها في تحويل سنة العالم عظمت الآفة بالرؤساء و المتسلطين
* و متى كانت الشمس في التحاويل النهارية و القمر في التحاويل الليلية ناظرا إلى الطالع أو إلى ربه و هي برية من النحوس دل على قوة و ظفر أهل ذلك الإقليم , و خير ذلك إذا دفعت تدبيرها إليه و هو مقبول في موضعه فإنه حينئذ يدل على خضوع أهل ملوك تلك النواحي لصاحب ذلك الإقليم
* و متى نظر نحس إلى صاحب السنة أو دليل الملك من الطالع دل على حدوث المكروه في الأبدان , و كذا من أي بيت نظر المكروه من طبيعة ذلك البيت يأتي , كما إذا نظر من قبل الثامن فيكون المكروه من قبل الموت و المواريث
فإن كان حينئذ في الثامن صاحب وسط السماء خيف على الملك الموت
و إن كان صاحب السنة خيف الموت على الرعية
* إذا كان في المكان الثاني من الشمس المريخ دل على قتل شديد و أمراض و قلة وفاء الناس بعضهم لبعض في المواضع التي يتولاها البرج الذي فيه المريخ و له عليها سلطان
و إذا كان المريخ في الثاني من القمر دل على أمراض في الناس , فإن كان ذلك البرج ذكرا كان ذلك في الذكران و إن كان أنثى كان ذلك في الإناث
* و كذا إذا كان زحل في الثامن من الطالع دل على أمراض عامة الناس
* إذا كانت الشمس و رب بيتها في بيت السفر دل على نقلة عامة و سفر عام و سافر الملك و سائر جنده و قواده
فإن لم يكن المريخ الذي هو صاحب بيت الشمس ( المقصود عند تحويلها لبرج الحمل )عند التحويل معها في بيت السفر بل كانت هي وحدها و المريخ في وتد ينظر إليها و إلى القمر من مودة و قوة فإن سبب السفر و النقلة من محاربة الأعداء
* القمر إذا كان في التحويل متصلا بسعد دل على صحة أبدان الناس و إعتدال الهواء و إمتزاجه و كثرة ضياء الشمس و صلاح الثمار
و إن كان متصلا بنحس فالأمر بالضد من ذلك , فإن كان ذلك النحس زحل دل على الغش في أموال الملك و أحواله و أعماله و وقع الضرر في كل ناحية من الأرض و المساكن و ينال المسافرين في البر و البحر شر و فساد

و إعلم أن أرباب هذه الصناعة قد إختلفوا في دليل الملك و دليل الرعية
****************************
فهرمس و أبو معشر و عبد الله إبن مسرور و جماعة يجعلون الطالع دليل الملك
و بطليموس و الطبري و إبن أبي الرجال و أكثر محققي هذا الفن يجعلون الطالع و القمر للرعية , و الثاني لأموالها , و العاشر و ربه و الشمس إن كان التحويل نهارا و القمر إن كان ليلا دليل الملك , و أمواله من الحادي عشر كما تقدم الكلام عليه
فإذا ورد عليك مسئلة جعلنا الطالع فيها للسلطان فهي على قول من قال بذلك
و ينبغي للناظر في هذا الفن أن يحتاط بأقاويلهم و يعمل بكلا القولين و يرجح بعقله بينهما , إذ ربما يظهر على قول من يجعل العاشر دليل الملك و صاحب العاشر و الشمس نهارا موت الملك , و لم يظهر على القول الآخر فيحتاج حينئذ إلى النظر الأقوى و إلى المرجحان فإن تطابق القولان أدل للمسئلة , و كذا في بقية الأدلة

