المشاركات الجديدة
ســــــوريــا ياحبيبتي : يهتم بالممانعة والمقاومة وبالمواضيع العامة الثقافية والاماكن السياحية و الاثريـة

كشف مخطط الشرق الاوسط الجديد

صورة رمزية إفتراضية للعضو محمد هـادي
محمد هـادي
مشرف
°°°
افتراضي هكذا تريد الولايات المتحدة الشرق الأوسط الكبير
هكذا تريد الولايات المتحدة الشرق الأوسط الكبير

جريدة النهار (لبنان)
٦ مارس/ آذار ٢٠٠٤
الياس حنا : كاتب وباحث استراتيجي، استاذ محاضر في جامعة سيدة اللويزة، وعميد ركن
متقاعد.
من مشروع الشرق الاوسط الجديد مع شمعون بيريز، الى مشروع الشرق الاوسط الكبير مع
الرئيس جورج بوش، تبقى الساحة الاسلامية عمومًا، والساحة العربية خصوصًا هي الاساس، وهي
المقصودة بالتغيير المطلوب. هكذا تبدو الساحة العربية ساحة الاختبار وساحة الصراع الجديد.
لا بل هي تشكل، وحددت من الولايات المتحدة كأنها العدو البديل عن الاتحاد السوفياتي. والا فما
معنى نقل استراتيجية الاحتواء الاميركية من الدب الروسي، الى مزيد من الاحتواء للعالم العربي
والاسلامي؟ ويكفي هنا ان نرصد الوجود الاميركي العسكري في المنطقة، ونراجع الخطاب
الاميركي والحروب التي خِيضت حتى الآن، لنعرف عمق التورط الاميركي في المنطقة. او بشكل
آخر، لنعرف ونعي أهمية المنطقة للاستراتيجية الاميركية الكبرى، وخصوصًا بعد سقوط الدب
الروسي، ووقوع حوادث ١١ ايلول . ٢٠٠١
لكن الفرق بين مشروع بيريز وجورج بوش، يتمثل في التوقيت، وفي اختلاف الظروف الدولية
والاقليمية جذريًا. ويتمثل خصوصًا في وضع العرب الذي وصل الى أسفل الدرك. مع بيريز، استند
في المنطقة عبر توزيع المهمات بين الدول العربية Integration المشروع الى دمج اسرائيل
واسرائيل. اما مع بوش، فإن مشروع الشرق الاوسط الكبير، يرتكز على أن يكون العرب هم
المنقذون، وهم وسيلة الاختبار، وهم ليسوا شركاء، الا اذا نفذوا لائحة المطلوبات منهم وهي كبيرة
جدًا جدًا. كما يتناول المشروع الجديد التغيير الجذري لدى العرب في عقولهم كما في قلوبهم.
يعتقد العرب ويشعرون ان تسمية منطقتهم بالشرق الاوسط، هي اصلا تسمية تنبع من تعصب
فأوروبا بالتحديد في ذلك الوقت، كانت تشكل قلب العالم ومركزه. .Ethnocentric عرقي
وانطلاقًا منها، اي اوروبا، بدأت التسميات. فأتى الشرق الاوسط ( ١) الادنى وبالتالي الشرق
الاقصى. وهم ايضًا الآن، اي العرب، يشعرون انهم ثانية يشكلون موضوع المناقشة، واطلاق
التسميات. فحاليًا هم ضمن المنطقة المزمع العمل فيها، ألا وهي الشرق الاوسط الكبير. فماذا
عن الشرق الاوسط الكبير؟
لا يمكن النظر والتحليل في المشروع الاميركي الجديد، الا عبر البحث والتمعن، ومعرفة
في النظام العالمي الجديد. وفي هذا الاطار Grand Strategy الاستراتيجية الاميركية الكبرى

يقول المؤرخ الانكليزي بول كينيدي، ان الاستراتيجيات الكبرى يجب ان ترتكز على استراتيجية
للسلم، وعلى استراتيجية للحرب. اي بمعنى آخر، تقوم استراتيجية الحرب التي تتبعها الدول
الكبرى في الصراعات الدموية، على ما كانت قد اعدته هذه الدول الكبرى - العظمى، من
استراتيجيات أبان وقت السلم (اي الاستراتيجية الكبرى ايام السلم). فالسلم عادة، او غياب الحرب
كما يفضل تسميتها الزعيم الشيوعي فلاديمير لينين، يكون لفترات اطول بكثير من فترات الحرب.
لكن واذا وقعت الحرب، فإنه على الدول العظمى ان تستعمل ما كانت قد اعدته ايام السلم. خاضت
اميركا الحرب الباردة. خرجت منها تقريبًا منتصرة. منيت بكارثة ١١ ايلول، فقط لانها ارادت
استعمال استراتيجية مر عليها الزمن بعد سقوط الدب الروسي. أي بمعنى آخر، لم تنفع
الاستراتيجية الكبرى الاميركية التي اعدتها ايام السلم للقتال في اوروبا وضد السوفيات، لقتال
العدو الجديد عندما تطّلب الامر ذلك. وذلك لأن الوضع تغير، وتغير العدو، وتبدلت موازين القوى،
واصبح الارهاب تحت الغطاء الديني يشكل العدو الاول والوحيد وبامتياز، وذلك بحسب ما عبر عنه
.( المفكر والخبير في شؤون الارهاب ولتر لاكور في كتابه الجديد "لا نهاية للحرب" ( ٢
بعد ١١ ايلول وبدء الحرب الاميركية على الارهاب، يمكننا القول ان اميركا تريد رسم صورة
.(NSS( جديدة للعالم تناسبها. وقد ظهر هذا جليًا في استراتيجية الامن القومي الاميركية 3
وانطلاقًا من الاستراتيجية الاميركية الكبرى والتي ظهرت في استراتيجية الامن القومي، يمكننا
القول ان اميركا هي في صدد بناء استراتيجيا كبرى ابان السلم النسبي (كما ذكرنا آنفا) حاليًا
تعمد من خلالها الى تثبيت هيمنتها على العالم، وخصوصًا ان كل الظروف الدولية وفي الابعاد
كلها، تناسبها بشكل لم يسبق له مثيل. على ان تشكل هذه الاستراتيجية ابان السلم العمود الفقري
لأي حرب مستقبلية قد تقع. من هنا نلاحظ التغييرات الجذرية الاميركية على صعيد القوات
المسلحة، من تسليح، تنظيم وطريقة قتال جديدة، وثورة في الشؤون العسكرية التي تخوضها
اميركا في ظل عجز الدول الكبرى الاخرى عن مجاراتها في هذا المجال. انطلاقًا من هذه الصورة
الكبرى، وهذه المقاربة، علينا ان نفهم، او ان نضع ونعي المشروع الاميركي للشرق الاوسط الكبير.
فهو جزء من كل. لكن اهميته، او قلقنا منه، ينبع من انه يتناولنا مباشرة كما ذكرنا سابقًا.

