المشاركات الجديدة
علم النفس ومهارات التفوق البشري : مبادئ الصحة النفسية ,البرمجة اللغوية العصبية,التنويم الإيحائي,إدارة الذات ,هندسة النجاح ,اليوجا

الإنصات للجسد بداية المصالحة مع النفس

افتراضي الإنصات للجسد بداية المصالحة مع النفس
[align=right:a2af131b18]الإنسان حقيقة واحدة لا تقبل التجزئة
غرائب ... الإنصات للجسد بداية المصالحة مع النفس


تعوّد الباحثون فلاسفة وعلماء، والى حدود بدايات القرن ال ،20 على تعريف الانسان من خلال سبر أغوار النفس بحثا عما يمكن أن تعرفه وتأمله وتفعله.
والإنسان بحسب هذه العادة هو نفس عاقلة تزداد سمواً وقرباً من المعرفة الحقيقية لطبيعة الأشياء كلما تجاهلت الجسد. وبالرغم من أن الفيلسوف الفرنسي “ديكارت” سعى ومنذ القرن 17 الى القطع مع التصور اليوناني القديم للجسد الذي يجعل منه مجرد عرض، معتبراً النفس والجسد جوهرين أحدهما روحي والثاني مادي، إلا أن “ثقافة” تجاهل الجسد وعدم الإصغاء الى مقتضيات وجوده استمرت ولاتزال مترسبة الى اليوم وهو ما أدى بنا الى ضرب من الإنكار اللاشعوري لشرط أساسي من شروط وجودنا. هذا الإنكار أدى الى تغافلنا عن الأصول الحقيقية لما نعتقد أنها أمراض عضوية تقتضي تناول كميات من الأدوية. هكذا نشأت علاقة أحادية الجانب بالجسد هي علاقة علاجية، لأن الجسد حسب اعتقادنا الشائع لا يُسمع صوته إلا عندما يعتل، أما في ما عدا ذلك فالأمر موكول الى النفس، إذ بها نحيا ونفرح ونحب ونستمتع.. لكن الدراسات العلمية الحديثة تؤكد على خطورة تجاهل الجسد وتدعو الى ضرورة إعادة النظر في مفهوم الإنسان باعتباره حقيقة واحدة غير قابلة للتجزئة. يبدو إذن أن هذه المصالحة بين النفس والجسد تمثل مفتاح توازن الإنسان وأساس الكشف عن حقيقة قدراته وهويته.
وفي مارس/آذار الماضي، توصل فريق من الباحثين من جامعة “أوريجون” الى بيان أن تضخم هرمون الليبتين الضابط للجوع، نتيجة السمنة، يعرقل عمل جزء مهم من المنطقة التي تقع أسفل سرير المخ، فتكون نتيجة ذلك عدم إدراك كفاية احتياطي الدهون. وهذا ما دفع بالجراح والمعالج النفسي “تيري يانسن” في حديث لمجلة “صا، منتيريس” العلمية الفرنسية، الى ملاحظة أن “اسقام الجسد ناتجة في أغلب الأحيان عن عدم الإصغاء له كما يجب.. في حين أنه لا ينفك يرشدنا الى حدوده عبر تجليات ظاهرة مثل التوتر والألم وما ينجر عنهما من غم وخوف وقلق”. لهذا فإن الاعتقاد بأن أوجاعنا بقطع النظر عن حدتها، تمثل أجراس إنذار، يقتضي منا التحرك باتجاه لا شعورنا حيث الرسائل المشفرة التي تتطلب قراءتها اتخاذ احتياطات شديدة.
وعلى هذا الأساس يتفق الباحثون من أهل العلم في مجال الدراسات النفسية، على أن معالجة أسقام الجسد إن وجدت، تشترط حسن التمييز بين حاجاته من ناحية وحاجات النفس من ناحية ثانية، إذ يشكل هذا التمييز بداية حوار حقيقي مع الذات.
ولعل من أبرز تجليات هذه المصالحة مع الذات القبول بما تعكسه المرآة عند النظر فيها، من حقائق تتعلق بأجسامنا، فهذه الوقفة أمام الذات تحيل الى ضرب من التأمل في جزئيات نغفل عنها في سياق حياتنا اليومية التي تلفها الرقابة وتجملها الطقوس، فإذا ما أتيحت لنا فرصة العودة الى الذات عبر المرآة العاكسة، نكون أمام خيارين يمثلان ضربين من الانفعال النفسي والحسي في الوقت ذاته، فإما أن نقبل بما تعكسه المرآة من حقائق وإن كان فيها عيب أو نقص أو قبح، وعندئذ نكون اخترنا التعامل الايجابي مع ذواتنا، وإما أن نستهجن ونرفض ما تعكسه، وعندئذ نكون اخترنا التعامل السلبي بما يتضمنه من إنكار تكون له استتباعات نفسية وجسمية متداخلة. وفي دراسة أجراها أحد أساتذة علم النفس بجامعة “أوهايو” شملت 597 امرأة، تبين أن النساء اللاتي يقبلن عيوبهن الجسدية الناتجة عن زيادة الوزن، يكون نظامهن الغذائي صحياً أكثر من اللاتي يبحثن عن حلول للتخسيس بأي ثمن. وهذا يعني أن النجاح في أن يكون لنا الجسد الذي نريد، لا يرتبط دائماً بحلول علاجية مادية كتناول الأدوية أو اتباع حمية صحية أو نظام غذائي صارم، وإنما يتعلق الأمر كذلك وبالأساس، بالمصالحة مع ذواتنا من خلال القبول أولاً بما يسرته لنا طبيعة تركيبتنا الخلقية من حقيقة واقعة. هذا القبول يتجسد في واقع نفسي هو الرضا بما نحن عليه. وبناء على هذه الأريحية النفسية يبدأ التفاعل الايجابي مع ذواتنا، فتكون الاستجابة المتبادلة بين النفس والجسد تعبيرا على وحدة الانسان وانسجامه مع حقيقته. هذا التفاعل المتبادل وإن بدا خالياً من التعقيدات على المستوى النظري يقتضي عمليا الانتباه الى كثير من التفاصيل لمعرفة متطلبات الجسد