* فإذا أردت النظر في أمر العوام و الرعايا أقم طالع الإجتماع أو الإمتلاء الكائن قبل التحويل و مواضع الكواكب و الأوتاد
ثم أنظر بمن يتصل القمر حين يفارق الإجتماع أو الإمتلاء من الكواكب أسعد هو أم نحس قوي أم ضعيف فقل على حسب ذلك في حالهم
فإن كان القمر مقبلا في حظوظه و إتصل بسعد قوي قوة ذاتية و عرضية كانت حالة العامة و الرعايا حسنة في تلك السنة و كان دليلا على إنتقالهم من سعة إلى سعة و من خير إلى خير
فإن كان السعد المتصل به القمر المشتري كانوا في عدل و أمن و صحة و كثرة نسل و طهارة و أخلاق كريمة
و إن كان الزهرة كانوا في سعة و سرور و أحداث نكاح و تزويج و بهج
و إن كان القمر ساقطا أو في غير حظوظه و هو على الحالة التي ذكرناها من إتصاله بالسعود و هي على الحالة المحمودة كانوا أيضا على ما وصفنا من السعادة و يكون إنتقالهم من الضيق و الخمول إلى السعدة و السعادة و من الضعف إلى القوة
و إن كان القمر على ما وصفنا من القوة و الحلول في الحظوظ و كان إتصاله بسعد ساقط لكن في حظ من حظوظه إنتقلوا من السعة و القوة إلى سعة حالة ضعيفة و إلى خمول
فإن كان السعد مع السقوط غريبا ضعيفا كانت السعادة و السعة مخرجة غير تامة و كانوا في أنفسهم في عافية و سلامة من الأمراض
و إن كان القمر ضعيفا في غربة و متصلا بالنحوس و هي مقبلة دل ذلك على سوء حال العامة و سقوطها و ضعف أحوالها و ضيق معاشها و كثرة أمراضها و الأذية الحالة بها
فإن كان المتصل به القمر صاحب ثامن القمر أو له في ثامن القمر حظ قوي أو غير قوي كثر الموت فيهم
فإن كان النحس المتصل به القمر زحل كانت الأمراض الحادثة زحلية باردة و كانت أسبابا
و إن كان المريخ كانت أمراضا دموية حادة ورمية , فإن كان البرج الذي فيه المريخ من بروج الإنس كان مع ذلك القتل و سفك الدماء كثيرا سيما إن كانت السنة قد إنتهت إلى موضع المريخ في إبتداء الملة ( و موضع المريخ في إنتقال الممر من المثلثة الهوائية إلى المثلثة المائية برج السرطان مريخ بن الشاطر في الحمل إنتهى - و موضع المريخ في إبتداء الملة كائن في الجوزاء ) إلى قران الأصل أو إلى موضع القران أو إلى موضعه في إنتقال الممر أو إلى موضعه في القران الخال ( و موضع المريخ في القران الخال الجدي إنتهى ) فإن هذه السنة تدل على الحروب و سفك الدماء و تكون الحروب في الأفق الذي يشبه البرج الذي فيه المريخ في التحويل و عند الجزء السابق عليه و عند تحويل الأرباع أو الجزء السابق عليها
كل هذا لمن أراد التقصي عن أحوال العالم و يكون إنقضاء الحرب في تلك السنة بإذن الله تعالى عند إحتراق المريخ أو دخوله برج هبوطه أو إحتراق المشتري
فإن كان المريخ شرقيا أو غربيا أو جنوبيا أو شماليا فإن الغلبة من المريخ في أفقه
و إن كان ممازجا لعطارد كثر الطاعون في تلك السنة ( قلت و متى مازج المريخ عطارد و إنتحس القمر دل على الطاعون بلا تردد , كتبه الفقير سليمان العثماني )
و إن كان عطارد ممازجا لزحل و هو في البروج الأرضية في التحويل لم يأمن من حدوث الزلازل في المواضع المنسوبة لذلك و هي المواضع القريبة من السواحل و الجزائر الصلبة و الجبال
و إن كان القمر مع النحوس كما وصفنا من الإقبال و الإدبار كان الإنتقال من الشر إلى الخير أو من الخير إلى الشر على ما وصفنا في حال السعود

* و إن كان سهم السعادة شرقيا و المشتري و رب بيته ينظر إليه دل على أن الصلاح يكون في البلد الذي فيه سهم السعادة و يكون فيها الأمن و قلة الخوف
و إن كان سهم السعادة و صاحبه في مكان جيد دل على الخير و الصلاح
و إن كان في مكان مذموم أو تحت الشعاع دلا على الضرر و الخسران على جرم البرج الذي هما فيه
* و أنظر في وقت الإجتماع أو الإستقبال أن يكون النحسان أو أحدهما ينظر إلى عطارد نظر عداوة أو مقارنة فإنها علامة ردية تدل على الشر كله و لا تدل على شيء من الخير
* و متى إتفق في جزء الإستقبال أحد العقدتين أو الرأس أو الذنب و إن لم يكن كسوف فهو أشد ما يكون من المناحس فاحذر
* و قد تقدم أن كل كوكب يختص بدلالته على أحوال طبقات الناس