ركائز الاستراتيجية الاميركية

ترتكز الاستراتيجية الاميركية الكبرى على الامور الآتية:

منع وقوع اي حادثة مماثلة ل ١١ ايلول على الارض الاميركية لذلك وجب ضرب ·
الارهاب اينما كان، ومنعه من حيازة اسلحة الدمار الشامل
منع قيام أي منافس لها على صعيد الدول الكبرى، او قيام اي تكتلات قد تهدد ·
هيمنتها في المستقبل

واخيرًا وليس آخرًا، نشر القيم التي ترتكز عليها الديموقراطية الاميركية حتى ولو ·
بحد السيف
Peace through في اختصار تريد اميركا تأمين السلام العالمي عبر الامبراطورية المهيمنة
.hegemony
وتنفيذًا لذلك، بدأت اميركا، او هي قيد إجراء تعديلات جذرية على اوضاعها السابقة وفي
الابعاد كلها: العسكرية، الاقتصادية والسياسية. وفي دراسة، او تقرير رفعه البنتاغون الى الكونغرس
يحدد فيه كيفية مقاربته لتنفيذ الاستراتيجية الاميركية الكبرى على المسارح العالمية لتحقيق
الاهداف الاميركية، اقترح ما يأتي:

العمل على ترتيب الاوضاع الاقليمية في كل مسرح مهم. على كل، كانت اميركا قد ·
قسمت العالم مناطق عسكرية مهمة على رأسها جنرال برتبة اربع نجوم.
في كل منطقة اقترح البنتاغون في تقريره ان تسيطر اميركا على المسرح من ·
خلال اتباع مفهوم توازن القوى بين الدول الموجودة في هذا المسرح.
أن يكون لاميركا وجود عسكري عصري يمكنه حسم اي معركة او ازمة قد تنشأ، ·
وذلك من دون انتظار مجيء قوات جديدة من مسارح اخرى.
من هنا نلاحظ قرارات وزير الدفاع رونالد رامسفيلد لاعادة تحديث القوات ·
الاميركية، واعادة انتشارها على قواعد جديدة تعالج الاخطار المستجدة.
وتبدو المؤشرات التي تثبت هذا السلوك جلية على المسرح الآسيوي مع كل من ·
كوريا الجنوبية، اليابان واوستراليا والتي تشكل المثلث الاستراتيجي الأهم للولايات
المتحدة، وخصوصًا بعد ١١ ايلول، وبدء صعود الصين، بالاضافة الى معضلة كوريا
الشمالية. يضاف الى هذا طلب مهم تقدمت به الهند تطلب فيه من الولايات المتحدة ان
تضعها كدولة ضمن مسؤولية القيادة الوسطى، بدل ان تكون في نطاق قيادة الباسفيك
واذا تحقق هذا الامر، فإن الهند ستصبح لاعبًا اساسيًا على .Pacific Command
الساحة الاسلامية عمومًا والعربية خصوصا. وقد يفسر هذا الطلب ما وصلت اليه العلاقة
الهندية - الاسرائيلية، في مجال التبادل والتعاون العسكريين.
اذًا وانطلاقًا من هذه الاستراتيجية الكبرى (لأيام السلم النسبي)، يدخل موضوع الشرق الاوسط
الكبير من الباب الواسع. وهو، اي الشرق الاوسط الكبير، يعتبر المسرح الاساسي الاقليمي حيث
يتركز الجهد الرئيسي للولايات المتحدة في هذا الوقت، وخصوصًا بعد ١١ ايلول. لذا على
الدارسين، المفكرين، وخصوصًا السياسيين الانطلاق من هذه الارضية لفهم طرح المشروع
الاميركي للمنطقة. لكن يبدو ان طرح الموضوع للشرق الاوسط الكبير، ينقسم في روحيته
استراتيجيتين فرعيتين هما:

تتعلق مباشرة بما Imminent استراتيجية كبرى ملحة على الولايات المتحدة ·
حصل في ١١ ايلول، وفي طريقة الرد على هذا الاعتداء، وفي الحرب على الارهاب العالمي،
وفي تحول ساحة الشرق الاوسط ساحة بديلة للاتحاد السوفياتي، وفي تحولها النقطة
بين قوى الخير وقوى الشر حسب تعبير الرئيس بوش. في ، Clash الرئيسية للاصطدام
هذه الاستراتيجيا تعمد اميركا الى ترتيب وضع الشرق الاوسط القديم - الجديد، لتكون
هي المقرر الاساسي وفي ابعاد عدة.
استراتيجيا قريبة - بعيدة المدى (لعقدين من الزمن)، تهدف وخلال العمل على ·
الشرق الاوسط الكبير الى تحقيق اهداف استراتيجية بعيدة المدى، مهمة وحيوية
لاستمرار هيمنة الولايات المتحدة على العالم ككل. وهذا بالفعل ما ورد في استراتيجيا
واذا راجعنا كيفية خوض الحرب الاميركية على الارهاب، .NSS الامن القومي الاميركية
وراجعنا كيفية انتشار القوات الاميركية بعد ١١ ايلول وراجعنا كيفية انشاء، او الغاء بعض
القواعد العسكرية الاميركية، فانه يمكننا استنتاج ما يأتي:
وجود القوات الاميركية والقواعد العسكرية على حدود القوتين العظيمتين، اي ·
روسيا والصين.
تحاول اميركا بهذا الانتشار العمل على السيطرة على الممرات وطرق المواصلات ·
البحرية. هذا عدا السيطرة على الجو والفضاء.
تضاف الى هذا الانتشار، عملية توسيع الناتو ليدخل اكثر في العمق الروسي بشكل ·
يطوق اكثر روسيا، وفي الوقت نفسه يحتوي القوتين الاوروبيتين المشاكستين، فرنسا
والمانيا.
وفي الوقت عينه يجب الا نهمل بعد الطاقة والمتمثلة بالنفط والغاز. وفي هذا ·
الاطار، يبدو ان روسيا هي في طور ان تصبح الدولة الاولى في انتاج النفط. كذلك الامر،
يبدو ان الصين واذا ارادت الاستمرار في النمو، فهي بحاجة الى مزيد من الطاقة، وهي
العملة النادرة لديها.
فعلى سبيل المثا ل: تحتل الصين المركز الثاني العالمي في كمية استهلاك الطاقة ( ٥,٥
ملايين برميل عام ٢٠٠٣ /في اليوم). ولكي تكفي حاجاتها استوردت الصين حوالى ٧٧٣ مليون برميل
في العام . ٢٠٠٣ وحسب وزارة الطاقة الاميركية، سوف يرتفع استهلاك الصين في العام ٢٠٢٥ الى
١٠،٩ ملايين برميل في اليوم، ومن هذه الكمية سوف تستورد الصين حوالى ٧،٥ ملايين برميل في
اليوم. فمن اين ستأتي هذه الكميات الضخمة للمستقبل؟ لذلك تبدو المعركة الحالية والصامتة
بين الجبارين كأنها تحاول رسم صورة المستقبل. وعلى سبيل المثال ايضا، تحاول الصين حاليا
تأمين مصادر الطاقة عبر الضخ البري، بواسطة انابيب النفط، وذلك عبر اتفاقات متفرقة مع دول
آسيا الوسطى، وخصوصًا كازاخستان. فهي، اي الصين لا تستطيع السيطرة على الممرات البحرية

في ظل عدم توافر بحرية حديثة. وهي لا تستطيع تحديث قواتها لأن الامر مكلف جدا. وردا على
هذا الامر، تعمد الولايات المتحدة الى رشوة كازاخستان عبر مساعدات عسكرية وغيرها، لعدم
اعطاء الصين هذا الاتفاق.
اذًا انتشار عسكري ضمن الشرق الاوسط الكبير سوف يؤمن الستاتيكو المفيد للامبراطورية
المهيمنة. وفي الوقت نفسه، سوف يؤمن هذا الامر على المدى البعيد السيطرة على نفط الخليج،
وعلى نفط بحر قزوين. وفي الوقت نفسه، احتواء كل من روسيا والصين. وايضا التحكم في انتاج
النفط، وتسعيره في وقت لاحق، اي عندما تصبح روسيا متقدمة على صعيد الانتاج.