والتمييز بينها، وأفضل مثال على ذلك قراءة المؤشرات الدالة على رغباتنا، فكلنا يبحث عن تلبية حاجاته الحياتية على الأقل، حالما نشعر بها. وهذا أمر عادي، لكن ما يجب الانتباه اليه هو أن الرسائل أو المؤشرات التي تصل إلينا عن هذه الحاجات قد تكون خادعة. فالجوع بين الوجبات الرئيسية لا يعني حاجة الجسم الى الطعام بقدر ما يشير الى حالة نفسية مثل القلق أو الحزن. كما أن الشعور بالبرد قد يشير الى التعب والإرهاق الذي قد ينسينا العطش رغم حاجة الجسم المتعب الى شرب الماء. هذا التقدير الخاطئ لحاجاتنا ناتج عن حالة من عدم التوازن التي يعيشها الإنسان بسبب بعض الحالات القصوى كالقلق والخوف والحزن والتعب.. وليس يعيد هذا التوازن غير القبول بما هو كائن والكف عن اللهث وراء ما يجب أن يكون. هكذا يحفظ لنا التوازن القدرة على التمييز بين الأحاسيس والحاجات الحقيقية والأحاسيس والحاجات الخادعة، فالإحساس الحقيقي بالجوع والحاجة الى الأكل، يظهر عادة بعد مرور ساعات على تناول آخر وجبة ويكون مصحوباً بألم جسمي يتركز خاصة في مستوى البطن، وهو إحساس لا علاقة له بالرغبة المتواصلة في الأكل التي تنتج عن الاكتئاب أو الحزن. وفي 2005 توصل باحثون من المعهد الوطني الفرنسي للصحة والبحوث الطبية، الى وسيلة جديدة لتوفير السكر للمعدة ولو بعد ساعات من هضم جلوكوز الطعام، وذلك عن طريق تنشيط بعض جيناتها. هذا الاكتشاف العلمي يسمح بإطالة مدة عدم الإحساس بالجوع من خلال تأخير الرغبة في الأكل. يقول الدكتور “جبل ميتيو” وهو أحد أعضاء فريق البحث: مثل هذا النظام الخاص يساعد مرضى السكري والسمنة على ما هو أكثر من مجرد التخلص من الوزن الزائد، إنه يمنحهم الاستقرار النفسي”.
بهذا المعنى يمكن اعتبار المعدة قاعدة لتسيير عمل الدماغ. يجدر بنا الانتباه إذن الى تنوع مصادر أحاسيسنا وتعدد مؤشراتها وهذا ما يتطلب منا فهما صحيحاً لطبيعة هذه المصادر والمؤشرات لأن ذلك يمثل مدخلاً أساسياً للتمييز بين حاجاتنا وانفعالاتنا وأمراضنا النفسية من ناحية والجسدية من ناحية ثانية. فللنفس آلياتها التي طالما اعترفنا بها من دون ادراك لحقيقتها وللجسد آلياته التي طالما أنكرناها بالرغم من ادراكنا الحسي لها. ولعل هذا الخلل في التعامل مع آليات النفس والجسد هو الذي أدى الى استحالة التمييز ثم الربط بينهما، وهو ما أدى الى تخبط في تفسير وتقدير ما يصادفنا من علامات ظاهرة نخالها في كثير من الحالات أعراضاً مرضية.
ويحصي المتخصصون 12 علامة، يؤكدون أنها غالباً ما تكون نتاجاً طبيعياً لآليات عمل الجسد، وهي: التثاؤب ورعشة الجفون والفواق “الزغطة” والتشنج العضلي والتجشؤ واحمرار الوجه وأوجاع الاسنان والفك عند الاستيقاظ من النوم وألم الأطراف وتساقط الشعر وتكسر الأظافر والنفَس الكريه والشخير المصحوب أحياناً بانقطاع التنفس. هذه العلامات تمثل عادة ترجمة مشخصة لبعض الصور الذهنية التي تعبر عن حالة من الضيق أو الانزعاج التي لا ترتبط بخلل عضوي المصدر، ومن هذه الصور الذهنية حكمنا على مشكل بأنه “فطر قلب صاحبه” أو عناد بأنه “كسر رأسه” أو مصيبة بأنها “قصمت ظهره”.. هذه الصور الذهنية تنبجس في النفس ثم تتحول تدريجياً ولا شعورياً الى أوجاع جسمية ولكن من دون وجود خلل عضوي. ويلاحظ في هذا السياق، الدكتور “دانيال بومي ري” وهو أخصائي أمراض جلدية وطبيب نفساني في الوقت نفسه، ان “الدماغ والجلد” يتواصلان باستمرار، هذا التواصل يدعو الى البحث عن الحالات النفسية التي تكون عادة سبباً رئيسياً للأمراض الجلدية المزمنة، إذ إن الدماغ عندما يكون تحت تأثير أزمة نفسية حادة، تنقل خلاياه معلومات خاطئة أو سلبية الى الجلد الذي تكون ردود أفعاله عادة على شكل التهابات. لهذا يجب أن نقطع مع عادة تجاهل العلاقات بين انعدام التوازن النفسي والأمراض العضوية.
والانتباه الى أهمية الارتباط بين التوازن النفسي والتوازن العضوي يقتضي تطوراً في طبيعة إدراكنا لذواتنا، لأن تحديد طبيعة الخلل يرتبط بتحديد مكمنه ومصدره وهي مسألة ذاتية بالأساس، والطبيب المعالج تتوقف دقة تشخيصه للحالة على مدى إدراك “المريض” لطبيعة الخلل. يقول البروفسور “باسكال هنري كيلر” أخصائي علم النفس بجامعة “بواتييه” الفرنسية: “منذ الولادة، يكون إدراكنا لأجسادنا ولاضطراباتها أمراً ذاتياً”.
ولأن كل نفسية فريدة ولا تشبه غيرها فإنه لا توجد طريقة مثالية لمعالجة أسقام الجسد والنفس إلا من خلال إدراكنا لذواتنا وهو ما لا يقتضي معرفة واسعة بمجال الطب النفسي وإنما يقتضي فقط رد الاعتبار للجسد بما هو قوام وجودنا ونافذتنا على العالم الخارجي.

