المشاركات الجديدة

الجذور العراقية لأسماء الشهور على الأساليب العربية الخمسة

افتراضي الجذور العراقية لأسماء الشهور على الأساليب العربية الخمسة
بسم الله و الحمد لله و الصلاة على حبيب الله وآله أولياء الله

مندوب النجف الأشرف يكتب:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

المجتمعات العربية وان توحدهم اللغة والثقافة والدين
ولكنها تستعمل اسماء مختلفة في اشهر تقاويمهم

فكيف الأمر الى المجتمعات والثقافات غير العربية

انشر هنا دراسة تفيد
رجوع جذور الكثير من هذه الأشهر باقسامه العربية والأجنبية الى العراق
والثقافة المنبعثة منها منذ تاريخ البشر

آمل التمتع بها

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين

غير مبريء الذمه نقل الموضوع أو مضمونه بدون ذكر المصدر: منتديات الشامل لعلوم الفلك والتنجيم - من قسم: علم التقويم


...
....
الصورة الرمزية النّجف الأشرف
النّجف الأشرف
عضو
°°°
افتراضي
بسم الله و الحمد لله و الصلاة على حبيب الله وآله أولياء الله

مندوب النجف الأشرف يكتب:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


الجذر العراقي لأسماء الشهور والدهور (في التقاويم العربية والمسيحية)

الجذر العراقي لأسماء الشهور والدهور

د. علي ثويني معمار وباحث
العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط..

نحتفي بعد أيام بحلول العام الخامس (السابع) من الألفية الميلادية الثالثة ونحن على مفترق طرق من تسميات الشهور والتقاويم التي تسترعي التمحيص في مصدر اصطلاحها .
حيث نجد خمس مجاميع لتسميات الشهور في كنف الثقافة العربية، ونرصد في شجونها تنازع الأهواء وتحزب الفرقاء كما هي السياسة وأنبرى رهط يمنطق في مبرر إستعمالها، ويرغب كل فريق في التعميم بما اختصت به أنظمته الإدارية.