فزحل إذا قوي في التحويل و كان له الإبتزاز في المواضع القوية دل على قوة من هو دليله و على العمارة و الدور و إرتفاع الحالة و صلاح المعيشة
و إذا نحس و ضعف دل على الهدم و الغرق و البرد و الظلم و الخسف و الزلزلة و ضعف من هو دليله

المريخ إذا قوي في التحويل و كان له النصيب في السنة دل على الغلبة و الظفر و القوة و الظهور لمن هو دليله
و إن كان راجعا أو ضعيفا دل على الخوف و الحرب و سفك الدماء و الطواعين و الأوجاع الحارة

المشتري إذا قوي و صلح في تحويل السنة و كان له الإبتزاز أظهر الناس الخير و الزهد و الورع و الديانة و العبادة
و إن كان على خلاف ذلك تقاطعوا و تعاقوا و أمسك المياسير عن الصدقة و القاعدة على الأهل و الفقر و الفاقة و الحاجة و ظهر في الناس الجوع و الضر و المسكنة
و إذا كان المشتري في تحويل السنة في مقابلة الطالع فإن السادات تنحرف عن الرعية و تعاديهم و لا يكون لهم سعادة

الشمس إذا كانت قوية سليمة عز الملوك و العظماء و الأشراف و كثرت الرياسات و الأخطار في الناس و إرتفعت مراتب أقوام كثيرين و صاروا في العلو في القدر و الشرف
و ينبغي أن تقيم الشمس للملك مقام الطالع و تدبر البيوت منها كما تدبر الطالع في دلالة البيوت الإثني عشر و تنظر مواضع السعود و النحوس منها و تقول على ما يدل كل بيت منها
و كذلك تفعل للعامة بصاحب السنة
و إن كانت الشمس منحطة متضعفة إتضع الملوك و إنحطت منازلهم و ظهر الجور على الناس من ولاتهم و دخل عليهم مكاره عظيمة من ملوكهم

الزهرة إذا كانت قوية مسعودة ظهر في الناس السرور و اليسار و النعم و صلحت المعايش و إتسعت العامة و كثر سرورهم بالنساء و الولد و الدلائل الزهرية
و إن كانت ردية الحال فاسدة أفسدت حالهم و تنغصوا بسرورهم و كثرت أحزانهم و همومهم و ضاقت معايشهم و ظهر الشر و الجور فيهم

عطارد إذا كان قويا سليما ظهرت الأرياح و إعتدلت و فشي في أكثر العالم الأدب و في العامة و تحابب الناس و تواددوا و تواصلوا و ظهرت فيهم الخطب و الشعر و كل كلام مطرب معجب
و إن كان فاسدا منحوسا إشتدت حالة الناس من العامة و جار ولاتهم عليهم في خراجهم و مشايخهم و قل الأدب و عصفت الرياح و نقصت الأرياح و كثر الأراجيف و الكذب

القمر إذا كان مسعودا سلمت العامة و قلت الآفات و المرض فيهم و إعتدلت المياه و كانت الأمطار نافعة و السنة صالحة مسعودة مخصبة
و إن كان فاسدا مضرورا دخل على العامة الضرر من الولاة و كثر الأمراض و ربما كان الأمد الأمطار في الأوان الذي لا يحتاج إليه و إحتبس عن الناس أحوج ما كانوا إليه
و إذا كان القمر في بيت السفر أو غيره من الكواكب و هو قوي دل على السفر و خروج الناس إلى الناحية التي تنسب إلى البرج الدال على السفر