بين الماكرو والميكرو

وفق هذه الصورة الكبرى، يمكننا فهم مشروع الشرق الاوسط الكبير، فماذا عنه؟
في ظل مفهوم العولمة، وامكان القوة العظمى (الولايات المتحدة) التدخل اينما تريد، من دون
استئذان احد. يمكننا ان نستنتج ان الفارق بين البعدين، الاستراتيجي والتكتيكي هو الى انحسار،
وحتى الى زوال. هذا على الاقل في الوعي الاميركي، نظرا الى ما تملك من امكانات. وقد ظهر هذا
الامر جليا، عندما مانعت تركيا في استعمال اراضيها من القوات الاميركية، كما استطاعت اميركا
نقل قواتها الى المسرح الكويتي، وذلك من دون تعديل مهم، او تأخير في تنفيذ المهمة الرئيسية.
ولأن اميركا ومصالحها تغطي كل الكرة الارضية، فان الابعاد التي ذكرناها (استراتيجي + عملاني
+ تكتيكي) هي تقريبًا غير موجودة. فاميركا تتدخل رغم عظمتها لضرب مجموعة من الارهابيين
Global في جزيرة معزولة في الفيليبين. ذلك الامر يدرس البنتاغون خطر ارتفاع حرارة الارض
على الامن القومي للولايات المتحدة الاميركية، وكيف سيغير هدا الحدث الخرائط Warming
الجيو - استراتيجية (صدرت دراسة في هذا الصدد عن البنتاغون).
بعد ١١ ايلول، دخلت اميركا الحرب على الارهاب وخاضت حربين: افغانستان والعراق. وقد اعتبر
اي المقاربة الكبرى للمنطقة، .Macro المحللون، او اطلقوا على هذه المرحلة صفة الماكرو
والتنفيذ العسكري لتثبيت موطئ القدم على الارض. بالفعل دخلت اميركا الشرق الاوسط القديم،
وثبتت وجودها حتى لو لم يكن العالم راضيا عن هذا السلوك.
وبعد الحروب الكبرى المحدودة في افغانستان، والعراق بدأت اميركا خوض الحروب الصغيرة
وكانت هذه الحروب قد ذكرت ايضا في استراتيجية الامن القومي الاميركية .Micro - Wars جدا
وبغية الانتقال من صورة الماكرو، الى صورة الميكرو، اطلقت اميركا مشروع الشرق الاوسط .NSS
الكبير. ويبدو ان الاسم كبير، لكن المقصود هو محاولة الدخول الى العقل والوعي العربيين،
لتغييرهما من الداخل، اي من الميكرو. ويعتقد الاميركون، ان الحرب تبدأ في عقول الرجال، ولمنع
وقوع الحرب، يجب البدء بالعمل من هناك، اي من عقول هؤلاء الرجال. ومقارنة مع ذلك، يجب
العمل على العقل العربي، لمنعه من استعمال الارهاب لتحقيق الاهداف السياسية. وإن العمل على

العقل العربي لابعاده عن الارهاب، يكون عبر التنمية البشرية والاقتصاد. وبالتالي التعليم وتغيير
المناهج الدراسية والتي يعتبر الاميركيون انها مسؤولة عن تسويق الكره للغرب. ويبدو المثال
الواضح جدا في هذا الاطار، ما انتجته مدارس الطالبان في افغانستان.
ان إطلاق هذا المشروع، ليس بجديد. فالعالم العربي، أو الشرق الاوسط الكبير (بإستثناء
والتي هي بإمرة ،CentCom المغرب العربي تقريبا) يقع ضمن صلاحية قيادة المنطقة الوسطى
الجنرال من اصل لبناني، جون ابي زيد.
وكما قلنا، يتمثل الخوف العربي من هذا المشروع، في انه طرح في هذا الوقت، حيث العرب في
الحضيض. كذلك الامر، إن طرح مشروع مماثل سوف يؤدي الى انتاج نظام امني اقليمي جديد.
والنظام الامني الاقليمي الجديد، يستلزم اعادة رسم التحالفات، وتصنيف الاعداء - الاعداء،
والاصدقاء - الاصدقاء، والدول الما بين -بين. وهنا مكمن الخطر على بعض الانظمة العربية،
لان الصديق - الصديق، معروف اصلا، والمتمثل بكل من: اسرائيل وبامتياز، تركيا والهند. اما
الدول العربية المؤثرة، فهي في خانة الصديق، والصديق فقط وبخجل، كمصر، السعودية، السودان
وغيرها. والدول العربية الاخرى والمصنفة صديقة - صديقة، فهي غير مؤثرة على صعيد التأثير
في رسم صورة المنطقة، وفي عملية اتخاذ القرار. اذا الصديق - الصديق لاميركا ليس عربيا. ومن
يدري ما قد يحصل فيما لو دخلت ايران المعسكر الاميركي لاحقًا؟ اما الصديق المسلم لاميركا
وغير العربي، اي باكستان، فهو في خانة الاتهام لانه باع التكنولوجيا النووية، ومن يدي ما عقابه، او
ثمن أخطائه هذه اذا عاند؟ اذاً ستشهد المنطقة العودة الى سياسة المحاور. لكن هذه السياسة
خطرة، وغير مسبوقة في المنطقة، لان اميركا تعتبر الان، اللاعب الاساسي والوحيد، وذلك بعكس
ما كان سائدا ابان الحرب الباردة، كحلف بغداد مثلا. وفي ظل محاولة اعادة رسم المنظومة الامنية
في المنطقة، ورسم التحالفات الجديدة، وفي ظل اعادة تصنيف الاعداء والاصدقاء، وفي ظل
ضعف عربي لم يسبق له مثيل وتفرد اميركي لم يسبق له مثيل في تاريخ البشرية، فإن كل شيء قد
يطرح حاليا للمنطقة، ومن الولايات المتحدة بالتحديد، هو امر مشكوك في صحة نياته الطيبة،
ومرفوض حتى من العتاة الذين يعشقون الديموقراطية، ويكرهون انظمتهم. يضاف الى هذا، خوف
الانظمة العربية المناوئة للاستراتيجيا الاميركية، من محاولة ضربها مباشرة عبر العسكر
الاميركي، او عبر تكليف اي حليف لاميركا، خصوصًا اسرائيل. فكيف يمكن هذه الانظمة، وحسب
الوزير اللبناني السابق غسان سلامه في محاضرة القاها في قطر، ان تقبل هذه الدول المناوئة
مساعدة المشروع الاميركي وتسويقه عندما يقول لها الاميركيون، انك على لائحة الاهداف
المقبلة؟
اذًا اميركا في المنطقة، تعصر البعض، تحتوي البعض الآخر. وتضرب من يعاندها مباشرة او
عبر وسيط ما، (حالة سوريا ومخيم عين الصاحب). وإن إستثمارها، اي اميركا في المنطقة قد
وصل الى سعر مرتفع جدا. لذلك ليس من السهل ان تنسحب اميركا، كما فعلت في فيتنام.