المصدر: جريدة الخليج.[/align:a2af131b18]

غير مبريء الذمه نقل الموضوع أو مضمونه بدون ذكر المصدر: منتديات الشامل لعلوم الفلك والتنجيم - من قسم: علم النفس ومهارات التفوق البشري


...
....
صورة رمزية إفتراضية للعضو yosfali
yosfali
عضو
°°°
افتراضي
تسلم على اختيارك للموضوع ... موضوع علمي يعطي نبذه عن امور سيهتم بها العلم يوما ما اكثر ويستنتج اشياء تفيد الانسان..

صورة رمزية إفتراضية للعضو LLLL
LLLL
عضو
°°°
افتراضي
مشكوررررررررررررررررر

صورة رمزية إفتراضية للعضو ahlahanem
ahlahanem
عضو
°°°
افتراضي
لا اجد ما اقول سوى:

فعلا انت حكيم ... اسم على مسمى

يارك الله فيييييييييييييييييك

صورة رمزية إفتراضية للعضو رغد
رغد
عضو
°°°
افتراضي
بارك الله فيك

صورة رمزية إفتراضية للعضو زهرة زمان
زهرة زمان
عضو
°°°
افتراضي
وفقك الله لما يحب ويرضى


مواقع النشر (المفضلة)
الإنصات للجسد بداية المصالحة مع النفس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
الانتقال السريع
المواضيع المتشابهه
الموضوع
تساؤلات مهمة لكل مبتدئ بعلم الأوفاق...بحاجة إلى إجابتكم ؟
الجذور العراقية لأسماء الشهور على الأساليب العربية الخمسة
اريد علاج ضروري للحسد والنظره
اقنعة طبيعية للبشرة المسامية الواسعة
غرفة الدراسة والإجابة عن الاسئلة حول الأساليب العلمية النادر

الساعة الآن 01:07 PM.