دلالة صاحب السنة و هو السالخداه فنقول
****************************
* إذا كان صاحب السنة زحل و كان راجعا في الميزان دل على حروب بين الملوك بأرض الغرب و الشمال
و إن كان راجعا في العقرب دل على حروب و فتنة و طاعون و وباء و فساد في الناس و المياه و أصحاب الجزائر
و أنظر في حد من هو من الكواكب , و أين رب حده , و على من يطرح زحل شعاعه من الكواكب فاقض الحوادث في نصيب تلك الكواكب من الأرض و البلدان و شر ذلك إن كان نظره من عداوة
فإن مر المشتري فوقه في تالنطاق خرج على الملك رجل يأمر بالعدل , و إن نظرت الكواكب إليه كثر أعوانه و أنصاره و ظفر هو , فإن كان نظرها إلى زحل دونه كان الظفر للملك به
و إن كان رب السنة زحل و كانت له قوة فإن تلك السنة تكون كثيرة البنيان و العمارة و تحدث في الأرض أنهار لم تكن و تقل الأسعار و تخصب الأرض و يكثر خير العامة و خاصة المهان و السفار و الأكرة , و إن كان رديء الحال إشتد البرد و كثرت الأمراض و فشي الضر في الناس و عصفت الرياح و قلت الأمطار و دخل الضرر على المهان و أهل الحرث و أسرع الموت إلى الشيوخ و القدماء و رجفت الأرض في أماكن شتى و ظهر الجور و الظلم من الولاة على قهارمتهم و من يكن لهم علييه ولاء و كان جل ذلك في البلاد المنسوبة إلى زحل
مقابلة المريخ لزحل أشد من قرانه و أخبث في الدلالة

* و إن كان المشتري صاحب السنة و كان قويا جيد الموضع فإن تلك السنة يصلح فيها أمر القضاة و الفقهاء و العباد و النساك و ينالون الخير و العز و يعظم فرح الناس و يحسن حال الأشراف و يعدل السلطان و يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر و يظهر الزهد و الورع في العالم
و إن كان مقبولا إنتفع العامة و الرعايا بالملك و أصابوا منه فوائدا و معروفا و نفعا
و إن كان منحوسا إتضع القضاة و الفقهاء و دخلت عليهم بلايا و مكاره كثيرة و نال الضرر و الفساد أهل بابل و عظماء الناس و وجوههم و أشرافهم و تتعطل مساجد أكثرهم و يفشوا في الناس الفقر و الحاجة و المسكنة و ساءت حال العامة و زهد أهل الخير في الخير و كثر الفساد و الجور في الأرض
و إذا كان المريخ مارا في النطاق فوق المشتري خرج على الملك خارجي شرير ظلوم رديء مستحل سفك الدماء و كان الملك خيرا فاضلا , و إن نظرت الكواكب إليه من المشتري أو المريخ و عاونته كان له الظفر و على هذا يكون الناس في سائر الكواكب

* زحل دليل الملوك بالطبع لأنه أعلى الكواكب و جميعها تتصل به و هو لا يتصل بكوكب منها
و المشتري دليل الخوارج لأنه تاليه و لا يخرج على الملك إلا مثله و قرينه

* و إذا كان المريخ صاحب السنة و كان قويا مسعودا فإن تلك السنة تكون صالحة للقواد و الجند و يظهرون و يعزون و يعظم أقدارهم و يغلب أهل الثغور على من يليهم و يكثر المطر في أوانه و يسر الناس بالمطر و الظفر و الغلبة
و إن كان منحوسا دخل الضر على الأجناد و أهل الثغور و أصحاب السلاح و صناعه و فشا الخوف و الشعت و الفرقة و الشقاق و كان جل ذلك في بلاده و أقاليمه المنسوبة إليه

* و إن كانت الشمس صاحبة السنة و كانت برية من النحوس فإن ملك ذلك الإقليم يظهر على جميع ملوك الأقاليم و يعز الملك و الأشراف و العظماء يرون الخير و السلامة و الطمأنينة و يكثر الطعام و الغنم و الدواب و الطير و يصلح كل شيء لها عليه سلطان و دلالة
و إن كانت منحوسة ضعف السلطان و زال شرفه و تسلط على الملوك العبيد و المهان و السفلة
و إذا كانت الشمس في تحويل السنة في العاشر و المريخ في الطالع دل على أمراض في أول السنة و الفتن في وسطها و شر بين الملوك
و إن كان المريخ في هبوطه دل على أن محارب الملك لا دين له و لا روية له
و إن كان الذنب مع المريخ دل على الفتن و القتال
و إن كان طالع السنة و الشمس منحوسين جميعا دل على فساد أمر الملك
و إن فسدت الشمس و نحس الطالع و ربه دل على فساد أمر الرعية مع سلطانهم