فالانسحاب من العراق، قد يعني سقوط النسر الاميركي الى غير رجعة. وقد يقول البعض: ماذا لو
وصل الديموقراطيون الى الحكم؟ وقد يرد البعض، ان الدول العظمى لا تبدل استراتيجياتها كما
تبدل ثيابها. وان الخطاب الانتخابي الرئاسي الاميركي يدور مثلا على كيفية إدارة الحرب، وبالكاد
نسمع احد المرشحين يبشر بالانسحاب الاميركي من المنطقة في حال انتخابه. وهذا بالفعل
يؤكد ما قلناه آنفا.

التعليم والمرأة

لماذا يرتكز المشروع على التعليم، إدارة الاعمال، والمرأة؟
في كتابه الاخير مع دافيد فروم، يقول ريتشارد بيرل انه يقدم الى الادارة الاميركية وعبر الكتاب،
خريطة طريق لضرب الارهاب. ترتكز هذ الخريطة على الاسس الآتية:
١- حماية الداخل الاميركي، حتى لو تضايق المسلمون الاميركيون.
٢- ضرب الدول التي ترعى الارهاب وتساعده.
٣- واخيرا وليس آخرا، وهذا ما يهمنا هنا، ضرب الارهاب في عقول المسلمين والعرب.
وإن ضرب الارهاب في العقول، من المفروض ان يرتكز على التناوب في الاستعمال بين
العصا والجزرة. العصا لمن عصا. والجزرة عبر إظهار اهمية التغيير، الازدهار، التعليم
والمساهمة في التطور البشري، وحتى التنعم بالديموقراطية والحريات.
اعتمد الاميركيون لاطلاق مشروع الشرق الاوسط على تقرير التنمية البشرية العربية للعام
٢٠٠٢ وقد يعني هذا الامر، ان الولايات المتحدة تدين العرب بقلم العرب ولسانهم. ففي هذا .

التقرير أرقام مذهلة ومخيفة منها:

ان مجموع الدخل القومي لكل الدول العربية يساوي الدخل القومي لاسبانيا فقط
٤٠ % من العرب البالغين اميون، ثلثا العدد من النساء
٢٥ مليون عاطل عن العمل في العام . ٢٠١٠
٥،٣ % من النساء تشغل المقاعد البرلمانية
٥١ % من الشبان العرب عبروا عن رغبتهم في الهجرة
تصدر العرب لائحة من يؤيد الديموقراطية كأفضل طريقة للحكم
٦،١ % فقط من السكان يستعملون الانترنت
ان ثلث سكان المنطقة يعيشون على اقل من دولارين اميركيين في اليوم. والمطلوب هو معدل
.% نمو اقتصادي يقارب ال ٦
هذا غيض من فيض، والمطلوب حسب التقرير هو العمل على:

تشجيع الديموقراطية والحكم الصالح
بناء مجتمع معرفي
توسيع الفرص الاقتصادية
تدريب النساء
الانتخابات الحرة
مكافحة الفساد وتشجيع الشفافية
اعلام حر ومستقل عن الحكومات
تشجيع المجتمع المدني واعادة انتاج الطبقات الوسطى، والتي من دونها لا تقوم الديموقراطية
تحسين المناهج الدراسية وتعديلها، وتشجيع ا لابحاث والدراسات وتعديلها، وتخصيص الاموال
اللازمة لها... الخ.
بالاضافة الى تقرير التنمية البشرية العربية للعام . ٢٠٠٢ صدر ايضا تقرير آخر عن "المنظمة
العربية للتربية والثقافة والعلوم"، كانت الجامعة العربية قد كّلفت المنظمة اعداده. ايضا وايضا،
هاجم التقرير الانظمة المتسلطة، معتبرا انها توظف الدين في خدمة السياسة (4) واعتبر التقرير
ان هناك تناقضا بين ما يدرس، وبين المعيوش. كذلك الامر، اعتبر التقرير انه لا وجود للمجتمع
المدني في العالم العربي. اذًا تقرير آخر، مصدره عربي من جهة رسمية هي الجامعة العربية، يدين
الوضع المتردي في المجتمعات العربية.
تعتبر الادارة الاميركية انه وفي حال نجاح هذا المشروع، والذي يستند الى المبادىء
الديموقراطية، والى الحفاظ على حقوق الانسان، وفي حال تعدلت المناهج الدراسية بحيث لا
تنتج اجيالا من الشباب العربي يكره العم سام فان المنطقة مقبلة على مرحلة ازدهار باهرة. وقد
يساعد نجاح مشروع الشرق الاوسط الكبير، تنفيذ الاستراتيجيا الاميركية الكبرى. لكن الاكيد ان
طلائع نتائج هذا النجاح، في حال التطبيق السليم، تستلزم اكثر من عقد من الزمن كي تعطي
ثمارها. لكن الخطر على المشروع الاميركي، في ان الديموق راطية التي تريد نشرها الولايات
المتحدة، قد تعمل ضد مصالحها في وقت من الاوقات. وقد حصل هذا فعلا مع تركيا عندما صوت
البرلمان التركي ضد دخول القوات الاميركية الى الاراضي التركية.

يتبع . . .

...
....
صورة رمزية إفتراضية للعضو محمد هـادي
محمد هـادي
مشرف
°°°
افتراضي
ما موقف الدول الاوروبية من هذا المشروع؟

من الاكيد ان الدول الاوروبية تريد المشاركة في المشروع. فالغياب عنه، قد يعني غياب اوروبا
عن اهم منطقة نفوذ لها، اي العالم العربي. علمًا ان اوروبا حاليا ذات تأثير قليل وقليل جدا في
المنطقة العربية وخصوصا بعد الحرب على العراق. وقد يقع الخلاف بين اميركا واوروبا، في نوع
الدور الذي ستعطيه اميركا للقارة العجوز واهميته.هذا بالنسبة الى اوروبا. اما بالنسبة الى القوى
الكبرى الاخرى، فان الدور الياباني في السماوة (العراق) قد يكون اول مؤشر الى توزيع الادوار من
اميركا على الحلفاء. هذا عدا عن السماح لليابان بالاستثمار في ايران في حقول النفط، الامر
الذي قد يدل ايضا على تحول جذري في العلاقة بين ايران واميركا. وان الاثنين، ينتظران الوقت
المناسب لاعلان عودة المياه الى مجاريها. لذلك لا بد من الانتظار قليلا لمعرفة كيفية توزيع
الادوار. لكن الاكيد ان اميركا ماضية في مشروعها، سواء قبلت اوروبا او رفضت. وكنا قد عايشنا
سابقا هذا الوضع، عندما ذهبت اميركا الى الحرب رغما عن انف مجلس الامن، واوروبا.

هل سيؤدي المشروع في حال تطبيقه الى فقدان المنطقة لقيمها وحضارتها؟

في تقرير نشرته مجلة "فورين بوليسي" عن مؤشر العولمة للدول نلاحظ الامور الآتية:
بين ٦٢ دولة، احتلت ايرلندا المركز الاول في العولمة كدولة، سنغافورة المركز ·
الثاني، الولايات المتحدة المركز ، ٧ بريطانيا ال، ١٢ فرنسا ال، ١٥ المانيا ال. ١٨
احتلت تونس المركز ، ٣٥ السعودية ، ٤١ المغرب ٤٧ ومصر المركز ٦٠ (اربعة دول ·
عربية فقط).
بينت التقارير ان اكثر الدول عولمة (ايرلندا) هي من اكثر الدول التي تمارس ·
شعائرها الدينية.
اظهر التقرير ان معدل الوفيات عند الولادة، هو الاقل عند الدول الاكثر عولمة. ·
اخيرا وليس آخرا، بين التقرير ان للمرأة الدور الاهم في الدول التي تحتل مركز ·
الصدارة في ترتيب العولمة.