وتعود فكرة ضبط التقاويم إلى جذور سومرية وأكدية عراقية وكذلك مصرية.
وأخذها الفينيقيون تباعا في أفلاكهم إلى ثقافات البحر المتوسط ولاسيما الرومانية منها التي ورثتها عن الإغريق والشاميين وأقحمت فيها أسماء قياصرتهم كيوليوس وأغسطس، ثم ليعيدوها إلى العالم وتتلاقفها الثقافات.
ونجد ما يدل على الأصول الرافدية لذلك النظام الفلكي الذي ينم عن دلالات عقيدية، هو كم من الكلمات المقدسة من مثل (Astrology وastronomy) التي تعني التنجيم والفلك،وكذلك (Star,Stella) التي تعني النجمة وهي بمجملها تحريف مهذب لكلمة "عشتارAshtar" المقدسة للبابليين ورمزوا لها بنجمة الصباح وهي نفسها عثتر لدى عرب الجاهلية .
وقد نجد اسم تموز (دوموز) حبيبها مازال يقبع في قلب التقاويم الآرامية التي ورثناها.
وكلمة تقويم منحدرة من مصدر (قّوم) التي تعني إزالة الاعوجاج من الشيء وتعديله وهي تشكل مجموعة القواعد للتوفيق بين السنة المدنية والسنة الاستوائية ولتقسيم الأزمنة وجاء معنى تقويم البلدان بين طولها وعرضها واخراج أراضيها.
ومازالت كلمة (روزنامه) الفارسية تستعمل حتى اليوم والتي هي في حقيقتها مركبة من كلمتين (روز) وتعني يوم و(نامه) وتعني كتاب أي كتاب الأيام، ومن الطريف أن الإيرانيين يفضلون استعمال كلمة (تقويم) العربية على (روزنامتهم). ولدينا اليوم صنفان من التقاويم المستعملة هي القمرية أو العربية والأخرى الشمسية (الإفرنجية أو المسيحية أو الميلادية).
وأستعمل جل العرب التقويم الميلادي ما عدا العربية السعودية التي تستعمل التقويم الهجري.
واتبعت الدول صيغة ذكر التاريخين معا ولاسيما في الوثائق الرسمية.
وانحصر دور الهجري لدى العامة في ضبط التواريخ الدينية.
وكلمة الشهر ترد في الآرامية بلهجتيها الغربية والشرقية بصيغة (يرخو –يرخا) التي جاءت منها (يؤرخ) العربية وكلمة "الشهر" تعني كذلك القمر في العربية وقد وردت في القرآن الحكيم، سورة البقرة-الآية 184 : (فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمْ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ).
وقد كانت في اللغات السامية (العربية البائدة) تعني الأمر نفسه بسبب ارتباط الشهور بدورة القمر فقد سميت (سهر) في بعضها وكذلك (سين) الذي اقتبست منه كلمة سيناء، بما تعنيه الكلمة من روحانيات وعبادة آلة القمر لديهم. وهي في الآرامية (Sharo شارو)، حيث ذكر "الجواليقي" في (الاتقان ص 140) بأن اصل الكلمة سرياني (سهر) الذي عرب بعد ذلك.
وجاء لدى العرب بما يعني الكثير فقال في ذلك "ثعلب" بأنه سمي شهرا لشهرته وبيانه لان الناس يشهرون دخوله وخروجه.
وقال غيره سمي شهرا باسم الهلال لانه إذا أهل يسمى شهرا، وقال "ذو الرمة": يرى الشهر قبل الناس وهو نحيل.
وثمة شهور قمرية تدعى الأشهر الحرم، وقد حددت لها قوانينها وضوابطها وصل حد تحريم وتحليل صيد البر والبحر، ومنع بها إعلان الحرب الذي تمادوا به أهل السياسة والإرهاب ذو اللباس الديني اليوم ليعلنوا الحرب متى شاءوا. وقد قالت العرب إن الأشهر الحرم أربعة ذو القعدة وذو الحجة ومحرم ورجب، ثلاثة منها سرد وواحد فرد، ويرد في تراث العرب أن شذ عنها قبائل بني خثعم وبني طي، حيث كانوا مثل عرب اليوم يستحلون في تلك الشهور الحروب.
وكان لعرب الشام أو الحجاز واليمن تقاويمهم قبل الإسلام، التي سرعان ما اضمحلت بعد إقرار التقويم الهجري فمثلا أرخ سكان مدينة بصرى في سجلاتهم لتأريخ يقل بـ 105 أعوام عن التأريخ الميلادي المعاصر، كما وجد ذلك (دوسو) عندما تتبع منابع الخط النبطي في بادية الشام، ولاسيما في حرة وادي السوط في جنوب حوران.
وثمة جداول نظمت لضبط الفرق بين التاريخين الهجري والميلادي ولاسيما لدى الباحثين والمؤرخين الذين يستسهلوا إضافة العدد 622 وهو عام الهجرة الميلادي الذي حدث في 16 تموز (يوليو) عام 622م إلى التاريخ الهجري مع ضربها بمعامل بسيط فحواه الفرق (11 يوما) بين التقويمين ليظهر لهم بالتقريب العام الميلادي.