* و إن كانت الزهرة صاحبة السنة و كانت على ما ذكرنا من السعادة و القوة كان ذلك صالحا للنساء و يسلمون من الآفات و الأمراض و تضع الحبالى و يتم سرورهم بالأزواج و الأولاد و يعز الملهيون و المغنون و ينالون منزلة الملوك و يكثر في الناس اللهو و السكر و الطرب
و إن كانت ضعيفة فاسدة فإن السنة تكون قليلة الخير و يتنغص الناس بسرورهم و يتكدر عليهم عيشهم و يقع الوباء في النساء و تموت الحبالى و تكون الزلزلة في أرضين شتى و ينهدم البنيان و يكون قتال شديد و يدخل على الملك هموم و أحزان و يكون أكثر ذلك في أرضها و إقليمها

* و إن كان عطارد صاحب السنة و كان بريئا من النحوس تنظر إليه السعود و تجامعه فإن تلك السنة تكون صالحة للصبيان و أهل العلم و الأدب و التجار و خير ذلك إن قبله صاحب بيته فإن كان مقبولا أصاب منزلة من السلطان و نالوا رياسة و شرفا
و إن كان ساقطا أو فاسدا أو محترقا من النحوس أو كان في الأماكن الردية دل على الضيق في المعيشة و الشدة في الخراج و المساحات و كثرة الكذب و الأراجيف و عم الضر الكتاب و التجار و كان جل ذلك في ناحية المغرب و الأماكن المنسوبة إلى عطارد

* و إن كان القمر صاحب السنة و كان بريئا من النحوس كثرت الأمطار و قلت الأمراض و إتسع الناس و صدقت الأخبار
و أفضل ذلك أن يكون مقبولا فإنهم يصيبون منزلة من الملوك و يكون المطر في أوانه
و إن كان فاسدا أو منحوسا عم الضرر و الفساد في جميع العالم و إشتد ذلك و ظهر في البلد الذي يكون لذلك البرج الذي نحس فيه الضرر

* إذا كان طالع السنة العقرب في العشر الأواخر منه و فيه زحل في حقيقة درجة الطالع و المريخ فيه في الموضع إما في العقرب أو في درجات الطالع من القوس و كانت الزهرة محترقة و المشتري راجعا و سهم السعادة منحوسا فاقض بالشر في تلك السنة و الزلزلة العظيمة و الرجفة و خراب المدن و الطواعين و العلل و الفتن و القتال لأن العقرب نحس البروج و كما أن صاحبه نحس الكواكب في بيت الحياة
و أحكم أيضا بخروج الملوك بعضهم إلى بعض القتال و موت العظماء فإن هذه البلايا في العالم كله
* و متى ربعت الشمس زحل و كان المريخ مقارنا له أو مربعا له من الجهة الأخرى فإن تلك منحسة عظيمة كثيرة
فإن وافق ذلك دخول شرفها أو دخول كوكب من الكواكب شرفه و هما ينظران إليهما و إليه و كان صاحب السعادة أو صاحبه غائبا عن مناظرته فإن تلك علامة ردية و دلالة سوء على أهل البلاد التي يتولاها ذلك الكوكب من ظلم ملكهم لهم و تعسفه لهم و نزول البلايا و يكثر فيهم الفساد و الشر
فإن كان نظر النحس من البروج الثابتة كان البلاء طويلا , و إن كان من المنقلبة كان قليلا , و إن كان من ذوات الأجساد كان مرارا
* النحوس إذا كانت في البروج أحدثت في أهل ذلك البرج فسادا و شرا على قدر جوهر ذلك البرج و جنسه
إن كان من بروج الناس كانت الآفات في الناس
و إن كان من بروج الدواب كانت الآفات في الدواب
و إن كان من بروج النبات كانت الآفة فيه
و إن كان في بروج الماء كانت الآفات في ذوات الماء
و إن كان من البروج الأرضية كانت الآفة في النبات
فإن كان النحس في الثور دل على فساد الأشجار و الرياحين و الثمار و غير ذلك من نبات الأشجار الحسنة
و إن كان في السسنبلة دل على هلاك الحنطة و جميع الحبوب
و كذلك قل في الحوت حيث يدل على الماء العذب و الأنهار العظام
و السرطان حيث يدل على مستنقع المياه و الآجام و المفايض
و العقرب حيث يدل على الماء المالح و كل ما عظم من البحار