... والموقف العربي

كيف سيتصرف العرب تجاه المشروع الاميركي؟

صدرت تصريحات عربية كثيرة استنكرت فرض المشروع من الخارج. كان آخرها تصريح الرئيس
المصري حسني مبارك والملك السعودي فهد بن عبد العزيز. ويقول البعض، ان القمة العربية
التي ستعقد في تونس، قد تعالج الموضوع، وتقترح سلوكا معينا، او موقفا تجاهه. لكن لا بد من
سرد بعض الملاحظات عن القمة وما ننتظر منها:
اصبحت القمم العربية كقمم اصدار التوصيات فقط، اما القرار الفعلي فهو في ·
مكان آخر.
ان دولا عربية كثيرة قد بدأت اصلا في تنفيذ المشروع الاميركي، على الاقل في ·
بعد الاصلاحات وفي مجال التعليم والممارسة الديموقراطية (السعودية، قطر، البحرين،
الكويت... الخ).
اذا قرر العرب عبر القمة معارضة المشروع، يبقى الامر في التنفيذ. فنصفها، اي ·
نصف الدول العربية، هي اصلا في المعسكر الاميركي.

وبعضها هو مع صلح ما مع اسرائيل. لذلك علينا عدم توقع قرارات مهمة في هذا المجال من
الاجتماع المقبل للجامعة العربية.
في الختام، عندما اتى الغرب كمستعمر بعد نهاية الحرب العالمية الثانية وسقوط السلطنة
وهو ،Nation-State العثمانية، فرض على المنطقة نظاما سياسيا جديدا عرف بالدولة - الامة
مفهوم كان ولا يزال تقريبا غريبا عن تاريخنا في المنطقة، وعن تاريخ وعينا وفكرنا السياسي. لم
يكن العالم العربي معدًا عندها لتقبل هذا الفرض. هذا في الوقت الذي كان الغرب فيه قد عايش
هذا النظام واختبره لاكثر من ٥٠٠ عام. بعد ٥٠ عامًا من التطبيق العربي لهذا المفهوم، تردى
الوضع العربي اكثر فأكثر وبتنا في قعر اللوائح التي تصنف دول العالم بين متقدمة ومتأخرة. بعد
١١ ايلول، يأتي الغرب نفسه - لكن مع الولايات المتحدة الآن - ليفرض نظاما جديدا، هو الشرق
الاوسط الكبير من ضمن مفهوم العولمة، والعرب ايضا غير معدين له.
ونسأل هنا: هل نسير بالمشروع، او نعانده ونقاومه؟ واذا قررنا الممانعة، فكيف وبمن؟ ففي
المرحلة التي تلت الحرب العالمية الثانية، قاومنا مفهوم الدولة -الامة، لاننا اردنا الوحدة، لكننا
عدنا وسرنا به مرغمين. وبعد ان سرنا به مرغمين، رحنا نتشبث به، ونقاتل بعضنا البعض للحفاظ
على الحدود الفاصلة بين الامة العربية. واصبحت الدولة -الامة، مطلبنا بامتياز، بعدما كانت
مرفوضة. فماذا يحمل لنا المستقبل تجاه المشروع الجديد؟ فعلى الاقل يمكن الدول العربية،
فتعمد الى تغيير سلوكها الشاذ ،Pre-emptive مجتمعة او فرادة، ان تضرب اميركا ضربة استباقية
والذي قتل الروح والابداع العربيين، وتقود هي مشروع التنمية في العالم العربي. فهل هذا ممكن؟
بالطبع، فالقرار سياسي بامتياز، والمطلوب قيادات تاريخية، فأين هي؟ اللهم نج الشعب العربي.
يتبع . . .

صورة رمزية إفتراضية للعضو محمد هـادي
محمد هـادي
مشرف
°°°
افتراضي
ورقة فرنسية - المانية ل "شراكة" مع الشرق الاوسط "بالتعاون
والتشاور"
جريدة الحياة
٦ مارس/آذار ٢٠٠٤

تصدر المشروع الأميركي ل "الشرق الأوسط الكبير" محادثات الرئيس الفرنسي جاك شيراك
خلال اليومين الماضيين محادثات مكثفة مع الرئيس المصري حسني مبارك، امس، وقبله مع
العاهل الأردني الملك عبد الله وولي عهد قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، كما يلتقي شيراك في
١١ آذار (مارس) الحالي رئيس الحكومة الفلسطينية أحمد قريع.
وكانت فرنسا والمانيا وضعتا في هذا الاطار نصًا ضمنته أفكارًا تتميز عن المشروع الأميركي
بعنوان "شراكة استراتيجية لمستقبل مشترك مع الشرق الأوسط". وتنشر "الحياة" غدًا هذا النص
الذي لم يطرح بعد على الاتحاد الأوروبي وسيقدم الى الرئاسة الايرلندية الاثنين المقبل ليناقش
خلال القمة الأوروبية في ٢٥ آذار الحالي.
وقالت الناطقة باسم الرئاسة الفرنسية كاترين كولونا ان شيراك أكد خلال لقاءاته هذه استعداد
فرنسا لدعم وتشجيع تحديث دول المنطقة، لكن عبر نهج "يقضي بالتعاون مع الدول العربية من
أجل ضمان أقصى فرص النجاح". كما ركزت الرئاسة الفرنسية على "ضرورة عدم اعطاء الانطباع
في اطار مسار تحديث المنطقة بأن الأمور تأتي من الخارج". وأكدت انها "منفتحة على هدفي
الاصلاح والتحديث نظرًا الى ضرورتهما وملاءمتهما لتطلعات الشعوب"، مشددة على أهمية
التشاور مع دول المنطقة في هذا الشأن.
وأوضحت الناطقة ان شيراك يرى ان هذه المساعي ينبغي ان يواكبها تقدم على صعيد حل
الصراع الفلسطيني الاسرائيلي. وذكرت ان الرئيس الفرنسي والعاهل الأردني اتفقا على البقاء
على اتصال شبه يومي حول الموضوع، وذلك تحسبًا للاستحقاقات المقبلة، ومنها القمة العربية
وقمة الدول الصناعية الثمان الكبرى وقمة حلف شمال الأطلسي في اسطنبول. ورأى ملك الأردن
انه ينبغي ان يصدر عن القمة العربية مشروع اصلاحات يطرحه الجانب العربي بشكل موحد.
وتؤكد فرنسا والمانيا في هذا النص ان أي مبادرة للشرق الأوسط "ينبغي أن تستجيب
لاحتياجات المنطقة وتطلعاتها والعمل على تغيير أوضاع شعوبها من خلال شراكة صادقة وتعاون
ورؤية مشتركة تعمل على ارسائها الحكومات والمجتمع المدني".