ومن الطريف في التقاويم الميلادية الشائعة اليوم أن السيد المسيح (ع) لم يولد في سنة 1 ميلادية وإنما في عهد هيرودوس الروماني يرجح العام 4 م وتختلف الطوائف المسيحية في يوم ميلاده، ليشكل بذلك حالة لعددٍ تقويمي مبهم وخالٍ من الدقة. وهو يضاف إلى العدد الكبير من المغالطات التي جوهرها تكريس الاحتفاء بذكرى زهو الحضارة الرومانية الوثنية، مثلما هي أسماء الأشهر، أكثر مما هو تمجيد لذكرى ميلاد نبي عظيم ومبشر إعجازي بعقيدة عالمية موحدة.
ويقول في ذلك (توم فلن) في كتابه (الخلل في عيد الميلاد –ص19): (إن عددا هائلا من الأعراف المقترنة بعيد الميلاد اليوم تعود جذوره إلى تقاليد دينية وثنية، لما قبل المسيحية.
فبعض التقاليد يحمل مفاهيم اجتماعية عرقية، أو فلكية سوف ينبذها الواعون منا إذا عرفوا صلب فحواها).
ويؤكد ذلك في موضع أخر قائلا: (أن أحد أوجه السخرية المتعلقة بعيد الميلاد هو قلة ما هو مسيحي حقا في مضمونه). وتعود الحقيقة إلى بدايات المسيحية والاحتفال الذي تبنته الكنيسة وتعود في حقيقتها إلى ارثٍ وثني حينما كان يحتفل الرومان بعيد الكوكب زحل في أواسط شهر كانون الأول (ديسمبر)، وكانوا يمارسون فيها عادات إيقاد الشموع وتبادل الهدايا وكذلك طقوس الولائم المتقنة والسكر المفرط والفحشاء المتحرر.
أما شجرة عيد الميلاد فهي تعود للشعوب الجرمانية عندما كانت تحتفل بالخضرة الدائمة الباقية بعد ضمورها في موسم الثلج ونفض الأشجار الذي مقتته العقلية البشرية.
وما يتعلق بشخصية (بابانويل) الخرافية وهو ذلك العجوز الذي يرد بعربته ليوزع الهدايا على الأطفال، وهي في حقيقتها إلا تقليد شعبي مازال الفنلديون والنرويجيون وغيرهم يتخاصمون بحماس على انتمائه لثقافاتهم.
ويصر البلقانيون (الأرثودوكس) على كونه القديس أصطيفان الذي يكتسي الحظوة لديهم.
وبالرغم من كل هذا اللغط فمازال بعض أصحابنا يتوقون شوقا لأن يكونوا جزءا من هذا المهرجان العرفي دؤبين على تطبيق طقوسه بالرغم من براءته من أي مسحة روحية. والاهتمام به يرد من باب اقتصادي محض حيث تنشط خلاله الحركة التجارية التي تحتاجها السوق الرأسمالية في دوران المال وتصاعد الأرباح.
وما وصلنا من ميراث ثقافات المنطقة العربية اليوم عيد شم النسيم وفيضان النيل في مصر الوارد من التواريخ الفرعونية وكذلك الحال في كثير من الأعياد الرافدية.
فمازال الفلاحون في جنوب العراق يستعملون أسم نيسان للدلالة على موسم الحصاد الذي يرد بصيغة الفعل (نيسن)، ويعتقد أن نيسان تعني (نيشان) أي علامة لموسم الحصاد، وكذلك لذكرى عيد رأس السنة البابلية (الأكيتو) الذي هو بالأساس قد وردهم من السومريين عندما كانوا يطلقون عليه أسم (زكموك) .
وقد كان في هذه المناسبة يعاد تجديد البيعة للملك في بابل والذي يصادف الأيام الإحدى عشر الأولى من هذا الشهر والتي تقع اليوم في نهايات آذار وبدايات نيسان ويصادف موسم الاعتدال الربيعي.
فهو في العراق عيد دورة السنة أو عيد النوروز.
وتحتفل به كل شعوب الشرق تقريبا، ومن المؤكد بأن الكرد والفرس وتبعهم من ثم الترك كان قد أخذوه من بابل، وهو يصادف يوم 21 مارس أو تساوي الليل والنهار.
وكلمة نوروز تعني بالفارسية (اليوم الجديد) وهو يصادف يوم دخول الشمس برج الجدي(الحمل).
وبنفس المعنى يطلقون عليه في التركية بـ(يني كون) الذي يعني اليوم الجديد كذلك.
وفي التاريخ الإسلامي كان ذلك يمارس على نطاق دوري في مدن بغداد وسامراء خلال الحقبة العباسية وكان المتوكل يوزع فيه الهدايا، حتى ورد على لسان البحتري يقول فيها :
لا تخل من عيش يكرّ سروره أبداً ونيروز عليك معادِ