و إذا أردت النظر في أمر الملك
****************************
* فأنظر لذلك من العاشر و صاحبه و الشمس بالنهار و القمر بالليل
و الشمس لها الدلالة على الملوك بالطبع كما قلنا في زحل
و كل كوكب ربع الشمس أتى بجوهره فإن كان سعدا دل على الظفر و السرور و الراحة و الصلاح و ما أشبه جوهره
و إذا كان التحويل نهارا و المريخ في تربيع الشمس أو مقابلتها و هو حال في برج منقلب دل على خروج خارجي على الملك و خلع يده من الطاعة
* و أنظر أبدا في تحويل السنة إلى المريخ فإن كان في البروج النارية أتى الملك ما يضره من ناحية المشرق
و إن كان في البروج الهوائية أتى الملك ما يضره من جهة المغرب
و إن كان في البروج الأرضية أتاه المكروه من جهة الجنوب
و إن كان في المائية أتاه من جهة الشمال
* و إن كان زحل في تربيع الشمس أصاب الملك أحزان و هموم و مصائب في ماله
و إن وقع القمر مع زحل أصابه مرض بنيه و أقاربه
و إن قارنت الزهرة أصابت الآفة نساء الملك
و إن كان المشتري مقارنا لزحل هلك الأشراف و العظماء و القضاة و الوزراء و ذوي المراتب
و إن كان الرأس مع زحل دل على المضرة بالرؤساء و العظماء
* و إن إتفق عند تحويل السنة أن يكون الطالع الحمل و الشمس فيه و المشتري في شرفه و زحل كذلك دل على تنازع الملوك و الرؤساء في طلب الغلبة و الملك و الرياسة
فإن كان المريخ أيضا في شرفه دل على القتال و الحروب و سفك الدماء في سائر الأقاليم و عم الفساد الناس أجمع حتى الصبيان و البهائم و الطير و ثارت فتنة عظيمة إلى أن تنتهي إلى الربع الذي فيه المشتري
فإن كان القمر في شرفه أيضا زاد في التنازع و القتال إلى آخر السنة
و إن كانت هذه الكواكب في أشرافها و الطالع الحمل كان التنازع بين الملوك
فلو كانت هذه الكواكب التي في أشرافها فيما يلي الأوتاد كان التنازع بين الوزراء و الرؤساء
و إن كانت في السواقط كان ذلك بين العوام و الرعايا
فإن لم يكن المشتري في شرفه و كان زحل في شرفه و الشمس في شرفها دل على خروج ملكين أحدهما من المشترق و الآخر من المغرب و شدة الحرب و القتال بينهما و كان ببابل أيضا البلاء

****************************
و على رأي من يجعل دليل الملك الطالع
* رب العاشر على رأي من يجعل الطالع دليل الملك متى إنتحس أو ساءت حالته بالسقوط و نظرت إليه النحوس لقي العمال شرا
فإن كان الناحس المريخ و عطارد ناظرا إليه عزلوا و تلف ببعضهم
و إن كان رب العاشر مسعودا دل على نفوذ عمال الملوك لأموره و قوة ولاته في النواحي
* و إذا كان صاحب الثاني رديء الحال نهبت خزائن الملك و أمواله
و إن كان ساقطا عن الأوتاد و المريخ ينظر إليه كثر إنفاق الأموال بأسباب الحروب و ما أشبه ذلك من طبع المريخ
فإن كان الناظر إليه زحل دل على كثر الخراج و كثر البقايا
و إن كان سهم السعادة في الثاني و المريخ ناظر إليه و زحل دل على إنفاق بيوت الأموال في الحروب
و نظر المشتري و الزهرة إليه بضد ذلك
* رب الثاني عشر و السادس إذا كانا ساقطين عن الوتد وقع الملك بأعدائه و العاصين لأمره حتى يدنوا له
* رب التاسع إذا كان ساقطا عن الأوتاد سافر الملك
و هذه الفصول على رأي من يجعل دليل الملك الطالع
****************************

* سهم السعادة يدل على أمر الملوك
و سهم الغيب يدل على همم الملوك و سيرهم
فإن وجدت سهم السعادة منحوسا دل على إعطاء الملك ذخائره و إفناء خزائنه
و إن كان سهم الغيب منحوسا كانت همته ردية و عشرته مذمومة
و قل على قدر المنحسة إن كان منحوسا بالمريخ قتل الأمراء و العباد و القضاة خاصة إن كان في البروج التي على صور الناس
و إن كان منحوسا بزحل كانت المناحس و الفساد في البحار و الأنهار و هلاك من يركب السفن