ويختلف النص الفرنسي - الألماني عن الخطة الاميركية من ناحية مبادئ العمل، اذ يؤكد ان
جميع الدول والمجتمعات المعنية عبرت عن "معارضة مشتركة لمحاولة فرض نموذج من الخارج
عليها"، ويعتبر أن حل الصراع العربي الاسرائيلي يحظى بأولوية في اطار الاستراتيجية الأوروبية.
وفي هذا السياق (ا ف ب) اعتبر مساعد وزير الخارجية الاميركي المكلف الشؤون السياسية
مارك غروسمان امس في بروكسيل ان المشروع الاميركي ليس "بدي ً لا" من عملية السلام الاسرائيلية
- الفلسطينية "لكنه ليس عذرا لعدم القيام باي شيء في المقابل". وقال غروسمان امام سفراء
الدول الاعضاء في الحلف الاطلسي: "قلت في كل محطة (قام هذا الاسبوع بجولة عربية)، ثم هنا،
انه لا ينبغي لأحد ان يظن ان فكرتنا لدعم الاصلاحات في الشرق الاوسط ستكون بأي طريقة من
الطرق بديلاً من اهتمامنا بعملية السلام في الشرق الاوسط (...) والعكس صحيح ايضا، اي انه لا
يمكن انتظار احلال سلام شامل لتشجيع الاصلاح" في هذه المنطقة.
ويذكر النص الفرنسي - الألماني بالأفكار الأميركية ل "الشرق الأوسط الكبير"، ويرحب بإمكان
العمل المشترك على هذا الصعيد لكنه يرى أن على الاتحاد الأوروبي ان يحدد مقاربة متميزة
ومكملة للمشروع الأميركي. ويدعو الى العمل مع كل البلدان عن طريق الاستجابة بقدر الامكان
لمتطلباتها و إرساء حوار وثيق مع الحكومات والمجتمع المدني، في ظل احترام حقائق كل بلد،
والأخذ بمشاعره الوطنية وهويته.
ويشير النص الى الآليات القائمة لدى الاتحاد الأوروبي لتطبيق مبادئ التحديث وحقوق
الانسان والديموقراطية، والى ضرورة تعزيز الحوار السياسي مع دول مجلس التعاون الخليجي
وتسريع المفاوضات من أجل منطقة تبادل تجاري حر. كما يؤكد أهمية تشجيع مبادرات التعاون
الاقليمية الداخلية منها مثلا بين الدول المتاخمة للخليج بما فيها العراق وايران.
وعلمت "الحياة" من مصادر فرنسية ان شيراك لم يناقش النص مع ضيوفه العرب في انتظار
طرحه على الاتحاد الأوروبي، لكنه استمع الى آرائهم في الموضوع وتوقعاتهم بالنسبة الى ما
ستسفر عنه القمة العربية بشأنه.


صورة رمزية إفتراضية للعضو محمد هـادي
محمد هـادي
مشرف
°°°
افتراضي
هوامش وآفاق (مبارك والتغيير والمخاوف)
غسان شربل
صحيفة الحياة
٦ مارس/آذار ٢٠٠٤
يكفي ان يراقب المرء ما تنشره الصحف العربية وما تبثه الفضائيات. لم يحدث في السابق ان
تكررت كلمات التغيير والاصلاح والتحديث والديموقراطية بقدر ما تتكرر الآن. في السابق كان ينظر
الى تداول مثل هذه الكلمات على انه نوع من الاحلام أو ميل الى التخريب أو مجرد رغبة في
تسجيل المواقف من معارضين خائبين أو مثقفين سممت القر اءات الغريبة أفكارهم. منذ أسابيع
تحول حديث الاصلاح والتغيير صحنا يوميًا في اللقاءات والندوات والمقالات. الجديد في الأمر هو
الاعتقاد السائد بأن قدرًا من الاصلاح لا بد منه وان قدرًا من التحديث لا يمكن اجتنابه. ولعل
ذلك هو النقطة الأولى التي سجلها مشروع "الشرق الأوسط الكبير" بإطلاقه حوارًا حول التغيير
والاصلاح بين الدول وداخل كل واحدة منها.
الرسالة الاميركية جاءت صريحة وواضحة: الشرق الأوسط الحالي غير مقبول ولم يعد
مسموحًا له ان يشكل خطرًا على نفسه وعلى الآخرين. والمقصود بالخطر انتاج أجيال تبحث عن
جبهة مفتوحة مع الغرب للانفجار فيها أو الانتحار.
والمقصود ايضًا ذهنية لا تقبل الآخر وتسعى الى تدميره أو شطبه أو اضرام خطوط تماس
دائمة معه. واضافة الى موضوع الارهاب هناك موضوع الترسانات واسلحة الدمار الشامل والفشل
الاقتصادي والإقامة خارج معطيات العصر. قالت الادارة الاميركية ان المسألة تعنيها في أمنها
ومصالحها واستقرارها، أي انها تستحق الذهاب بعيدًا سواء في الضغوط أو المواجهة أو الإنفاق.
لا غرابة ان تمطر مبادرات في اجتماعات وزراء الخارجية العرب على طريق القمة. ولا غرابة ان
يسود الارتباك في مواجهة البرنامج الاميركي الذي يطمح الى التحول برنامجًا غربيًا. انها المرة
الأولى التي تجد دول الشرق الأوسط نفسها أمام مثل هذا الإلحاح في طرح موضوع الاصلاح
والتغيير.
ثم ان "الشرق الأوسط الكبير"، وهو يضم في التصور الأميركي، باكستان وافغانستان وايران
علاوة على الدول العربية، ليس كتلة متشابهة الاجزاء. فأهل المنطقة يعيشون في ظل أنظمة
مختلفة سياسيًا واقتصاديًا وتتفاوت درجة تطور مجتمعاتهم ودرجة تقبلها لفكرة التغيير وقدرتها
على احتمال الانتقال بخطوات سريعة أو كبيرة.

ولعل أفضل تعبير عن مخاوف أهل المنطقة جاء على لسان الرئيس حسني مبارك في حديثه
الى صحيفة "لاريبوبليكا" الايطالية. طرح الرئيس المصري اسئلة تدور في ذهن كثيرين انطلاقًا
مما سماه "المأساة الجزائرية" مشيرًا الى ان مشروع "الشرق الأوسط الكبير" ينذر، في حال فرضه
على العرب، بإثارة "زوبعة من العنف والفوضى" على غرار ما عاشته الجزائر وتعيشه، بفعل الانتقال
المفاجئ والسريع من نظام الى آخر. وذهب مبارك أبعد من ذلك حين طرح مسألة ماذا يمكن ان
يحدث "لو ان غالبية من المتطرفين فازت في البرلمان".
اذا كان جديرًا بالمسؤولين الاميركيين الاستماع الى تحذيرات الرئيس المصري التي يفهمها
الأوروبيون جيدًا فإنه جدير بالقادة العرب الخروج من قمة تونس بقرار يطمئن العالم الى ان
المنطقة ستتغير لكن بوتيرة تطلق الاصلاح من دون انجاب حالات جزائرية، وانها لن تشكل مصدر
خطر لا على شعوبها ولا على الشعوب الاخرى.

عن المشروع الأميركي لدمقرطة المنطقة وتقريري التنمية
العربية .

صحيفة الحياة
٨ مارس/آذار ٢٠٠٤
خالد الحروب :كاتب وباحث فلسطيني ، كامبردج .