ومن الجدير ذكره أن طائفة الصابئة (المندائيون) في العراق ما زالت تطبق التقويم البابلي حتى يومنا هذا في أعيادهم الدينية، ويعتبرون أن يوم 21 آذار(مارس) هو يوم تساوي الليل مع النهار وإتصال ذلك بالتوازن بين عالم الأنوار والظلمات الذي تنبني على أساسه عقيدتهم. ومازالوا يعتبرون يوم 20 كانون الأول (ديسمبر) الذي يطلقون عليه إحتفال (البنجل) وهو يوم زيادة النهار على الليل وزيادة عالم النور أو (هيبل زيوا) في عقيدتهم.
وبصدد أسماء الشهور، فأن جلها ورد من التسميات القديمة فمثلا نجد في الأشهر القمرية أسم عاشور وهو أول شهور العرب وهو نفسه وارد من الديانات القديمة في العراق التي مجدت ألهتهم (أشور) الذي أتى بتسمية الاشوريين، وكان قد أقتبسه الفرس كذلك وأسموه (أهورا) مقترنا بالآلهة الفارسي القديم. وفي سياق إقتباس الكلمات من الفارسية نجد كلمة (مهرجان) التي تعني عيد الملك وهو الذي يحتفل به في الخريف.
وبسبب جهل المؤرخين المسلمين بالآرامية واللغات الشرقية المنقرضة عموما فكان سهلا عليهم أن ينسبوا الكلمات لأصول فارسية أو رومية أو يقربوها إلى معان في العربية كونها من (السامي المشترك) مثل كلمة (كانون) التي مازالت تستعمل بدلالات لغوية تعني موقد النار بما يعني الشتاء الذي تحل به المواقد.
وذكر البيروني بعض التسميات وظن بأنها مجوسية ويعني بابلية لاختلاط الحال عنده بين المانوية البابلية والزرادشتية الفارسية.
ونجد ما قاله صاحب اللسان مبتدءا بشهر (آب-أغسطس): (وآب من الشهور أعجمي معرب) وتمادى في ذلك بخصوص شهري كانون (والكونان شهران في قلب الشتاء، رومية). ووهم مثله صاحب (القاموس) بقوله: (وحزيران اسم شهر بالرومية وكذلك نيسان وتشرين وآذار).
وزاد "الشرتوني" (ج2:ص 1108 ) شرحا بقوله (والكونان شهران في قلب الشتاء، و قيل هو عربي مأخوذ من معنى الثقل لشدة برده وصعوبة المتسبب والحركة فيه وقيل دخيل). وقال "البيروني" في (الآثار الباقية ص 59 و 318) (المجوس وقد يسمون الشهور بالأسماء السريانية، أما النصارى بالشام والعراق وخراسان فقد مزجوا بين شهور الروم وشهور اليهود، وسموها بأسماء سريانية وافقوا في بعضها اليهود وباينوهم في بعضها). وقال "ابن العبري" في كتابة الفلكي السرياني الموسوم بـ(الصعود العقلي مج 2 ص 190): (فمن الأمم التي عدت بعض شهورها ثلاثين يوما ومنها أكثر من ثلاثين وبعضها أقل منه كالرومان واليونان والرهاويين (أهل حران أو أورفة) والسريان، واما الرهاويين لما اقتبسوا أسماء الشهور من العبرانيين لم يوافقوهم في تقسيم كمية أيامها لكنهم وافقوا في ذلك اليونان والرومان.
وفي قول هذا العلامة فأن مجموعة من أسماء شهور العبرانيين لا توافق أسماء شهور السريانيين وهي: مرحشوان، وكسيلو، وطيبث، وسيون والثلاثة الأولى توافق تشرين الثاني (نوفمبر) وكانون الأول (ديسمبر) وكانون الثاني (يناير). ومن الجدير ذكره أن لليهود بعض التسميات المشتركة مع السريان ولكن الملفت أنها تعني أشهر أخرى فمثلا أيار لديهم يعني شباط السرياني وحزيران يدعوه آذار أول ثم ثاني وأب يحل محل آيار ..الخ.
وأورد الأب دورم في كتابه (البلاد الواردة في الكتاب المقدس ص 42 )، ان طيبثTebet وسيون Siwan اسمان بابليان، وليس عبريان، ويؤكد اقتباس اليهود للكثير من المفاهيم ومنها أسفارهم من أساطير بابل.
وذكر أيضا في كتابه أنف الذكر وكتابه المسمى بـ(الديانة الآثورية البابلية) أن أسماء شهور آذار ونيسان وأيار وتموز وآب وأيلول ( ويسمونه أولولوUlulu) وتشرين ويذكرونه مرخماً (تشري) كما هو عند العبرانيين والسريانيين أيضا Tesrit وهي بابلية الأصل، ومن البابلية أخذها العبرانيون والسريان فقال العبرانيون، نيس، واواب (مثل السريان) وتمز، وايلل، وسفط. أما حزيران، وكانون الأول، وكانون الثاني فأسماء سريانية ووردت كذلك Hziron, Kanoun, Kadhmoio, Konoun, Traino) ) .
ويمكن أن تكون بعض تلك التسميات من أصول سومرية وهي أولى الحضارات المثقفة في جنوب العراق مثل كلمة (دموزي) أو (تموز) الموحي بشغفهم بزوج آلهتهم القديمة (أنانا) التي أصبحت لدى البابليين عشتار.