* عطارد إذا كان في مدخل السنة أو الربع مشرقا كان ذلك دليلا على غاية القوة للملك و كتابه
فإن كان منحوسا كان ذلك دليلا على غاية الفساد لهما
فإن كانت المنحسة من المريخ عزل العمال و إشتد غضب الملوك على الكتاب و إحتال وزيره عليه في أموره

* دليل الملك إذا كان معه في برجه كوكب يشاركه فيه فإن الدلالة التي تلحق الملك من خير أو شر تعمه و أهل بيته

* إذا حسن حال المريخ في تحويل السنة دلت على إخلاص عبيد الملك بالطاعة
و إن كان مع ذلك هو صاحب السنة تضاعف خيره و حسنت طاعة العبيد للملك
و إذا ساءت حاله و فسد و إنتحس دل على خروج قوم من العصاة على الملك

* و كذلك يكون نظرك في حرب أو فتنة إذا رأيت المريخ في أحد الأوتاد الأربعة فاعرف سبب الحرب من طبع البرج الذي حل فيه المريخ
* و أنظر في التحويل أبدا إلى المريخ فمتى كان صالح الحال صلح خدم الملك و جنده
و إن كان منحوسا دل على حركة السفلة و السقاط على القادة
و إذا كان كذلك و سقط عن المشتري دل على هيجان الحروب و وثوب الأعداء على الملك
فإن كان المريخ تحت الشعاع طالت الحروب و دبرت بالحيلة و المكر و الكتمان حتى يشرق فإذا أشرق إنقضت
* و كذلك إذا كان عطارد تحت الشعاع أبطأ بأمور الملك و عامة كتابه و خدمه و أتى بالعسر حتى يشرق فتنحل الأمور و تستوي
* و المريخ إذا كان في برج منقلب دل على صعوبة الحرب
و في ذي جسدين فيكون تارة و تارة
و إن كان في ثابت دل على شدة الحرب بين الملك و الخوارج
* و أنظر بين أماكن أعوان الملك و أماكن أعدائه و العصاة
فإن كان عطارد ينظر إليهما و قوي إنقضت الحروب بالحيلة و الخديعة
* و إن كان في الثامن من الشمس المريخ كان مقتلة عظيمة و وثوب على الملك و خاصة أهل الناحية التي للبرج الذي فيه المريخ
و إن كان المريخ في ثامن القمر دل على قتل كثير و أمراض شديدة في الناس
زحل في هذا الموضع من الطالع يدل على مرض عام , فإن كان البرج ذكرا كان ذلك في الرجال و إن كان أنثى كان في الإناث
و كذا قل في الثاني فإنه مثل الثامن

* متى شمل المشتري مناحسه ثلاثة أو إثنان دل على سوء حال العظماء و الملوك و الوزراء و القضاة
فإن كان راجعا أو تحت الشعاع دل على الغلبة للأنذال و خروجهم على الملك

* كل كوكب لا ينظر إلى وسط السماء فهو معاد للملك

* و متى كان المريخ رب السنة و رجع فيها في مكان فاسد أو في موضع غربة و لم ينظر إليه شيء من السعود هيج الأعداء على الملك و أثار الحروب
* إجتماع المشتري و بهرام يدل على هلاك رجل عظيم الشأن سيما إن كان البرج ثابتا
و الوقت فيه يؤخذ من رب البيت الذي يجتمعان فيه لكل درجة يوم
* إجتماع زحل و الزهرة يدل على هلاك إمرأة عظيمة الشأن
فإن كان معهما عطارد هلك معها ولدها
* و إذا كانت الزهرة و عطارد في التحويل منحوسين فإنهما يدلان على فساد أمر الملك من الرعية و فساد أمر الرعية من الملك
سيما إن كان القمر منحوسا و يدلان على سفك الدماء و الإغتمام و ربما فسد أمر الملك و أمر الرعية معا من أمر عظيم يظهر و تكثر الفتن و أكثر ذلك في قسمة البرج الذي يكونان فيه