ما العلاقة بين مشروع "الشرق الأوسط الكبير"، الذي أعلنت الولايات المتحدة نية طرحه على
مجموعة الدول الثماني (الصناعية) في حزيران (يونيو) المقبل، وبين تقريري التنمية الإنسانية
العربية لعامي ٢٠٠٢ و ٢٠٠٣ ؟ وما مغزى الاقتباس الانتقائي والمكثف والمبتذل لما جاء في
التقريرين الذي عج به نص المشروع المذكور؟ بداية، يمثل المشروع انعطافة مهمة وخطيرة في
السياسة الأميركية والدولية تجاه المنطقة العربية. فجغرافيا المشروع تتجاوز المنطقة لتضم
إليها أيضًا إيران وباكستان وتركيا وأفغانستان وإسرائيل. وهو خلط غير بريء أساسًا، وابتداع جديد
في تحديد الجغرافية السياسية. أما استراتيجية المشروع، أي نقطة انطلاقه الاساسية، فهي
"إستراتيجية الأمن الوقائي"، اذ ينظر إلى المنطقة باعتبارها حبلى بالأزمات السياسية والأمنية
والاجتماعية التي ستشكل أخطارًا وتهديدات كبيرة على المصالح الأميركية تحديدا، والغربية
عمومًا، ما يفرض تدخلا من "فوق" على قاعدة عدم جدوى ترك المنطقة لأصحابها الذين فشلوا
في إدارتها. يقول المشروع، تسطيرًا أو تضمينًا، ان مخاطر النمو الديموغرافي الكبير، بما ينتج عنه
من معدلات بطالة كبيرة، تليها هجرات واسعة إلى الغرب، ومخاطر التطرف الديني، وانتشار الفقر،
واتساع نطاق الأمية، بالإضافة إلى عيوب ونواقص كبيرة أخرى، تعني أن جنوب المتوسط وشرقه
سيظلان منطقة تصدير للأزمات نحو العالم - أي نظرية قوس الأزمات المعروفة نفسها التي كانت
تشمل العالم الإسلامي برمته وتبدأ من باكستان وأفغانستان وتمر بالعالم العربي وآسيا الوسطى
لتنتهي في المغرب العربي.
يعتمد المشروع في توصيفه للفشل الذي تواجهه المنطقة على ما رصده تقريرا التنمية
الإنسانية العربية لعامي ٢٠٠٢ و ٣٠٠٢ وتحديدًا النواقص الثلاثة: النقص في الحرية، وفي المعرفة،
وفي تمكين المرأة. ويتشبث المشروع بالتحليل الذي قدمه هذان التقريران بشكل أرثوذكسي، وكأن
كل ما جاء فيهما لا جدال فيه. واعتمادًا على أن الفريق البحثي الذي كتب وأشرف على التقريرين
مكون من باحثين وأكاديميين عرب، فقد استمر "مشروع دمقرطة الشرق الأوسط الكبير"
الاستشهاد بالتقريرين وخلاصاتهما بشكل مبالغ فيه، مكررًا لازمة أن هذا ما يقوله المثقفون
العرب في توصيف الحالة العربية. ومن دون أن نعرف كيف ينطبق تحليل التقريرين المكرس لدرس
البلدان العربية على تركيا وأفغانستان وباكستان، فضلا عن إسرائيل. والأهم أن "المشروع" أغفل
تمامًا ما ذكره التقرير الثاني عن أثر العوامل الخارجية وسياسات الهيمنة في إحباط أي تطور
وتنمية كانت المنطقة العربية تحلم بهما. في المقابل، لم يشر كتاب التقرير (الذي يعكس رؤية
المحافظين الجدد للمنطقة العربية) من قريب أو بعيد إلى أثر إسرائيل في تدهور الحالة العربية،
حقيقة أو تسويغا، سواء بامتصاص جهد المنطقة وثرواتها في بناء الجيوش، أو بالانهاك المستمر
لها من خلال الحروب العدوانية الإسرائيلية المتواصلة.
وبعيدًا عن السجالية والتوتر اللذين، للأسف، سادا النقاش الدائر حول تقريري التنمية، يجب
إعادة الاعتبار لنقص رابع أضر غيابه بالجهد الكبير المبذول في التقريرين، فأساء إلى الخلاصات
والنتائج التي توصلا إليها. انه النقص في امتلاك السيادة على القرار الوطني وفي الاستقلال
الكامل، وكان من الواجب إضافته لأنه يلقي الضوء على عامل الهيمنة الخارجي وأهميته، كما انه
في الوقت نفسه لا يلغي أهمية النواقص الداخلية. فتغييب هذا النقص الرابع في التقريرين أتاح
لمن يريد تبرئة العوامل الخارجية من أية مسؤولية لما لحق بالمنطقة من تخلف. كاتب هذه
السطور ينطلق من أرضية مؤيدة لنهج النقد الذاتي، أي نهج تقريري التنمية، وضرورة امتلاك
الشجاعة للقول إننا نتحمل الجزء الأكبر من مسؤولية تخلفنا التاريخي، الذي أتاح لكل طامع في
مقدرات المنطقة أن يأتي بجيشه وأساطيله. هذا الإقرار لا يعني أن "الخارج" لم يكن أبدًا "عام ً لا
من جملة عوامل" تشكل المنطقة وجغرافيتها السياسية والاجتماعية. لهذا فإن تقريري التنمية
الإنسانية قصرا فعلا عندما همشا معالجة هذا العامل، وكأنهما أرادا الانتقام من الأدبيات
والتحليلات التي أحالت كل المعضلات التاريخية التي يعاني منها العرب إلى الخارج والهيمنة
الغربية على المنطقة، فقلبا كل الإحالة تلك بالاتجاه المعاكس. لكن الحقيقة تقع في الوسط، فلا
الداخل معفى، ولا الخارج بريء.
علينا أن لا نقع أسرى أزمة تحليلية إبستمولوجية خيارية ونحشر مسألة الديموقراطية في
العالم العربي في منظور تقرير التنمية الإنسانية وما يقوله فقط. فأي مشروع للديموقراطية في
المنطقة غير محصور بالنواقص الثلاثة المشار إليها، ولا يشترط البدء بها، أو حتى بالنقص
الرابع (المعني بالعامل الخارجي) المهمش، على رغم أنها جميعًا متداخلة ومرتبطة بشكل بالغ
العضوية والاعتمادية المتبادلة. فلا الديموقراطية وصفة سحرية ما أن يتم الشروع في تطبيقها
حتى تبدأ المعضلات الكبرى التي تواجهنا بالتساقط واحدة تلو الأخرى، ولا الدمقرطة نفسها
طريق سهل وميسور. بل هما مدخل إجرائي للتعامل مع تلك المعضلات بطريقة متحررة من أي
ضوابط ومحددات غير موضوعية، ومنفلتة من ربقة الاستبداد الذي يفرض طريقا أحاديًا لمواجهة
أية معضلة هذا إن وافق على اعتبارها كذلك. وعملية الإنتقال نحو الديموقراطية (الدمقرطة) هي
أشبه بالعملية القيصرية شديدة الحساسية، التي إن لم يتم التعامل معها بدقة ومهارة وخطوات
محسوبة فإنها قد تودي بالأم والجنين معا، أي بتماسك المجتمع واستقراره النسبيين.