و( دموزي) تعني في لغتهم (الأبن الشرعي) وتم انتقالها مثلما نقل الكثير من مظاهر الثقافة والحضارة إلى الاكديين أول الشعوب السامية (العربية البائدة) التي خرجت من الجزيرة، وانتقلت دواليك إلى من ورثها من الأقوام الآمورية والكنعانية والكلدانية والآرامية واقتبسها العبرانيون فأصبحت إحدى شهورهم ونقلها الفينيقيون إلى اليونان فحرفت وأصبحت (أدونيس) لتضطلع بنفس المعنى الروحي. وقد أكد ذلك عالم التأريخ (جيمس فريزر) في كتابه (الفص الذهبي) والذي ترجمه المرحوم جبرا إبراهيم جبرا. ومن الطريف نذكر هنا، أن العراقيين القدماء ولاسيما البابليين كانوا يحزنون في أيلول الذي يشعرهم ببواكير الخريف ونضوب الخصب والخضرة، وقد جعلوه موسما للبكاء والعويل على (دموزي) بعد أن زال خصبه ،وما كلمة أولولوUlulu التي ورد منها (ايلول) إلا تعني الولولة أو النحيب في العربية ونلاحظ أنها قريبة لشقيقتها.
وبالرغم من ذلك الثراء في ميراث ثقافة المنطقة العربية من مصادرها العراقية والشامية والمصرية فقد أختلف العرب في تتبع أي منها، و تفرقوا الى خمسة مجاميع مميزة تتبع كل منها تقويم معين، وهي:
المغرب:
وقد استعمل أسماء الأشهر الرومانية بالصيغة التي استعملها العرب في الأندلس بسبب تماسهم واختلاطهم مع النصارى والتي نقلت إلى المغرب مع حركة التواصل بين الصوبين، لتستقر إلى يومنا هذا. وتلفظ الأسماء عربيا مثل غشث (أغسطس) وشتمبر ..الخ. ومن الطريف في ذلك وجود مناسبة شعبية في المغرب العربي يطلق عليها(الناير) وتمارس فيها طقوس الفرح وتبادل الهدايا والزيارات على نطاق واسع وهي مأخوذة من أسم (يناير) أو رأس السنة الميلادية الروماني.
موريتانيا والجزائر وتونس:
وهي تستعمل الأشهر الموروثة من التسميات الفرنسية لكنهم كتبوها بأحرف عربية مثل أوت (أغسطس-آب) وجويية (يوليو-تموز) وجانفي(يناير-كانون2)..الخ.
ليبيا:
وقد ارتأت القيادة السياسية في خضم النزعة الإستقلالية والإنعتاق من هيمنة الغرب أن تقترح أسماء خاصة بها مستمدة من الأحداث السياسية أو المناخية أو حتى من الأعراف العربية البدوية منها مثل أشهر الطير والحرث أو سياسية مثل ناصر (يولية) والفاتح (سبتمبر)..الخ.
مصر والسودان والجزيرة العربية، وبضمنها اليمن والخليج العربي:
الذي تبع للتأثيرات الثقافية المصرية وعائدا التكوين الأول لإدارات تلك البلدان، والتي اعتمدت على الخبرة المصرية التي أستعملت تلك التسميات منذ "فرنجة" الحياة في مصر في القرن التاسع عشر على يد محمد علي باشا وورثته.
والأشهر هنا أسمائها رومانية بحتة حرفت للتسهيل، مثل يونية ويوليو وأغسطس ..الخ.
ومن الجدير بالذكر هنا أن جل تلك التسميات تخلو من المنطق السديد، فهي أما هجين من الاقتباسات الرومانية أو استرسال رقمي قديم حينما كان العام يبدأ في الشهر الثالث الحالي. فنجد (يناير) يعني شهر الشباب أو التجديد و(فبراير) يعني شهر التدفئة و (مارس) ورد من بقايا الوثنية ويعني المريخ. أما (أبريل) وهو مقتبس ومقلوب من لغات الثقافات السامية (العربية البائدة) بصيغة (أربع أيل) أو (اربيل) التي تعني الآلهة الأربع، لما للرقم 4 من حظوة و(ايل) يعني (الله) العربية. ومن ناحية الترقيم فهو الأصح من حيث وروده الرابع. ونجد الخلل الرقمي مثلا في سبتمبر الذي يعني السابع وموقعه التاسع و أكتوبر ويعني الثامن وموقعه العاشر وديسمبر ويعني العاشر وموقعه الثاني عشر.
العراق وبلاد الشام الذي استمدت التسميات من جذور بابلية-أرامية " سريانية" أختارها الرعيل الأول من الإداريين والساسة الذي خلفوا الحقبة العثمانية. والأسماء هي آذار، ونيسان، وحزيران، وتموز..الخ.
وفي خضم هذه الخلاف الثقافي، ثمة حاجة لحل وسط بين الإدارات العربية، بغرض إيجاد صيغة تفاهم وسط بما يوفره من جهد ومساحة طباعية أو يرفع التلعثم الذي يقع به عاثري الحظ من المذيعين، والأهم في كل ذلك أن يوحد تلك الثقافة المسكينة التي من فرقة السياسة ومناخات المصالح.