و الله أعلم بالصواب
و إليه المرجع و المآب
و صلى اله على سيدنا محمد
و على آله و صحبه و سلم
آمين
تم
****************************
****************************
العنقاء للتنجيم و الفلك
نوفيد خالد و سرويتي خالد
خنيفرة يوم الخميس 19 أبريل 2007 م زوالا
****************************
****************************
غير مبريء الذمه نقل الموضوع أو مضمونه بدون ذكر المصدر: منتديات الشامل لعلوم الفلك والتنجيم - من قسم: مكتبة المخطوطات والتراث


...
....
الصورة الرمزية حسان الصالح
حسان الصالح
عضو
°°°
افتراضي
تمنياتنا للنبيل السرويتي الشفاء العاجل
ولكم نوفيد خالد كبير التقدير والشكر

الصورة الرمزية النّجف الأشرف
النّجف الأشرف
عضو
°°°
افتراضي
بسم الله و الحمد لله و الصلاة على حبيب الله وآله أولياء الله

مندوب النجف الأشرف يكتب:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

بارك الله فيك ايها الفاضل المفيد المعطاء
ادام الله في فضله عليك

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين

صورة رمزية إفتراضية للعضو هاروس
هاروس
عضو
°°°
افتراضي
الف شكر لاخينا العزيز خالد نوفيد راجيا من المولى الشفاء العاجل للا خ خالد سرويتى وحفظه من كل سو ء.

اخوكم البونى

صورة رمزية إفتراضية للعضو LLLL
LLLL
عضو
°°°
افتراضي
مشكوررررررررررررررررررررر
جزيت خيرااااااااااااااااااااااااااااا

صورة رمزية إفتراضية للعضو آلـطـور آلآخـر
آلـطـور آلآخـر
عضو
°°°
افتراضي
بــارك الله فيـــك ...

صورة رمزية إفتراضية للعضو صديق موصلي
صديق موصلي
عضو
°°°
افتراضي
نشكر الاخ نوفيد كثيرا ولكنا والله اصبنا بالكابة حينما قرات ان الاخ الكريم خلد سرويتي مريض - ثم قرات تاريخ هذه الصفحة فوجدتها كتبت في 2007 - نسال عنك ايها الحبيب سرويتي كيف انت ؟ جعلك الله في احسن حال ومن بكرمه عليكم بدوام الصحة والسعادة - وانا من مدينة نينوى قرب مقام ومرقد النبي يونس عليه السلام والله من هذه اللحظة ادعو لك بدعاء النبي يونس عليه السلام -- لااله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين - نجاكم الله برحمته من كل هم وغم آمين ياارحم الراحمين - وفي هذا الدعاء يقول الامام جعفر الصادق عليه السلام في حديث طويل --- وعجبت لمن كان في غم كيف يقنط من رحمة الله ولم يدعو بهذا الدعاء لان الله سبحانه بعدها يقول -- فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين -- اللهم صلي على محمد وآل محمد واشف اللهم برحمتك اخي خالد سرويتي -- الرجاء طمانوننا فقد انشغل بالنا عليكم - نرجو ان نسمع اخباركم - والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته -

صورة رمزية إفتراضية للعضو كارم العايدى
كارم العايدى
عضو
°°°
افتراضي
شكرا جزيلا علي ماتقدموه لإفادة الجميع

صورة رمزية إفتراضية للعضو خيرى عبيد
خيرى عبيد
عضو
°°°
افتراضي
اللهم صل على محمد وآل محمد

يعطيك الف عافيه اخوي الغالي

بارك الله فيك

صورة رمزية إفتراضية للعضو شيخ الأزهر
شيخ الأزهر
عضو
°°°
افتراضي رد: تحقيق كتاب النتائج التجريبية عن المقدمات الفلكية
جزاک الله خیرا


مواقع النشر (المفضلة)
تحقيق كتاب النتائج التجريبية عن المقدمات الفلكية

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
الانتقال السريع
المواضيع المتشابهه
الموضوع
برنامج الجفر النسخة التجريبية للتحميل....
إلى مريدي التنجيم الهندي: كتاب تحقيق ما للهند للبيروني
كتاب علم الهيئة الفلكية إبن سينا
كتاب النتائج التجريبية عن المقدمات الفلكية

الساعة الآن 11:03 PM.