فالدمقرطة، حتى في حال كونها ابنًا شرعيًا للمنطقة، ونتاج تطور طبيعي، عملية مركبة ولا يمكن
أن تكون ميكانيكية. فكيف بالأمر عندما ينظر إلى هذه الدمقرطة على أنها لقيط غير شرعي، يريد
له الآخرون أن يتبنى عنوة في المنطقة؟ عندما يتدخل الخارج لفرض الدمقرطة تضعف فرص
ولادتها الصحية ويزداد التعقيد المحيط بالجنين.
جانب من ذلك التعقيد، والمتعلق بأثر العامل الخارجي ودوره في إحداث الدمقرطة وتشويهها،
يمكن أن يرى من زاوية لها صلة وثيقة بالعلاقة بين الديموقراطية والعلمانية. فهذه العلاقة التي
كان ينظر إليها بافتراض أنها تحصيل حاصل، وشيء بديهي، أثبت التطبيق العملي والتاريخي
هشاشتها. فكان أن نشأت ديموقراطيات في العالم غير ليبرالية وغير علمانية، أي لم تتحقق فيها
قيم التساوي المطلق بين الأفراد وسيادة القانون وحماية الحريات الفردية والاجتماعية العامة. في
المقابل نشأت نظم علمانية غير ديموقراطية، حصرت العملية السياسية في إطار حزب حاكم
مستبد، أضاف عمليات تجميلية خارجية إلى وضع داخلي بشع. وتبعًا لذلك، فإن مشكلة المشروع
الأميركي لدمقرطة الشرق الأوسط أنه في الجوهر لا يحتمل قيام عملية ديموقراطية حقيقية
وتامة. لأن من شأن نتائج مثل هذا المشروع أن تأتي بأطراف وتيارات إلى الحكم هي آخر من يتمنى
اصحاب المشروع رؤيتهم، وتحديدًا الإسلاميين. ولهذا فإننا إذا تأملنا في عمق ما تريده واشنطن
بالفعل من مشروعها لدمقرطة المنطقة نجد أنه ليبرالية مسخ من دون ديموقراطية حقيقية - أي
مجرد إضفاء مساحيق ديموقراطية. والسبب في ذلك ليس الرغبة حتى في إيجاد هذه المساحيق،
بل لأن وجود المشروع في الأفق السياسي للسياسة الخارجية الأميركية في المنطقة يوفر آلية
ضغط مبتكرة جديدة تستثمر لانتزاع مواقف ومصالح أخرى لا علاقة لها بصيرورة الديموقراطية
العربية ومصائرها. وتتوضح هذه الآلية أكثر عندما نتذكر مرة أخرى أن المشروع الأميركي مصمم
على مقاس المصالح الأميركية، ومدفوع بتحقيقها. أي أنه غير منطلق من رؤية أخلاقية وقيمية
إنسانوية تعطي أولوية للقيم على السياسية ومصالحها، بل من قلب السياسة وتقلباتها وأنانية
سعيها الأعمى نحو المصالح. فهو يرى أن المصلحة القومية الأميركية تفرض في الوقت الراهن
إيجاد مشروع لدمقرطة الشرق الأوسط، وفق آلية محددة سلفًا. وأن هذه الدمقرطة تخدم أولا
وأخيرًا مصالح الولايات المتحدة، وربما تلتقي مع مصالح شعوب المنطقة نفسها. يقول صاغة
المشروع إن ربطه بالمصالح الأميركية سينقل رسالة مهمة هي جدية المشروع، لكن فاتهم أن الضرر
الكبير الذي ألحقوه بوليدهم حتى قبل الشروع بتصديره لا يمكن إصلاحه. فالسؤال الكبير الذي
يطرحه تلازم هذا المشروع بالمصلحة الأميركية هو: ماذا سيحدث بعد سنوات عندما يجيء
إستراتيجيون أميركيون آخرون ويكتشفون أن بوصلة المصلحة الأميركية دارت دورة كاملة وأصبحت
تشير إلى أن من الأفضل للولايات المتحدة أن تتحالف مع أنظمة مستبدة في المنطقة، عندها
ماذا سيحدث لمشروع الدمقرطة والديموقراطية في الشرق الأوسط على افتراض أنها كانت قد
حصلت؟

بل ليست ثمة حاجة إلى انتظار المستقبل واختبار النيات الأميركية. فالحاضر كفيل بكشفها.
ويكفي المرء أن يتأمل في مدى "إخلاص" المشروع الأميركي لدمقرطة المنطقة عندما يقارن
الاندفاع الأميركي - الغربي منقطع النظير باتجاه إقامة علاقات وطيدة مع أنظمة في المنطقة
كانت تعتبر "مارقة"، ولا علاقة لها من قريب أو بعيد بالديموقراطية كما تراها واشنطن، لقاء تخلي
هذه الأنظمة عن برامج أسلحة دمار شامل (ورقية)، كما في الحالة الليبية، أو لقاء تعاونها مع
واشنطن في "الحرب ضد الإرهاب"، كما في الحالة التونسية مع التغاضي عن انتهاكات حقوق
الإنسان في البلدين؟ معيار "الدمقرطة الأميركية" والحكم الرشيد في الحالين هو التخلي عن
السلاح، والالتحاق بقافلة "الحرب على الإرهاب". وكل ما عدا ذلك كلام في كلام.


صورة رمزية إفتراضية للعضو احمادو
احمادو
زائر
°°°
افتراضي
المشكلة يا اخي ليس الحالة الجزائرية فنحن الجزائرين مثلنا مثل اي شعب عربي او مسلم المشكلة ان الكل فقد البوصلة واصبح يبحت عن مصلحته ونسى ربه المشكلة في الشعوب وليسى في الانضمة والله حتى نزلت الملائكة لتحكمنا فلن يصلح حالنا مدمنا ننضر الى المصلحة الشخصية وننضر بانا الجزائري والمصري والمغربي والسوري والسعودي مختلفين عن بعضهم البعض والمفروض انهم واحد ومسير واحد كالجسد الواحد ولا يغرنك من يقول ان مشروعه اسلامي والله شهدنا ونشاهد العجب العجاب فالمصلحة ان سيطرت على الفكر والله تجد صاحب المشروع الاسلامي وصاحب مشروع الدمقراطي لهم نفس الهدف المصلحة الشخصية وعلى كل انا اقول دائما ان الدمقراطية هي المسيح الدجال تصور لك الخطء صحيح والصحيح خطء

صورة رمزية إفتراضية للعضو محمد هـادي
محمد هـادي
مشرف
°°°
افتراضي
شكرا اخ احمادو على التواجد..نعم الشعب العربي فقد البوصلة للاسف..


صورة رمزية إفتراضية للعضو محمد هـادي
محمد هـادي
مشرف
°°°
افتراضي





صورة رمزية إفتراضية للعضو محمد هـادي
محمد هـادي
مشرف
°°°
افتراضي



صورة رمزية إفتراضية للعضو محمد هـادي
محمد هـادي
مشرف
°°°
افتراضي


صورة رمزية إفتراضية للعضو محمد هـادي
محمد هـادي
مشرف
°°°
افتراضي




مواقع النشر (المفضلة)
كشف مخطط الشرق الاوسط الجديد

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
الانتقال السريع
المواضيع المتشابهه
الموضوع
هناك تسونامي قادم في منطقة الشرق الاوسط...
الخريطة الجديدة للشرق الاوسط كما ترده امريكا
من خواص الحديد
هذه المعلومات حصلت عليها من اكبر خبير في منطقة الشرق الاوسط
هذه المعلومات حصلت عليها من اكبر خبير في منطقة الشرق الاوسط

الساعة الآن 12:50 PM.