================================
تعقيب من لجنه تحرير موقع اتحاد الجمعيات المندائية:
================================
ننشر دراسة الدكتور على ثويني عن الجذر الرافديني لأسماء الأشهر، ونود التنويه إلى بعض الأمور التي وردت في الدراسة:

1- ليس الأمر ببساطة تغيير أسماء الأشهر من قبل الأباطرة الرومان طمعاً في تخليد الأسم أو الزهو بحضارة الرومان، فيوليوس قيصر هو الذي أدخل التقويم المعروف باسمه، التقويم اليولياني، وهو تقويم شمسي يحسب حساب السنة الكبيسة، وكان له في ذلك دوراً هاماً في ضبط التقويم لأكثر من 1600 عام، قبل أن يجري تعديله في 1582 على يد البابا جريجوري الثالث عشر، ليبدأ استعمال التقويم الجريجورياني (الحالي) الذي أدخل حساباً أكثر دقة (حساب القرون الكبيسة).

2- تعني كلمة التقويم الحساب والتقدير من القيمة، على الأرجح، كذلك يرتبط فعل القيام بانتصاف النهار، إذ يقال ”قام قائمُ الظهيرة أَي قـيام الشمس وقت الزوال“ (انظر: لسان العرب مادة قام).

3- جاء في لسان العرب في باب أرخ ” الأَرْخُ و الإِرْخُ و الأُرْخِيُّ البقر“ ونعرف ارتباط البقر بالقمر وبالتالي بدورة الشهور، ويرخا أو يرخو تكتب في الأصل بالحاء في الآرامية والعبرية (الكنعانية) وتلفظ بالخاء، لذا من المستحسن كتابتها يرحو أو يرحا. وقد قلبت الحروف في الآرامية المندائية لتكون يهرا. ولم يوضح الكاتب علاقة يرخو السامية القديمة بكلمة التاريخ العربية من الناحية الأتيمولوجية، ولم يستند إلا على التشابه في الصوت.

4- شارو المذكورة هي سهرا بالتلمودية وشهرونيم بالعبرية وشهر بالعربية وفي التلمود اليروشالمي (المقدسي) زهرا، وبالمندائية سيرا، ووصلت الكلمة بعيداً حتى أثيوبيا وسبأ، فهي إذن كلمة سامية مشتركة ولا يوجد سبب لإبراز الآرامية.

5- نيسان هو نيسانو بالأكدية ونيسان بالعبرية والتلمودية والسريانية والعربية والمندائية، ولا ندرك مدى علاقة نيسان بالنيشان، كما ذكر في الدراسة.

أخيراً نذكر أن الصابئة لا يستعملون التقويم البابلي المعقد الذي بني على أساس دورة ميتون (إضافة شهر كبيس ثالث عشر سبع مرات كل 19 سنة، ومن هنا جاءت تسمية بعض الأشهر بالأول والثاني، مثل كانون الأول وكانون الثاني)، بل يستعملون تقويماً شمسياً بسيطاً، هو أقرب إلى التقويم الفرعوني المصري القديم، وتتكون السنة المندائية من 12 شهراً بثلاثين يوماً، مع خمسة أيام كبيسة هي البنجة، ليكون عدد أيام السنة 365 يوماً، بفارق ست ساعات تقريباً عن السنة الشمسية الفلكية. وبهذا الصدد سنعيد نشر دراسة الكاتب ثائر صالح المعنونة ”رحلة التقاويم عبر التاريخ“ والمنشورة في صحيفة الحياة سنة 1996، أملاً في زيادة الفائدة.



وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين

الصورة الرمزية زياد علاوي
زياد علاوي
عضو
°°°
افتراضي
ما شاء الله أخي الكريم فقد أوضحت أمورا كثيرة يجهلها معظم الناس عن الشهور...

الصورة الرمزية النّجف الأشرف
النّجف الأشرف
عضو
°°°
افتراضي
بسم الله و الحمد لله و الصلاة على حبيب الله وآله أولياء الله

مندوب النجف الأشرف يكتب:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

اشكرك لمروروك الكريم وتشييدك بالموضوع

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين

صورة رمزية إفتراضية للعضو العلم هداية
العلم هداية
عضو
°°°
افتراضي
بارك الله فيك شيخنا
جعله في ميزان حسناتك

صورة رمزية إفتراضية للعضو اياد مصطفى
اياد مصطفى
عضو
°°°
افتراضي
بسم الله و الحمد لله و الصلاة على حبيب الله وآله أولياء الله


مواقع النشر (المفضلة)
الجذور العراقية لأسماء الشهور على الأساليب العربية الخمسة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
الانتقال السريع
المواضيع المتشابهه
الموضوع
الشهور وخواصها (العربية والفارسية والرومية)
هيئة تأسيس الدولة العراقية...
الإنصات للجسد بداية المصالحة مع النفس
اقنعة طبيعية للبشرة المسامية الواسعة

الساعة الآن 12:56 PM.